أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - مجدى زكريا - ينبغى احترام السلطة














المزيد.....

ينبغى احترام السلطة


مجدى زكريا

الحوار المتمدن-العدد: 3967 - 2013 / 1 / 9 - 20:06
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


احترام السلطة لم هو معدوم ؟
" الظاهرة العالمية لتحدى السلطة المعترف بها, سواء كانت دينية او دنيوية, اجتماعية او سياسية, يمكن ان يعتبر ما الحدث الابرز فى العقد الاخير ".
مضت سنوات طويلة منذ ستينات 1900, العقد الذى تشير اليه هذه المؤرخة والفيلسوفة حنة أرنت, وتيار الازدراء بالسلطة يصبح اقوى واقوى من ذى قبل.
على سبيل المثال, يذكر تقرير صدر فى صحيفة ذا تايمز اللندنية : " يرفض بعض الوالدين سلطة المعلم على ولدهم, ويتذمرون عندما يحاول تأديبه ". وفى كثير من الاحيان, عند تأديب الاولاد فى المدرسة, يذهب الوالدون اليها ليس فقط لتهديد المعلمين بل لمهاجمتهم ايضا.
اقتبس من اقوال الناطق بلسان الجمعية الوطنية لمديرى المدارس فى بريطانيا مايلى : " الناس يقولون لدينا حقوق, عوض ان يقولوا : لدينا مسؤوليات ". وبالاضافة الى فشل بعض الوالدين فى غرس الاحترام السليم للسلطة فى اولادهم, فانهم لا يؤدبونهم, ولا يدعون الاخرون يؤدبونهم. ويسمح للاولاد الذين يطالبون بحقوقهم ان يهزأوا بسلطة الوالدين والمعلمين على السواء, مما يجعل العاقبة امرا متوقعا - " جيل جديد لا يحترم السلطة وقلما يميز الخطأ من الصواب ". كما كتبت مرغريت دريسكول, محررة فى احدى الصحف.
ومجلة تايم فى مقالتها : " جيل ضائع ". سلطت الضوء على الخيبة التى تعترى كثيرين من الاحداث الروس بذكر ما قاله فنان معروف بموسيقى الراب : " كيف يكون بامكان اى شخص مولود فى هذا العالم, حيث لا شئ يدوم والعدل معدوم, ان يثق بالمجتمع ؟ ". ويوافق على ذلك عالم الاجتماع ميخائيل توبالوف الذى قال : " هؤلاء الاحداث ليسوا اغبياء. فقثد رأوا كيف خدعت الدولة والديهم, ورأوهم يخسرون ما ادخروه من مال ويفقدون وظائفهم. فهل يمكن ان نتوقع منهم احترام السلطة ؟ ".
ولكن من الخطأ الاستنتاج ان الجيل الاصغر سنا وحده لا يثق بالسلطة. فاليوم, ينظر الناس من كل الاعمار الى كل انواع السلطة بعدم ثقة, حتى باحتقار. فهل بعنى ذلك انه لا يمكن الوثوق بأية سلطة مهما كانت ؟ تعرف السلطة بأنها " القدرة او الحق فى ضبط, حظر, او الحكم على افعال الاخرين ". واذا مورست بشكل لائق, يمكن ان تكون قوة فعالة للخير. ويمكن ان تكون مفيدة للأفراد والمجتمع على السواء.
من منا ليس شاكرا على سلطة الشرطة لاعتقال المجرمين الذين يسرقون ممتلكاتنا او يهددون عائلاتنا ؟ او لا نقدر سلطة المحاكم لمعاقبة المجرمين من اجل حماية المجتمع ؟
وقد تخطر ايضا ببالنا الخدمات العامة والمفيدة الاخرى كصيانة الطرقات و تعزيز الصحة العامة, والتعليم - امور تمولها عادة الضرائب التى تفرضها السلطة الحكومية. ونحن اول من يعترف بأن الاحترام للسلطة المعينة امر ضرورى. ولكن الى اى حد يبلغ هذا الاحترام ؟
يأمر الكتاب المقدس الناس جميعا, المؤمنين وغير المؤمنين, باحترام السلطة المدنية التى تعمل لخير المجتمع. فقد كتب الرسول بولس الى رفقائه المؤمنين فى روما عن هذا الشأن. ومن المفيد التأمل فى ما قاله فى روما 13 من 1 - 7,
كان بولس مواطنا رومانيا حين كانت روما دولة عالمية. وفى الرسالة التى كتبها نحو سنة 56 بعد الميلاد, نصح المسيحيين بأن يكونوا مواطنين مثاليين. فقد كتب : " لتخضع كل نفس للسلطات الفائقة,فانه لا سلطة الا من الله. والسلطات الكائنة موضوعة فى مراكزها النسبية من قبل الله ".
يوضح بولس هنا انه لا توجد سلطة بشرية الا بسماح من الله. وهكذا يكون للسلطات الفائقة مكانها النسبى فى قصد الله. فاذا من يقاوم السلطة . . . يقاوم ترتيب الله ".
وفيما تمدح السلطات الفائقة المواطنين الذين يفعلون الصلاح, فانها مفوضة ايضا بمعاقبة مرتكبى ىالخطأ. لذلك يخاف من يمارسون ما هو ردئ من السلطات, اذ تملك السلطات الحق فى الانتقام بصفتها " خادم الله ".
وينهى بولس مباحثته بقوله : " اذا, يوجد سبب مقنع لتكونوا فى خضوع, لا من اجل السخط فحسب, بل ايضا من اجل ضميركم. فانكم لأجل هذا تدفعون ايضا الضرائب. اذ هم خدام الله العامون الذين يخدمون دائما لاجل ذلك عينه ".
ان التصرف فى اموال الضرائب من مسؤوليات السلطات الفائقة وليس دافع الضرائب. وبما ان المسيحى مواطن مستقيم, يجب ان يحافظ على ضمير طاهر. فهو يعرف انه بخضوعه للسلطات الفائقة ودفعه الضرائب المتوجبة, لا يؤيد مقاييس المجتمع الذى يعيش فيه فحسب, بل ايضا يحيا بانسجام مع المتطلبات الالهية.
فيما يتلاشى احترام السلطة على نحو سريع فى العالم, ندرك ان السلطات الملائمة فى اللمجتمع, العائلة موضوعة لفائدتنا. فاحترام السلطة ضرورى لخيرنا الجسدى, العاطفى, والروحى. واذ نقبل السلطة المعطاة من الله ونحترمها, سنحظى بحماية السلطتين العظيمتين - الله ويسوع المسيح_ الامر الذى سيؤول الى خيرنا الابدى.



#مجدى_زكريا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الكتاب المقدس متشدد جدا ؟
- قبل ان يغيبنا الموت - هل تركنا وصية
- اسياد علم الميكانيك فى القرون الوسطى
- هل يرفع التباهى بالممتلكات من قدرنا ؟
- كيف يؤثر فينا يسوع المسيح ؟ (2 - 2)
- تأثير يسوع فى الناس حول العالم (1 - 2)
- ابلا - مدينة قديمة تنفض غبار النسيان
- لالتعزية والتشجيع - جوهرتان بأوجه عديدة
- هل السلام ممكن ؟
- الرجل والمرأة - خلقا احدهما للاخر
- مولد يسوع - كيف يحقق السلام (2-2)
- الروح الميلادية - هل تبقى على مدار السنة (1-2)
- سد حاجة بشرية اساسية - بالتقدير
- لم لا يحتفل البعض بعيد الميلاد ؟
- رفقة - امرأة تقية تحلت بروح المبادرة
- لماذا نحن هنا ؟
- سيدة الصحراء السورية ذات الشعر الفاحم
- انكار الله فى القرن العشرين
- جذور الالحاد
- على اى اساس نبنى حياتنا ؟


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - مجدى زكريا - ينبغى احترام السلطة