وحده المزيّن!

مرزوق الحلبي

الحوار المتمدن-العدد: 3016 - 2010 / 5 / 27 - 23:15
المحور: الادب والفن
    

1.
أطلّ على قرية كل شبابيكها متشابهة،
أضلاعها أربعة،
مشرعة للشمس
مفتوحة للريحْ
كل فضاءاتها محسوبة المقاس
ضيقة على البوح والكلام الصريحْ
دُعاتها نسخ عن بعضهم
وكلامهم ذاته،
صدى ضائع في الخواء الفسيحْ

2.
أطلّ على قرية بيوتها "من فضل ربي"
ولقمة أهلها حلالْ،
في الليل يحرثون البحر
وفي الفجر يقطفون الهلالْ
والواقع أنهم عزفوا عن الواقعيّ
وافتتنوا ببائع المتع
يٌقيم الولائم سرّا وراء التلالْ



3.
أطلّ على قرية مؤجّلةٍ،
ذاكرتها غابت في التقاء الغريبْ
جهاتها انغلقت على جهاتها
وانسدّ عليها الفضاء الرحيبْ
لا ظلّ فيها صديق صدوق
ولا قصة للحبّ
ولا وردة لشرفة الحبيبْ

4.
أطلّ على قرية لحياتها دورتان،
دورة لذاتها،
السير فيها على أرض من شظايا الزجاجْ
ودورة للغريب تطرف العينَ
دروبُها ضالةٌ
لا قمر يطلّ في أول الليلِ
ولا نجمة دالة ولا أضاء السراج



5.
أطلّ على قرية أربكتها اللغاتُ حدّ التهافت
في انتقاء أسماء مواليدِها
تراعي الغريبَ وأذنَ الغريبِ
قريةٌ منحته ما ملكت من حكمةِ يومَ عيدِها
تغرّبت في الزمان عن ذاتها
كأنها غيرُها
وانتهت منسيةً في ظلّ مواعيدها

6.
أطلّ على قرية يربُتُ أهلها على أكتافهم
لا أحد منهم يقرّ أن في زيته عكرْ
كلّ قلوب أمهاتها على أبنائهن
وقلوبهم حجرْ
يطاردون الفراش في شاشة الحاسوب
ويعبدون الصورْ
جيل يمجّ الزمان في تبغ الأراجيل
لا تصل الرسائل بابه
ما هزّه خبرْ




7.
أطلّ على قرية كل عرائسها
أغواهن بياض الفساتين كالدروايش،
اتبعوا الأميرَ وباعوا الطريقة
جميلات، جميلات في عيون أمهاتهن،
وعدسة المصوّر،
وحده المزيّن يعرف الحقيقة!

نيسان 2010

#مرزوق_الحلبي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل