أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي العامري - قراءة في كتاب : أساتذة اليأس ... النزعة العدمية في الأدب الأوروبي














المزيد.....

قراءة في كتاب : أساتذة اليأس ... النزعة العدمية في الأدب الأوروبي


سامي العامري

الحوار المتمدن-العدد: 3947 - 2012 / 12 / 20 - 18:40
المحور: الادب والفن
    


قراءة في كتاب
أساتذة اليأس ... النزعة العدمية في الأدب الأوروبي
سامي العامري
-----
الكتاب هو للكاتبة الكندية نانسي هيوستن وهي ناقدة، موسيقيّة، وأديبة روائية تُعتبر إحدى أهمّ الروائيات المعاصرات ممن يكتبن باللغة الفرنسية،
تبين المؤلّفة في كتابها هذا كيف أن المبالغة في التشاؤم والسوداوية، والتبشير باليأس، سواء صدرت عن موقف وجودي حقيقي أم عن اختلاق وتصنُّع، أصبحت سمة من أهم السمات التي توصل إلى نجاح الأعمال الأديبة ومنها الروائية في الغرب فتقول : ( بما أن العبقرية هي دائماً ضرب من التجاوز، لذا فإنّه غالباً ما يُنظر لتطرف الكتاب العدميّين على أنّه علامة من علامات العبقريّة ) !

وتدخل هيوستن في جدال وبحماس ضدّ الرؤية العدميّة في تفسيرها الحياة، من منطلق كونها أنثى لا تذعن للسوداويّة، ومن أجل وعي نقديّ سجاليٍّ ينحاز إلى الحياة بما فيها من تناقضات، ويتفاعل أيجابياً معها ، مع أفراحها ومآسيها .
وهي في سياق سجالها البارع ضد التبشير بالفكر العدمي والذي لا يقيم وزناً للإنسان ولا للقيم والمثل الرفيعة
تتناول بعض مؤلفات الكاتب النمساوي جان أمري والفرنسية شارلوت ديبلو بوصفهما حكيمين ويمتلكان فطرات الشاعر العميقة من خلال إيمانهما بالحياة والإنسان رغم مما تعرّضا له في معسكرات الأسر النازيّة من صنوف التعذيب .

المؤلفة هيوستن تتناول الأسس النظرية الذي يتكيء عليها كُتّاب الأفكار العدميّة وأدباؤها في الغرب وهي تتخذ من شوبنهاور وفلسفته المتشائمة منطلقاً ... هذا الفيلسوف الذي تسمّيه : بابا عدم !!
وفي هذا الصدد أتذكر كلاماً طريفاً لأحد الشعراء العراقيين حيث يقول ما معناه أنه في فترة سبعينيات القرن الماضي والثمانينيات منه وبعد أن شاعت داخل وسطنا الثقافي عبارات جديدة علينا وبعد ترجمات لأعمال سارتر وكامو وصاموئيل بيكت وغيرهم ، راح بعض شعرائنا وأدبائنا في حانات الخمر وبعد أن يدب دبيبها ، يرددون بعد كل رشفةٍ مفرداتٍ تدل على تذمرهم من الحياة مثل : عبث ، لا جدوى ، عدم ، هباء ، وعندما يسلِّم أحدهم على الآخر ويسأل عن صحته يقول له صاحبه : والله ، في انتظار جودو !
وهكذا نحن في ركوب الموجات الفكرية والأدبية مقلدون للموضات وللتيارات التي سرعان من تأتي أفكار أخرى فتدهسها وتتقدم المشهد ونحن منبهرون نحترم ما يقوله هؤلاء كتّاب أوروبا وأمريكا لا لشيء وإنما لأنه آتٍ من الغرب المتحرر الجريء ولا يهم أن كان كتّابها من ذوي الترف العقلي في أغلبهم ، وهذه الموضة ، موضة التقليد راحت اليوم تحاول أن تجد لها متنفساً حتى في عالم الفيس بوك إذ نرى من يحاول تكرار النكتة السبعينية فهو لا يكف عن الكتابة حول العبث ، والخمر واللاجدوى والعدم وهو يقصد بذلك لفت الإنتباه لكتاباته التي تتباهى بتحديها للأعراف وهم في ذلك لا يتورعون عن استخدام أكثر العبارات السوقية فجاجة وسماجة وكل هذا بدعوى التحرر ! وهذه الدعاية الرخيصة قد تنطلي على السذج أمثالهم فقد سبق وأن سخرَ منها مثقفونا وشعراؤنا الكبار لذا فليبحثوا عن موضات وأزياء جديدة غير ملبوسة ومجرَّبة ، وقارةٍ بكر عذراء لم تدنسها يدٌ عربية بعدُ لأجل الدعاية لهم ولكتاباتهم التي لا يقرؤها إلا من هم على شاكلتهم ثم هم لا يستطيعون إلا السباحة في مستنقع تربيتهم فواحد منهم يستخدم العبارات البذيئة المهينة لأسماء أعلام الشعر القدامى كالمتنبي والمعري وصولاً إلى السياب ولماذا ؟ لأنهم كتبوا الشعر العمودي والموزون وهذا يذكرني بالمقولة الشعبية الطريفة : الما ينوش العنب يكَول حامض ! هل يظن مثقف واحد أنهم لو يستطيعون كتابة الشعر العمودي والموزون ، أقول هل كانوا سيتأخرون في كتابته والتنظير له ! ثم هذا المتفلسف إذ ( ينصح ) الشعراء الجدد بعدم قراءة شعر الماضي من أجل التأسيس لتجربتهم ، يستخدم عبارة من عبارات أبناء الشوارع فهو يقول : عليكم أن تتغوطوا عليهم .... أي على المتنبي والمعري والسياب ، وهنا ردَّ عليه أحدهم ببراعة : طيب أنت أيضاً ستصبح ذات يوم في حكم الماضي فهل ترضى أن تتغوط عليك الأجيال !!؟
ومعذرة للأديبة الروائية الرقيقة هيوستن فنحن نلوّث جمالية طرحها ورقّة عباراتها ولطفها حين نشير إلى عبارات هؤلاء الكتَبة ولكن السياق هو الذي حكَمَ فهذا الكاتب أيضاً يتحدث عن العدم الذي لا يفهمه وأنا لم أدخل صفحته إلا عن طريق المصادفة .
وأخيراً للمؤلفة أفكارٌ ذات قيمة إنسانية في منتهى الرقي تتوزع في كتاباتها النقدية وربما لنا عودة ثانية مع مؤلف آخر لها
----------------------------------------
برلين
شتاء - 2012



#سامي_العامري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النص الحيُّ لا يحتاج إلى ناقد بل الناقد يحتاجه (*)
- حوار مع الشاعر سامي العامري - عزيزة رحموني
- دموع التماثيل
- طرافة النقد الشعري العراقي المعاصر ومرَحُهُ (*)
- قلبك الليلكيِّ
- الخسارة
- عزلة وكواكب صغيرة
- وديان مُكحَّلةٌ بالبروق
- مساج لمفاصل الزمن
- لكِ الضفائرُ ولي نواقيسُها
- الحُب ودموعهُ السمراء
- تأملات وانثيالات
- أناشيدُ قبلَ هبوطِ الخريف
- لا تُبرقي
- زقزقات محار
- ما يُحبِط وما يُغبِط
- هكذا تسترخي ضفيرةُ الوقت
- لألاء ودخان
- مشافهةُ الصهيل
- فتاة الهندباء


المزيد.....




- يجمع بين الأصالة والحداثة.. متحف الإرميتاج و-VK- يطلقان مشرو ...
- الدويري: هذه أدلة صدق الرواية الإيرانية بشأن قصف مستشفى سورو ...
- برقم الجلوس.. نتيجة الدبلومات الفنية 2025 لجميع التخصصات عبر ...
- دورة استثنائية لمشروع سينما الشارع لأطفال غزة
- تصاعد الإسلاموفوبيا في أوروبا: معركة ضد مشروع استعماري متجدد ...
- انطلاق أولى جلسات صالون الجامعة العربية الثقافي حول دور السي ...
- محمد حليقاوي: الاستشراق الغربي والصهيوني اندمجا لإلغاء الهوي ...
- بعد 35 عاما من أول ترشّح.. توم كروز يُمنح جائزة الأوسكار أخي ...
- موقع إيطالي: هذه المؤسسة الفكرية الأميركية تضغط على إدارة تر ...
- وفاة الفنانة الروسية ناتاليا تينياكوفا نجمة فيلم -الحب والحم ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي العامري - قراءة في كتاب : أساتذة اليأس ... النزعة العدمية في الأدب الأوروبي