أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - إطلالة على المشهد السياسي في أقليم كردستان















المزيد.....

إطلالة على المشهد السياسي في أقليم كردستان


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3862 - 2012 / 9 / 26 - 10:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل نجحتْ " حركة التغيير " او حركة كوران .. بِدَق أسفينٍ بين طَرَفَي التحالف الإستراتيجي .. الحزب الديمقراطي الكردستاني والإتحاد الوطني الكردستاني ؟ وهل ان الزيارة التي قام بها " نوشيروان مصطفى " يوم أمس 24/9 الى " جلال الطالباني " .. هي بِمثابة إتفاقٍ غير مُعلَن ، لِتحالُفٍ وثيق بين الإتحاد وحركة التغيير ؟ لعلَ النقاط ادناه تلقي بعض الضوء على الموضوع :
- قبل ثلاث سنين .. تفاجأ الإتحاد الوطني .. بِكَم الأصوات التي حازَ عليها مُرشحوا حركة التغيير الفتية ، في الإنتخابات العامة وإنتخابات مجالس المحافظات ، ولا سيما في السليمانية ، وعدد المقاعد التي حصلَ عليها .
- من الناحية العملية .. ورغم سهام النقد الحادة التي ، وجهَتْها حركة التغيير لِكِلا حِزبَي السلطة .. فأن الحزب الديمقراطي الكردستاني .. إستفاد بصورةٍ غير مباشرة ، من التصدُع الذي أصاب الإتحاد الوطني .. وفرضَ شروطه وحَسّنَ موقعه في بعض الاماكن .
- محاولات الإتحاد الوطني الكردستاني ، المُستميتة .. في إجهاض حركة التغيير وخنقها في مهدها .. بِمختلَف الوسائل .. لم تنجح على الإطلاق .. لسببٍ بسيط : هو ان " نوشيروان مصطفى " هو خريج نفس المدرسة السياسية التي تخرجَ منها الطالباني .. وتزاملوا بشكلٍ أو بآخر لنصفِ قرنٍ تقريباً .. و [ يتوقع ] مُسبَقاً ما سوف يلجأ اليه الطالباني من وسائل لتحجيم الحركة .. وإستعدَ لذلك جيداً .. وأدركَ نوشيروان ان الطالباني [ لايستطيع ] تجاوز الخطوط الحمراء ولا كشف كُل المستور .. لأن في ذلك إنتحارٌ سياسي للطالباني نفسه .. لأنه كما يقول المَثل [ دافنينه سوه ] !.
- الحزب الديمقراطي الكردستاني .. حاولَ من جانبهِ .. إستمالة حركة التغيير وتقديم عروض مُغرية للمُشاركة في السلطة .. لكنه لم ينجح في ذلك .. حيث ادركَ نوشيروان " وكان مُحقاً في ذلك كما يبدو " .. ان قوتهُ تكمن في ( مُعارضته ) .. وبِمُجَرد خضوعه لإغراءات حِزبَي السُلطة ولا سيما الحزب الديمقراطي .. فأنه سيفقد قاعدته الشعبية سريعاً .
- بعض أوساط الحزب الديمقراطي الكردستاني .. لم تكن تَثِق منذ البداية ، بالإتحاد الوطني الكردستاني .. وإعتبرتْ تشكيل حركة التغيير ، لعبة أو مُناورة من الإتحاد .. للإلتفاف على الإتفاق الإستراتيجي وعلى الحزب الديمقراطي ! . وكانتْ هذه الأوساط تقول ، ان مجموع مقاعد الطرفَين في البرلمان تبلغ "54" ، حيث الإتحاد له "29" مقعد وحركة كوران "25" مقعداً .. وإذا تحالفا فيما بينهما او إتحدا مرة ثانية .. فانهما سيشكلان تهديداً جدياً لنفوذ الحزب الديمقراطي في البرلمان والحكومة ! .
- هنالك مؤشرات قد لايعترف بها السياسيون المحترفون ، الذين يميلون الى التبريرات الدبلوماسية .. لكن توقيت سَفَر رئيس الأقليم " مسعود البارزاني " الى اوروبا ، بالتزامن مع عودة رئيس الجمهورية " جلال الطالباني .. دليلٌ على التباعد في المواقف بين الرجُلَين .. وكذلك التصريح الصادر عن إجتماع الطالباني مع نوشيروان .. على انهما إتفقا على إرجاع قانون دستور الأقليم الى البرلمان لمراجعته وتعديله .. دليلٌ آخر .. إذ ان " التعديل " يخص بالدرجة الأساسية ، تقليص صلاحيات رئيس الأقليم وجعل نظام الحكم برلمانيا وليس رئاسياً ! . إضافة الى المؤشرات السابقة ، من قبيل عرقلة الطالباني مشروع سحب الثقة من المالكي .. وإستعداد الطالباني تسليم المنفذ الحدودي مع ايران ، الذي يسيطر عليه .. الى الحكومة الإتحادية .
- أعتقد ان الأطراف الرئيسية الثلاثة في المشهد السياسي في الأقليم : الحزب الديمقراطي والإتحاد الوطني وحركة التغيير .. جميعهم على مُفترق طُرق .. وهُم في مأزق حقيقي .. فالحزب الديمقراطي ، مُطالَبٌ بإجراء " الإصلاحات " التي وَعدَ بها منذ أكثر من سنة ولا سيما في مجال الحَد من الفساد .. وكِلا الديمقراطي والإتحاد ، مُطالبان بتفعيل توحيد الإدارتَين وتغيير شامل في نظام الحكم يأخذ بنظر الإعتبار ، توزيع عادل للثروات .. وصيانة الحريات العامة وحقوق الانسان .. وعدم إحتكار السُلطة .. والشفافية وخصوصاً في ملف النفط والغاز .. والتعامل مع الحكومة الإتحادية ، وفق إستراتيجية واضحة وعادلة .
في حالة تحالُف حركة التغيير مع الإتحاد الوطني الكردستاني .. فأن هنالك إحتمالٌ ان ينفرط التحالف الاستراتيجي بين الوطني والديمقراطي .. وتتشكل لوحة جديدة ويتكرس التباعد بين إدارة السليمانية وإدارة أربيل .. وحتى رُبما يزداد إختلاف موقف الطرفَين ، من المالكي ومن كيفية حَل المشاكل مع الحكومة الإتحادية .. ومن الطبيعي ان يجر ذلك الى مواقف متباينة ، حتى مع أيران وتركيا والملف السوري . ان هذا السيناريو لو حصل .. فأن فيه ضرراً على الأقليم بصورةٍ عامة .. ودليل على تشرذم الموقف الكردي وتشظيهِ .
أعتقد ان حركة التغيير ، لا تستطيع ببساطة ان تتحالف مع الإتحاد الوطني الكردستاني ، وتشكيل جبهة " مُعادية " للحزب الديمقراطي الكردستاني .. ولا الإتحاد الوطني يستطيع بسهولة ان يفعل ذلك .. وحتى الحزب الديمقراطي الكردستاني ، يصعب عليه إنتهاج سياسة مُضادة بصراحة ، للإتحاد والتغيير . وحركة التغيير بالذات ، ليسَ بإمكانها ان [ تقنع ] جمهورها .. بأن التحالف مع الإتحاد هو السبيل الى تحقيق شعاراتها .. لأن معظم مطالب حركة التغيير ، تستهدف السلطة في السليمانية .. تلك السلطة التي يديرها الإتحاد منذ عشرين سنة .. وحتى لو وافق الإتحاد ، على إشراك التغيير شراكة حقيقية في السلطة .. فمن الممكن ، ان جزءاً مهما من جمهور التغيير .. لن يقنع بغير ، مُحاسبة المسؤولين عن الفساد والإنتهاكات [ بإثرٍ رجعي ] وهذا الأمر في غاية الصعوبة ! .
أرى .. انه بعد عودة البارزاني من الخارج .. لن يكون ( الشأن العراقي ) هو الملف الأول الذي سيتباحث فيه ، مع الطالباني .. بل ان إعادة ترتيب البيت الداخلي الكردي ، سيكون في المقدمة .. بالرغم ان الأمرَين مُترابطان الى حدٍ ما .
- ينبغي عدم تجاهُل الإحزاب السياسية الإسلامية الكردية .. ودورها في المعادلات الجديدة التي قد تظهر على الساحة .. فعلى اية حال .. تمتلك هذه الاحزاب أصواتاً تؤهلها للعب دورٍ فيما يجري .
- أعتقد بأن ما كانَ مُتاحاً ومُمكناً للحزبَين الديمقراطي والإتحاد .. قبل سنوات .. لم يَعُد الآن ممكناً . ولا سيما بالنسبة الى الحزب الديمقراطي . ففي كل الاحوال ، ان الإتحاد الوطني ، أصبح بحاجةٍ مّاسة الى هّزةٍ قوية وإلا فأنه سيخسر ما تبقى له بعد إنسلاخ التغيير عنه .. والحزب الديمقراطي .. مّلَ الناس من تكرارهِ منذ سنوات لعبارات : الإصلاح ومحاربة الفساد .. دون جدوى ودون فعلٍ حقيقي .
وحركة التغيير .. وصلتْ الى النقطة التي يجب عليها ، ان تُترجم شعاراتها الى واقعٍ عملي .. فكما أرى .. ان التغيير الآن .. هي اللاعب الأهم في الساحة الكردستانية . فإذا تحالفتْ مع أحد حِزبَي السلطة ضد الآخر .. تكون قد صّبتْ الزيت على النار وفاقمتْ المشاكل . وإذا إرتضتْ لنفسها ، ان تُشارك في السلطة الحالية دون إحداث تغييرات جذرية ، فانها تكون قد إنتحرتْ عملياً .
أعتقد ان حركة التغيير ، عليها ان تضغط بِكُل ثقلها .. من اجل إجبار الحزبَين على إجراء إصلاحات حقيقية ، والشروع بتفعيل البرلمان وتشكيل حكومة جديدة فعالة نظيفة .. لكن هذا الأمر بحاجة الى .. تضحية قادة الحزبَين بالكثير من إمتيازاتهما الخرافية والتخلي عن الإحتكار الفعلي للسلطة والثروة . وعلى قيادة حركة التغيير نفسها .. ان تتخلى عن الترسبات التي ترَبتْ عليها منذ عقود ، والإرتقاء الى مستوى تحديات المرحلة .
إذا لم يحدث ذلك .. فأن التشرذُم .. وتصعيد الخلافات البينية .. وتكريس الإنقسامات .. ستكون السمات التي تَسِم المشهد السياسي في الأقليم في المرحلة القادمة .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرحلة الإنتقالية
- تنسيق دفاعي بين العراق وموريتانيا
- دهاء القادة .. وحماقة الجماهير
- سلطتنا .. و - شنينة ياس - !
- اللوحة الكئيبة
- أعضاء مجلس النواب .. والزواج
- في إنتظار الرئيس
- بين العقل والعاطفة
- المسطرة القصيرة
- أشياء صغيرة .. -7-
- التراشُق بالحجارة
- المواطن العراقي الرخيص
- أشياء صغيرة .. -6-
- أشياء صغيرة .. -5-
- أشياء صغيرة .. -4-
- أشياء صغيرة .. -3-
- أشياء صغيرة .. -2-
- أشياء صغيرة .. -1-
- مسؤولٌ كبير
- حكومتنا .. وتسخين الماء


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - إطلالة على المشهد السياسي في أقليم كردستان