أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - حرب المخيمات ! الاسباب والنتائج !!!














المزيد.....

حرب المخيمات ! الاسباب والنتائج !!!


محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)


الحوار المتمدن-العدد: 3714 - 2012 / 5 / 1 - 08:08
المحور: القضية الفلسطينية
    


حرب المخيمات ! ثرثرة في زمن الرطانة !!!
حرب المخيمات هو الاسم الذي أطلق على المعارك التي دارت في الفترة ما بين أيار/مايو 1985وتموز/يوليو 1988 بين حركة أمل بزعامة نبيه بري رئيس المجلس النيابي اللبناني الحالي والمتحالفين معها , وبين الفصائل الفلسطينية جميعاً المؤيدة والمعارضة لمنظمة التحرير الفلسطينية بقيادة الراحل ياسر عرفات. في هذه المرحلة من تاريخ الوجود الفلسطيني في لبنان، وتحت ذريعة عدم العودة إلىما قبل 1982 ، شنت حركة أمل الموالية لسوريا مع حلفائها حرباً ضروساً على مخيم شاتيلا. فحوصر المخيم، ودكت أحياء منه وسُوّيت بالارض من قبل مدفعية ودبابات اللواء السادس اللبناني النظامي الموالي لحركة أمل ، فعانى سكان المخيم نقصاً حاداً في الاحتياجات الأساسية، كالأدويةوحليب الأطفال ومياه الشرب والكهرباء. وقد امتدت فترة الحرب، طورد خلالها الفلسطينيون من سكان مدينة بيروت في منطقة الطريق الجديدة في كل أماكن وجودهم، وخطف العديد منهم، وتمت تصفية بعضهم في اقبية المخابرات وسجون حركة أمل .وتم مصادرة عدد كبير من الشقق السكنية التي يمتلكها الفلسطينيون في الطرف الغربي من العاصمة اللبنانية بيروت .يروي الحاج حسن عبد الهادي في معرض حديثه عن الحرب: «في البداية شاركت الفصائل الفلسطينية في حرب تحرير بيروت شباط/فبراير 1984 من الجيش الفئوي.كان كل فلسطيني مطلوبه رأسه ، حيث كان القتال تحت مظلة الحركة الوطنية اللبنانية، بعد ذلك بدأت الاستفزازات من عناصر موتورة من حركة أمل، بدأت تدخل المخيم وتسيء إلى الناس بشكل سافر، شخص اسمه النمرود من حركة أمل قتل عمداً الطفل محمد شرقية، ثم بدأت الاستفزازات لمخيم الداعوق. بدأت حرب المخيمات يوم سبت ليلة أحد في اليوم الأول من شهر رمضان المبارك عام 1985 م ، حيث حوصر المخيم ثلاثين يوماً ودمر حوالى 90 % منه تدميراً كاملاً. وسقط ما يقرب من 85 شهيداً وشهيدة، والدتي آمنة درويش عبد العال مواليد 1936 وأخي سعيد مواليد 1973 استشهدا في 27 رمضان 1985 ، بالقذيفة نفسها. كانت والدتي ذاهبة مع ابن أخي المصاب محمد سليمان إلى المستشفى، فجرح مرة ثانية، بينما استشهدت هي . لقد كانت حرب الثلاثين يوماً صعبة، وكذلك حرب الخمسة والأربعين يوماً.
في أواخر 1986 تجددت المعارك، وامتدت لستة أشهر أخرى، تعرض المخيم خلالها لمجاعة حقيقية، ونقص حاد في المواد المعيشية والطبية ، أكل الناس القطط، والبرغل مسلوقاً بالماء والملح من غير زيت وبصل . كان كل اثني عشر مقاتلاً يأكلون علبة حلوى واحدة فقط، كان المقاتل منا يقتات على نصف رغيف خبز في اليوم في آخر شهرين من الحصار، كانت غرفة عمليات المستشفى عبارة عن ملجأ في بيت عيسى الفرماوي، وغرفة الطوارئ في بيت أبو سليم زعرورة. أذكر أن الدكتور «يانو » أجرى لابي رياض شحادة عملية جراحية بدون تخدير في مستشفى الهلال. انتهت حرب الستة أشهر بمساعٍ إيرانية سورية دخلت بعدها القوات السورية إلى بيروت .كانت حصيلة حرب المخيمات من الشهداء575
شهيداً يرقدون في مقبرة جامع مخيم شاتيلا. سقطوا دفاعاً عن الشرف والكرامة. كانت جثامين الشهداء تجمع وتدفن على عجل في حُفر جاهزة. وكان يتولى عمليات دفن الشهداء كل من الشيخ عامر المصري، وأبو خليل الكراد وآخرون.
ومن الصور التي علقت في الذاكرة ولا يمكن للايام طمس معالمها : قصة ابو الفدا , اصيب بجراح تحولت الى غرغرينا لعدم توفر العلاج اللازم له . وتم وضعه في مدرسة اريحا . كانت لأوجاعه اصوات نسمعها في ارجاء المخيم ليلاً . بقي هكذا على حاله مدّة من الزمن حتى وفاته . تمّ دفنه في جامع المخيم بعد ان تحول الى مقبرة جماعية .
كما كان للمفقودين قصصهم : قصة عصمت مُرة (مواليد 30-3-1967) حيث فقد (26-11-1986) في بناية جيش التحرير عند مدخل المخيم الشمالي . ضاع أثره بعد انهيار المبنى عليه برمّته وعلى رفاقه وبعد اكثر من ثمان عشرة سنة عُثر على الرفات , لم يُقم له مأتم فقد كفى الفلسطينيين المآتم والبكاء ودفن في مقبرة جامع مخيم شاتيلا الى جانب رفاقه اللذين سبقوه في الشهادة .
في حرب المخيمات سجل حزب الله موقفا انسانياَ يتناغم ومبادئه والخط السياسي الذي انتهجه ودافع عنه وما يزال , نأى بنفسه عما يشين ويدنس سجلّه النضالي , لكنه لم يتردد ساعتها عن زج نفسه في المعركة دفاعاً عن اولئك الذين باع تجار السياسة وطنهم وساوموا على جراحاتهم ورمى كل ثقله فيها فقدم ضحاياه قرباناَ على مذبح الشرف .
لم يشارك الشيوعيون اللبنانيون وحزبهم بحرب المخيمات لقناعةٍ راسخةٍ بأن الفلسطينيين ذُبحوا اكثر من مرة , وتحملوا اوزاراً فوق اوزارهم ودفعوا فواتير ليست لهم فيها يد . كما اعلن الشهيد جورج حاوي من على شاشات التلفزة مراراً بان ما يتعرض له الفلسطينيون انما هي تمريرات لأجندات خطط لها ووضع سيناريوهاتها رجال امن ومخابرات وشارك في الذبح المباشر وغير المباشر رجال مهنتهم القتل , فلا غرابة ان اغتيل حاوي في وضح النهار في شوارع بيروت !!!.

كان اكثر الناس حماساً وضراوة في القتال غير المتوازن بكفتيه , والتصدي العاري لسماءٍ تزخٌ موتاً ورصاصاً ، هم اولائك اللذين كنا ننظرُ اليهم نظرة دنيا ، يَعافهم النظر ، ويأبى اللسان الانزلاق معهم في حوارٍ او سلام .اندفعوا بأجسادهم العارية يقيمون جدران واقية من الموت النازل بلا رحمة على اطفال المخيم ونساءه حتى ليصح فيهم ما قاله لويس عوض في الجموع التي غطت عقم القاهرة في يوم رحيل عبدالناصر : لقد شقوا الثوب الوحيد الذي يملكونه .
تحية اجلال واكبار لمن سقط من هؤلاء شهيداً ، ومن سقط على ارض المعركة جريحاً ، ومن لم يُصب بعلامةٍ تؤرخ له الحدث صبرا وشاتيلا : ذاكرة الدم




#محمود_كلّم (هاشتاغ)       Mahmoud_Kallam#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب المخيمات ! ثرثرة في زمن الرطانة !!!
- خيط الدم، الأفق المُدمّى
- حادثة باص عين الرمانة
- حرب الأخوة الأعداء داخل أزقة المخيمات
- قلب مثخن بالجراح !!!
- الذي يأتي ولا يأتي
- الذكرى السنوية لرحيل ندى كلّم
- عشائر قضاء عكا : طرْدُهم من أراضيهم بدأ خلال الانتداب البريط ...
- جندي مجهول آخر عمل لفلسطين
- ستيفانو كياريني: إكليل غار على جبين فلسطين
- رحيل راوية شاتيلا أم ناظم الغائبة اليوم الدائمة الحضور
- قراءة في أوراق ضائعة
- ناجي وعلي / لو غابوا او تغيبوا !!! من يمسك الريشة والقلم


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - حرب المخيمات ! الاسباب والنتائج !!!