أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - نانو - تَنَكَلوجي - !














المزيد.....

نانو - تَنَكَلوجي - !


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3889 - 2012 / 10 / 23 - 14:10
المحور: كتابات ساخرة
    


إذا كانتْ النانوتكنولوجي ، تهتم بإختراع المواد الأصغر حجماً والأكثر قوة والأخف وزناً والأعظم كفاءة والأقل كُلفة والأنظف بيئياً .. والمُستخدَمة في كافة مجالات الحياة .. وإذا كان العلماء والباحثون حول العالم ، قطعوا أشواطاً مُهمة في هذا المضمار .. فأننا هنا في العراق ، ما زُلنا نحبو .. بل اني أتوقع ان غالبية الناس عندنا لم تسمع أصلاً بالنانوتكنولوجي !
سُئِلَ بعض المُهتمين بالعلوم الحديثة ، حول توقعاتهم عن الأجهزة التي سوف " تنقرض " تدريجياً بعد خمس سنواتٍ من الآن .. فكان من ضمن اجاباتهم : التلفزيون ! . فأنهم يتوقعون ان أجهزة التلفزيون بأشكالها و " أحجامها " الحالية والصحون والدِشات والستلايت ، سوف تزول ولا سيما في البلدان المتقدمة .. ويحلُ محلها جيلٌ من الهاتف النقال او الموبايل ، حيث يمكنك ان تستقبل أي محطة في أي وقت أينما كُنت ! . طبعاً ان هؤلاء المختصين ، يتحدثون عن اليابان والولايات المتحدة والمانيا على سبيل المثال .. وليسَ عن الصومال وبوروندي ، التي لا زال فيها الكثير من الناس وخاصة في الأرياف ، لايمتلكون حتى جهاز تلفزيون قديم بالأبيض والأسوَد ، بل ان العديد من القُرى ليسَ فيها كهرباء أساساً . ( وهذا دليلٌ على خداع ووهم " العالم أصبحَ قرية صغيرة " .. فالدول المتقدمة الثرية تزداد تقدما وثراءاً .. والدول الفقيرة المتخلفة ، تنحدر أكثر في فُقرها وتخلفها ) .
وحتى نحنُ في العراق .. بعد " الطفرة " التي حصلتْ في الرواتب والأجور والأموال " السهلة " التي تدفقتْ في السنوات الأخيرة واللوثة الإستهلاكية التي أصابتْنا .. فأن معظمنا .. إقتنى عدة تلفزيونات .. ويُحّبَذ ان تكون أحجامها كبيرة .. بحيث ان هنالك الكثير من البيوت فيها سبعة او ثمانية تلفزيونات ، لايستخدمها أحد .. لكنها فقط للفخفخة والتفاخُر الفارغ ! . ولأن الدول الصناعية القديمة الغربية عموماً وكذلك الجديدة مثل الصين وغيرها .. كُلهم يعرفون ، طبيعتنا نحن " الشعوب النايمة " وسذاجتنا وميلنا المُفرِط الى الإستهلاك الأحمق .. فأنهم نشطوا وأبدعوا ونجحوا بإمتياز : في إرسال كميات ضخمة لنا .. من قمامتهم وأسؤا إنتاجهم البعيد كُل البُعد عن مُراعاة البيئة او الصحة العامة او إستهلاك الطاقة .. والمُصيبة .. نحنُ فَرِحون بِكُل ذلك !.
أنتجَ " الأوادم " في الغرب ، خلال السنوات الماضية ، من خلال النانوتكنولوجيا .. بديلاً لحديد التسليح المُستخدم في البناء والجسور : أقوى من الحديد التقليدي عشرات المرات وأكثر تحملاً لكل الظروف .. وأخف وزناً الى درجة كبيرة وأصغر حجما وسهل إعادة التدوير وأكثر مرونة .. وعما قريب سوف يكون أرخص وأقل كُلفة . هذا نموذج صغير ومحدود لِما يفعلونه وبما " هُم " مشغولون به .. بينما نحنُ لا زلنا نستخرج الحديد القديم المعوَج من الأبنية المتهدمة ونُعّدله بالجواكيج ، ونستخدمه ثانيةً .. لازلنا نتفنن في محاربة بعضنا البعض ونُبدع في تأزيم الاوضاع ونتصارع على امورٍ سخيفة وغايات أنانية بائسة ! .
في العديد من مُدن العالم .. ليسَ " الغاز " فقط يصلك الى المنزل عن طريق شبكة الأنابيب .. بل حتى الحليب الطازج .. ونحنُ هنا ، إنحنتْ قاماتنا وتقوستْ ظهورنا من وطأة إسطوانات الغاز الثقيلة .. ونحن " من سوء حظنا " بلد النفط والغاز ! .
العالم المُتحّضِر مُنشغِلٌ بالنانوتكنولوجي .. ونحنُ منهمكونَ ب التَنَكَلوجي !.



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوفَ نَجُن من الفرح !
- بعض ملامح الوضع في الأقليم
- - الحلول - سهلةٌ في العراق
- الأيام العشرة
- نيران - صديقة - في موريتانيا
- السلبيةُ والكَسَل
- رعاية الكِبار
- في أربيل : مباراة بين الحكومة والبرلمان !
- المالكي .. والبقرة الصفراء
- رأيٌ في السُلطة والمُعارضة في الأقليم
- هذا العالم المُضطرِب
- العِيال كِبرتْ
- الإحباط .. والديمقراطية
- العلّة والسبب
- أسئلة مُعيبة .. وأسئلة خَطِرة
- الموصل .. والتيار الديمقراطي
- إطلالة على المشهد السياسي في أقليم كردستان
- المرحلة الإنتقالية
- تنسيق دفاعي بين العراق وموريتانيا
- دهاء القادة .. وحماقة الجماهير


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - نانو - تَنَكَلوجي - !