أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد مهدي - البدء كانت الكلمة ..على شفتيك














المزيد.....

البدء كانت الكلمة ..على شفتيك


وليد مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 3621 - 2012 / 1 / 28 - 12:17
المحور: الادب والفن
    


(1)

يوماً , ستقرر الشمس ان تنشطر إلى شطرين ..

يومها لن تقبل إلا ان تكون شفتيك ..

حتى المحيط الهادئ ، هذا الذي يطوق الكوكب بذراعيه ..

يوماً سيخرج عن هدوءه مشتعلاً بصخب ..

سيلتهب بهذا البريق الاحمر الهاطل كأمطار بركانٍ انثوي دنت ساعة ثورته فوق شفتيك ..

شفتيك يا معبودتي ، اشهى من نبيذ العنب ، واحلى من عصير الرمان ..

لا بل هما اروع من شمسِ الغروب ..

تلك التي يذكرني احمرار قرصها باحمر شفاهك شديد اللمعان .


(2)


حين تتكسر خيوط الضوء فوق سطح الماء اثناء الغروب ..
اعذر ولع " عنترة " بتقبيل السيف المدمى ..

لانه يحاكي فمك المبتسم ..

نعم ، تتراقص حمرة الغروب اللامعة فوق الماء كما تلمع منعرجات الخطوط فوق هضاب شفتيك ..

تتراقص هذه الاضواء جميعاً على ايقاع قلبي وهو ينبض شوقاً لنبيذ شفتيك الاحمر ..

هذا الايقاع ، هذا اللحن الذي يضخ " احياناً " الضوء الاحمر بين حروف كلماتي هذه ..

ويضخ " احياناً " وهجاً من ضوء ذهبي ٍ بني ..

ينعكس من اعماق روحي ، بوحيٍ من هذا الجلد الاسباني الوهاج ..

إلى درجة أن تتوقف حروفي لبرهة ..

(3)


تصمتُ كلماتي لبعض الوقت وهي تجوب فضاء خيالي ..

هي تطيل من مشهد التامل في شفتيك ..

فما يغطي فمك هي هضبةٌ حمراء تواجهني كما المصير ..

تتحداني كما لو إنها قدر ..

شفتيك التي جيشت كل ما عندها من جموحٍ حتى تكون نعشاً ادخله باختياري ..

ستكون هذه الهضبة الحمراء مرقدي ، لكن ، ليس الاخير ..
ستسافر بي إلى ما وراء الشفق , إلى حيث اللظى العذب ..


(4)


حين يرخي ليلُ شعرك سدوله يا مولاتي ، حين يحيط بكل كياني ، بهمسه ولمسه وعطره ..

حين ينازع ما تبقى في صبري من رمق وقد تمدد في تابوت شفتيك ، الموثوق بإحكام فوق موقد حضنك ..

تكون ساعة الفناء الكامل قد حلت ، حين تقرر هذا عينيك ..

ستكون تلك النظرةُ من عينيك ، شرارة اشتعالي نحو الزوال ، الفناء بالمطلق ..

هذه المحرقة التي عليها نعشي , هذا الكيان المحترق قرباناً .. لحماً ودماً ..

يتصاعد في النهاية مثل رماد منبث ، منبعث من فوق تلك الهضبة الحمراء ..


(5)


يتناثر فوق هذا المحيط الهادئ ، ليسافر في كل العالم ..

لكنه يعاود التجمع كما هي القيامة .. عند شروق شفتيك التالي ..

هذا الفجر الاحمر الذي يبكر صباحي باعذب كلمة منك :

احبك ..

فانا كل صباح يا مولاتي ..

اولد على شفتيك ..

اُخلقُ كبرعمٍ حين تنطقان اسمي ،

اكونُ كما اردتني .. خاشعاً لسنا عينيك ..

فالبدء كانت الكلمة ، و الله هو الكلمة..

الربُ كلمة هذا العالم ..

أما اسمك ، فهو كلمة حياتي ..

و متى تفككت حروفها ، ضاعت آمالي و المنى ،

واضحت حياتي صحراء .. بلا معنى .. ~



#وليد_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماركسية الانثروبولوجية
- ملكوت الله القادم(2)
- ملكوت الله القادم (1)
- إمرأةٌ .. أمام مرآة !
- الطريق إلى بابل
- السيناريو الروسي لحرب الشرق الاوسط
- سوريا قاعدة للجهاد الاميركي الجديد !
- بابل و واشنطن و حربٌ على ضفة التاريخ
- البحث عن ملكوت الله (3)
- الإلحاد المزيف و المعرفة
- البحث عن ملكوت الله (2)
- البحث عن ملكوت الله (1)
- من يقود الحرب الامبريالية ؟ آل الصباح وشل الانجلوسكسونية اُن ...
- الوعي الثقافي الإنساني من ديكارت إلى ما بعد الماركسية
- الروحانية و العقل Spirituality and Mind
- الانوثة والروحانية Femininity and spirituality
- النبوة و العقلانية Prophecies and Rationality
- ثوار النيتو .. غرهم في - اميركا - الغرور
- وحيٌ من جهة موسكو ! تجربتي مع الزمن
- التاسع من اكتوبر


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد مهدي - البدء كانت الكلمة ..على شفتيك