محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)
الحوار المتمدن-العدد: 3981 - 2013 / 1 / 23 - 07:26
المحور:
الادب والفن
تداعيات ليلة أعياد الميلاد . تعودت استحضارها في اوقات كهذه لتشاركني وحدتي وشطرا من ذكرياتي و قدح الجعّة أمامي و سيلا من عتاب لا ينقطع ، ليس لي فيه يد ولا ذنب .ظلّت تنادمني و أشرب عتبها مرّا علقما وأنا راض و مقتنع حتى تنفّس الغبش الأزرق .
علّقت الذكريات على مشجب الأمس عارية مصلوبة ، الاّ من ثوب نومها الفضفاض . ينبجس الجسد في مقعده حينا ،و يرتخي اخرى ، ثمّ يتكوّر ملتفّا كما الماء في النهر لملمه البرد .
حزن يتسرب الى النفوس مع الشراب ، كالخدر يسري ، فتنطفئ في رحلة العمر مرغمة فوانيس وهّاجة و تومض خافتة أخرى : كسراج نضب الزيت فيه و أتت النارعلى الفتيل .
يتطاول عمود الدخان ضبابيّ اللون ، يتعامد بين المنفضة و السقف ، يتكاثف ، سحابا يصير ، فتغرق في لجّته أبعاد و ملامح الجالسين ، و تواريخهم المثقلة بالحزن و بالألم ، و مما شربت من علق الصبر و مرّ الأنتظار للذي يأتي ولا يأتي .
ألليل آت يتواصل ، يجرّ عرباته وليس من مسافر فيه سواي ، ليل ينمو في رحمه جنين اليأس ، احساسا يصير ، يلغم الروح و القلب ، احساس في العمق بأنّ المحطات تنأى ، و يمتدّ رصيف الغربة حتى تضيع في الأبعاد نهايات هو ليس في بداياته سوى لوحة صدئة ، ذات حروف كمبتدء في الكتابة ، تقول ؛ ان رحلة العمر و التعب مكتوب لها ديمومة الترحال والسفر .
عتمة ؛ تشرب بقايا ارتعاشات النهار، والسنوات الباقيات من العمر ، و تفتح نافذة على كل الأنكسارات في ليلنا المرّ الطويل ، و مواويل الرعاة و غتاب امرأة ظلّت على الضفاف تنتظر ، و حبيبة غادرها الحظ . في أوقات كتلك ، و هواجس ، وأحاسيس ثلجة كهذي يكون من الصعب جدا حضور الذات في ثوب أمسها الزاهي زائرا غريبا لا يملك تصريحا بالبقاء ولا حتى اقتحام الذاكرة للمشاركة .
وسط هذي التداعيات ، تضيع تلك الرعشات الحلوة .... و الوقت قيظ .
#محمود_كلّم (هاشتاغ)
Mahmoud_Kallam#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟