أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فواز قادري - جثّة من التي تفسّخت؟














المزيد.....

جثّة من التي تفسّخت؟


فواز قادري

الحوار المتمدن-العدد: 3923 - 2012 / 11 / 26 - 08:58
المحور: الادب والفن
    


مجزرة حي القصور في مدينة دير الزور مازالت تتناسل، بعد العثور على جثة الكاتب محمد رشيد الرويلي متفسّخة، بعد ما يقارب الشهرين من اعتقاله، هو وبعض الجيران المختبئن عنده من القصف في قبو البيت، هل جثة الشهيد هي التي تفسّخت؟ أم جثّة النظام؟ وراء تساؤلي قصّة من الماضي، لها علاقة بجرائم عصابة الأسد الغير مسبوقة، وعمليات الانتقام التي يمارسها بأبشع صور الانتقام من السوريين المصرّين على إسقاطه، مهما غلا الثمن، ودير الزو واحدة من هذه المدن المقاومة التي انتقم منها شرّ انتقام. أيّام أحداث مدينة حماة في بداية الثمانينات أقام طلبة كلّية الزراعة أمسية شعريّة، وكنتُ وصديقي الشاعر بشير العاني من بين الحضور، رائحة المجازر بدأت بالتسرّب والشارع ملتهب والناس لا تعرف ماذا تفعل، في هكذا مناخ، كان من الطبيعي أن يتواجد شيء من التعاطف مع ما يجري في حماة في قصائد بعض المشاركين، بعد انتهاء الشعراء من القراءة التي كانت مليئة بالحماس، طلب المشرفون على الأمسية من الشعراء الضيوف المشاركة، طلبوا وألحّوا وكان لا مفرّ من المشاركة، ولكن كيف؟ وأنا لا أحفظ شعري ولستُ مهيّئاً لقراءة شيئاً ليس له علاقة بالجوّ العام، المهم، وقفتُ وراء المنصّة الصغيرة صامتاً، برهة ثقيلة من الزمن وقلتُ بعدها: قصيدتي كانت صامتة أرجو أن تفهموها، في اليوم الثاني وكما توقّعتُ، لم يكن الأمر سيمضي على خير، أقلّتني سيارة الفصائل البعثيّة (جهاز قمعي ذو طابع مدني أضيف إلى الأجهزة الأمنيّة الكثيرة، أيام أحداث الثمانينات) إلى فرع الحزب الذي تولّى التحقيق معي لم يكن سوى الشهيد رشيد رويلي الذي لم أكن قد التقيتُ به قبل ذلك، للأمانة وللتاريخ، لم تكن قصيدتي الصامتة مكلّفة أمام محقّق من طينة الأديب البعثيّ رشيد الرويلي، تفهّم الرجل تبريراتي التي ما أنزل الله بها من سلطان! بعد حوار قصير، وأسمعني خطاباً بعثيّاً، عن الأعداء الخارجيين والداخليين واليمين الرجعي والإمبرياليّة الذين يهددون الوطن! زادني فوق ذلك مصافحة وابتسامة وأمر السائق بتوصيلي إلى البيت! بعد ذلك بسنوات، وبحكم كار الأدب، صار بيننا ودّ ومعرفة من بعيد وكان ذلك كافياً لكي أعرف من أيّ طينة طيبة هو. خلاصة هذه القصة: أداة عصابة القتل الأسديّة المجرمة، لا تفرّق بين البعثيين وبين الآخرين، تعدم الناس بالجملة انتقاماً من المدن المقاومة،وهذا يدلّ أن النظام بدأ بالتفسّخ وتخرج رائحة موته، وجسد الشهيد رشيد الرويلي وردة في تراب البلاد.

أبو عبادة الطيّب.. أفتتح بنعوتكَ صباحي
أعزّي الفرات بكَ يا رشيد..
رغم كل شيء..
كان بيننا من الودّ الفراتي ما يكفي لكي أحسّ بخسرانك

السلام عل روحكَ.. السلام على الشهداء الذين معك
السلام على الشهداء السابقين واللاحقين
السلام على بلادي
صباح الخير أيتها الحرية.

فأس الموت القاطعة لا تتوقف
وأنا أمسح دم الطبيعة السائل
الغيوم لا تظهر أساها
رسائل عشقها اللؤلؤيّة تنهمر
وأنا يوجعني قلبي
أيّ الأغاني ستعيد
إلى عيون الصغار بريقها
أيّ الأشجار ستكسو عظام الغابات
وأي الحساسين التي
ستغني نشيد الحرية في بلادي.



#فواز_قادري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسوارنا من لحم ودم
- الكثير من قصص الحب في الثورة السورية، لا نعرف عنها شيئاً.
- يجري الدم السوري ويسبق الجميع.
- تتفتّح زهور سورية في الخريف
- -هدنة العيد-
- الميادين
- صباحات تُشبه خريفاً سوريّاً
- -أنا أخو الوزير-
- صباح الخير أيّتها المرأة الحامل
- إشراقات
- آآآخ يا عمّو آآخ!
- يوم في حياة شهيد
- سورية قصيدة حرّة
- صمتكم يقتل المزيد من السوريين.. كاتبة عربية وكاتب صهيوني نمو ...
- صباح عليكِ
- انشغالات يوميّة
- مطر رحيم في الصيف، على مدينة محاصرة. *
- حوار غير ودّيّ، بين الوردة واليأس
- هذا ليس كلّ شيء
- صور حديثة جداً.. لمدينة تحت القصف


المزيد.....




- مرتديًا بذلته الضيقة ذاتها .. بينسون بون يُصدر فيديو كليب سا ...
- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فواز قادري - جثّة من التي تفسّخت؟