أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - - الحلول - سهلةٌ في العراق














المزيد.....

- الحلول - سهلةٌ في العراق


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3884 - 2012 / 10 / 18 - 11:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أحد معارفي إشترى قطعة أرض قبل اكثر من سنة ، في إحدى الأحياء الطرفية الجديدة في دهوك .. بمساحة 200 متر مُرَبَع .. وقبل أيام حين تهيأتْ له الظروف للشروع في البناء .. إصطحبَ " مَسّاحاً " لكي يُحّدِد له الأرض .. فإكتشفَ المساح ، ان الدار المَبنِية المُلاصقة للقطعة ، مُتجاوزة على أرض صاحبنا ( 60 ) سم ، وإذا عرفنا ان عرض القطعة هو عشرة أمتار فقط ، فأن الستين سنتمتر ، ستؤثر كثيراً ! .. وعندما سؤلَ صاحب الدار عن هذا التجاوز .. قالَ ببساطة : انه يعرف ذلك .. لكنه إضطَر لهذا الفعل ، لأن الدار المجاورة له والمبنية قبله ، كان قد تجاوز .. الذي بدورهِ إضطرَ لأن المجاور له سبق له فعل ذلك .. وهكذا ! .. حيث تبينَ ان صاحب البيت الأول قد بنى قبل سنين وتجاوز .. وسارت الامور على هذا المنوال . بعد التباحث مع المحامين والمساحين والمهندسين .. تَوّصلَ الجميع الى حَلٍ عبقري : ان يتجاوز صاحبنا أيضاً .. ويترك المشكلة الى صاحب البيت الأخير الذي سوف يبني مُستقبلاً ! . وهكذا جرتْ الأمور بالفعل .
حال حكومتنا المُوقّرة يشبه حال البناء في المحلة أعلاه .. فالذي يتجاوز القانون في البداية ، إذا كانَ مدعوماً بشكلٍ من الأشكال .. فأنه لا يُحاسَب .. ثم يأتي الذي بعده .. فيُقّلِده .. ويستمر المُسلسل الردئ ! . كُل ذلك لأنه ليسَ لدينا في الحقيقة " نظام حُكم " .. بل مُجّرد هيكل فوضوي وتوزيع للحصص والمكاسب والنفوذ .. على طريقة تقسيم الغنائم . فمنذ حوالي العشرة سنوات .. وعندما بدأ " جي غارنر " ثم " بول بريمر " والرهط السياسي العراقي الفاسد المُصاحِب لهم ، الذي تَوّلى الأمور .. عندما بدأوا " التجاوز " على كُل القوانين والاعراف .. ثم توالى زُعماء الطبقة السياسية .. في لُعبةٍ شبيهة بالركض 4 في 400 متر حواجز .. فكُل لاعب يركض بأقصى سرعته لمسافة مُعينة ثم يُسّلِم الراية الى لاعبٍ آخر حيث يهرول ويقفز على الحواجز .. وهكذا تستمر اللعبة ! . في لعبتنا السياسية .. يجمع اللاعب الاموال والغنائم والحواسم بِكُل سُرعة ويهرول جاهداً ، قافزاً على القوانين من ألفها الى يائها ومُتخطياً الأعراف والأخلاق مُستَخِفاً بشعاراته الدينية والقومية والوطنية ! .
هل بقى مَرفقٌ واحد في العراق من أقصاه الى أقصاه .. لم ينخر فيه الفساد ؟ هل هنالك وزارة لم يُعشعش فيها النهب والسرقة ؟ هل هنالك لجنة برلمانية كفوؤة ومُخلصة ؟ هل هنالك في العالم برلمانٌ أفسد من برلماننا ؟ هل هنالك حقاً مفوضيات " مُستقلة " ؟ هل بقى كيان يُمكن الإعتماد على نزاهته وحياديته ، مثل المحكمة الإتحادية او مجلس القضاء الأعلى او هيئة النزاهة او مفوضية الإنتخابات ؟ .. ان هذا اللانظام القائم عندنا .. بُنِيَ على اُسُسٍ خاطئة منذ البداية .. وصاحب الدار الاولى .. تجاوزَ عمداً على القوانين والأعراف .. ولم يُحاسبه أحد ولم يتعرض لأي مُسائلة .. ثم جاء الثاني .. و " نُصِحَ " أن لا يُثير المشاكل وأن يتجاوز هو أيضاً قليلاً حتى تمشي الامور ! .. وتبعه الثالث ... الخ .
ان [[ الحلول ]] في العراق سهلة للغاية .. فبدلاً من مُعالجة التجاوز ، ومُحاسبة المُقّصِر .. يُشّجَع الكُل على مُزاولة التجاوزات .. كُلٌ حسب حجمه ووزنه وإنتماءه ونفوذه ! .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأيام العشرة
- نيران - صديقة - في موريتانيا
- السلبيةُ والكَسَل
- رعاية الكِبار
- في أربيل : مباراة بين الحكومة والبرلمان !
- المالكي .. والبقرة الصفراء
- رأيٌ في السُلطة والمُعارضة في الأقليم
- هذا العالم المُضطرِب
- العِيال كِبرتْ
- الإحباط .. والديمقراطية
- العلّة والسبب
- أسئلة مُعيبة .. وأسئلة خَطِرة
- الموصل .. والتيار الديمقراطي
- إطلالة على المشهد السياسي في أقليم كردستان
- المرحلة الإنتقالية
- تنسيق دفاعي بين العراق وموريتانيا
- دهاء القادة .. وحماقة الجماهير
- سلطتنا .. و - شنينة ياس - !
- اللوحة الكئيبة
- أعضاء مجلس النواب .. والزواج


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - - الحلول - سهلةٌ في العراق