أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس - وليد مهدي - الانوثة والروحانية Femininity and spirituality















المزيد.....

الانوثة والروحانية Femininity and spirituality


وليد مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 3541 - 2011 / 11 / 9 - 08:34
المحور: ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس
    


الروحانية عبر التاريخ يمكن ان نقسمها إلى مرحلتين :


• روحانية العواطف : وهي الحقب " الطقوسية " من الدين وتمتد على طول الفترة التي سبقت ظهور المسيحية في التاريخ الانساني ، حيث كان الانفعال العاطفي من حزن وخوف وفرح وجنس هو الاساس في تكوين وبناء الفكر الديني .... يمكننا اعتبار هذا النوع من الروحانية القديمة بانه الاقرب للانثى منه للذكر لما يتسم به من عاطفية ..

• روحانية العقل : وهي الحقبة التي تلت ظهور المسيحية ، حيث وصل الفكر البشري للحد الفاصل الذي اوجب نقله للعقلانية بتاثير الفلسفة اليونانية القديمة التي سبقت ظهور المسيحية ، مع هذا ، المسيحية بنسختها المطورة الاحدث على يد " الرسول بولص " وما اتسمت به من شمول انساني عام ، يمكننا ان نعدها بداية الروحانية العقلانية القائمة على " كبح الشهوة أو الرغبة " ...( عكس الحقبة الاولى التي كانت تساير الرغبة ) ، روحانية العقل المضادة للميول هي المرحلة الروحانية الاقرب للرجل ...!

موضوع اليوم سنتناول فيه النوع القديم ، القريب للأنوثة والعاطفة ..!

هذا النوع من الروحانية القديمة اقرب منه للإنسان بقيمه الفردية الشخصية بما يحب كفرد ويكره ونظرته النابعة من إحساسه الفردي الذاتي بالحياة ، العاطفة تكاد ان تكون تعريفاً للدين المؤسس على الفردية عكس العقل وانبثاقه القوي في التاريخ في الضد من " اوهام " الاعماق ، اذ يمثل العقل الميل الانساني نحو الاجتماع وتاسيس القيم الاجتماعية ..

ففيما العاطفة اصيلة في تكوين الفرد ، الجزء الطبيعي من الانسان ، فإن العقل والعقلانية موروث تعلمي اجتماعي ، لهذا السبب ، الروحانية المصطبغة بالعقلانية تختص في الغالب بقيم الاجتماع والايثار والعمل الجماعي عكس الروحانية الطقوسية الاولى والتي وإن بدت عامة في الممارسة من قبل الجماعات إلا انها تنطلق من عمق الانفعال الفردي الصرف .


الانوثة المقدسة القديمة


فصل الاباحية الجنسية عن القداسة والمقدس ..لم يدخل في ثقافتنا الانسانية الشاملة إلا حديثاً ، فالبغاء اليوم قرينٌ للخطيئة والانحطاط القيمي ، فيما كان يوماً عكس هذا ...!

ففي الوقت الذي كانت الروحانية فيه عاطفية ، كانت الاباحية جزء لا يتجزأ من الثقافة الروحانية ..!!

بدات " العفة " كقرين للروحانية منذ انتشار المسيحية في الشرق الادنى واوربا ، وتم القضاء بشكل قاطع على ثقافة تقديس الاباحية و الباغيات في العالم القديم في بابل ومصر وسوريا القديمة واليونان في عالم ما بعد المسيح .....

وبالرغم من ان الحضارة الحديثة تخلصت من قيود الدين ، واصبح بامكان الانثى ممارسة البغاء كمهنة في العالم المتمدن ، لكن واقع الثقافة المعاصر يعتبر البغاء " خطيئة " ومن تمارس هذا العمل إمرأة خاطئة ..

كيف كان البغاء عملاً مقدساً في المعابد ، ولماذا ...؟؟

هل حقاً هناك قدرات " روحانية " يمكنها ان تتكشف حين تمارس امراة البغاء المقدس وفق قواعد وشروط واحتفالات كرنفالية كما كان يجري في الحضارات القديمة ؟


البغاء ( الجنس ) والروحانية

قضى الجنس البشري فترة تزيد على السبعة ملايين سنة دون حضارة وقيم ...

اي اننا عشنا ملايين السنين نطور غرائزنا ( كبشر ) في الغابات والجبال والبراري , وهو يعني ان ثقافة البغاء والاباحية مستمدة من عمق يمتد لملايين السنين ، فيما طورنا ثقافتنا وقيمنا الاخلاقية المعاصرة خلال بضعة ألاف سنة فقط ، وهو يعني ان " العفاف " ، كقيمة موروثة اجتماعية شاملة لعموم الجنس البشري يمتد لالفي سنة فقط مع ولادة المسيح ، اي ان نسبة موروث الاباحية والممارسات الحيوانية في تكوين ادمغتنا تزيد على 99% من عموم نسبة مسار تطور الدماغ البشري ..

وهو ما يفسر من الناحية العلمية ، لماذا تشتعل قدرات الدماغ بصورة كبيرة حين تكون هناك ممارسات لطقوس اقرب للحيوانية والمشاعية والاباحية ..

مثل ممارسات " الثيورجيا " الثيوصوفية في المعابد البابلية والمصرية القديمة ، وكذلك الطقوس في المحافل الماسونية والتي تتخللها ممارسات دموية وكذلك البغاء بصورة مشاعية سواء للنساء أو الرجال ..

لهذا السبب ، البغاء المقدس لكاهنات المعابد القديمة كان يحاكي ممارسات النساء خلال ملايين السنين ...
كان يحاكي التكوين الاساسي للمنظومة العصبية البشرية ..

هذه الممارسات هي طريق نحو فتح الغاز خلايا ادمغتنا ، هذا الانفتاح يظهر بصورة احلام وتنبؤات وقدرات روحانية ، لكنها في الحقيقة استعادة لمسالك التعلم القديمة التي تعود عليها اسلافنا ..

الإلهة الانثى

لهذا السبب , لكي تبلغ الانثى في مسارها الروحاني – العقلي اعلى مراتب " الكمال " .. حسب الروحانية القديمة قد تكون بحاجة إلى اعادة تشغيل دماغها عبر ممارسات البغاء ، تلك التي تشعل داخلها العميق الذي يحمل موروثاً من الاباحية اسهم الاجداد في بناءه لملايين السنين ..

هذا الموروث الذي تجلى في صورة الآلهة الانثوية القديمة ... وقد تلاشى دور الانثى الرب بالتدريج مع تشبع الثقافة الانسانية بالقيم " الجمعية " الكلية التي اسست النظام والدولة قبل ان تعاود الحضارة شوطها المرحلي الجديد بعد النهضة الاوربية ودخول الثقافة البشرية في الغرب خصوصا ما عرف بالنزعة الانسانية التي هي ارتداد لقيم الفردانية ما قبل الجمعية وما افضت به من عودة " خجولة " لدور الانثى في الثقافة ، خصوصاً بعد الوقوف بوجه قيم الدين وموقفه من " الجنس " كحق طبيعي للانسان الفرد ، بعد ان كانت العفة حق طبيعي للكيان الاجتماعي الكلي ..!!

القوة والطاقة التي يوفرها تعدد العلاقات للدماغ على اساس استعادة تشغيل التكيف العصبي الموروث لا تشمل الانثى فقط حين يتعدد ازواجها وممارساتها للجنس مع عدة رجال ، الرجال انفسهم بتعدد العلاقات والزوجات مؤهلين ايضاً لذلك .. حيث القدرة العقلية تصبح على اتم صورة بمقابل تضعضع العلاقات الاجتماعية والزوجية خصوصا بسبب هذا ، لكن الحضارة الغربية استفادة من الاباحية اكثر لان واقع التطور الحضاري تفوق على ضعف الروابط الاسرية اذ اصبح للدولة والقانون و " ثقافة التمدن " الحديثة الدور الابرز في تحديد العلاقات الاسرية والجنسية والسيطرة عليها ..

هل كل الباغيات من النساء والبغاة من الرجال يستعيد الدماغ لديهم قدرات عقلية استثنائية ؟

ربما لا ، لكن ، حين تكون الشخصية تمتلك مقومات " فردانية " عالية وثقة بالنفس كبيرة ، وحين يكون هذا الفرد على مستوى مناسب من الذكاء ، ستتفتح قدراته العقلية بشكل مضاعف بكل تاكيد فتبدو وكانها قدرات روحانية ، فيما لا يحدث هذا مع واطئي الذكاء والعمق في الشخصية فيتحول البغاء بالنسبة إلى قليلي الذكاء من البشر لكابوس يدمر حياتهم الاجتماعية ( اغلب الناس يحدث لهم هذا ) بدلاً من ان ينير الطريق لهم نحو المستقبل ( وهو ما يحدث لدى العباقرة ومنهم الانبياء والروحانيين ) ..

وهو ما يفسر لحد معين سبب تفوق المجتمعات المفتوحة التي فيها متسع اجتماعي مقبول ، و إلى حدٍ معين لممارسة الجنس والاباحية كما يجري في الحضارة الغربية مقارنة بالشرق الاوسط المنغلق وثقافة العفة التي لا تزال موروثة من ديانات التوحيد وما يعانيه هذا الشرق من تأخر عن ركب الحضارة الغربية وعموم العالم المتمدن ..

التفسير العلمي والتفسير " الاسطوري " للروحانية


يعتقد مقيموا الطقوس في المحافل الماسونية ان روح الانسان قبل ان تستقر في الجسد قبل الولادة لا بد ان تمر بعوالم مختلفة واجواء متنوعة ..

لهذا السبب هم يمارسون تلك الطقوس الغريبة و " البشعة " احياناً كمحاولة لاستعادة هذا المسار الذي مرت به الروح قبل ان تصبح مثالية طاهرة ، مثل احتساء الدماء البشرية والحيوانية ، الممارسة الاباحية للجنس دون تمييز حتى مع الاخت والام والابنة ، تقديم قرابين بشرية تذبح بما يحاكي سلوك البدائيين .. إلخ ..

فتفسير مرور الروح بعدة عوالم وفضاءات كونية تمارس بها هذه الاعمال بالرغم من انه تفسير ميثولوجي لا علمي ، لكن الاسطورة غالباً ما تنطوي دلالات واقعية يكتبها " الوعي الباطني الانساني " بلغته الخاصة ...!!

وهنا , في هذا الموضوع ، فإن التفسير العلمي لتوقد طاقات استثنائية في الدماغ بفعل ممارسة تلك الطقوس هو ان " الدماغ البشري " يستعيد مسارات من التكيف العصبي سبق وترسخت في ادمغتنا كموروث من اسلافنا لملايين السنين ..

بمعنى ، ان الاجواء او الفضاءات او العوالم التي تمر بها الروح قبل الحلول في الجسد حسب الاعتقاد الماسوني هي في الحقيقة .. مسارات ومراحل تطور وتكيف الجهاز العصبي والدماغ البشري عبر مئات ملايين السنين من تطور الاحياء على الارض الذي انتج الانسان فيما بعد ...!

وهذا ربما يفسر لماذا لا يستخدم البشر إلا جزءاً ضئيلاً من امكانيات دماغهم ....( حوالي 2 % ) ..؟!

فبقية النسبة " قد " تمثل تكيفات الدماغ مع الحياة المشاعية الغريزية الحيوانية التي استمرت عليها المخلوقات ومنها الانسان لمئات ملايين السنين .. ومعظمها لا تستعمل في حياتنا العادية ، اذ تعطلت بفعل ( مبدأ التعطيل ) الذي سبق وشرحناه في موضوع " الماسونية والثيوصوفيا "
..


الذي يحصل عند ممارسة هذه الطقوس البشعة ، مثل الاباحية الجنسية وشرب الدم ، فإن الاجواء التاريخية القديمة تثير الدماغ وتوقد القليل من الطاقة الاضافية فيه .. فتتجلى بشكل تنبؤات او رؤى او انكشافات روحانية كما كان يحدث في المعابد القديمة مع الكهان البابليين والمصريين القدماء ، وكهان المحافل الماسونية المعاصرين ، وهو ما يفسر ذكائهم الاستثنائي في بناء وادارة النظام الراسمالي الحالي ..!!لهذا السبب , قوة الشخصية لدى الانثى مع عقلانية متوقدة تحتاج إلى " عودة " لمثل هذه الفضاءات القديمة من التاريخ ولو لأوقات قصيرة جداً ...

يبقى ان انوه بان موضوع اليوم لا يمثل نداء لاعلاء صوت الاباحية ، هي ليست دعوة للانحلال القيمي والاخلاقي ، لكنها ومضة واشارة للتوقف قليلاً والمراجعة ..!

الموضوع القادم سنمر به على الروحانية المعاصرة .. روحانية العقل القائمة على قيم الترابط الاجتماعي الدينية التي يحاول العالم التخلص من بقاياها تحت لواء " العقلانية rationality " التي تختلف عن العقل في الروحانية الدينية الحديثة ، العقل الديني يختلف عن العقلانية في كون الاخيرة تنظر للانسان ككيان كلي شامل يبدأ بالجسد وينتهي بالقيم ، فيما العقل الديني ينظر للانسان ككيان " روحي " في مسار نحو الآخرة ..
وهو ما سنسلط الضوء عليه في الموضوع القادم ..



#وليد_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النبوة و العقلانية Prophecies and Rationality
- ثوار النيتو .. غرهم في - اميركا - الغرور
- وحيٌ من جهة موسكو ! تجربتي مع الزمن
- التاسع من اكتوبر
- متى ستنتهي الرأسمالية ؟
- العلم ورؤية في مستقبل الحضارة ..
- القومية والنجم الثقافي الإسلامي الجامع
- اغتيلَ المهدي .. وصح النوم يا وطن !
- فيزياء العالم الآخر - ج 2
- فيزياء العالم الآخر - ج 1
- ملامح من فيزياء العالم المنطوي Implicate World
- عالم ما بعد الموت و علم الفيزياء
- الوجود قبل خلق العالم رؤية لفيزياء جديدة
- روحانية الهرم وروحانية الكعبة
- بالماركسيةِ العلميةِ يُعرفُ الرجال !
- لا تُعرَفُ الماركسيةُ بالرجال !
- الماسونية و الدولار و الماركسيات البئيسة (5)
- امير الغندور و الجدل مع الماركسيين
- الماسونية ومفهوم الإله (4)
- الماسونية و الثيوصوفيا (3)


المزيد.....




- روسيا تدعي أن منفذي -هجوم موسكو- مدعومون من أوكرانيا دون مشا ...
- إخراج -ثعبان بحر- بطول 30 سم من أحشاء رجل فيتنامي دخل من منط ...
- سلسلة حرائق متتالية في مصر تثير غضب وتحليلات المواطنين
- عباس يمنح الحكومة الجديدة الثقة في ظل غياب المجلس التشريعي
- -البركان والكاتيوشا-.. صواريخ -حزب الله- تضرب مستوطنتين إسرا ...
- أولمرت: حكومة نتنياهو تقفز في الظلام ومسكونة بفكرة -حرب نهاي ...
- لافروف: أرمينيا تسعى عمدا إلى تدمير العلاقات مع روسيا
- فنلندا: معاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة من شأنها أن تقوض س ...
- هجوم موسكو: بوتين لا يعتزم لقاء عائلات الضحايا وواشنطن تندد ...
- الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان


المزيد.....

- الروبوت في الانتاج الراسمالي وفي الانتاج الاشتراكي / حسقيل قوجمان
- ظاهرة البغاء بين الدينية والعلمانية / صالح الطائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس - وليد مهدي - الانوثة والروحانية Femininity and spirituality