أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرزوق الحلبي - وسورية التي هنا!














المزيد.....

وسورية التي هنا!


مرزوق الحلبي

الحوار المتمدن-العدد: 3414 - 2011 / 7 / 2 - 13:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في وقت مضى، قبل دخول الإنترنيت على الخط، وقبل فتح إمكانيات التفاعل تعقيبا وردّا وسجالا، قلنا أننا نستطيع أن نتعلّم عن مجتمعنا من خلال ما يُنشر من تهاني وتعازي في الصحافة المكتوبة. لكن الخيار التفاعلي المتاح الآن عبر المواقع الشبكية يبدو فرصة أفضل بكثير لمن يريد رؤية "نفسية" الجماعة في تجلياتها. وهي "نفسية" تبدو معطوبة تماما، أحيانا، ثم نضرة كزهر اللوز، ثم مُتعبة، ثم فاعلة أو مفعولا بها. هي الأحداث تفعل فعلها أو الإديولوجيا أو العقيدة أو الجنس أو الانتماء الحزبي أو هوية الموقع المفتوح للتفاعل.
وإذا اعتبرنا الثورات العربية حالة متواصلة فإن في موازاتها حالة عندنا. وقد اعتادت روح الأحداث العربية أن تنعكس في مجتمعنا هنا. ساحة اللعب إسرائيلية لكن الروح والتيارات الجوفية عربية بامتياز. بمعنى، أن كثيرا من التحولات هناك تنعكس هنا أو تتسرّب إلى مجتمعنا وتحصل فيه، أيضا. فالثورات انعكست "ثورات" هنا في الكلام على الأقلّ. والأنظمة التي جرت الثورات استئنافا على جورها وقهرها، وجدناها هنا، أيضا، حاضرة بكل أدواتها وديماغوغيتها وخطابها المُنهك للروح المستفزّ للعقل. مرة في أقلام بعض الكتاب ومرات متكررة بكلمات معقّبات ومعقبّين متفاعلين إلى حدّ التماهي التام مع بشار الأسد مثلا!
أي أن المنظومة القمعية التي يجسّدها نظام الأسد مثلا موجودة بين ظهرانينا. ومثلما تفعل تلك التي هناك بأدوات القمع والبطش الروسية أو الإيرانية فإن التي هنا تسوطنا بمقالات وتعقيبات تشي برائحة الدم لو أُتيح لها. كاتب هنا أو هناك ومعه جيش من الهتافين. وهؤلاء، لا يكتفون بترداد ما يفتري به النظام هناك على شعبه ووطنييه، بل نراهم ينزلقون إلى تصوير سورية واحة الديمقراطية العربية وبلد الإصلاحات من كل صنف ونوع! وليس هذا فحسب، بل أنهم مستعدون للاختلاف والاشتباك الكلامي غير المهذّب مع كل مَن يسأل أو يُدين القتل بأيدي الأمن السوري، وشبّيحته! وهي "حركة" مماثلة طبق الأصل لحركة الأشخاص ذاتهم أو نسخ عنهم ضد كل ما كان يصدر ويصدر الآن من أسئلة حيال الرواية الرسمية للحزب أو المؤسسة أو الإطار أو الجماعة!
وهو ما يأخذنا إلى ثقافتنا السياسية وتنظيماتها على اختلاف مشاربها. فهي في جوهرها تعمل بروح الحالة العربية وكجزء منها. قليل من الهواء المنعش وكثير من العتمة، قليل من النقاش وكثير من القرارات، قليل من الحوار وكثير من الأوامر. ومثلنا مثلهم هناك، نُكبنا بالمركزية الديمقراطية وبمفهوم عسكري للالتزام أو بمفهوم ديني أصولي للانتظام والتفكير. وأخذنا عن غير العرب في هذا ما استطعنا فالتجارب في الاتحاد السوفييتي وكوبا مثلا، كانت على مرمى عصا! وهذا بالذات ما يُنتج أكثرية صامتة لا تقول شيئا أو تتحرك بين الجنة والنار! تقول بعضا من الكلام دعما للثورة الشعبية في سوريا وبعضا آخر يربت على كتف النظام! هذا، علما أن في لحظات محددة من العُمر، من السياسة، من الوضع، ينبغي أن يخرج الإنسان عن صمته بأعلى صوته، كما يفعل السوريون كل يوم وكل ليلة رغم البطش!
هنا، لا بدّ أن نستعيد ما قلناه وقاله غيرنا من وجوب أن تغيّر الثورات العربية فينا، في أنماط تفكيرنا، في ممارساتنا، في ثقافتنا السياسية، في أخلاقياتنا، في نظام تعاملنا مع العالم ومعاييرنا واعتباراتنا، في تفكيرنا وإدراكنا، لا أن نكتفي بتسجيل المواقف أو الهتاف! وهذا ما يستدعي أن نقول ونصرخ في وجه المسؤولين عن هذا العطب في ثقافتنا هنا: "إلى الجحيم كل ما أنتجناه وصنعناه... إلى الجحيم وبئس المصير كل ما ألفناه من كلام وتنظير بائس وأنماط... إلى الجحيم كل الأحزاب والتنظيمات والحركات والعقائد التي ورثناها أو شوهناها... إلى الجحيم كل هذه القيادات والرموز والنُخب... إلى الجحيم كل هذا وأكثر ما دمنا نجدنا مستعدين، حتى الآن ورغم كل ما شاهدناه وجرّبناه وراكمناه، لكتابة أطروحات دفاع عن نظام بطش واستبداد وقتل يومي، وما دمنا مستعدين أن نهتف لسفاحين خطفوا الوطن وها هم يذبحون أهله، إلى الجحيم ما دامت قيادات ورموز تدعي الوطن والوطنية مستعدة لأن تصمت لتسلم علما بأن لسانها ـ منذ عرفتها ـ لا يُردّ إلى حلقها" ـ هذا ما يعتريني منذ بدء الثورات الشعبية وبدأت الردود التفاعلية عليها وعلى ما يُنشر حولها. وهو ما أريد أن أفعله لو أننا في ساحة أثينا أو لو كان لدينا ميدان تحرير! وهذه هي العبرة من "درس سورية". فهي ليست هناك فقط، هي بين ظهرانينا، أيضا. و"هنا" مثل "هناك" أنماط قمع واستبداد، وأناس أحرار ووطنيون يسعون إلى تغييرها. والفارق أن السيادة الإسرائيلية ـ ويا للمفارقة ـ تمنع من المستبدين الذين هنا أن يخرجوا علينا مثل خروج الذين هناك!



#مرزوق_الحلبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سورية التي هنا!
- وجوب تعديل ميثاق المحكمة الجنائية الدولية!
- الثورات العربية: فصل الخاتمة لنسق -النقدية المثقوبة-!
- المستبطنون أمريكا!
- غداة خطاب نتنياهو: العودة إلى التاريخ من خلال الأمم المتحدة!
- المنافحون عن نظام بشّار الأسد: ماذا ستقولون لمحمّد الماغوط إ ...
- عن ثورات تفتح أبواب الأمل الموصدة !
- أفكار في نقد الضحية،
- يسار عيّ على الطريقة العربية!
- في ذكرى 11 سبتمبر:الإرهاب الإسلاموي حين يكون بديلا للسياسة!
- نظريات وحقيقة بسيطة!
- هدايا من باريس
- وحده المزيّن!
- بوابات فاس
- عن المسألة الإيرانية: كيفما اتفق وليس أبعد من ذلك
- عن أسر الإسلام والتمثيل به!
- لو أني عرفت!
- سنوات
- عن محاكم التفتيش العربية
- تعب من الذاكرة


المزيد.....




- زفاف -ملكي- لحفيدة شاه إيران الراحل و-شيرين بيوتي- و-أوسي- ي ...
- رواج فيديو لـ-حطام طائرات إسرائيلية- على هامش النزاع مع إيرا ...
- -نستهدف برنامجًا نوويًا يهدد العالم-.. هرتسوغ يبرر الضربة ال ...
- إجلاء واسع للإسرائيليين و-الحيوانات- من بيتح تكفا بعد الهجوم ...
- رئيس النمسا يعترف بعجز بلاده عن تقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- الخارجية الأمريكية والروسية توجهان نصائح لمواطنيهما المتواجد ...
- -سرايا القدس-: أوقعنا قوة إسرائيلية في كمين محكم شمال خان يو ...
- إسرائيل - إيران: في أي اتجاه تسير الحرب وإلى متى؟
- نتانياهو: قتل خامنئي -سيضع حدا للنزاع- وإسرائيل -تغير وجه ال ...
- كيف تتخلصين من -كابوس- البثور العميقة في الوجه؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرزوق الحلبي - وسورية التي هنا!