أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - الأصدقاء المزيفون














المزيد.....

الأصدقاء المزيفون


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3969 - 2013 / 1 / 11 - 21:34
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الإنسان الناجح في حياته وعمله ومهنته يكسبُ على الأغلب كثيرا من الأصدقاء المزوَرين والمزيفين مثل العملة الورقية ولكن مشكلتهم أنهم لا ينكشفون من الاختبار الأول أو الثاني كما هو الحالُ مع العُملة الورقية وليس لكل الناجحين مقدرة على قراءة كف كل صديق فالمسألة في بعض جوانبها تحتاج إلى علم التنجيم أكثر مما تحتاج إلى علم المنطق والحس والحدس والخيال والتخيل والأوهام كلها تدخل في صلب الموضوع,فما أكثر الناس الملتفين حول الإنسان الناجح والذين يدعون الصداقة معه على الحلوة والمرة في حين أنهم لا يشاركونه إلا في الحلوة دون المرة ذلك أن المرة يكون زمانها قد ولىّ وانتهى منذُ أمدٍ بعيد وضاق الناجح مرارتها وحده فقط , إنهم أصلا يبحثون عن مصالحهم الخاصة وأصدقاء المصلحة كثيرون جدا والأصحاب الطيبون من النادر أن نعثر عليهم في المناجم البشرية فهم أندر من الذهب والماس والزئبق الأحمر لذلك الأصحاب الحقيقيون لا يمكن تميزهم ولا يمكن بيعهم بسعر الذهب أو الزئيق الأحمر فهم بحق لا يقدرون بثمن,وهنالك مقولة تقول:إذا تركك صديقك فجأة وبدون سابق إنذار فاعلم بأنه قد اعتزل التمثيل نهائيا, وبنفس الوقت يكسب الإنسان الناجح كثيرا من الأعداء الحقيقيين غير المزورين على الإطلاق الذين يحومون حوله كثيراً ليجدوا له أي غلطة مقصودة أو غير مقصودة مثل الهفوات وزلات اللسان من أجل الإيقاع به, وكم نتمنى أن نجد حولنا أصدقاء حقيقيين مثل أعدائنا الحقيقيين وكم نتمنى أن يكون أعداؤنا أعداء مزورين وليس حقيقيين, والإنسان على العموم عدوٌ لنفسه إذا كان ناجحا وعدوٌ لنفسه ولغيره إذا كان فاشلا ,إن الناس لا يشترون السمك في الماء فمشكلتهم أنهم لا يعرفون من الذي سينجح في هذه الحياة ومن الذي سيفشل فهم اصلا لا يقدرون على التمييز بين الناجح والفاشل أو بين النافع لهم والضار لهم,وكذلك الإنسان الناجح لا يستطيع التمييز بين الناس النافعين له وغير النافعين لأنه على الأغلب تأتيه الطعنات من الخلف أكثر مما تأتيه من الأمام,والكل حائر لا يعرف الحقيقة حتى لو كانت الحقيقة نسبية لذلك الناس لا يقفون بحزم إلى جانب الناجحين لأنهم غير قادرين على قراءة الوضع الحالي وقراءة المستقبل البعيد والقريب,والناس أيضا مثلهم مثل الإنسان الناجح لا يقدرون على قراءة الكف ولا على التنجيم ليعرفوا الغث من السمين لأن كل شيءٍ حولنا جميعا مزيفا وليس حقيقيا ,وكم من الناجحين الذين يعاديهم أعز أقربائهم وخصوصا إخوانهم وجيرانهم ولكنهم يصابون بخيبة كبيرة حين يثبت نجاحهم فيعودون إلى الناجح ليعلنوا ولاءهم وتأيّيدهم له وهؤلاء هم الأصدقاء المزورين فعلا, فالنجاح يسبب للإنسان كثيرا من القلق والمشاكل لأن الفتن حوله تكثر ولعبة الثلاث ورقات تبدأ من عنده وكلها تريد استهدافه والرمي باتجاهه بمنتصف الهدف,إن الإنسان الناجح يدفع ضريبة نجاحه من جيبه الخاص وكل المحيطين به ومن حوله يستفيدون من نجاحه حتى ألد أعدائه يستفيدون منه بشكل كبير والملفت للانتباه أن الأصدقاء المزيفين يكونون منذ البداية ضد الإنسان الناجح ولا يكلفون أنفسهم بأن يحملوا عنه بعض أحماله الثقيلة ولكن حين ينجح يحاولون إقناعه بأنهم كانوا يخافون عليه من العين ومن الحسد وإنهم منذ البداية كانوا يعرفون بأنه في أي يوم من الأيام سيصبح شيئا مهما وكبيرا -ولكنهم على حسب قولهم -كانوا يبتعدون عنه خوفا منهم على حياته وحرصا عليه من الأعداء, هكذا دائما يكون سيناريو الأصدقاء المزورين, ولا يستطيع الإنسان الناجح جدا أن يميز حقيقة بين الأصدقاء المزيفين وبين الأصدقاء الحقيقيين.

وأنا قد أكون مثلكم لا أعرف من هم الأصدقاء الحقيقيون ومن هم الأصدقاء المزيفون لأني ضعيف جدا في علم التنجيم وقراءة الكف والنظر في قاع الفنجان,وفي بعض الأحيان نحن نشعرُ بأننا بحاجة إلى شيء غير العقل والمنطق ألا وهو القلب والحس والحدس والاستشعار عن بعد لنعرف من هو الصادق ومن هو الكاذب والتاريخ أمامنا ممتلئ جدا بالحكايات المزيفة وقليلٌ من الناس من يعرف الدجال من غير الدجال فعلى مر الأزمان قاموا بقيادتنا دجالون ما زلنا حتى اليوم نحتفظ لهم بصورٍ جميلة في قلوبنا وعقولنا رغم أنهم مزيفون والمؤرخون قد ألبسوهم الأقنعة على وجوههم وقبض أصحاب الأقلام ثمنا بخسا وباعونا بضاعة مزيفة مكتوبٌ عليه(النخب الأول) فمن هو الصادق ومن هو الكاذب,لننظر من حولنا جميعا لنكتشف أننا نعيش حياة كلها من أولها إلى آخرها كذب وتزوير وتضليل للعدالة،فأين هم الأصدقاءُ الطيبون والصادقون معنا؟.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلة العذاب
- الإنسان مخلوقٌ فوضوي
- مساعدة الفقراء تؤجل الثورة
- كيف يختار الله الرسل والحكام وكبار رجال الأعمال
- العبور من ديانة إلى ديانةٍ أخرى
- سنه حلوه يا ثقافه
- الخلوة أحيانا ضرورية
- الدين بين فشل المنطق ونجاح الإغراء
- أنا مراقب جدا
- بطاقة معايدة
- إنهاء الصراع بين الدولة والدين
- الإسلام ليس وحده الذي يعرف الحلال والحرام والخير والشر
- الثورة لا تحدث إلا في الدول المتخلفة
- الفرق بين المسلم والملحد
- خمسة مبادئ أمريكية ثورية
- الحمير تعرف أصحابها
- أمي
- الثورة الحقيقية
- الانتحار
- كيف يشاركني الشيطان طعامي!


المزيد.....




- محكمة العدل الدولية ترفض دعوى السودان ضد الإمارات بـ-التواطؤ ...
- احتجاجات في إسرائيل بعد إعلان الحكومة عن خططها للاستيلاء على ...
- ترامب يزعم بأن للولايات المتحدة الفضل الأكبر في تحقيق النصر ...
- بوتين في تهنئة للمحاربين القدامى: لقد أنقذتم البشرية من خطر ...
- ترامب الحائر في المتاهة اليمنية
- انفجارات قوية في مطار بورتسودان إثر استهداف مسيرات جديد لخزا ...
- فرنسا تشدد شروط الحصول على الجنسية ... فما هي المؤهلات المطل ...
- بن زايد يقلّد رئيسة تنزانيا وسام -أم الإمارات-
- قصف متبادل بين روسيا وأوكرانيا يحصد ستة قتلى في سومي وكورسك ...
- واشنطن تجمد رسميا المنح البحثية لهارفارد حتى تلتزم الجامعة ب ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - الأصدقاء المزيفون