أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - لماذا يُقتَل طبيبُ أسنان ؟!














المزيد.....

لماذا يُقتَل طبيبُ أسنان ؟!


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3928 - 2012 / 12 / 1 - 12:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أتذكَرُ بِمرارةٍ .. ومنذ منتصف السبعينيات من القرن الماضي ولغاية إحتلال الكويت .. حين كان الإعلام العالمي والأقليمي والعربي .. يسكتُ عن الجرائم الكُبرى التي يقترفها ، النظام الصدامي الفاشي ، بِحق الشعب العراقي .. والإنتهاكات المُخزية ، لحقوق الإنسان .. التي تُمارسها الاجهزة القمعية ، ضد كُل مَنْ [ تشُك ] في ولاءهم .. وسط صَمتْ الدول الكبرى " المُدَعِية " ، بدفاعها عن الديمقراطية وحقوق الانسان ، مثل الولايات المتحدة الامريكية والغرب عموماً .. وكذلك صمتْ الدول " المُدَعِية " حينها ، بتبنيها للإشتراكية وحقوق الشعوب والتحّرُر ، مثل الاتحاد السوفييتي والدول الدائرة في فلكهِ . كُل هذهِ البلدان ، كانتْ تتعامى ، عما تُعانيهِ الجماهير العراقية ، من قمعٍ وإنتهاكٍ للكرامة والعيش في سجنٍ كبير .. من أجل " مصالح " هذه الدول . فلقد ثبتَ ان شعارات : الديمقراطية وحقوق الانسان والاشتراكية والعدالة .. كانتْ كلمات فارغة بدون معنى ، في الواقع العملي ! .
واليوم كذلك .. يلعبُ الإعلام العالمي المُسيطَر عليهِ ، مِنْ قِبَل الإحتكارات الكُبرى .. وحتى بعد العَولمة ، والإدعاء الكاذب بأن العالم أصبح قرية صغيرة ! .. يلعب لعبته ، في [ الإنتقائية ] التي تُوجهها مصالح الكِبار .. فَتُكّبِر حدثاً تلقي عليهِ الضوء بِكثافة ، وتعطيه أكثر من حجمهِ .. وتُصّغِر آخر وتُهّمِشهُ وتهملهُ عمداً . فالجرائم التي إقترفها الإحتلال الأمريكي في العراق ، رغم انه لم تكن هنالك حربٌ فعلية ، بل ان ما جرى كان أشبَه بالإستسلام .. فأن ما ظهرَ في الإعلام لاحقاً .. ما هو إلا فُتات صغير ، وجزءُ بسيط .. لأن حتى المحطات التلفزيونية والاذاعات والصحف .. التي ذكرتْ بعض الأحداث المُروعة التي قام بها الامريكان .. قد تَم تجاهُلها والتعتيم عليها ، أو إتهامها بالمُبالغة والتهويل .. ولم يُعُد يذكرها أحد بعد سنةٍ او إثنتَين .. وبَقيَ في الذهن الجمعي العالمي .. فقط ، ما تبثه الوكالات العالمية الكُبرى " المُسّيرة من نفس صانعي الحروب وخالقي الصراعات ! " .. هذه الإحتكارات الإعلامية ، التي تُسمى زوراً [ رصينة ] و [ مُحايدة ] هي التي تُشّكِل جُزءاً مُهماً من وَعي المُتلقي .. وهي التي تُوجِهه وِفق ما تريد وترغب .
هنالك نُكتة خبيثة ، تُبينُ جانباً مأساوياً ، في كيفية تعامُل الإحتكارات الكٌبرى ، مع الشعوب عموماً : " يُقال ان بوش وبلير إتفقا بعد إجتماعهما ، على التصريح في مؤتمرٍ صحفي ، بأنهما سيخوضانِ حرباً ، يقتلان فيها مليون آسيوي وطبيب أسنان واحد ! .. وسارع الصحفيون جميعاً بسؤالهم : لماذا طبيب أسنان ؟ فإلتفتَ بوش الى بلير وقال له هامساً : ألم أقُل لك ، ان لا أحد سيهتم بالمليون آسيوي !! " .
أكثر من مليون قتيلٍ عراقي وإيراني في حرب الثمان سنوات ، مئات آلاف القتلى العراقيين في حرب الكويت .. عشرات آلاف الأطفال العراقيين ضحايا الحصار الظالم على الشعب العراقي " وليسَ على النظام العراقي " .. عشرات الآلاف من القتلى العراقيين جراء الإحتلال الأمريكي .. والتدمير الكامل للبُنى التحتية للبلد وتحطيم الإقتصاد .. عشرات الآلاف من القتلى العراقيين ، ضحايا الإرهاب بأنواعهِ : إرهاب القاعدة ودولة العراق الاسلامية / إرهاب الميليشيات الطائفية / إرهاب الأجهزة الامنية / إرهاب عصابات الجريمة المُنظمة . إضافة الى ضعْفَي هؤلاء على الأقل ، من الجرحى والمُعوقين والمُشردين والمُهجرين . كُل هؤلاء الملايين من الضحايا العراقيين .. لم يأخذوا إلا حيزاً ضيقاً من الإعلام العالمي ، وبطريقةٍ إنتقائية شديدة الخباثة ، ومشبوهة المرامي .. وبتعتيمٍ مدروس .. بينما تَمَ تسليط الضوء ولفترات طويلة وبتركيزٍ شديد ، على بعض حالات محدودة ، لضحايا أمريكيين او غربيين او إسرائيليين .
متى سنصحو من الغفلة التي نعيش فيها .. نحن المُهّمَشين ؟ الى متى سنبقى إلعوبة بِيد هؤلاء القُساة الذين يتقاذفوننا ، من اجل مصالحهم ؟ الى متى سنتبع الطبقة السياسية العراقية ، الذيلية ، خادمة المصالح الإحتكارية الكبرى .. هذه الطبقة التي أثبتَتْ أنها لاتصلح لقيادة المرحلة الإنتقالية الحالية ؟
حقاً .. ان لا أحد يسأل عن الملايين من العراقيين الذين قُتلوا .. ولا أحد يهتم بملايين الجرحى والمُعوقين .. ولا أحد يُبالي بالتدمير الذي أصابنا .. فالجميع يُسارعُ الى السؤال : لماذا يٌقتَل طبيب أسنان ؟!!



#امين_يونس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحاجَة .. وبيع الأعضاء البشرية
- الأسدُ والحِمار
- مؤتمر الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب في العراق -4-
- مؤتمر الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب في العراق -3-
- مؤتمر الدفاع عن الاديان والمذاهب في العراق -2-
- مؤتمر الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب في العراق -1-
- أتباع الديانات والمذاهب الدينية في العراق
- يا دجلة - الخير - أم دجلة - الشَر - ؟
- مخاضات سياسية -3- .. الإسلام السياسي الكردستاني
- الحكومة الحمقاء
- اللاجئين السوريين في مُخيم - دوميز -
- مخاضات سياسية -2- .. اليسار الكردستاني
- لا فسادَ في العراق بعد اليوم
- مخاضات سياسية -1- .. الساحة الكردستانية
- أوباما والمالكي .. التشابُه والإختلاف
- المُغازَلة بين المالكي والنُجيفي
- أفلام الرُعب .. والعُنف العراقي
- الثعابين
- أرباح الإحتكارات هي الأهم
- والعِيد إجانه وإنكِضه


المزيد.....




- البيت الأبيض ينشر صور من غرفة عمليات استهداف المواقع النووية ...
- -أمريكا بلا منازع حقًا-.. كلمة نتنياهو الكاملة بعد ضربة الول ...
- نتنياهو بعد ضرب المنشآت النووية الإيرانية: لقد تحقق الوعد وت ...
- ما الأسلحة التي يواجه مخزونها خطرا في إسرائيل؟
- لا آثار إشعاعية بعد الضربات الأميركية على مواقع نووية بإيران ...
- فوردو ونطنز وأصفهان.. الخطاب الكامل لترامب بعد الضربات الأمر ...
- أول حالة معروفة لاستخدام هذه القنبلة.. إليك ما نعلمه عن تفاص ...
- تحديث مباشر.. أمريكا -دمرت تماما- منشآت إيران وطهران ترد بأو ...
- قرب منشأة فوردو الإيرانية.. ناسا تلتقط إشارة حرارية الأحد
- قبل نحو 48 ساعة من ضربة أمريكا.. صور فضائية تكشف تحركات إيرا ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - لماذا يُقتَل طبيبُ أسنان ؟!