أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مرزوق الحلبي - مهما تكن نتائج الانتخابات الإسرائيلية!














المزيد.....

مهما تكن نتائج الانتخابات الإسرائيلية!


مرزوق الحلبي

الحوار المتمدن-العدد: 3981 - 2013 / 1 / 23 - 07:28
المحور: القضية الفلسطينية
    


مهما تكن نتائج الانتخابات التشريعية في إسرائيل فإنها ستكون قليلة الأثر داخلياً وكبيرة الأثر خارجياً. فعلى الصعيد الداخلي لن تغيّر النتائج تفاصيل أجندة المجتمع الإسرائيلي وفي مركزها العامل الاقتصادي - الاجتماعي والمسألة الفلسطينية والتغيرات الجيو - سياسية في المنطقة. ستظلّ هذه الأمور محور العملية السياسية في إسرائيل بعد انقشاع الضباب الانتخابي.

مثل هذه الأجندة قائمة بتفاوت في موقع المحاور الآنفة الذكر من زمن بعيد. وهو تفاوت نابع من توجهات الاصطفاف السياسي الممسك بدفـــة الحكـــم. ونــرجح أن الأمور لن تشهد نقـــلات نوعية في تعامل النُخب الإسرائيلية مع هذه القضايا وإن كنـــا نرى فروقات ما بين القوى الحزبية الكبيرة فـــي التعاطي مع هذه الأمور. وهــــي تشكل مجتمعـــة مأزقاً إسرائيلياً نشأ منذ انهيار مسيرة التفاوض باغتيال رابين ونشوء نظـــرية القدرة على إدارة الصراع وتصريف المسألة الفلسطينية بأكرَدِتها أو وضعها على الرفّ! بل إن الجولات الانتخــابية منـــذ عـــودة اليمين بقوة هي مفاصل لتخريج المأزق أو تحويلها إلى مهلة أخرى أمام استحقاقاته. وباعتقادنا أن الجولة الحالية لا تشكّــل تمديـــداً آخر للمهلة بقدر ما تشكل مناسبة لاصطفاف جديد في مواجهة هذه الاستحقاقات.

لأن التطورات الإقليمية منذ أوسلو تشير إلى تحولات في الجيو ـ سياسي الإقليمي تضاف إلى ما خبره الإسرائيليون من أثمان التفاوض، رأينا المجتمع اليهودي ينسحب إلى هويته اليهودية. وهي التعويض المباشر ويكاد يكون الوحيد أمام الشعور العام بأن ساعة الحسم قد دقت وأن لا بدّ مما لا بدّ منه خاصة حسم الأمور بين تقاسم الأرض مع الشعب الفلسطيني أو التحوّل إلى دولة أبرتهايد معلنة من خلال بسط السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية (من البحر إلى النهر) واللجوء كآخر الكولونياليين إلى سياسة الضبط السكاني العزل المكاني للسكان الفلسطينيين. سياسات العبث بالجغرافيا لغرض السيطرة على الديموغرافيا. وهو ما قد يحصل إذا ما فازت أحزاب اليمين الحاكمة حالياً. وترجح الاستطلاعات بنوع من الإجماع أن هذا ما سيحصل.

في مثل هذه الحالة لن تتغير توجهات الحكومة التي ستنشأ حيال المحاور الثلاثة إلا نحو مــــزيد مــــن تعزيز البؤر الاستيطانية ومدّها ومحـــاولة فرض حقائق ناجزة تحول دون تقاسم الأرض كشرط لإقامة الدولة الفلسطينية بجانب إسرائيـــل وإنزال المسألة الفلسطينية عن عربـــة التاريخ إلى موضع ما في هامش الوقت والمكان. وهو السيناريو الأقرب إلى الحصول، الأمر الذي لن يكون فيه أي جديد على الصعيد الإسرائيلي الداخلي سوى أنه سيلتهم في ثناياه المسائل الاقتصادية ـ الاجتماعية لا سيما إذا ما جرى دمج التعامل مع المسألة الفلسطينية مع التحولات الجيو ـ سياسية عربياً وإيرانياً أو مع ملف الإرهاب على عتبة إسرائيل والسيولة الهائلة في الوضع على حدودها كافة.

سيناريو اليمين هذا له أثره الكبير على النظام الدولي وعلى تعامل الخارج مع إسرائيل وسياسات حكومة يمينية فيها تنحو هذا المنحى. فقد رأينا مؤشرات واضحة على أن صبر المنظومة الدولية الأوروبية أساساً والأميركية بدأ ينفد في كل ما يتصل بسياسات اليمين التي تزيد من ارتباك المحور الغربي وتعيق محاولة استعادة سياساته لزمام المبادرة حيال التحولات الجارية. فالنـــزعة اليمينية في إسرائيل أعاقت وتُعيق بشكل كبير احتواء المحور الغربي للصدوع والشروخ المتسارعة في المجال الجيو ـ سياسي الممتد من أفغانستان إلى جبال الأطلس! أما المستويات الشعبية في أوروبا فهي متحمسة نوعاً ما للتعامل مع إسرائيل على أنها دولة أبرتهايد. وباعتقادنا أن تعمق سياسات اليمين ستشكل فاتحة لموجة جديدة أوروبية في هذا الاتجاه.

أما أميركياً فلم يعد خافياً هذا التوتّر على محور تل أبيب ـ واشنطن بخاصة أن نتانياهو وحلفاءه في الولايات المتحدة حاولوا جاهدين منع انتخاب أوباما لولاية ثانية ولم يُخفوا ذلك. بل أنهم راهنوا على انتصار للمرشح الجمهوري يُعقبه فوز يميني في إسرائيل ليشكلا سوية حركة كماشة عابرة للأطلسي. ومن هنا تلك المحاولة المكشوفة من أوباما للتأثير في الناخب الإسرائيلي من خلال التوضيح أنه «لن يرحم نتانياهو» إذا فاز!

وما دمنا في الساحة الأميركية فمن الملاحظ بقاء غالبية ساحقة من اليهود الأميركيين مخلصين لأوباما على رغم اجتهاد القيادة اليمينية في إسرائيل لتأليبهم ضده. هذا ناهيك عن الشعور المتزايد في النُخب اليهودية في أميركا الشمالية أن نتانياهو وتوجهاته السياسية صارت عبئاً عليهم وعلى الإدارة الأميركية وتتعارض بشكل واضح مع مصالح أميركا والغرب ومشاريعه الاستراتيجية بخاصة في مرحلة حرجة عربياً وشرق أوسطياً وإسلامياً.

اعتقـــادنا أن نتائج الانتخابـــات في إسرائيل ستُفضـــي أساساً إلى زيادة حدة التوتر بين إسرائيل من جهة وبين الولايات المتحدة وأوروبا من جهة أخرى. لأن سياسات اليمين تتناقض مع المشاريع الغربية في المنطقة ومع توجهاتها الاستراتيجية في التعامل مع التحولات الهائلة الجارية فيها. وفي السياسة سيهتم الغرب بالحفاظ على مصالحه أو ما تبقى أو ما يستجدّ منها ولو بثمن ليّ يد نتانياهو وائتلافه. وهــو ما تنتظره القوى المعارضة لنتانياهـــو داخل المجتمع الإسرائيلي. فموقف أميــركــــي متشدد وموقف أوروبي مُدين ومُقاطع فــــي المستوى الشعبي هو ما تتمناه هذه القوى التــــي ستستفيد من تعثّر الاقتصاد الإسرائيلي المتـــوقع في المرحلة المقبلة. في مثل هذه الحالة فإن أي ائتــلاف يترأسه نتانياهو بعد الانتخابات لن يدوم طويلاً أو لن يُنهي ولايته كاملة!



#مرزوق_الحلبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الردّ على الفيلم السيئ المُسيء:
- الشاعر مرزوق الحلبي*:تبدأ القصيدة عندي ضبابا أو إيقاعا أو رت ...
- تدريب يومي على الحقيقة
- إقصاء المرأة خلف الحجاب والجلباب...
- مساهمة في النقاش حول آفاق الحركة النسوية العربية!
- ثلاثيات من ممالك النمل!
- حين يبدو الاحتلال الإسرائيلي مجرّد نزهة!
- تسميات أخرى للحاصل في سورية!
- إجابة مطوّلة على جملة من الأسئلة الراهنة!
- للأقليات احتياجات ..وكرامات، أيضا!
- الثورات العربية والنصّ الجديد!
- الشبّيحة
- أبو مازن في الأمم المتحدة: نحوُ جديد للمسألة الفلسطينية!
- عن سورية: الدوغما بعض شيوعيي بلادنا نموذجا!
- عن الحق الفلسطيني المطلق في عدل نسبي!
- عن الذين عرفوا وحرفوا!
- من وحي الثورات وأسئلة طرابيشي
- وسورية التي هنا!
- سورية التي هنا!
- وجوب تعديل ميثاق المحكمة الجنائية الدولية!


المزيد.....




- بيونسيه تتجاوز لحظات حرجة خلال حفلها في هيوستن ضمن جولتها ال ...
- مصر.. طلبات استجواب للحكومة بعد مصرع 19 فتاة في حادث المنوفي ...
- أسرار -لغة اليد- التي تجعلك أكثر جاذبية وإقناعاً
- أرضنا، غذاؤنا، مناخنا – معا من أجل أنظمة غذائية تواجه تغيرات ...
- هآرتس: الجيش يؤيد اتفاق أسرى والحسم عند ترامب
- مشروع سميسمة السياحي.. تعرف على أحد أضخم المشاريع الترفيهية ...
- -ذهب أيلول- يحصد الجائزة الأولى في المهرجان العربي للإذاعة و ...
- كيف تواجه الأجهزة الأمنية انتشار العصابات المسلحة في غزة؟
- شاهد.. سرايا القدس تقصف قوات إسرائيلية وتغتنم عتادا عسكريا
- -قشور السيليوم- كنز الألياف في نظامك الغذائي


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مرزوق الحلبي - مهما تكن نتائج الانتخابات الإسرائيلية!