أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امين يونس - أشياء صغيرة .. -2-














المزيد.....

أشياء صغيرة .. -2-


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3841 - 2012 / 9 / 5 - 09:16
المحور: المجتمع المدني
    


أحد أقربائي إتصَلَ بي قبلَ أشهُر ، طالِباً مني خِدمة ، قال : " .. ان الاستاذ فلان ، سيكون مُدير القاعة الإمتحانية .. وسمعتُ انه صديقك وأنك تُؤثِر عليهِ .. اريدك ان توصيهِ ، على أبني الذي سوف يمتحنُ هناك ..! " . بِكُل بساطة ووضوح وبدون شَرحٍ وتبرير .. رفضت . طبعاً .. زَعَل قريبي وإعتبرَ ان موقفي غير ودّي وبعيد عن اللياقة ! . لم أستغرب كثيراً من الموضوع بِرمتِهِ .. فقريبي هذا وأمثاله .. ليسوا نادرينَ في مجتمعنا ، للأسف الشديد .. ومن الشائع لديهم ، ان يتدخلوا بأي طريقة ، مهما كانتْ غير أخلاقية ومُنافية للقانون ، وبعيدة عن الأصول ولا تتلائم مع العدالة .. في سبيل إنجاح أولادهم " الفاشلين " .. ولا زلتُ أتذكَر أحدهم .. قبلَ أكثر من خمسة وعشرين سنة .. حيث حاولَ جاهداً الضغط على مُدّرسٍ لإنجاح ولده الراسب للسنة الثانية على التوالي في المادة التي كان يُدَرسها الأستاذ مع دروسٍ اُخرى .. لكنهُ أي الاستاذ لم يرضخ .. ولم تنفع كذلك " نصائح " وحتى تهديدات المُدير أيضاً .. وفشلتْ محاولات صاحبنا ، في رشوة المُدَرِس وإغراءه بالمال والهدايا .. التي رفضها قطعاً .. إذ ان ذاك المُدرس النزيه .. إعتبرَ الأمر مسألة مَبدأ . وأخيراً لجأ الرجُل المُتنفذ والثري .. الى وسيلةٍ أخبث .. حيث عملَ بوسائله الخاصة ، على نقل ذاك المُدرِس الناجح والممتاز ، من مدرسة إبنه الى مدرسةٍ اُخرى ! .. وفعلاً فأن ولدهُ نجحَ في تلك السنة ! . كان ذلك في عهد النظام السابق .. وذلك الولد الفاشل في المدرسة والراسب في عدة مواد ، والذي نجحَ بالطريقة السالفة الذِكر .. فأنه أكمَلَ المراحل الأخرى على نفس المنوال تقريباً .. وهو اليوم من الوجهاء الذين يُشار لهم بالبنان !.
بالنسبة لي .. الامرُ محسوم وواضح .. فأنا " لا أحترم " هؤلاء الذين تحايلوا ويتحايلون اليوم أيضاً ، في سبيل الحصول على شهادات دراسية ، لايستحقونها . ولا أحترم الذين يتشبثون ب " الواسطة " لكي يُنجحوا أبناءهم في كُل المراحل .. ولا أثِقُ أيضاً على الإطلاق .. بالجانب الآخر .. أي الإدارة او المُدرِس .. الذي يرتضي ان يرضخ للضغوط او يقبل الرشوة والهدايا .. او يتملق المسؤولين او المتنفذين .. ويدوس على ضميره المهني ، ويُنجح بعض الطلبة الفاشلين ! . ان جريمة " التزوير " لاتنحصر فقط ، في تقليد توقيع او تزييف درجات .. بل تشمل أيضاً الرضوخ للضغوطات المادية والمعنوية والمساهمة في إنجاح ، مَنْ لا يستحق النجاح .
أعتقد .. ان الآباء والأمهات .. الذين يحاولون جهدهم ، اللجوء الى " واسطة " لإنجاح أبناءهم الفاشلين في الدراسة .. أنما يقترفون بذلك ، ذنباً مُركَباً .. أولاً بِحَق هؤلاء الأبناء .. حيث يغرسون فيهم نبتاً خبيثاً ، ويُقدمون لهم مَثلاً سيئاً في الاخلاق .. وثانياً .. انهم بعملهم هذا ، يستحوذون على حَق غيرهم من الناجحين بجهودهم الذاتية . أما المسؤولين التربويين او المُدرسين ، الذين يتورطون في مثل هذه الأفعال المُدانة .. فُهُم في الحقيقة ، لايستحقون لقب المُعّلِم او المُربي .
من " الأشياء الصغيرة " التي أعتبرها أمراضاً إجتماعية .. كانتْ رَمي القمامة في الشارع كما جاءَ في المقالة السابقة .. واليوم تطرقتُ .. الى مرضٍ آخر ، وهو لجوء " بعض " الأهالي ، الى وسائل غير شرعية ، لإنجاح أبناءهم في مختلف المراحل الدراسية [ وتَقّبُل المجتمع لهذهِ الظاهرة المُشينة وكأنها شئ طبيعي ! ] .. هذهِ الأشياء الصغيرة .. هي في إعتقادي .. من أسباب تخّلُفنا الحضاري .
وللحديث بقية



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أشياء صغيرة .. -1-
- مسؤولٌ كبير
- حكومتنا .. وتسخين الماء
- نفطُنا .. وتفسير الأحلام
- لتذهب بغداد الى فخامة الرئيس
- العراقيين .. والفوبيا
- بين العَرَب والكُرد
- مُقاربات كردستانية
- أسئلة .. ينبغي أن لاتطرحها
- أحاديث صبيحة العيد
- عُذراً .. غداً ليسَ عيدي
- سوريا والعراق
- - خضير الخُزاعي - المحظوظ
- آباءٌ .. وأبناء
- بعض ما يجري في الواقع
- قادة الكُتل السياسية .. وعيد الفطر
- هل ينبغي ان يثق الكُرد بتُركيا ؟
- طيارون ف 16 على الطريقة العراقية
- - آغوات - العملية السياسية العراقية
- عِزاز .. والله عِزازْ !


المزيد.....




- تقرير أممي مستقل: إسرائيل لم تقدم حتى الآن أي دليل على ارتبا ...
- الأمم المتحدة تدعو بريطانيا إلى مراجعة قرار ترحيل المهاجرين ...
- إغلاقات واعتقالات في الجامعات الأميركية بسبب الحرب على غزة
- مراجعات وتوصيات تقرير عمل الأونروا في غزة
- كاريس بشار لـCNN: العنصرية ضد السوريين في لبنان موجودة لدى ا ...
- رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: العمل جار لضمان حص ...
- الأمم المتحدة: نزوح أكثر من 50 ألف شخص بسبب المعارك شمال إثي ...
- بعد تقرير -اللجنة المستقلة-.. الأونروا توجه رسالة للمانحين
- مراجعة مستقلة: إسرائيل لم تقدم أدلة بشأن ادعاءاتها لموظفي ال ...
- منتقدة تقريرها... إسرائيل: الأونروا جزء من المشكلة لا الحل


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امين يونس - أشياء صغيرة .. -2-