|
صَوم يوم عَرَفة وقانون العفو العام
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3890 - 2012 / 10 / 24 - 19:01
المحور:
كتابات ساخرة
" يوم عَرَفة " هو اليوم التاسع من ذي الحجة ، وحسب هذه السنة ، فعلى الأغلب انه سوف يُصادِف الخميس 25/10/2012 . وروى مُسلم عن النبي محمد [[ صيامُ يوم عرفة أحتسبَ على الله أنه يُكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده ]] ! . ولكي تكون الأمور واضحة ولكي لايتلاعب بها أحد ولا يستغل هذه النُقطة .. فأن المقصود بذلك " التكفير " ، هو تكفير الصغائر فقط وليسَ الكبائر . وذلك قريبٌ بعض الشئ ، من مشروع " قانون العفو العام " الموجود على طاولة مجلس النواب ، والخلافات بشأنه ، وهل يشمل الجميع ، ام ان أصحاب " الكبائر " مستثنون منه ؟ وما هي الكبائر ومَنْ يُحّدِدها ؟ ( مع الفارق بين الحالتَين .. فأجْر صوم عرفة إلهي ومُقدس ، بينما قانون العفو العام دنيوي وغير مًقدَس ! ) . هنالك إجماعٌ واضح لدى الفُقهاء ، بأن " الشرك بالله " هو من أكبر الكبائر.. وينبغي على المُشرك ان يُكفر عن ذلك ب " توبة نصوح " .. أما الكبائر الأخرى مثل الزنا وشرب الخمر وقتل النفس بغير حَق وأكل الربا والغيبة والنميمة وعقوق الوالدَين .. فلقد أبدع بعض الضليعين في الشريعة والدين ، في إيجاد مخارج لها ! . فعلى إفتراض ان واحداً من المسؤولين الكبار الحاليين في العراق وِضِع تحت المجهَر ، لتبيان موقفه من الكبائر .. فأعتقد انه سيبدو كما يلي : انهُ على الاغلب ، مُوّحِد .. وبهذا فلا تطاله تُهمة " الشرك " . أما " الزنا " فهو غير مُضطَر للوقوع فيهِ أصلاً ، لأن لديهِ بدائل شرعية كثيرة مثل المسيار والمُتعة ... الخ . و " الخمر " سوف يستعيض عنها بالبيرة الإسلامية الخالية من الكحول ، المُتوفرة والمسموحة شرعاً . و " قتل النفس بغير حَق " فأنه لا علاقة له بهذا ، لأن القتل الذي يُمارسه بين الحين والحين ، هو دفاع عن النفس وحماية للبلاد وأمنها . و " اكل الربا " بعيد عنه كُل البُعد .. إذ ان جميع أمواله حلال وجمعها عن طريق حصوله على نسب معينة من العقود وبعض الهدايا من هنا وهناك ، وهو يدفع الخمس والزكاة حسب الاصول ! . وأخيراً " الغيبة " و " النميمة " .. فأن مُتطلبات إدارة الدولة ، تُحتِم عليهِ ان ينتقد هذا ويُراقب ذاك ويُخبر عن تحركات آخر .. لكي يحمي الحكومة من المتربصين بها . اما بالنسبة الى " عقوق الوالدَين " فأن والدَي المسؤول متوفيان منذ زمن طويل فهو معفي أصلاً !. أي بالمُجمَل .. فأنه يمكن إعتبار جميع المعاصي التي يقترفها صاحبنا المسؤول الكبير ، مُجرَد " صغائر " .. وهذهِ الصغائر ومجموعة المعاصي بين الحين والأخر .. سهلة العلاج .. فبِمُجَرد ان يصوم " يوم عرفة " .. فأن كُل صفحاته ستصبح بيضاء ناصعة ، خلال الفترة من 25/10/2011 الى 25/10/2012 .. ولغاية 25/10/2013 !! . ان الله بكل عظمته ، يعفو عن هذه الصغائر والمعاصي جميعاً ، لمدة سنتَين .. بمجرد ان تصوم في يومٍ مُعّيَن .. فَمَنْ أنتم أيها النواب ، لكي تُعرقلوا قانون العفو العام ؟ يا جماعة .. إفرضوا على المحكومين والسجناء ، ان يصوموا عدة أيام وليس يوماً واحداً .. وأطلقوا سراحهم ! . لسببٍ بسيط : إذا كان مُتاحاً للقادة والمسؤولين الكبار ، ان يكفروا عن جميع ذنوبهم للسنة الماضية والسنة القادمة ايضاً ، بصومهم يوم عرفة .. فأكملوا السِبحة .. بالعفو عن المجرمين المحكومين وأطلقوا سراحهم .. لأنهم سوف يهربون في كُل الاحوال ! .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نانو - تَنَكَلوجي - !
-
سوفَ نَجُن من الفرح !
-
بعض ملامح الوضع في الأقليم
-
- الحلول - سهلةٌ في العراق
-
الأيام العشرة
-
نيران - صديقة - في موريتانيا
-
السلبيةُ والكَسَل
-
رعاية الكِبار
-
في أربيل : مباراة بين الحكومة والبرلمان !
-
المالكي .. والبقرة الصفراء
-
رأيٌ في السُلطة والمُعارضة في الأقليم
-
هذا العالم المُضطرِب
-
العِيال كِبرتْ
-
الإحباط .. والديمقراطية
-
العلّة والسبب
-
أسئلة مُعيبة .. وأسئلة خَطِرة
-
الموصل .. والتيار الديمقراطي
-
إطلالة على المشهد السياسي في أقليم كردستان
-
المرحلة الإنتقالية
-
تنسيق دفاعي بين العراق وموريتانيا
المزيد.....
-
ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024
...
-
-صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل
...
-
أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب
...
-
خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو
...
-
في عيون النهر
-
مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة
...
-
”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا
...
-
غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم
...
-
-كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
-
«بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|