أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مرزوق الحلبي - غداة خطاب نتنياهو: العودة إلى التاريخ من خلال الأمم المتحدة!














المزيد.....

غداة خطاب نتنياهو: العودة إلى التاريخ من خلال الأمم المتحدة!


مرزوق الحلبي

الحوار المتمدن-العدد: 3380 - 2011 / 5 / 29 - 22:12
المحور: القضية الفلسطينية
    


خطاب نتنياهو أمام الكونغرس ينهل من أدبيات السياسة المتصّلة بالدولة الإقليمية أو القومية. وقد أضاف عليها خصوصية التجربة الإسرائيلية التي تتلخص في كون مجتمع المهاجرين اليهود لم يحظ بشرعية من المقيمين والمحيطين. ومع هذا فإن خطابه لم يكن أيديولوجيًا ولا حديثا في الأسس بقدر ما كان في التكتيك الدعائي والتفاوضي. فهو لم يرسم حدود الدولة الفلسطينية أو حدود إسرائيل بعد التسوية المأمولة، بل رسم الخطوط التفاوضية الأولى التي سينطلق منها في كل عملية تفاوضية مستقبلية. وهي خطوط تحظى بنوع من إجماع إسرائيلي راهن. ومن هنا، فإنه لم يُضِف شيئا ولم يُقدّم جديدا. هذا، علما بأن المسرح والإخراج كانا جديدين على طريقة الاستعراض الأمريكية.
لأن الأمر بشأن تكتيك دعائي تفاوضي ينبغي على القيادات الفلسطينية الامتناع عن إعادة النظر في استراتيجيتها الراهنة والمضيّ حتى النهاية في مشروع انتزاع اعتراف بالدولة الفلسطينية من الجمعية العمومية للأمم المتحدة. فاعتراف كهذا سيكون مفصلا هامًا في تاريخ المسألة الفلسطينية حتى لو تأخّرت تطبيقاته على الأرض. فاعتراف العالم بدولة فلسطينية بعد اعتراف سابق بحق الفلسطينيين في الدولة، يعزّز روايتهم ويشدّ أزرهم من جهة، ويضع علامة سؤال ضمنية على المشروع الإسرائيلي برمّته. بمعنى، أن الاعتراف العالمي في هذه الظروف من التحولات في كل مستوى، سيشكّل نوعا من الصعقة للنخب الإسرائيلية ومشاريعها. وهي، وإن كانت مرشّحة للردّ بصلف أو عنف في أول الأمر، لكنها ستكون ساعتها تحت عيون المجتمع الدولي الذي أقرّ للتوّ اعترافه بالدولة الفلسطينية. وهو اعتراف يفتح آفاق واسعة أمام تحرّك دول ومجموعات دول وفق أحكام القانون الدولي في معاقبة إسرائيل أو الضغط عليها.
من هنا فإن الاعتراف لن يكون مكسبا فلسطينيا رمزيا بل مكسب عملي يشكّل اقترابا من المجتمع الدولي نحو محاصرة السياسات الإسرائيلية ونقدها ومواجهتها. سيساعد في هذا مناخ دولي متحوّل لصالح الشعوب وإقليمي يضيّق الاعتماد المفتوح الممنوح لإسرائيل. وعليه، نوصي ألآ تتراجع القيادة الفلسطينية عن هذا الخيار مهما يكن. خاصة لأنه دبلوماسي يستند إلى الأعراف ويحاصر نزعة العسْكرة والأمن في السياسة والدعاية الإسرائيليتين. خيار كهذا ينبغي أن يترافق مع استراتيجيات العمل المدني ميدانيا. بمعنى، ينبغي التزام الممانعة المدنية من اليوم فصاعدا كورقة ضغط تنسجم مع المناخ الدولي آنف الذكر، ومع توقعات المجتمعات البشرية الآن من أصحاب قضية عادلة.
يقينا منّا أن إسرائيل وأطرافا أخرى ستعرض على الفلسطينيين إغراءات ومقترحات للعودة عن مسار الأمم المتحدة. بل ستتعرّض القيادة الفلسطينية للضغوط المتنوعة من جهات متنوعة. وهي هنا في امتحان التاريخ. فإما أن تُعطي معنى لحق تقرير المصير من خلال الشرعية الدولية في مرحلة من التحولات الهامة المناسبة لدفع المشروع السياسي الفلسطيني على مداه، أو أن تنكفئ إلى التكتيك في إطار رؤية ضيّقة في أساسها الخوف من ردّ إسرائيلي راديكالي. أوساط واسعة في إسرائيل، لا سيما في النُخب لم تصدّق كلمة واحدة في خطاب نتنياهو، بل قرأته كمن يضع إسرائيل في مواجهة حادة مع أمريكا والعالم ويتهرّب من فرصة تحقيق السلام والأمن لإسرائيل. وعليه، ليس هناك أي أساس لأي فلسطيني كي يُصدّق نتنياهو أو مبعوثيه أو بكّاءاته في أوساط الكونغرس أو في أوروبا. لأن القناع الأخير أوشك أن يسقط عن سياسات نتنياهو ونُخبه، ينبغي ألا يكون الفلسطينيون أنفسهم سببا في تأخير سقوطه أو ارتكاب أخطاء تحتجب السياسات الإسرائيلية خلفها.
لقد بدأ نتنياهو المفاوضات المقبلة من الكونغرس الأمريكي. وأعتقد أن على الفلسطينيين أن يبدأوها من هيئة أوسع وأهمّ، هي الجمعية العمومية للأمم المتحدة. بل سيُسهم الفلسطينيون في رفع مكانة هذه الهيئة ويدعمّون الشرعية الدولية إذا أعطوها شرف الاعتراف بدولتهم. وإذا حصل هذا فهو سيساعد على تقوية المركز الأممي على حساب المراكز السياسية. وإذا كان نتنياهو خاطب ممثلي الشعب الأمريكي من فوق رأس أوباما فإن خطوة التوجّه إلى الأمم المتحدة ستكون مخاطبة الأمريكيين وكل شعوب العالم من فوق رؤوس زعماء وقيادات محسوبة على إسرائيل في أمريكا وسواها. بل نرى خطوة كهذه تعزيزا لتوجهات في النُخب والشعب الأمريكيين ترفض سياسات الاحتلال والصِدامية الإسرائيلية على طريقة نتنياهو وتُعزّز من تأثيرها على مواقع صنع القرار في البيت ألأبيض والكونغرس وسواهما. ومع هذا فالأهمّ هو دفع المشروع السياسي الفلسطيني ـ إقامة دولة ـ إلى أمام من خلال الشرعية الدولية. وهي شرعية، إذا تحصّلت على شكل قرار دولي، فإنها تعني، في شقها الثاني، تمكين مجتمعات ودول من الاستناد إلى هذا الحدث الدالّ والتعامل مع إسرائيل بقفازات دبلوماسية غير حريرية سقفها قرار الأمم المتحدة في عالم تتحرّك فيه مراكز قوى عديدة على تناقضاتها. وهو اعتراف يُعيد المسألة الفلسطينية من غربتها ويدفع نتنياهو خارج التاريخ. وهذا صحيح، أيضا، في حال لم يؤدِّ الاعتراف إلى دولة فلسطينية بالضرورة بل إلى فتح آفاق مصالحة تاريخية تتجاوز المفهوم المتقادم لحقّ تقرير المصير والدولة الإقليمية!



#مرزوق_الحلبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنافحون عن نظام بشّار الأسد: ماذا ستقولون لمحمّد الماغوط إ ...
- عن ثورات تفتح أبواب الأمل الموصدة !
- أفكار في نقد الضحية،
- يسار عيّ على الطريقة العربية!
- في ذكرى 11 سبتمبر:الإرهاب الإسلاموي حين يكون بديلا للسياسة!
- نظريات وحقيقة بسيطة!
- هدايا من باريس
- وحده المزيّن!
- بوابات فاس
- عن المسألة الإيرانية: كيفما اتفق وليس أبعد من ذلك
- عن أسر الإسلام والتمثيل به!
- لو أني عرفت!
- سنوات
- عن محاكم التفتيش العربية
- تعب من الذاكرة
- أحاديث في الحالة السورية!
- الإرهاب في مومباي: نهاية دولة العقد الاجتماعي!
- -الصحوة الإسلامية- كطور من أطوار الهوية
- العرب والتأثير على النُخب في إسرائيل!
- الحرية من الدين الآن!


المزيد.....




- -نايكي- تُحيي فنًا عمره 5000 عام في أول تعاون لها مع علامة أ ...
- قتلى وجرحى ودمار جراء القصف الإيراني على إسرائيل
- مصر: الحكومة تضع حلولا بعد غلق إسرائيل أكبر حقولها للغاز.. و ...
- هل الهدف هو تغيير النظام الإيراني أو القضاء على البرنامج الن ...
- إيران وإسرائيل تعلنان أحدث حصيلة لقتلى الهجمات المتبادلة بين ...
- بعد أن أثار جدلا.. كاتس يتراجع عن تهديد سكان طهران
- حاملة الطائرات الأميركية -نيميتز- نحو الشرق الأوسط: هل تلوّح ...
- الجيش الإسرائيلي يسحب الفرقة 98 من غزة ويحشد عند حدود مصر وا ...
- فرقة -كوستروما- تؤدي عرضا بأوبرا القاهرة
- بن غفير يأمر الشرطة بإيقاف أشخاص يصورون أماكن سقوط الصواريخ ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مرزوق الحلبي - غداة خطاب نتنياهو: العودة إلى التاريخ من خلال الأمم المتحدة!