|
لا ثورة حقيقية في الموصل
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3980 - 2013 / 1 / 22 - 18:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ان ما يجري في الموصل ، منذ أكثر من عشرين يوماً ، ورغم تّزَعم رجال الدين للحركة الإحتجاجية والمُظاهرات والإعتصامات .. ورَغم مُحاولات المُحافظ " أثيل النُجيفي " ركوب المَوجة والإصطفاف مع المتظاهرين ، وبالطبع وقوف " أسامة النجيفي " وراءه ، بِكُل ثُقل منصبه .. وكذلك تزاحُم العديد من شيوخ العشائر والسياسيين والنواب لإبداء تأييدهم ومُساندتهم للمظاهرات .. وحتى مجلس محافظة نينوى ، أعلنَ تأييده في الأيام الأولى لمطالب المتظاهرين ، ويا للعَجب ب [ الإجماع ] .. فهذهِ هي المرة الأولى منذ 2009 التي يجمع فيها كل أعضاء المجلس ، رغم خلافاتهم العميقة .. على موقف موحد ! . فلم يُجرؤ أحد على إعلان مُعارضته لمطالب المتظاهرين في الأسبوع الاول ، التي تتلخص ب : إطلاق سراح السجينات ، والسجناء الأبرياء / نقل المحكومين الى محافظاتهم / العدالة في تطبيق المادة 4 أرهاب وقانون المُسائلة والعدالة والمُخبر السري / تفعيل المشاركة الحقيقية في السلطة وصنع القرار .. رغم كل هذا ، فأن المؤكَد ان حجم التظاهرات ليسَ كبيراً جداً ، وليسَ كما تُصّوره بعض الفضائيات ، مثل الرافدَين وبغداد وغيرها .. فحتى مع إصدار مجلس المحافظة أمراً بالإضراب العام ثلاثة أيام قبل أسابيع تضامناً مع المظاهرات ، ورغم دعوة مُنظمي الحراك وعلى لسان الناطق بأسمهم [ غانم العابد ] بإعلان إضراب أصحاب المحلات جميعاً ، يوم الأثنين 21/1/2013 ، وتوقف الاعمال في ذلك اليوم ، تأييداً للمُظاهرات .. فأن الكثير من أصحاب المحلات والحرف والباعة والعمال ، توجهوا الى اعمالهم " التي يعتمدون على واردها اليومي من أجل معيشتهم وتوفير قوتهم اليومي " .. لكن الغريب ان [ الشرطة المحلية ] أمرَتْهُم بغلق محلاتهم ، كذلك أجبرتْ العديد من العمال والكسبة ، لمغادرة أماكن عملهم " في عموم المدينة ولكن خاصةً في الجانب الأيمن " ! . أي ان شرطة الموصل المحلية ، كانتْ يوم امس الأثنين ، طرفاً فاعلاً ومُنحازاً ، الى جهة مُنظمي المظاهرات والإعتصامات .. وليستْ طرفاً مُحايداً ! . مع كل هذه التأييدات والإصطفافات .. فأن المظاهرات يوم امس الأثنين كانتْ محدودة وصغيرة نسبياً ، ولا تتلائم مع حجم الدعاية التي ترّوج لها . علماً أن الأصوات إرتفعتْ تدريجياً في الآونة الاخيرة ، وأضافتْ مطالب جديدة وصّعدتْ من نبرَتِها وحّورتْ المطالب الأولى ، فأصبحتْ : إطلاق سراح السجناء " بدون ذكر الأبرياء " / إلغاء المادة 4 إرهاب / إلغاء قانون المسائلة والعدالة والإجتثاث / إلغاء الدستور / إسقاط النظام / إخراج الجيش الإتحادي والشُرطة الإتحادية من المدن / إخراج البيشمركة والأسايش من محافظة نينوى / وتسليم الملف الامني بالكامل الى الشُرطة المحلية . هذا وكانتْ الأعلام العراقية القديمة بنجومها البعثية الثلاثة ، تُرفرف منذ اليوم الاول على المظاهرات .. وشعارت : " الإسلام هو الحل " و " بالروح بالدم نفديك يا إسلام " هي الطاغية . الموصل تختلف كثيراً عن الرمادي وتكريت .. فهي مدينة متنوعة القوميات والاديان والمذاهب .. ولن تنجح المساعي لجعلها قلعة العروبة فقط .. ولا مركزاً للإسلام السلفي وحده " وتجارب نصف القرن الماضي ، كافية لإثبات فشل تلك المحاولات " .. كما لا يمكن ان تصبح الموصل مدينة كردية فقط أو تركمانية ولا مسيحية او إيزيدية ولا سنية او شيعية .. فهي شئنا أم أبينا .. خليط من كل ذلك . كما ان تهميش الموصل من قِبَل الحكومة الإتحادية ، تصرُفٌ مُدان .. واللاعدالة في تطبيق القوانين ولا عدالة توزيع الثروات ، من قبل حكومة المالكي ، مرفوض .. كذلك الشعارات الإسلاموية المتطرفة وضيقة الأفق ، التي يرفعها منظموا المظاهرات والإعتصامات ، والهتافات العنصرية البلهاء، التي يطلقها البعض منهم ، مُدانة أيضاً . أرى ان إطلاق كلمة " ثورة " على الحراك الذي يجري في الموصل ، غير دقيق .. إذ ما زالَ " المُستَهدَف " الأساسي المُفترَض من كل هذه المُظاهرات ، أي [ المواطن ] العادي الفقير والمُهمَش المُفتقر الى الخدمات والحقوق الأساسية .. بعيد عن بؤرة الإهتمام .. في حين ، يبرز رجال الدين وشيوخ العشائر والوجهاء وطُفيليي السياسة ، ويحتلون واجهة المشهد .. ولا أعتقد .. ان بأمثال هؤلاء .. تندلع ثورة حقيقية ! .
#امين_يونس (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صراعٌ أقليمي على -رأس العين-
-
المالكي يُهنئ خليفة بن زايد
-
الطبخ على الطريقة العراقية
-
التَعّود
-
صراعٌ على دستور أقليم كردستان
-
سوء الحَظ
-
مجالس المحافظات / نينوى / قائمة الوفاء لنينوى
-
مَنْ ينتف ريش الميزانية ؟
-
من وحي الثلج
-
اللوحة المُعتمة
-
العراق .. دولة العشائر
-
كردستان على ضِفتَي دجلة
-
مُظاهرات الموصل : الإسلام هو الحَل !
-
مجالس المحافظات / نينوى / إئتلاف نخوة العراق
-
ملاحظات حول مُظاهرات الأنبار
-
على هامش الأزمة
-
العراقيون : حزينون .. غاضبون
-
تحاميل
-
الفرقُ بين المالكي وسعيد قّزاز
-
صراع الديوك في مجلس محافظة نينوى
المزيد.....
-
أهراءات مرفأ بيروت... صرح شاهد على أضخم انفجار شهده لبنان يض
...
-
زياد رحباني، الكائن الذي خُلق ليبدع ويلتزم
-
غزة.. 70 قتيلا منذ الفجر و-أوكسفام- تحذّر من إبادة جماعية
-
روسيا تدمر 18 مسيرة أوكرانية وحريق بمحطة قطارات فولغوغراد
-
دخلتا المجال الجوي المحظور.. اعتراض طائرتين فوق منتجع ترامب
...
-
اليمن.. مقتل 68 مهاجرا أفريقيا وفقدان العشرات إثر غرق قارب
-
استطلاع: 38% فقط من الألمان مستعدون للقتال من أجل وطنهم
-
الرئيس اللبناني: العدالة لن تموت الحساب آت لا محالة
-
علاء مبارك يشعل تفاعلا بفيديوهات لوالده عن دور مصر في دعم غز
...
-
-حصار السفارات-: اعتداءات على بعثات دبلوماسية أردنية ومصرية
...
المزيد.....
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
-
كشف الاسرار عن سحر الاحجار
/ عبدالاله السباهي
-
زمن العزلة
/ عبدالاله السباهي
-
ذكريات تلاحقني
/ عبدالاله السباهي
المزيد.....
|