أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - مخاضات سياسية -2- .. اليسار الكردستاني















المزيد.....

مخاضات سياسية -2- .. اليسار الكردستاني


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3907 - 2012 / 11 / 10 - 18:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحديث عن " اليسار " الكردستاني ، ولا سيما الحزب الشيوعي ، ذو شُجون .. لأن هنالك تساؤلٌ في الشارع : هل هنالكَ اليوم ، يسارٌ كردستاني حقاً ؟ رُبما يكون هذا التساؤل إستفزازياً للبعض .. ورُبما يُفّسَر من قِبَل آخرين ، على انه إنتقاصٌ من قيمة الحزب الشيوعي ، أو غُبنٌ في حَق اليساريين بصورةٍ عامة . لكنني سأجازِف بالقول .. بأن هذا الإنطباع ، حول ضُعف التيار اليساري ومحدودية تأثيره .. طاغٍ على الساحة الكردستانية ، ومحسوسٌ في مختلف مناحي الحياة . وفي إعتقادي ، أن هذا الإنطباع السلبي ، لم يخلقه .. في جُزءٍ كبير منه .." اليمين " الكردستاني إذا جاز التعبير ، ولا الأحزاب القومية الكردية ولا حتى أحزاب الاسلام السياسي [ فعلى أية حال ، هذه كلها أحزاب سياسية مُنافسة ومن الطبيعي ان تحاول إضعاف وتهميش اليسار ].. بل ان " اليسار " نفسه بما فيه الحزب الشيوعي الكردستاني وبالتالي الحزب الشيوعي العراقي .. هُم الذين ساهموا في خَلق هذا الإنطباع عن أنفُسِهم ، لدى " الآخرين " .. بسياساتهم الضعيفة والمُرتبكة ، منذ 1991 ولغاية اليوم ! .
- النظرية الماركسية اللينينية ، التي من " المُفتَرَض " ان الحزب الشيوعي الكردستاني ، ينتهجها ويسترشد بها .. أرى انها تقتصرُ على الأدبيات وتَرِد في محاضر الجلسات والإجتماعات .. ولكن ليسَ لها نصيبٌ يُذكَر في الواقع العملي والسياسات المتبعة . وأعتقد ان الفقراء والكادحين في كردستان ، لايشعرون ان الحزب الشيوعي ، يعمل فعلاً من أجل مصالحهم ويناضل في سبيل حقوقهم .. ولا الفئات المجتمعية كالطلاب وأصحاب المِهَن والنساء ، يتحسسون ، ان الحزب ومنظماته ، قادر على تحسين أوضاعهم ، أكثر من الاحزاب القومية او الاسلامية .
- أعتقد ان الحزب إختارَ، الإبتعاد عن " المواجهة " في كافة المجالات ، على قَدر الإمكان .. ورُبما كان هذا الموقف فيه بعض الحكمة ، في السنين الاولى من تجربة الأقليم وسط الإحترابات الداخلية المُخزِية .. لكنه كما يبدو ، إستساغ الأمر تدريجياً .. وأصبح نهجاً مُتبعاً وأسلوباً في التعامل مع الآخرين .. ومُرِرتْ هذه السياسات ، تحت مُسميات عديدة ، في المؤتمرات والكونفرنسات الحزبية على مدى السنين الماضية . وإرتضى الحزب ، ان يكون " شريكاً " صغيراً في العملية السياسية .. شريكاً بلا سُلطةٍ حقيقية ولا أي دورٍ في صُنع القرار .. بل إكتفى أن يستلم " مبلغاً " نقدياً صغيراً من الحزبَين الحاكمَين كُل شهر لمصاريف مقراته ورواتب كوادره ، وان يكون له ممثلون في النقابات والاتحادات ، ويكون لهم وزير في التشكيلة الوزارية وبعض الموظفين هنا وهناك ، وبعض الرتب العسكرية ، وبعد 2003 .. حصلوا على حصةٍ صغيرة ، من الرواتب والإمتيازات لكوادرهم .
أي بعبارةٍ اُخرى .. إنشغلَ الحزب في الدرجة الاساسية ، في كسب الموارد المالية لمنتسبيه ، في حدودها الدُنيا ، مُقارنة بأحزاب السلطة وغيرها .. وتحولَ معظم كوادره واتباعه .. الى ما يشبه " الموظفين " الذي يداومون لساعات محدودة في المقرات ، ويستلمون الراتب آخر كل شهر .. وإبتعدوا تدريجياً عن النشاط وسط الجماهير ، وتلاشى تأثيرهم الفعلي على الشارع .
وليسَ هذا فقط ، بل ان الحزب الشيوعي الكردستاني ، طيلة سنوات حافلة بالأحداث الجِسام محلياً وأقليمياً .. لم يُبادِر الى القيام ، بفعاليات ونشاطات ، تُعّبِر عن آراء ومواقف مُختلفة ، عن توجهات الحزبَين الحاكمَين في الاقليم ، وإكتفى بإصدار بيانات خجولة لايقرأها أحد . وعلى سبيل المثال : التدخلات العسكرية التركية والإيرانية السافرة وضرب القرى والمناطق الحدودية .. التضييق على حرية التعبير في مناسبات عديدة .. الفساد المُستشري على نطاق واسع في طول الأقليم وعرضه .. بعض مشاريع القوانين السيئة التي مُرِرتْ في البرلمان .. الإعدامات العشوائية بحق المعارضين في ايران .. حملات القمع المستمرة في تركيا .. التطورات في الملف السوري .. إضراب السجناء السياسيين الكرد في سجون تركيا ... الخ . كُل هذه الاحداث وغيرها .. كانَ من المفروض والمُتوقَع ، ان يكون للحزب الشيوعي الكردستاني .. في كل مناسبة من هذه .. الدَور البارز والفعاليات الجماهيرية الواضحة والعلنية و [ مواقف أكثر يساريةُ وثورية ] . لكن هذا لم يحدث ، إلا بصورةٍ خجولة وبسيطة ومُتأخرة وإعلامية على الاغلب !.
................................
اليوم ، وإنتخابات مجالس المحافظات على الأبواب .. ماالذي ينبغي ان يقوم به الحزب الشيوعي الكردستاني ، على إفتراض أنه المُمثل الأبرز لليسار الكردستاني ؟ لتدارك الأخطاء السابقة ، والضعف والنكوص الذي أصاب الحزب في السنوات الأخيرة ؟
أعتقد ، ان بعض المواقف مطلوبة اليوم ، من الحزب .. ولكنها بحاجة الى " التضحية " بما يُمكن أن نُسميهِ : الإمتيازات البسيطة الحالية .. فتحالفاته السابقة مع أحزاب السلطة ، أثبتتْ قلة جدواها .. والكرسي الوزاري في الحكومات المتعاقبة ، لم يُحَسِن وضع الحزب التنظيمي ولا رفعَ من شعبيته .. وحتى مقعد واحد في البرلمان او مجلس المحافظة " والذي يُفّسَر غالباً من قِبَل الآخرين على انه مُساعدة أو مِنّة من الأحزاب الكبيرة ! " .. لم يكن لهم صوتٌ يُذكَر طيلة السنوات الماضية . أرى من الأجدى والأنفع للحزب الشيوعي .. ان يتحلى ب [ إستقلالية ] فعلية عن الحزبَين الديمقراطي والإتحاد .. لكي يستطيع ممارسة دوره الطليعي المُفترض ، للقوى اليسارية والديمقراطية والمدنية في الأقليم . ان الإعتماد مالياً ، على الحزبَين الحاكمَين منذ عشرين سنة ولغاية اليوم ( لعدم وجود مؤسسات رصينة تُنّظم عمل الأحزاب ومصادر تمويلها ].. قَلَصَ من فُرَص إستقلالية موقف الحزب الشيوعي . من الممكن ان يكون قراراً صعباً .. لكني أعتقد انه حان الوقت ، لكي يقوم الحزب بتغييرٍ جوهري في سياساته عموماً .
أرى من الضروري .. التنسيق منذ الان مع الحزب الشيوعي العراقي ، لكي لاتتكرر تجارب الانتخابات السابقة ويتقاطع موقف الحزبَين .. وكذلك المُبادرة بتشكيل " تيار ديمقراطي " حقيقي وكبير في الأقليم ، يضم تحت خيمته طيفاً واسعاً من جميع المتطلعين لِغَدٍ أفضل .
.......................................
من نافلة القول .. ان الآراء أعلاه هي آرائي الشخصية ، وهي قابلة للخطأ بالتأكيد .. ربما تكون قاسية نوعاً ما .. لكنها على أية حال .. من موقع الحريص وليس المُتشّفي .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا فسادَ في العراق بعد اليوم
- مخاضات سياسية -1- .. الساحة الكردستانية
- أوباما والمالكي .. التشابُه والإختلاف
- المُغازَلة بين المالكي والنُجيفي
- أفلام الرُعب .. والعُنف العراقي
- الثعابين
- أرباح الإحتكارات هي الأهم
- والعِيد إجانه وإنكِضه
- عصافير
- عُطلة عيد الأضحى عشرة أيام
- في العيد .. ملاحظات بسيطة
- صَوم يوم عَرَفة وقانون العفو العام
- نانو - تَنَكَلوجي - !
- سوفَ نَجُن من الفرح !
- بعض ملامح الوضع في الأقليم
- - الحلول - سهلةٌ في العراق
- الأيام العشرة
- نيران - صديقة - في موريتانيا
- السلبيةُ والكَسَل
- رعاية الكِبار


المزيد.....




- علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة اختفاء -غابات بحري ...
- خبيرة توضح لـCNN إن كانت إسرائيل قادرة على دخول حرب واسعة ال ...
- فيضانات دبي الجمعة.. كيف يبدو الأمر بعد 3 أيام على الأمطار ا ...
- السعودية ومصر والأردن تعلق على فشل مجلس الأمن و-الفيتو- الأم ...
- قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية
- قائد الجيش الإيراني: الكيان الصهيوني اختبر سابقا ردة فعلنا ع ...
- الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من ا ...
- إصابة 3 أشخاص في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عمالًا ياباني ...
- إعلام ونشطاء: هجوم صاروخي إسرائيلي جنوبي سوريا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - مخاضات سياسية -2- .. اليسار الكردستاني