أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - مجدى زكريا - هل يرفع التباهى بالممتلكات من قدرنا ؟














المزيد.....

هل يرفع التباهى بالممتلكات من قدرنا ؟


مجدى زكريا

الحوار المتمدن-العدد: 3961 - 2013 / 1 / 3 - 20:44
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


" يمكن لارتداء سروال جينز او اى لباس اخر من تصميم مصمم مشهور ان يرفع من يفتقر الى الثقة بالنفس من الحضيض الى عالم خيالى يعلن فيه على الناس : " انا شخص مهم. واذا لم تصدقونى, يكفى ان تنظروا الى ماركة ثيابى ". - عالم النفس شايتور د. مايسون.
يتباهى البعض بممتلكاتهم الفاخرة او ثيابهم التى صممها شخص مشهورليكونوا موضع اعجاب الجميع. على سبيل المثال, ذكرت مقالة فى ذا واشنطن بوست ان حديثى النعمة فى احد البلدان الاسيوية " يعشقون المنتجات الفاخرة كالحقائب الفرنسية والسيارات الرياضية الايطالية. حتى انهم يحبون ان يعرضوا ثرواتهم ".
طبعا لا مانع ان يتمتع المرء بثمرة جهوده. فالكتاب المقدس يقول : " كل انسان ينبغى ان يأكل ويشرب ويرى الخير من كل كده. انها عطية الله ". (جامعة 3 عدد 13) ولكن هل يجوز ان نتباهى بممتلكاتنا او نعرضها على الاخرين ؟ ماذا يقول الكتاب المقدس فى هذا الصدد ؟
اى نوع من الاصدقاء قد يجذب الاثرياء, او من يدعون الثراء, عندما يعرضون مقتنياتهم ؟ ينورنا الكتاب المقدس بالحكمة التالية عن الطبيعة البشرية : " الفقير مبغض حتى عند قريبه, واصدقاء الغنى كثيرون ". - امثال 14 عدد 20.
ان فحوى الاية واضح : " اصدقاء الغنى الكثيرون, لا يصادقونه هو بل يصادقون ثروته. وصداقتهم المزعومة وتملقهم يتبعان من انانيتهم. وتقول الاسفار المقدسة ان هذا التملق " مظهر كاذب يخفى طمعا ". - تسالونيكى الاولى 2 عدد 5.
لذلك اسأل نفسك : " من اريد ان اصادق : اصدقاء يحبوننى لما املك او اصدقاء حقيقيين يحبوننى لما انا عليه ؟ ". يبين الكتاب المقدس ان سلوكنا يمكن ان يؤثر فى نوعية الاصدقاء الذين نجتذبهم الينا.
ان رواية الاسفار المقدسة عن الملك حزقيا تطلعنا على مشكلة اخرى من مشاكل الافتخار بالثروة. فذات مرة, سمح هذا الملك الذى عاش فى اورشليم القديمة لشخصيات بابلية بارزة برؤية " كل ما وجد فى خزائنه ". لاشك ان ثروته العظيمة ابهرت زائريه. لكن كما يبدو اثارت طمعهم ايضا. فبعد مغادرتهم, اخبر نبى الله اشعيا بشجاعة الملك حزقيا انه سيأتى يوم " يحمل الى بابل " كل ما فى بيته. لن ىبقى شئ. وبالفعل تحققت هذه الكلمات. فبعد سنوات, عاد البابليون ونهبوا كل ثروات بيت الملك. - ملوك الثانى الاصحاح 20 و24.
اليوم ايضا, قد يجازف الذين يعرضون ثرواتهم بخسارتها. او خسارة جزء منها على الاقل. ذكر تقرير عن الجرائم والامان فى المكسيك : " ان عرض الممتلكات الفاخرة بطريقة لافتة للنظر يستقطب اللصوص كالمغنطيس فى العاصمة مكسيكو. فالتزين بالحلى والساعات الباهظة وابراز كميات كبيرة من النقود يجذبان انتباها غير مرغوبا فيه ". لذلك يحسن بنا ان نصغى الى مشورة الكتاب المقدس الا نفتخر بغنانا.
ان المتواضعين لا يتصفون بالانانية ويسلطون الاضواء على انفسهم, بل يسرون بصفات الاخرين الحسنة ومواطن قوتهم. تقول فيلبى 2 عدد 3, " لا تفعلوا شيئا بدافع المنافسة او العجب. بل على كل منكم ان يتواضع ويعد غيره افضل منه ". ونقرأ ايضا فى غلاطية 5 عدد 26, " لا نعجب بأنفسنا ولا يحسد بعضنا بعضا ".
اضافة الى ذلك, بعلم الذين يتحلون بالحكمة الالهية ان الصداقة الحقيقية تقوم على الاهتمام بالغير والاحترام المتبادل. وهى لا تسقط حين تتبخر الثروة بل تقوى اكثر فأكثر بمرور الوقت. تذكر الامثال 17 عدد 17 : " الرفيق الحقيقى يحب فى كل وقت ". والاهم ان الشخص الحكيم يسعى الى ارضاء الله مدركا ان الخالق لا يأخذ بالمظاهر بل ينظر الى دواخلنا.
طبعا, لا يلقى التواضع التقدير فى عالمنا اليوم. وهذا لا يثير استغرابنا. ففى معرض الحديث عن الايام الاخيرة, انبأ الكتاب المقدس ان الناس عموما يكونون " جشعين متعجرفين متكبرين . . . اعمتهم الكبرياء ". ( تيمثاوس الثانية 3 عدد 1 - 5) وفى المجتمع الذى يسوده جو كهذا, يشعر من يتباهى بمقتنياته الفاخرة انه فى بيئته. الا ان الله يشجعنا ان نعرض عن هؤلاء خشية ان نصبح مثلهم.



#مجدى_زكريا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يؤثر فينا يسوع المسيح ؟ (2 - 2)
- تأثير يسوع فى الناس حول العالم (1 - 2)
- ابلا - مدينة قديمة تنفض غبار النسيان
- لالتعزية والتشجيع - جوهرتان بأوجه عديدة
- هل السلام ممكن ؟
- الرجل والمرأة - خلقا احدهما للاخر
- مولد يسوع - كيف يحقق السلام (2-2)
- الروح الميلادية - هل تبقى على مدار السنة (1-2)
- سد حاجة بشرية اساسية - بالتقدير
- لم لا يحتفل البعض بعيد الميلاد ؟
- رفقة - امرأة تقية تحلت بروح المبادرة
- لماذا نحن هنا ؟
- سيدة الصحراء السورية ذات الشعر الفاحم
- انكار الله فى القرن العشرين
- جذور الالحاد
- على اى اساس نبنى حياتنا ؟
- قوة اللسان
- يعقوب وعيسو - قصة للتأمل
- اى طابع يتخذه عيد الميلاد ؟
- هل يحق ان يتعاطى رجال الدين السياسة ؟


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - مجدى زكريا - هل يرفع التباهى بالممتلكات من قدرنا ؟