أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - مجدى زكريا - كيف يؤثر فينا يسوع المسيح ؟ (2 - 2)















المزيد.....

كيف يؤثر فينا يسوع المسيح ؟ (2 - 2)


مجدى زكريا

الحوار المتمدن-العدد: 3960 - 2013 / 1 / 2 - 03:33
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


نظرا الى ما ناقشناه فى المقالة السابقة, ما من شك ان تعاليم يسوع اثرت فى الناس حول العالم. لكن السؤال المهم الذى يلزم ان يطرحه كل منا على نفسه هو : " كيف تؤثر تعاليم يسوع فى شخصيا ؟ ".
تناولت تعاليم يسوع مجموعة كبيرة من المواضيع. ويمكن للدروس القيمة التى تتضمنها ان تؤثر فى كل مجالات حياتنا. لنركز الان على ما علمه يسوع بشأن تحديد الاولويات فى الحياة, تنمية الصداقة مع الله, بناء علاقات جيدة بالاخرين, حل المشاكل, والامتناع عن ممارسة العنف.
ان نمط الحياة السريع فى عالم اليوم يتطلب الكثير من طاقاتنا ووقتنا, الى حد اننا لا نجد فى الغالب مكانا للاهتمامات الروحية. قال يسوع للحشد الذى احتشد لسماعه : " لا تحملوا بعد هم نفوسكم بشأن ما تأكلون او ما تشربون, ولا اجسادكم بشأن ما تلبسون, اليست النفس اهم من الطعام والجسد اهم من اللباس ؟ تأملوا طيور السماء, لأنها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع الى مخازن وابوكم السماوى يقوتها. افلستم انتم اثمن منها ؟ . . . فلا تحملوا هما وتقولوا ماذا نأكل ؟ او ماذا نشرب ؟ او ماذا نلبس ؟. فهذه تسعى الامم اليها, فان اباكم السماوى يعلم انكم تحتاجون الى هذه كلها, فداوموا اولا على طلب ملكوته وبره, وهذه كلها تزاد لكم ". (متى 6 عدد 25-33) فماذا نتعلم من ذلك ؟
لم يعن يسوع انه ينبغى الا نهتم بحاجاتنا الجسدية وحاجات افراد عائلتنا, فالكتاب المقدس يقول : " ان كان احد لا يعول خاصته, وخصوصا اهل بيته, فقد انكر الايمان كليا وهو اسوأ من غير المؤمن ". (تيمثاوس الاولى 5 عدد 8) لكن يسوع وعد انه اذا حددنا الاولويات ووضعنا الامور الروحية فى المقام الاول, فسيهتم الله بسد حاجاتنا الاخرى. وهكذا فأن الدرس الذى نتعلمه هنا يتعلق ىكيفية تحديد الاولويات فى الحياة. واتباعنا هذه النصيحة يؤدى الى السعادة لأن يسوع قال " سعداء هم الذين يدركون حاجتهم الروحية ". - متى 5 عدد 3.
ان الشاعرين بحاجتهم الروحية يدركون الحاجة الى تنمية علاقة جيدة بالله. وكيف عادة نبنى علاقة بشخص ما ؟ الا نحاول ان نعرفه بشكل افضل ؟ طبعا, يجب ان نقضى الوقت فى التعرف بارائه, مواقفه, مقدراته, انجازاته. ما يحبه, وما لا يحبه. ويصح الامر نفسه فى بناء الصداقة مع الله. فيلزم نيل المعرفة الدقيقة عنه. عندما صلى يسوع الى الله بشأن تلاميذه قال: " هذا يعنى الحياة الابدية ان يستمروا فى نيل المعرفة عنك, انت الاله الحق الوحيد, وعن الذى ارسلته, يسوع المسيح ". (يوحنا 17 عدد 3) نعم, يتطلب الصداقة مع الله ان ننال المعرفة عنه. والمصدر الوحيد لهذه المعرفة هو كلمة الله الموحى بها, الكتاب المقدس. فيجب ان نخصص الوقت لدرس الاسفار المقدسة.
لكن المعرفة بحد ذاتها ليست كافية. ففى الصلاة نفسها قال يسوع " حفظوا كلمتك ( يقصد تلاميذه ). فلا يجب ان ننال المعرفة عن الله فحسب, بل ايضا ان نسلك بموجب هذه المعرفة. وهل من طريقة اخرى لنصبح اصدقاء الله ؟ هل نتوقع ان تنموا صداقتنا مع شخص ما اذا كنا نتصرف عمدا بطريقة تتعارض مع افكاره ومبادئه ؟ اذا, ينبغى لافكار الله ومبادئه ان تهدى جميع خطانا فى الحياة. لاحظ كيف ينطبق اثنان من مبادئه على علاقتنا بالاخرين.
فى احد المناسبات روى يسوع قصة قصيرة ليعلم انباعه درسا قيما فى العلاقات الانسانية. فقد تحدث عن ملك اراد ان يسوى حسابه مع عبيده. ولكن كان على احدهم دين هائل ولم يكن بامكانه ايفاؤه. فأمر السيد ان يباع هو وزوجته واولاده لكى يدفع ما عليه, فخر العبد المديون وتوسل قائلا : " اصبر على فأوفيك كل ما لك ". فأشفق السيد عليه وترك له دينه. غير ان هذا العبد مضى ووجد واحدا من العبيد رفقاءه له عليه مبلغ صغير فطالبه بتسديده. ورغم ان العبد رفيقه توسل اليه ان يرحمه, القاه فى السجن حتى يوفى ما عليه. عندما سمع الملك بذلك, غضب جدا وسأل العبد الشرير الذى لم يسامح رفيقه, اما كان عليك ان ترحم العبد رفيقك كما رحمتك انا ؟ ثم سجنه حتى يوفى كل ما كان عليه. قال يسوع لاتباعه معلما اياهم درسا من القصة " هكذا يعاملكم ايضا ابى السماوى ان لم تغفروا من قلوبكم كل واحد لأخيه ". متى 18.
بما اننا بشر ناقصون, فنحن نرتكب اخطاء كثيرة. ولا يمكننا ان نوفى لله الدين الهائل المتراكم علينا لأننا نخطئ اليه, وكل ما استطاعتنا فعله هو طلب غفرانه. والله على استعداد ليغفر كل خطايانا, بشرط ان نغفر لاخوتنا الخطايا التى يرتكبوها بحقنا, فياله من درس فعال. علم يسوع اتباعه ان يصلوا " اغفر لنا ذنوبنا كما نحن نغفر للمذنبين الينا ".
كان يسوع خبيرا بفهم الطبيعة البشرية. ومشورته المتعلقة بحل المشاكل تناولت اصل المشكلة. تأمل فى المثالين التاليين :
قال يسوع : " سمعتم انه قيل للقدماء : لا تقتل, ومن قتل يحاسب امام محكمة العدل ". اما انا فاقول لكم ان كل من بقى ساخطا على اخيه يحاسب امام محكمة العدل ". اظهر يسوع هنا ان اصل مشكلة القتل يكمن فى ما وراء هذا العمل العنيف. فهو يكمن فى الموقف الذى يكمن فى قلب القاتل. واذا كان الناس لا يسمحون لمشاعر الاستياء او الغضب ان تنمو فى قلوبهم, تزول اعمال العنف العمدية من الوجود. حقا, لو طبق هذا التعليم لتجنب البشر الكثير من سفك الدم.
لاحظ كيف يظهر يسوع ان اصل مشكلة اخرى تسبب الكثير من الاسى. قال للجمع : " سمعتم انه قيل : لاتزن, اما انا فأقول لكم ان كل من يداوم على النظر الى امرأة ليشتهيها, فقد زنى بها فى قلبه. فان كانت عينك اليمنى تعثرك, فأقلعها والقها عنك ". لقد علم يسوع ان المشكلة تكمن فى ما هو وراء المسلك الفاسد ادبيا. فهى تكمن فى الرغبات الفاسدة التى تسبقه. واذا رفض المرء ان يمعن التفكير فى الامور غير اللائقة التى تشتهيها نفسه وقلعها من عقله, يتغلب على مشكلة يحتمل ان يقع فيها, وهى السلوك الفاسد ادبيا.
فى الليلة التى جرت فيها خيانة يسوع واعتقاله, استل احد تلاميذه سيفه للدفاع عنه. لكن يسوع امره قائلا : " رد سيفك الى مكانه, ةلأن كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون ". وفى الصباح التالى, ةقال يسوع لبنطيوس بيلاطس : " مملكتى ليست جزءا من هذا العالم. لو كانت مملكتى جزءا من هذا العالم, لكان خدامى يجاهدون لكيلا اسلم الى اليهود, ولكن مملكتى ليست من هنا ". فهل هذا التعليم غير عملى ؟
ماذا كان موقف المسيحيين الاولين من تعاليم يسوع المتعلق بعدم اللجوء الى العنف ؟ يقول كتاب موقف المسيحيين الاوائل من الحرب : " بما ان تعاليم يسوع حرمت استخدام جميع اشكال العنف والحاق الاذى بالاخرين, فمن الواضح انها اشارت ان الاشتراك فى الحرب مخالف للشريعة . . . والمسيحيون الاولون اطاعوا بدقة وصايا يسوع وفهموا حرفيا تعاليمه عن الرفق بالاخرين وعدم مقابلة العنف بالعنف. فقد قرنوا ديانتهم بالسلام ودانوا الحرب بشدة بسبب سفك الدم الناتج عنها ". فلو اتبع جميع المدعين المسيحية فعليا هذا التعليم لاختلف مجرى التاريخ اختلافا كبيرا.
ان تعاليم يسوع التى ناقشناها هى رائعة, بسيطة, وفعالة. فبامكان البشر ان يستفيدوا من الاطلاع على تعاليمه كلها والعمل بموجبها.



#مجدى_زكريا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأثير يسوع فى الناس حول العالم (1 - 2)
- ابلا - مدينة قديمة تنفض غبار النسيان
- لالتعزية والتشجيع - جوهرتان بأوجه عديدة
- هل السلام ممكن ؟
- الرجل والمرأة - خلقا احدهما للاخر
- مولد يسوع - كيف يحقق السلام (2-2)
- الروح الميلادية - هل تبقى على مدار السنة (1-2)
- سد حاجة بشرية اساسية - بالتقدير
- لم لا يحتفل البعض بعيد الميلاد ؟
- رفقة - امرأة تقية تحلت بروح المبادرة
- لماذا نحن هنا ؟
- سيدة الصحراء السورية ذات الشعر الفاحم
- انكار الله فى القرن العشرين
- جذور الالحاد
- على اى اساس نبنى حياتنا ؟
- قوة اللسان
- يعقوب وعيسو - قصة للتأمل
- اى طابع يتخذه عيد الميلاد ؟
- هل يحق ان يتعاطى رجال الدين السياسة ؟
- كلمات وطرائف ونكات


المزيد.....




- شاهد حيلة الشرطة للقبض على لص يقود جرافة عملاقة على طريق سري ...
- جنوب إفريقيا.. مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من على جسر
- هل إسرائيل قادرة على شن حرب ضد حزب الله اللبناني عقب اجتياح ...
- تغير المناخ يؤثر على سرعة دوران الأرض وقد يؤدي إلى تغير ضبط ...
- العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان مساعدة إنسانية عاجلة- لغزة ...
- زلزال بقوة 3.2 درجة شمالي الضفة الغربية
- بودولياك يؤكد في اعتراف مبطن ضلوع نظام كييف بالهجوم الإرهابي ...
- إعلام إسرائيلي: بعد 100 يوم من القتال في قطاع غزة لواء غولان ...
- صورة تظهر إغلاق مدخل مستوطنة كريات شمونة في شمال إسرائيل بال ...
- محكمة العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان توفير مساعدة إنسانية ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - مجدى زكريا - كيف يؤثر فينا يسوع المسيح ؟ (2 - 2)