أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد حمودي عباس - أوراق صفراء














المزيد.....

أوراق صفراء


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 3967 - 2013 / 1 / 9 - 16:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دماء ودموع وخراب بيوت ، تشريد أسر ومواكب متزايدة من اللاجئين .. رصاص وقذائف مدمرة .. أطفال تسرح في الشوارع وقد غابت عنها الأبوة والأمومة .. أعلام بصبغات وأشكال مختلفه .. وثمة من يظهر على خلفية هذه المسرحية المعفرة بروائح الموت ، ليعلن عن انشقاقه عن النظام ، وتسجيل أسمه في قائمة الثوار .. كل ذلك المشهد يبدو حاضرا وفي جميع مراحل الربيع العربي مغلفا بصرخات .. الله اكبر ..
سطو على بقايا السلطة .. تزييف للانتخابات .. تشريع دساتير فاقدة للصلاحية ومعطلة للحياة .. تراجع مريع في مقتضيات الأمن ، ونهب منقطع النضير لخزائن المال العام .. تناحر ديني ومذهبي يسحق جميع الطوائف الأصغر من حيث العدة والعدد .. مديونية تتفاقم ، وتضخم عالي الوتيرة .. هبوط سريع في قيم العملات الوطنية .. سيطرة المافيات المسلحة بشتى صنوفها على مقدرات الشعوب ودون أية مرجعية معروفه ..
كل ذلك يبدو جليا كسمة بارزة من سمات الربيع العربي أينما حل وسيحل مستقبلا في البلدان المخطط لها ان تثور ..
هكذا كان الأمر في تونس ، صاحبة الشرارة الأولى في التغيير ، حيث بقي المواطن التونسي تائها في غياهب البطالة وتدني مستويات الدخل ، وتفشي حالات انعدام الأمن ، وغياب عنصر التخطيط الاقتصادي المعتمد على أسس علمية ، مما جعل تونس اليوم بلا مستقبل واضح المعالم ، فتحرك الشباب مرة أخرى حاملا الحجارة في مدينة سيدي أبو زيد مهد الثورة ، ليقذف بها النظام الجديد بعد أن قاوم بها أجهزة النظام القديم ، ولم ينسى التونسيون من كلا الطرفين ، الحكومة والشعب بالاحتراس بنداء .. الله اكبر .
وهكذا بدأت معالم الربيع الجديدة في ليبيا ، ليتراجع كل شيء إلى الخطوط الخلفية ، مخلفا شوارع تغزوها فرق المراهقين المسلحة ، وجيشا رمزيا وشرطة لا تكاد تستطيع حماية نفسها ومواقعها من سطوة الشارع ، كما صرح بذلك وزير الداخلية الليبي عبر شاشات التلفزيون مؤخرا .. تلاطمت الأحزاب السياسية في هذا البلد المصاب بجفاف الفكر السياسي وعلى مدى قرون ، ليولد برلمان عاجز عن حماية البناية التي يقيم فيها من غزوات راحت تعبث وتخرب وتنشر الرعب مرددة وبقوة متناهية شعار .. الله أكبر .
مصر الكنانة .. ولادة الحياة المزدانة بكل معاني الرقي ، هي الأخرى لم تنسى ان تستعين بنداء التكبير ، وهي تزيح من أمامها في كل لحظة ، معلم من معالم حضارتها المعروفة ، وبرزت منذ بداية رحيل النظام السابق ، أولى إرهاصات الانتقام من أبطال رحاب الفن والثقافة ، وانطلقت بواكير الوعيد بالإطاحة برموز التمدن والعودة بالبلاد الى محافل التخلف .. في مصر اليوم يجري ترتيب الأوراق على طاولة جديدة مصنوعة من خشب يختلف عن جميع الطاولات القديمه ، وتتحرك بيارق اللعبة بأيدي قد لا تظهر ملامحها بوضوح لحسني النية ممن يطاردون وراء رياح التغيير، وفق هواهم المنبثق من الحس الوطني المتأصل في نفوسهم العامرة بالبراءة ..
في سوريا .. والتي لا زالت تعاني من آلام المخاض ، زحفت الطائفية بوجهها القبيح ، لتفعل فعلها وتحت لواء ( الله اكبر ) أيضا ، لتعيد إلى الأذهان ما جرى ويجري في العراق ، فذات الخصمين راحا يتباريان على الساحة السورية ، وهما إيران والغرب ومعهما الجارة تركيا ، لتنهد ثمنا لذلك صوامع وبيوت وأرواح ، ويتشرد أكثر من نصف الشعب السوري في الفيافي وعبر الحدود .. والنتائج ستكون حتما بعد أن يهدأ دخان الصراع ، وتبدأ الأجهزة الدولية المتخصصة بحقوق الإنسان ، بجرد حصيلة الحرب الشرسة بين النظام وأعدائه ، لتفتح صفحات جديدة لإحصاء نتائج حرب من نوع آخر هي بادئة لا محالة ، بين الطوائف والأحزاب المنضوية تحت لواء المعارضة هذه المره .. حرب سوف لن تبقي من سوريا إلا اسم من المحتمل ان يتغير إلى ولايات وأقاليم بفعل مبادئ الديمقراطية المحببة إلى النفوس .
في العراق .. البلد الذي لم يتخطى بعد وديان وشعاب الإرهاب ، وامتهن أهله أعنف سبل الموت بشتى صنوفه المرعبه .. عاد من جديد ليحقق رغبات جيرانه ومن هم في الأطراف البعيدة ، لينادي أهله بالتقسيم .. وبلغت الآن صراعات ابنائه من الاحزاب والقوى ( الوطنية ) وارثة عرش التغيير ، على أشدها لرسم هوية جديدة للعراق ، تجعله بعيداً عن أخلاق مزاحمة جيرانه في الشرق ، ومتخليا والى الأبد ، عن دوره المتميز في المنطقة من حيث القوة العسكرية والاقتصادية ، حتى بلغ الأمر به من الضعف ، بحيث يقوم وزراء خارجية الدول المجاورة بزيارة مدنه دون تأشيرة مسبقة ، أو إذن مسبق من الحكومه ، بعد ان كان أسد تهابه غربان الأسر الحاكمة في الخليج ..
ونداء الله اكبر .. لم يغب عن بال أحد أيضاً في بلاد الرافدين ، حين تتداعى أصوات الاحتراب الطائفي المقيت .
الربيع العربي سيستمر .. ونهاياته لم تبلغ حدودها المرسومة بعد .. وستمر رياحه ببقية الدول العربية تباعا .. وسوف تهتز عروش المتبقين ممن ساقهم غباؤهم للشعور بالأمان .. فنداء الله اكبر ، وساريات الأعلام الجديدة في الطريق ، لا ينقصها سوى الخياطين الذين سينفذون تصاميم بيارق الثورة ..
الكل مهددون ومرسومة لهم دروب النهايات المحزنه ..
وقد قالها المرحوم معمر القذافي يوما ، وهو لا يعلم بأنه سيكون ضحية لمقولته تلك ، (على أمراء الخليج ، أن لا يبيعوا حميرهم ، كونهم سيحتاجون لهذا النسل من خلق الله ، يوم يقدر لهم ان يعيشوا بلا نفط ) .

موعدنا مع ورقة اخرى .. وطابت اوقاتكم .

حامد حمودي عباس



#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللعبة القذره ..
- قوافي مبعثره ..
- تردي الوضع البيئي في العراق .. من المسؤول ؟ ..
- هل من دور للحركات الاجتماعية والتقدمية في العالم العربي ؟
- لم يتبقى لقوى اليسار الآن غير أن تتوحد
- نغم .. والغول .
- حياة ميت
- عيون وخيال ..
- عند نهاية حافات الرأفه
- حول طريقة النشر في الحوار المتمدن
- سفر بلا حقيبه
- جلسة حوار مع الاستاذ محمد حسين يونس
- نحن .. وفن الحركة الى الأمام .
- تسقط السياسه .. عاشت الرياضه
- الكتابة في الفراغ ...
- سم العنكبوت
- خيارات السياسة العربية .. وفشل التجربه
- خلجات من طرف واحد
- وصمة عار
- صوت غاضب من القاع


المزيد.....




- مصادر توضح لـCNN تفاصيل مقترح -حماس- بشأن اتفاق وقف إطلاق ال ...
- داخلية الكويت تعتقل مقيما من الجنسية المصرية وتُمهد لإبعاده. ...
- معركة -خليج الخنازير-.. -شكرا على الغزو-!
- الحرب في غزة| قصف متواصل على القطاع واقتحامات في الضفة وترقّ ...
- فيديو فاضح لمغربية وسعودي يثير الغضب في المملكة.. والأمن يتد ...
- -إجا يكحلها عماها-.. بايدن يشيد بدولة غير موجودة لدعمها أوك ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي استهدف عدة مناطق في غزة (فيديو+صور) ...
- بقيمة 12 مليون دولار.. كوريا الجنوبية تعتزم تقديم مساعدات إن ...
- اكتشفوا مسار الشعلة الأولمبية لألعاب باريس 2024 عبر ربوع الم ...
- ترامب يواجه محاكمة جنائية للمرة الأولى في التاريخ لرئيس أمير ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد حمودي عباس - أوراق صفراء