أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - مساعدة الفقراء تؤجل الثورة














المزيد.....

مساعدة الفقراء تؤجل الثورة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3961 - 2013 / 1 / 3 - 19:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من خلال قراءتي للقرآن وفهمي له يتبين لي ولكل الناس أن هنالك آيات قرآنية تناقض بعضها وتدحض بعضها ففي الوقت الذي يحث فيه القرآن على مساعدة الفقراء والزكاة والصدقة ومساعدة المحتاج وقول الحق نجد هنالك آية في القرآن تحرض المفسدين على ارتكاب مزيدٍ من مجازر الفساد ذلك أن المفسدين يرسلهم الله إلى القرى الظالم أهلها فيسلط الظالم على تلك القرى كعقابٍ لهم من الله على كثرة فسادهم, حتى أن الكوارث الطبيعية في أغلب الأحيان يرسلها الله على البشر ليعاقبهم على ما اكترثت يداهم من ظلم ومن جور وبهذه الحالة يجب عدم مقاومة الفاسدين لأنهم رسلٌ من الله يرسلهم إلى الظالمين.وفي الأحاديث العامة بين الناس الذين لا تربطهم صلة لا بالفلسفة ولا بالسياسة نجدهم يقولون بفطرتهم من أن الله يرسل الزلازل والبراكين على القوم الفاسدين ومن ناحية علمية هم لا يعلمون بأن للزلازل فوائد بيئية أهمها أنها تفتح عيون الماء وتفجر الينابيع وللبراكين أيضا فوائد بيئية وصحية...إلخ,ولكن للإنسان البسيط نظرة ليست سطحية عن المفسدين فهو يدعو على الظالم بأن يرسل له الله ظالما أكثر منه ظلما.

للأشرار رغبة بمساعدة الفقراء وللفاسدين رغبة بمساعدة الفقراء والمعدومين ,وللأخيار الطيبين رغبة بمساعدة الضعفاء ولكل واحدٍ منه هدفا يختلف عن الآخر..مساعدة الفقراء والمحتاجين ظاهرة إنسانية لا يقوم فيها إلا النبلاء ومن يتمتعون بحس إنساني عالي الجودة جدا.. جدا ويستحقون الشكر عليها وعلى ما يملكون من حس إنساني راقٍ ويستحقون أن يتقلدوا الأوسمة على ما يفعلونه من أعمال خيرية, ولكن يغيب عن الذهن في الظروف العصيبة جدا من أن الأشرار لديهم نوايا خبيثة من أجل إيقاف التذمر والشكاوى في الظروف التي تصل فيها حالة الاختناق إلى ذروتها حين تصبح روح المواطن في مناخيره من شدة الظلم والقهر,وهؤلاء الأشرار لا يمدون يد العون للناس من أجل الإنسانية بل من أجل أن يستمر الفساد الكبير ويستمر نموه في بيئة لا يُسمعُ فيها صراخٌ ولا أنين وهذا ليس من أجل مساعدة الفقراء والمظلومين بل من أجل مساعدة أنفسهم واليوم في أغلبية الدول العربية لا نجد النبلاء وأصحاب الأخلاق العالية يمدون يد العون للفقراء بل الأشرار هم الذين يساعدون الفقراء والمحتاجين من أجل كسب تأيدهم ومنحهم ثقتهم ولهم بذلك هدف آخر شرير جدا أكثر مما تتوقعونه والهدف هو تأجيل الثورة ووقف حالة الاحتقان والتذمر من الأوضاع العامة أو من أجل كسب معركة انتخابية يكون فيها المال السياسي هو سيد الموقف بالكامل فالأشرار يعرفون بأن الظلم إذا استمر طويلا فهذا يعني نهايتهم وهم بهذا يحاولون وقف حالة الشكوى والتذمر من خلال مساعدة الفقراء وتوزيع المواد الغذائية عليهم مثل السكر والأرز وحليب الأطفال. وهنا يتدخل المال السياسي مرة أخرى من أجل انتشار الفساد فمساعدة الفقراء والمظلومين ومدهم بالمال السياسي يؤدي مرة أخرى إلى انتشار الفساد على كافة الطرق وكافة الأصعدة وذلك من خلال إسكات صوت الحق الذي لا يعلو عليه أي صوت,ومن رأي فلسفة التطور والإنتخاب الطبيعي عدم مساعدة الضعفاء لأن مساعدتهم يعني استمرارا لنمو جنسهم الضعيف وبالتالي يجب إبادة الضعفاء من أجل نمو مجتمع قوي واستفاد من هذه الفكرة النازيون وغيرهم.., في حين أن الطبيعة تعتمد على الضعفاء والأقوياء معا من أجل أن تستمر دورة الحياة في تناغم سمفوني فإن كان المجتمع كله أقوياء فهذا يعني نهاية العالم وإن كان المجتمع كله ضعفاء فهذا يعني نهاية العالم يجب أن يكون هنالك الغني والفقير والتفاوت في مستويات الدخولات السنوية للأفراد ويجب أن يستمر الفقر من أجل أن يعيش الأغنياء,ومهما حاولنا حل المسألة من عدة وجوه فإن المسألة أولا وأـخيرا تبقى بيد الزمن ومن سيعيش؟ ومن سيموت؟ ومن سيكون قويا؟ ومن سيصبح ضعيفا هذه كلها بيد الأيام التي لا ترحم أحدا.

وللصوفية رأي عجيب في هذا الموضوع فشيخ الصوفية(ابن عربي) يقول: إن الله إذا سلط ظالماً على قومٍ فلا يجب عليهم أن يقاوموه لأنه عقاب لهم من الله. طبعا يستند ابن عربي بفلسفته الصوفية على الآية القرآنية التي تقول:" وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا "16-الإسراء ومهما اختلفنا على تفسير الآية فإن النتيجة في النهاية واحدة وهي أن الله يأمر المفسدين ويزيد في عددهم رغم أن هنالك آياتٍ قرآنية كثيرة تقول بأن الله لا يأمر بالفحشاء بل بالعدل وبالإحسان وتبقى الآية أمامنا واضحة جلية من أن الله ينتقم من الأشرار من خلال أشرار مثلهم أو أكثر منهم شرا فالظالم يرسل له الله ظالما أكثر منه ظلما لكي ينتقم منه, وهذا معناه أن الظالم رسولٌ من الله أو أداة بيد الله يستعملها ضد القوم الذين يغضب عليهم وبالتالي الفاسد لا يحاسبه الله لأنه السيف الذي يضربُ فيه الله رقاب المفسدين في الأرض وعاش أبن العربي وابن الفارض أثناء الحروب الصليبية ولم نسمع ولم نقرأ عن واحدٍ منهم دعا إلى قتالٍ أو جهادٍ أو مقاومة للمفسدين,ذلك أنهم عرفوا بأن مقاومة الظالم والفاسد يحول بين قضاء الله وقدره وهذه فكرة شجعت عليها بعض الدول الاستعمارية أثناء استعمارها للدول العربية والأفريقية بحيث دعموا مجالس الصوفية التي يكثر فيها هذا النوع من التفسير والسلوك الظاهر وهو التسليم للمفسدين الذين يرسلهم الله للبشر كما يرسل الزلازل والبراكين والكوارث الطبيعية..

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=229244



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يختار الله الرسل والحكام وكبار رجال الأعمال
- العبور من ديانة إلى ديانةٍ أخرى
- سنه حلوه يا ثقافه
- الخلوة أحيانا ضرورية
- الدين بين فشل المنطق ونجاح الإغراء
- أنا مراقب جدا
- بطاقة معايدة
- إنهاء الصراع بين الدولة والدين
- الإسلام ليس وحده الذي يعرف الحلال والحرام والخير والشر
- الثورة لا تحدث إلا في الدول المتخلفة
- الفرق بين المسلم والملحد
- خمسة مبادئ أمريكية ثورية
- الحمير تعرف أصحابها
- أمي
- الثورة الحقيقية
- الانتحار
- كيف يشاركني الشيطان طعامي!
- ماذا يوجد وراء الحراك الأردني؟
- يا سيد الدمار
- مشكلة تغيير النظام الاجتماعي


المزيد.....




- مرجعية العراق الدينية تدعو لوقف الحرب
- ترفض -السماح ببقائه-...هل تريد إسرائيل رأس المرشد الأعلى الإ ...
- استقبل قناة الأطفال المحبوبة على شاشتك الآن.. التردد الجديد ...
- إيهود باراك: لا مبرر منطقيا للحرب مع إيران الآن
- مادورو يدعو يهود العالم لوقف جنون نتنياهو
- الاحتلال يفرض سياسة جديدة بعد 6 أيام من إغلاق المسجد الأقصى ...
- أفغانستان تغير تسمية -الجامعة الأمريكية- إلى -الجامعة الإسلا ...
- حرس الثورة الإسلامية يعتقل 5 جواسيس للموساد في لرستان
- آية الله مكارم شيرازي: الشعب الايراني يقف خلف سماحة قائد الث ...
- الدلالات الرمزية والدينية لتسميات العمليات العسكرية الإسرائي ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - مساعدة الفقراء تؤجل الثورة