أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مرزوق الحلبي - رسالة إلى صديق في القدس!














المزيد.....

رسالة إلى صديق في القدس!


مرزوق الحلبي

الحوار المتمدن-العدد: 3983 - 2013 / 1 / 25 - 23:00
المحور: الادب والفن
    


رسالة إلى صديق في القدس!
(إلى بشير بشير، صديقا وخلا وفيا)
مرزوق الحلبي
للقدس موقعُها،
مكان لا زمان له.
والوقت ملك للإله الواحد الأحد المنزّه،
وللصراعِ على البدايةِ والنهايةِ،
والروايةِ.
الوقت للرُسِل وحشد الأنبياء السائرين إلى الهياكلِ
وطابور الملائكةِ الطويلِ الخارجين من بياضٍ لا نهائيّ.
وما تبقّى للحروب.
لدمائهم، ودمائنا ودماء من يرث المدينة!
لا السورُ يحمينا ولا البيت ولا جِهَة الصلاةِ.
ولا الهوياتُ التي اندثرت
ولا تلك التي ولدت
ولا التاريخ.
مصيدة هو التاريخ ضلّلهم وضلّلنا،
فاقرأه لكن ولا تدعه يسير قبلَك!
لا تدعه يسير خلفك!
فالوقتُ في القدس مثل الضوء منكسرٌ،
شديد الانحدار
عصيّ
عدوّ الجالسين على حقائبهم
عدوّ الواقفين على الجدار.
في القدسِ ، يسير الوقت منكسرا على الأرض قليلا
ومنقبضا قليلا
ومرتبكا قليلا.
وقتا أضاعته الحروب على المفارق
كي يضلّ المارقون إلى المنافي طريقهم
أو يعثرون على موت يزيّنه الدعاةُ.
فالحرب عادلة ـ يقولون
والموت حق!
وَمن يمُت، فبحكمةٍ لا تُدركُ الآن!
لكل ميتة معنى!
ولكل معنى آية مُثلى
من لحظة التكوين منشأها.
فحاذر من كلام الخارجين من القداسة!
لا حياد هناك حيثُ يشتبك المقدّس بالمقدّس
وتطغى أشكالُ الكثيف على اللطيفْ
وينتفي التفكير في الأشياء
وينتفي العقل وجوهرُه،
ومنابع الإدراك.
وتوصدُ الأبوابُ في وجه مَن شادوا السؤالَ على السؤال .
في القدس آلهة تقاتل.
والنبيّون، والملائكة تُقاتل.
في حروب ليس فيها أي ذكر لك
ليس فيها مما قالوا لي ولك.
مزعومة
موهومة
وهي الغريزة في التجلّي
وهي ما في النفس من ماء وطين.
مسكونةٌ بالنصِّ
بالموروثِ
بالوهم المؤسّس للخرافة.
فكُن يا صاحبي "صاحب"
وصُغ فقيضَك للخُرافة
****
هم الحُجاج سدّوا الباب وانتشروا،
وساروا في ظلال السورِ وانتصروا
ليقطعوا الطُرق عليكَ
وعلى الحمام الزاجلِ،
وعلى الحقيقة.ِ
فاترك سجائرك لهم
واترك عناوين الجريدة!
وخذّ ما خفّ من أملاكك المنقولةِ
وبريدَك،
وكلامَه السريّ
ووردة الشبّاكِ
ونادلةً شُغفت بها عيناك.
خُذها إلى خزانةِ مفتاحها في قلب أمّك،
إلى مأمنٍ في الجليل.
فالقدس مشغولة يا صاحبي لا قلْبَ فيها لك
ولا خبرا يسرّ
في القدس تنهمرُ السماء بشدّة
ويلتقي العلويّ بالأرضي في صخب
فلا زمان لك ولي
ولا منجى من الغرقِ
الوقتُ في القدس مثل الضوء منكسرٌ،
شديد الانحدار
عصيّ،
عدوّ الجالسين على حقائبهم
عدوّ الواقفين على الجدار.
فاخرج من معارجها وعُد سالمًا يا صاحبي!
فالحقيقة أن تظلّ الروحُ لك
وأن تظلّ
وأن تظلّ
وأن تظلّ مودّتي شعرا يسابقُ الوقتَ إليك!
كانون الأول 2012



#مرزوق_الحلبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهما تكن نتائج الانتخابات الإسرائيلية!
- في الردّ على الفيلم السيئ المُسيء:
- الشاعر مرزوق الحلبي*:تبدأ القصيدة عندي ضبابا أو إيقاعا أو رت ...
- تدريب يومي على الحقيقة
- إقصاء المرأة خلف الحجاب والجلباب...
- مساهمة في النقاش حول آفاق الحركة النسوية العربية!
- ثلاثيات من ممالك النمل!
- حين يبدو الاحتلال الإسرائيلي مجرّد نزهة!
- تسميات أخرى للحاصل في سورية!
- إجابة مطوّلة على جملة من الأسئلة الراهنة!
- للأقليات احتياجات ..وكرامات، أيضا!
- الثورات العربية والنصّ الجديد!
- الشبّيحة
- أبو مازن في الأمم المتحدة: نحوُ جديد للمسألة الفلسطينية!
- عن سورية: الدوغما بعض شيوعيي بلادنا نموذجا!
- عن الحق الفلسطيني المطلق في عدل نسبي!
- عن الذين عرفوا وحرفوا!
- من وحي الثورات وأسئلة طرابيشي
- وسورية التي هنا!
- سورية التي هنا!


المزيد.....




- “صناعي – تجاري – زراعي – فندقي” رابط نتيجة الدبلومات الفنية ...
- إبراهيم البيومي غانم: تجديد الفكر لتشريح أزمة التبعية الثقاف ...
- بوابة التعليم الفني.. موعد إعلان نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- البندقية وزفاف الملياردير: جيف بيزوس يتزوج لورين سانشيز في ح ...
- شاهد.. الفنانون الإيرانيون يعزفزن سمفونية النصر في ساحة الحر ...
- طلبة التوجيهي يؤدون امتحان -اللغة الإنجليزية-.. مروحة واسعة ...
- “برقم الجلوس والاسم فقط” Link الاستعلام عن نتيجة الدبلومات ا ...
- العراق يواجه خطر اندثار 500 لهجة محلية تعكس تنوعه الثقافي ال ...
- رحيل الفلسطيني محمد لافي.. غياب شاعر الرفض واكتمال -نقوش الو ...
- موعد نزال توبوريا ضد أوليفيرا في فنون القتال المختلطة -يو إف ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مرزوق الحلبي - رسالة إلى صديق في القدس!