أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - مجدى زكريا - غلطة من هى ؟ عندما نلقى باللوم على الاخرين















المزيد.....

غلطة من هى ؟ عندما نلقى باللوم على الاخرين


مجدى زكريا

الحوار المتمدن-العدد: 3973 - 2013 / 1 / 15 - 20:45
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


ابتدأ ادم الانسان الاول, بهذا الميل. فبعد ان اخطأ قال لله : " المرأة التى جعلتها معى هى اعطتنى من الشجرة فأكلت ". وفى الواقع كان يقول : " انها ليست غلطتى ". والمرأة الاولى, حواء, فعلت الامر نفسه عندما قالت : " الحية غرتنى فأكلت. " - تكوين 3 عدد 12,13.
هكذا مهد الطريق فى جنة عدن لرفض البشر ان يقبلوا مسؤولية اعمالهم الخاصة. فهل ارتكبتم هذا الخطأ يوما ما ؟ عندما تنشأ المشاكل. هل تلومون الاخرين بسرعة ؟ ام انكم تحللون الوضع لتروا غلطة من هى حقا ؟ فى الحياة اليومية, من السهل جدا الوقوع فى شرك لوم الاخرين على اخطائنا والقول, " انما ليست غلطتى ". دعونا نفحص الحالات الشائعة ونرى ما يميل بعض الناس الى فعله. والاهم من ذلك, فكروا مليا فى ما ستفعلونه فى الظروف نفسها.
" انها ليست غلطتى - انها الحالة الاقتصادية, رجال الاعمال المخادعون, غلاء المعيشة. " هذا ما قد يقوله البعض عندما يجدون انفسهم غارقين فى مشكلة مالية. ولكن هل يجب ان تلام حقا هذه العوامل؟ ربما قادت احوال متقلبة الى مغامرات تجارية مشكوك فيها او تتعلق بالمضاربة. واحيانا يحجب الطمع الموضوعية. ويجد الناس انفسهم يسبحون فى مياه مجهولة, صائرين فريسة سهلة للنصابين. وهم ينسون القول, اذا بدا شئ احسن من ان يكون واقعيا, فهو عادة ليس حسنا كما يبدو. " ويبحثون عن النصيحة التى يريدون ان يسمعوها. ولكن عندما تصبح الضيقة الاقتصادية واقعا بشعا, يبحثون عن شخص اخر ليلوموه. وللاسف, يحدث ذلك دائما.
وقع البعض فى شرك مشاريع الاستثمار غير الحكيمة او حتى الزائفة, مثل شراء ماس غير موجود, تمويل برامج تلفزيونية ناجحة سرعان ما تفشل, او دعم مشاريع الانماء العقارى التى تفلس. وتشوش الرغبة المفرطة فى الثروة مشورة الكتاب المقدس : " أما الذين يريدون ان يكونوا اغنياء فيسقطون فى تجربة وفخ . . . وطعنوا انفسهم بأوجاع كثيرة. " - تيموثاوس الاولى 6 عدد 9 , 10.
والمصروف غير المضبوط يمكن ايضا ان يؤدى الى الافلاس المالى. فالبعض يشعرون بأنهم يجب ان يظهروا مثل الاشخاص فى مجلات الازياء الاخيرة, يأخذوا عطلا مكلفة, يتناولوا الطعام خارجا فى مطاعم ذات اسعار باهظة, ويشتروا "لعب" الراشدين الحديثة - عربات الاستجمام, المراكب, الات التصوير الغالية, تجهيزات الستيريو. طبعا, يمكن ان يحصل البعض فى الوقت المناسب على هذه الاشياء من خلال التخطيط والتوفير البارعين. اما الذين يستعجلون فى الحصول عليها فيمكن ان يجدوا انفسهم غارقين فى الدين. واذا حدث ذلك, غلطة من تكون ؟ من الواضح انهم تجاهلوا النصيحة السليمة فى الامثال 13 عدد 18 : " فقر وهوان لمن يرفض التأديب ".
وبشكل مماثل, من السهل ان يقول الوالدون عن العمل المدرسى : " انها غلطة المعلمين ان ابنى فشل فى المدرسة. فهم لم يحبوا ابنى. وعلى كل حال, لتلك المدرسة مستوى دراسى منخفض جدا. " لكن هل كان احد الوالدين على اتصال وثيق بالمدرسة ؟ هل كان احد الوالدين مهتما بمنهج ودروس الولد ؟ هل كان يصنع برنامج لفرضه المنزلى, وهل كانت تقدم المساعدة عند الحاجة ؟ هل يمكن ان تكون المشكلة الرئيسية موقف او كسل الولد او احد الوالدين ؟
بدلا من ان يلوم الوالدين نظام المدرسة, من المفيد اكثر بكثير ان يقوموا بعمل ايجابى ويتأكدوا ان اولادهم لديهم الموقف الصائب وأنهم يستفيدون من فرص التعلم المتوافرة فى المدرسة
العذر الاخير :
" انها مشيئة الله. " " ابليس هو الملوم " من المحتمل ان يكون العذر الاخير لوم الله او ابليس على تقصيراتنا الخاصة. يعتقد البعض ان كل شئ تقريبا فى حياتهم, خيرا كان ام شرا, هو نتيجة تدخل الله او الشيطان. وكأنما لم يحدث لهم شئ نتيجة لاعمالهم الخاصة. " اذا اراد الله ان تكون هذه السيارة الجديدة لى, فسيحرص على ان احصل عليها. "
غالبا ما يعيش اشخاص كهؤلاء بتهور, اذ يتخذون قرارات مالية وغيرها مدعين ان الله سينقذهم. واذا ادت اعمالهم الطائشة الى كارثة ما, سواء كانت اقتصادية او غيرها, يلومون ابليس. لكن فعل شئ ما بسرعة دون حساب النفقة اولا ثم لوم الشيطان على الفشل, او الاردأ من ذلك, التوقع من الله ان يتدخل, لن يكون اجتراء فقط, بل ايضا مخالفا للاسفار المقدسة.
حاول الشيطان ان يجعل يسوع ان يفكر بهذه الطريقة وأن لا يتحمل مسؤولية اعماله. وفى ما يتعلق بالتجربة الثانية, تخبر متى 4 عدد 5 -7 : " اخذه ابليس الى المدينة المقدسة وأوقفه على جناح الهيكل. وقال له ان كنت ابن الله فاطرح نفسك الى اسفل. لأنه مكتوب انه يوصى ملائكته بك. فعلى اياديهم يحملونك لكى لا تصدم بحجر رجلك. " ادرك يسوع انه لا يمكن ان يتوقع تدخل الله اذا اتخذ مسلكا متهورا بوضوح, حتى انتحاريا. لذلك اجاب : " مكتوب . . . لا تجرب الرب الهك. "
ان اولئك الذين يمبلون الى لوم ابليس او الله على اعمالهم الخاصة المشكوك فيها يشبهون كثيرا تابعى التنجيم, الذين يستبدلون الله او ابليس بالنجوم. واذ هم مقتنعون كاملا بأن كل ما يحدث تقريبا هو فوق سيطرتهم, يتغاضون عن المبدأ البسيط المذكور فى غلاطيبة 6 عدد 7 : " الذى يزرعه الانسان اياه يحصد ايضا. "
لا يشك احد اننا نعيش فى عالم ناقص. والمشاكل التى نوقشت هنا من واقع الحياة. فالناس سيستغلوننا ماليا. وبعض المستخدمين سيكونون غير عادلين. وقد يؤثر المعارف فى اولادنا تأثيرا غير ملائم. ويحتاج بعض المعلمين والمدارس الى التحسين. ولكن يجب ان نعترف بتأثير النقص وبأن " العالم كله قد وضع فى الشرير. " كما يشير الكتاب المقدس. لذلك ليس واقعيا ان نتوقع ان يكون سبيلنا فى الحياة ممهدا دائما.
اضافة الى ذلك, يجب ان نعترف بنقائصنا وحدودنا الخاصة وندرك ان مشاكلنا هى نتيجة حماقتنا نحن فى كثير من الاحيان. فعندما يحدث شئ غير مرغوب فيه فى حياتنا, لا يجب ان نتبع فورا مثال سلفينا ادم وحواء ونقول " انها ليست غلطتى " وعوضا عن ذلك, سنسأل انفسنا, ماذا كان يجب ان افعل بشكل مختلف لتجنب هذه النتيجة غير السارة ؟ هل حكمت بشكل صحيح فى الموضوع وطلبت المشورة من مصدر حكيم ؟ هل افترضت ان الطرف او الاطراف الاخرى المشمولة بريئة, مظهرا لهم الكرامة ؟
اذا اتبعنا المبادئ وحكمنا بشكل صحيح, فسنحظى بأصدقاء اكثر ومشاكل اقل. وسيحل الكثير من مشاكلنا الصعبة وغير الضرورية فى حياتنا اليومية. وسنجد الفرح فى تعاملاتنا مع الاخرين ولن يزعجنا السؤال : " غلطة من هى ؟ "



#مجدى_زكريا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماينبغى ان تعرفوه عن السحر (2 - 2)
- ماذا تعرفون عن السحر ؟ (1 - 2)
- ينبغى احترام السلطة
- هل الكتاب المقدس متشدد جدا ؟
- قبل ان يغيبنا الموت - هل تركنا وصية
- اسياد علم الميكانيك فى القرون الوسطى
- هل يرفع التباهى بالممتلكات من قدرنا ؟
- كيف يؤثر فينا يسوع المسيح ؟ (2 - 2)
- تأثير يسوع فى الناس حول العالم (1 - 2)
- ابلا - مدينة قديمة تنفض غبار النسيان
- لالتعزية والتشجيع - جوهرتان بأوجه عديدة
- هل السلام ممكن ؟
- الرجل والمرأة - خلقا احدهما للاخر
- مولد يسوع - كيف يحقق السلام (2-2)
- الروح الميلادية - هل تبقى على مدار السنة (1-2)
- سد حاجة بشرية اساسية - بالتقدير
- لم لا يحتفل البعض بعيد الميلاد ؟
- رفقة - امرأة تقية تحلت بروح المبادرة
- لماذا نحن هنا ؟
- سيدة الصحراء السورية ذات الشعر الفاحم


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - مجدى زكريا - غلطة من هى ؟ عندما نلقى باللوم على الاخرين