أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد مهدي - شرقاً عبر المحيط ..














المزيد.....

شرقاً عبر المحيط ..


وليد مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 3922 - 2012 / 11 / 25 - 17:28
المحور: الادب والفن
    


(1)

اطفئت الاضواء ..
ومضى من كان حاضراً الى بيته ..
لم يتبق احد , إلا انا ..
الحفلة انتهت وبقيت وحيداً مع حسيس هذه الحشرات في الحديقة ..
مع تلك اللسعة الباردة لنسائم نوفمبر ..

ذلك الطعم اللاذع لكاسٍ كنت ارتشفه ..
اتامل بقايا تلك النار التي " كانت " ..
ذلك الجمر الخابي الذي يذكرني بما كان عليه قلبي ..
لطالما تسائلت لماذا ؟
لما يجب علينا في النهاية ان نقولُ وداعاً ؟
ان نترك هذا العالم بما فيه من بهجة وضجة لنقول له وداعاً ؟

كنتِ مميزة بين كل اؤلئك الحظور ..
تلك العينين
ذلك البريق القادم من حيث الشمس تشرق ..
حيث المحيطات في الشرق تتنهد كما هي انفاسك
..
لستُ متشائماً.. لكنني

ادرك منذ تلك اللحظة ان تعارفنا الاول سيؤدي بنا الى مغامرة عاصفة ،
سرعان ما تنتهي بان نقول وداعاً في النهاية ..
ها نحن اليوم نترك كل شيء للقدر

(2)

نعم ..
الحب ليس كافياً لنعيش سعداء في هذا العالم , الحب جزءٌ من سعادتنا ..
نخطيء حين نعتبره كلها ..

نعم , يعيدنا كما الاطفال انقياء اصفياء ..
بنفس الوقت , يغشينا بذلك الفرح الغامر فلا ندرك خبايا الايام ..
الحبُ برعمٌ يحتاج ان نرعاه ..
ان نبذل الكثير من اجله كي يستمر ..
يحتاج منا ان نواجه الحياة لاجله باقصى ما نستطيع ..
ان نبذل كل شيء لكن إلا الحب ..
نستعد دوماً لفقد اي شيء إلا الحب ..
لماذا يجب ان نحمي الحب ؟

لانه يبقينا دافئين في شتاء حياتنا الطويل هذا ..!!
قليلو الحظ هم اولئك الذين يفرطون في حبهم ويستسهلون خسارته ..
لانهم سيضطرون في النهاية للبحث عن الدفئ باشياء اخرى تزيد من حياتهم تعقيداً :

الاكثار من المال والولد ..
الاكثار من الخمر ..
الاسراف في الجنس ..

انصحك ان لا تفر طي في حبك لو شعرت بانه حقيقي وصادق ..
حتى لو لم اكن هذا انا هو حبيبك ..


(3)

لستُ ابالغ لو اخبرتك باني اعبدك ..
وبحق , لا ادري بماذا ازيد على ذلك ؟
فقد احببت قبلك مرات ..
اسكرتني ، حد الثمالة ، من افاعي الانوثة قبلك العشرات ..
لكن الافعى التي في داخلك شيء آخر ..
تلك البيضاء التي ترشفُ السم ولا تشرب الدماء ..
هي المرة ُ الاولى التي تشفيني فيها انثى مثلك ..

المرة الاولى التي تشفيني افعى ولا تمرضني كالسابقات ..
ربما اخطا شوبنهاور حين اعتبر الانثى مصدراً للشر ..
ليست الانثى شر ، هي الامينة على سر الحياة ..
نعم ، في داخل كل انثى افعى ، هي التجسيد الحقيقي لانوثتها ..
هي عطشى دوماً ان تعض لدرجة انها احياناً تعض نفسها ..
حتى انها تذوي ذابلة كاوراق الخريف ..

أليست الافعى هي رمز الشفاء والحياة ؟
او ليست هي التي سرقت سر الخلود من جلجامش ؟
الانثى تسرق منا الخلود لكنها في المقابل تهب لنا كل شيء ..
الانوثة ، هذا السر اللاهب الحارق ..
بنار تلك الانثى التي في عينيك اتوضأ
احلق في السماء مثل طائر ناري ..
اتهاوى في هضاب ثلجك الناصع مثل شهب ..
اتناثر شررا يملا الارجاء برائحة شوق الالف عام ..

(4)

فلا تخافي ..
اتركي هذه الافعى طليقة في احضاني ..

هي ترياقُ جرحي ..
شهقتي ولهفتي الحارة تلك ، هي التي تبقيني رجلا ..

تلك الانياب المنغرزة في اوصالي ، هذه الحراشف الملساء الناعمة
تعيد صهر كياني , تمنحني الفرصة كي اتغير ، كما لا تقدر عليه اية حادثة اخرى في حياتي ..
الحب لا يعطى بالسؤال ..

لكن ما اساله ان تحطمي كل شيء في كياني ..
احيلي كل شيء الى رماد ..
الى دخانٍ اسود كلون شعرك ..

فانا يا سيدتي من كل قلبي اشتهي ان تقتليني
ان تصهريني كما الفولاذ الاحمر ..
كي اصبح آخر ..

كي اخلق من جديدٍ بين عينيك وشفتيك ..
وهل في الكون نارٌ مثلك احلى ؟



#وليد_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن والهوية : مقارنة في سيمولوجيا البناء الثقافي بين العرب و ...
- التقمص و الذاكرة The Reincarnation and Memory
- ذاتَ مساءٍ في تشرينْ
- اجنحةُ الفراشةْ
- رسالة للسيد هنري كيسنجر : العقلانية و مراحل التضاد الخمس
- الشيعة و السنة قراءة ديالكتيكية – عقلانية (2)
- الشيعة و السنة قراءة ديالكتيكية – عقلانية (1)
- ذاكرة الفرد وذاكرة الامة : المعنى الميتافيزيقي للحضارة والتا ...
- الثقافة البشرية – رد على مالوم أبو رغيف
- مع الله في ملكوته (5)
- مع الله في ملكوته (4)
- مع الله في ملكوته (3)
- مع الله في ملكوته (2)
- مع الله في ملكوته (1)
- رؤية في استراتيجية الهيمنة الاميركية و دراسة علاقتها بازمة 2 ...
- افول الامبراطورية الاميركية ، هل من بديل ؟
- ملكوت الله القادم(3)
- البدء كانت الكلمة ..على شفتيك
- الماركسية الانثروبولوجية
- ملكوت الله القادم(2)


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد مهدي - شرقاً عبر المحيط ..