أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - المسطرة القصيرة














المزيد.....

المسطرة القصيرة


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3848 - 2012 / 9 / 12 - 18:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المُهم ان تدرك مدى توافُق وملائمة [ المسطرة ] التي تستخدمها ، لقياس الناس وطبائعهم .. للمُجتمع الذي تعيش فيهِ . أعتقد ان أي شخص ، له مسطرة خاصة بهِ ، يستعملها .. لِفرز المُحيطين به .. بينَ أبيض وأسود وطيف الألوان ما بينهما . ويعتمد طول المسطرة ، على طبيعة الشخص نفسه ، وثقافته ، ودرجة وعيه ومدى صلابته .. وتكوينه النفسي وإنسجامه مع المحيط .. الخ .
أرى انه من الأخطاء الشائعة التي نقترفها يومياً .. هي الإصرار على القياس بمسطرتنا نحنُ ، وجعلها الأساس في تقييم الأشخاص والمواقف .. من دون النظر في الظروف المُرافقة ، والعوامل التي أدتْ الى التصرُف الفلاني او ذاك . إضافةً الى انه أحياناً .. تكون أحكامنا غير منطقية ولا عادلة .. ولا تعتمد على اُسُسٍ متينة .. بل تقوم على المِزاج والمظاهر الخارجية .. دون تدقيقٍ بالجوهر .
وكما ان هنالك انماطٌ من البشر .. فهنالك تبعاً لذلك أنواعٌ من المساطر التي يستخدمونها .. فترى احدهم .. يتمتع بِذمةٍ واسعة كما يقولون ، ويعتقد ان الإستحواذ على أي شئ عائد للحكومة او الدولة ، حلال ! .. ومسطرته طويلة بحيث تستوعب الكثير من المنغمسين في الفساد ويعتبرهم شُطاراً يعرفون كيف يُدبرون أمورهم .. في حين يوجد آخَر ، ذو مسطرةٍ قصيرة ، يضع هؤلاء بدون تَرّدُد في الخانةِ السوداء ، رافضاً أي تبرير او حجة ! .
وأعرف أشخاصاً ، يتلاعبون بمساطرهم وفق مصالحهم ورغباتهم .. والعجيب الغريب ، انهم في أحيان كثيرة ، يُشّخَصون بإعتبارهم من " الناجحين " في المجتمع والمقبولين على كافة الصُعُد .. أحدهم كان مُتزوجاً ، وفي نفس الوقت ، على علاقة غير شرعية مع إمرأةٍ متزوجة .. ولما كُشفَ أمرهُ لم يُبالِ كثيراً وكأن شيئاً لم يكُن ! .. وبعد سنوات كان يعمل في مكانٍ ، أؤتُمِن على أموال .. فكان يسرقها ويصرفها على موائد القمار .. وعندما اُكتُشِف الامر .. لم يخجل أبداً من التشبُث بهذا وذاك ، حتى اُغلِقتْ القضية ولُفلِفتْ وخرجَ منها ناصعاً " حسب مسطرته " ! .. وأبنه منذ شبابه المُبكِر سارَ على نفس منوال أبيهِ .. في عدم النزاهة والخِسّة .. لكنه اليوم من " أنجح " الناس و ألمَعهم .. بل انه يُدير منصبا مهما ، عند نفس الذين كان يسرقهم ! . وهنالك الكثيرون هُنا ، عندما ينصحون أولادهم ويوجهونهم .. يقولون لهم : .. كُن شاطراً وذكياً .. مثل فلان .. إذ كان لايملك شيئاً قبل سنوات .. واليوم ماشاء الله وضعه عال العال ! .
الطريف .. ان الوالد أعلاه ، حين يتحدث عن " الشرف " والإستقامة .. فأنه يسهب ويُفّصِل وكأنه داعية مُخلص ونزيه .. والأبن كذلك .. فأن موضوعه المُفّضَل هو الأمانة والنزاهة ! ..
شاءتْ الصُدَف ان تكون مسطرتي قصيرة للغاية .. أحاول ان أقيس بها مقدار " النزاهة " بصورةٍ عامة وبلا تجزئة .. فأما ان تكون نزيهاً في كُل شئ او لاتكون ! .. وأحاول قدر المُستطاع ان اُطّبِق ذلك على نفسي أولاً " ولا أدّعي أنني أنجحُ في ذلك تماماً ، فذلك صعبٌ للغاية " .. ثم على الآخرين .. وهذا احد الأسباب التي تُفّسِر قِلة وضُعف علاقاتي الإجتماعية بصورةٍ عامة ... فعموم الناس كما يبدو لايحبون المساطر القصيرة .. ويعتبرون أصحابها .. متزمتين .. فاشلين .. باحثين عن المشاكل .. غريبي الأطوار .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أشياء صغيرة .. -7-
- التراشُق بالحجارة
- المواطن العراقي الرخيص
- أشياء صغيرة .. -6-
- أشياء صغيرة .. -5-
- أشياء صغيرة .. -4-
- أشياء صغيرة .. -3-
- أشياء صغيرة .. -2-
- أشياء صغيرة .. -1-
- مسؤولٌ كبير
- حكومتنا .. وتسخين الماء
- نفطُنا .. وتفسير الأحلام
- لتذهب بغداد الى فخامة الرئيس
- العراقيين .. والفوبيا
- بين العَرَب والكُرد
- مُقاربات كردستانية
- أسئلة .. ينبغي أن لاتطرحها
- أحاديث صبيحة العيد
- عُذراً .. غداً ليسَ عيدي
- سوريا والعراق


المزيد.....




- مقتل أمريكي وإصابة 16 في غارات روسية ليلية على كييف
- ورقةُ ضغط أم أزفت الآزفة؟ ترامب يدعو سكان طهران لمغادرة العا ...
- آخر تطورات المواجهة الإسرائيلية- الإيرانية لحظة بلحظة
- وكالات: تقرير عن حادث بحري قرب مضيق هرمز
- الحرب بين اسرائيل وايران : قصف يطال التلفزيون الإيراني وطهرا ...
- شهداء بقصف على نازحين والقسام والسرايا تستهدفان قوات الاحتلا ...
- مصادر لـCNN: ترامب يوجه أعضاء إدارته لمحاولة لقاء مسؤولين إي ...
- عاجل.. إيران تشن هجوما جديدا الآن.. إسرائيل تتعرض لهجمات صار ...
- هآرتس: إسرائيليون وأجانب يدفعون آلاف الدولارات للخروج بحرا إ ...
- رئيسة الصليب الأحمر: المدنيون يدفعون ثمن تراجع الالتزام العا ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - المسطرة القصيرة