أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - وليد مهدي - الماسونية و الدولار و الماركسيات البئيسة (5)















المزيد.....


الماسونية و الدولار و الماركسيات البئيسة (5)


وليد مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 3442 - 2011 / 7 / 30 - 18:34
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


إلى كل من يدعي في العلم " الماركسي " فلسفة , كل من تؤآتيه لحظة خيلاء بانه ادرى بالنظام الرأسمالي العالمي من سواه :
حفظتَ شيئاً ... وغابت عنك أشياءُ

(1)

عادة ما ينظر المهتمين والباحثين بالشأن الاقتصادي والنقدي إلى النظام المالي العالمي نظرة واقعية تسعى لقياس حجم هذا النظام ودعائم ارتكازه الاساسية التي تنسب عادة إلى تحكم الدول ومراكز صنع القرار السياسي فيها ، خصوصاً حكومة الولايات المتحدة الامريكية التي تشرف بشكل مباشر على طباعة وترويج الدولار .. عملة العالم الاكثر تداولاً ..
لكن ، وبالعودة إلى اسلوب " الاستقراء " الماركسي المجرد في رصد حركة التاريخ الاجتماعي والصراع الطبقي ، اي اسلوب بحث المشاكل من جذورها في الماضي وعلاقتها بالحاضر باستشراف نحو المستقبل ، فقد تتضح لنا صورة جديدة عن النظام المالي العالمي لم يتمكن ادعياء الماركسية من رسمها مع انهم ماركسيون حد النخاع حسب ادعاءاتهم ..!
الصورة الجديدة عن النظام المالي العالمي لم يطرحها كارل ماركس لان عوامل تحول النظام المالي العالمي وتطوره لم تكن كما هي عليه اليوم في ايامه ، وكان حرياً بمن تبنوا الماركسية واتخموا رؤوس العباد فلسفة بها ان يستقرؤوا تطور " النقد " العالمي بنفس اسلوب استقراء تطور مراحل الصراع الطبقي عبر التاريخ ..
على العلم الماركسي الحقيقي ان يكشف واقع التناقض والتحول بين " طبقات " بنية الاقتصاد العالمي على مر التاريخ استشرافاً لمستقبل هذا التحول ، لكن ما يسمى اليوم بالعلم الماركسي هو من السذاجة أن اعتبر بان الماركسية فقط تلك الصياغة التي تعالج وترصد الصراع الاجتماعي الطبقي دون حالات التحول والديناميكا المتطورة الفاعلة في النظام المالي والهيكل الاقتصادي العالمي التي فصلناها تفصيلاً في :
" هيكل الاقتصاد العالمي حتى العام 2012 "
http://www.doroob.com/wp-content/library/global_economy_walid_mahdi.pdf
حيث يتضح في الدراسة اعلاه بان هيكل الاقتصاد العالمي اعتماداً على الرافعة المالية هو هيكل هرمي ، شأنه شأن النظام الرأسمالي برمته ..
ناهيك طبعاً عن عوامل ومراحل التحول " الثقافي " في الفكر البشري والتي نسعى إلى اعادة ترسيمها بذات المنهج ، وهو موضوع خارج إطار موضوع اليوم .

(2)

المقدمة السابقة توصلنا لمسألة " هرمية " النظام الرأسمالي العالمي ، وهرمية هيكل الاقتصاد التبادلي العالمي وفق علاقات التبادل المالي هي جوهر موضوع اليوم ..
فالنظرة الكلاسيكية لأغلب الماركسيين ترى بان راس الهرم الاقتصادي المتمثل بالنخبة الرأسمالية الدولية هو راس محدود ببضعة آلاف رأسمالي يملكون اغلب ثروة العالم ..
لكن ، النظام النقدي العالمي ودعائم ارتكازه البترولية المعاصرة والذهبية التي كانت في القرنين الماضيين تعطينا صورة أخرى جديدة مخفية تضاف لهذا المشهد ..
جانب مظلم من الرؤية حينما نسلط الضوء عليه نكتشف بأن النخب الرأسمالية العالمية ، مالكي ثروة العالم هم الآخرين محكومين " برأس " اكبر يسيطر على طباعة النقود وتدفقها في شرايين الاقتصاد العالمي عبر السيطرة على عملة العالم المركزية " الدولار " ، ينحصر هذا الراس في افراد محدودين يسيطرون على البنوك المركزية الرئيسية في العالم والتي تحتكم لسلطة وتأثير :
• نظام الاحتياطي الفيدرالي الامريكي System of Federal Reserve -SFR
• بنك التسويات الدولية Bank for International Settlements – BIS في سويسرا .
ولكي يكون وصفنا دقيقاً لبنية النظام الرأسمالي – النقدي العالمي الحالي ، وحتى لا يقال باننا نبالغ في دور الالومناتي illuminati أو الراس الماسوني المستنير في التحكم بالثروة العالمية " النقدية " الورقية والرقمية وإننا موهومون بنظرية المؤآمرة وسواها ، سنعمد إلى الاستقراء التاريخي لتطور التعامل النقدي ومحاولة رسم " مسار " محدد وواضح لهذا التطور ، على غرار ما فعله ماركس في رسم مسار تطور الصراع الطبقي عبر التاريخ الاجتماعي الانساني واستشرافه للمرحلة الشيوعية القادمة في مستقبل الجنس البشري.
سنفعل شيئاً مماثلاً فيما يتعلق بتطور الرافعة المالية في الاقتصاد التبادلي ، وهو ما سيؤكد مذهبنا بان المادية التاريخية اكبر من ماركس نفسه .. وهي نظرية معرفة اشمل واوسع من ان تكون مجرد نظرية طرحها رجل يدعى " ماركس " كما يتوهم الكثير من المتبجحين بالماركسية خصوصاً في العالم العربي ، وذلك حين يرينا منهج المادية التاريخية في الاستقراء قدرته على تشخيص العلة في هيكل الاقتصاد العالمي والاسباب المتعمدة للمحافظة على افقار دول العالم الثالث من قبل النخبة المالية العليا المتحكمة بالبنوك المركزية الكبرى في العالم .

(3)

في بحثٍ سابق ، هيكل الاقتصاد العالمي حتى 2012 ، رسمنا مثل هذا المسار الاستقرائي في توالد وظهور " طبقات " أو حلقات في هذا الهيكل ، بدءاً من النقود الذهبية والفضية بعد عصور المقايضة ، مروراً بإصدار الاوراق النقدية في اوربا والولايات المتحدة وحتى ظهور ما يعرف اليوم بالاقتصاد الرقمي ..
الرأسمالية الكلاسيكية القديمة في قرون مضت امتهنت الاتجار بالذهب والاحجار والمعادن النادرة لانه كان عماد التبادل الاقتصادي ، فهو اساس صناعة العملات النقدية ..
لكن ، و منذ العصر الصناعي بدا وكأن كميات الذهب المتوفرة على سطح الارض لا تفي بمتطلبات التبادل كمسكوكات نقدية او سبائك ذهبية تحمل قيمة تبادلية ، وذلك لاتساع نطق التبادل التجاري عبر قارات العالم وما تسببت به الثورة الصناعية من تزايدات قياسية في الإنتاج العالمي خصوصًا في اوربا والولايات المتحدة ادت إلى بروز دور البنوك في الحفاظ على الودائع المالية .
وهذا ما ادى لظهور السندات المالية التي تثبت امتلاك الاشخاص للأموال المودعة في بنوك معينة ، وعادة هؤلاء من التجار والصناعيين الذين قاموا بتيسير التجارة فيما بينهم بتبادل السندات المالية المكتوبة ( الصكوك ) التي تثبت امتلاكهم لثروة في بنك ما بدلا من تبادل النقود كمسكوكات ثقيلة او الذهب كسبائك ، مع ان مثل هذه التعاملات سجلت في الحضارة العربية الإسلامية ايام الخلافة حين كانت الصكوك تحرر ورقاً مكتوباً في بغداد وتصرف نقداً في القاهرة ، وكذلك في الصين ، لكنها شملت نطاقاً واسعاً غير مسبوق بعد الثورة الصناعية في اوربا ..
وهكذا بدأت ملامح الاوراق النقدية الاولى في التشكل حتى انتصاف القرن التاسع عشر حين ظهرت الورقة النقدية الصادرة من البنوك المركزية للدول الاوربية والولايات المتحدة كأوراق تثبت امتلاك شخص لقيمة " ذهبية " تحملها الورقة..!
لكن لنتذكر دائماً ، ان البنوك ذات التسهيلات المصرفية وذات السيولة النقدية الفائقة قد ظهرت مستقلة عن الحكومات ، يملكها مصرفيون محدودون في العالم ( جلهم من عوائل بعدد الاصابع تمثل مافيا المال العالمي يشكلون راس الهرم الماسوني المستنير ) ، شكلوا فيما بعد دعائم البنوك المركزية الاساس التي تتحكم في طبع العملات النقدية ( نأتي للتفاصيل لاحقاً ) ..
الصورة لحد الآن غير واضحة عن طبيعة الاقتصاد العالمي ، لكن بالعودة إلى مراحل تطور هذا الهيكل التبادلي بدءاً من المقايضة في فجر الحضارة حين كانت تستبدل سلة التفاح مثلاً بسلة من القمح مروراً باستبدال القمح والتفاح بقطع معدنية من النحاس أو الفضة أو الذهب وانتهاءً باستبدال الناتج من غذاء وادوات بأوراق نقدية معادلة للذهب .. تصبح لدينا صورة هيكلية بيانية ممثلة بالآتي ( وهذا ما لم تتطرق له القراءات الماركسية مسبقاً ) :

1. اسطوانة كبيرة مجوفة تمثل الاقتصاد الحقيقي وما يمثله من منتجات زراعية وصناعية ..
2. اسطوانة للداخل منها وترتفع اعلى منها ذهبية تمثل المعادن التي تعادل قيمة الاقتصاد الحقيقي الفيزيائي .
3. اسطوانة للداخل من هذه الاسطوانة الذهبية ، وهي الاسطوانة الورقية التي تصبح اعلى من سابقتها واعلى من الاولى وتمثل قيمة الاوراق النقدية وما تعادله من ذهب الذي يعادل قيمة المنتجات والسلع على ارض الواقع الحقيقي للاقتصاد .

فالذهب والاوراق النقدية لا تمثل جميعاً قيمة حقيقية للاقتصاد ، الذهب والورقة النقدية مجرد ترميز Symbolingاو تشفير Encodingلقيمة تمثل الاقتصاد الحقيقي الفعلي الإنتاجي مضافا لها " الربح " او ما يعرف بالقيمة المضافة ( لهذا السبب كانت تتحصل البنوك المركزية على فوائد لقاء توفير العملات الورقية للحكومات ) .
وبسبب فائض القيمة او القيمة المضافة على كل سلعة بسبب حافز انساني محرك لعجلة الانتاج يسمى " اجرة العمل " و كذلك " الربح " سواء بتحويل الجهد البدني او الذهني كقيمة مضافة للمنتوج ، نلاحظ بان كل جزء جديد نامي في هذا الهيكل يكون اعلى قيمة من سابقه ..
الذهب بقيمته الكلية اعلى من قيمة الاقتصاد الكلي الفعلية ، فرق القيمة يأتي جراء عملية التصنيع و التبادل ( في حالة التبادل يسمى الربح ) ، الاوراق النقدية في قيمتها الكلية هي اعلى من قيمة الذهب لان الفارق هي ارباح ترتبها عملية الانتاج والتبادل التجاري ..
بمعنى ، هيكل الاقتصاد التبادلي يشبه شجرة الارز ، المئذنة الملوية في سامراء ، برج بابل القديم ، شكل الاهرامات نفسه ، من حيث إن كل مكون جديد في هذا الهيكل يظهر للداخل يصعد بارتفاع اعلى من المكون الذي سبقه بسبب هاجس الربح الذي يسيطر على الذهن الإنساني ..
يمكن الرجوع لصور بيانية مفصلة عن هذا الهيكل في الرابط :

http://www.doroob.com/?p=4908

بؤس الماركسية العربية يتجسد في عدم ادراكها لهذه الصورة حتى وإن ادعت بان الماركسية سبق وشخصت هذه الحالة في استنباط تأويلي يذكرنا بحال الإسلامويين حين يرجعون كل اختراع وابتكار علمي معاصر بالقول إن القرآن قد سبق إلى هذا ..!
السبب في ذلك ما اكدناه مراراً وتكراراً ، هو أن الآلة الجدلية الكلامية الهيجلية المتبعة في بناء النظرية الماركسية هي آلة ارشادية قديمة غير قادرة على مواكبة التطور المعرفي في العقل العلمي المعاصر ، حيث العلم المعاصر لا يحل مشاكله بالجدل ولا يبني النتائج أو حتى الفرضيات اعتماداً على جدل يدعي الرجوع إلى اصول علمية عقلانية ..
العلم المعاصر يعتمد الحقائق الملموسة بالتجربة أو المشخصة بنماذج ارشادية عقلية جديدة ( باراديم Paradigm ) ممثلة بالمعادلات الرياضية أو الهياكل والمخططات البيانية ..
على هذا المسار ، وبهذا المنوال ، كان من المفترض ان تُحدّث الماركسية لا ان تبقى مجرد قطار بخاري بلشفي في متحفٍ جدلي ٍ حقيرٍ بائس ..


(4)

على هذا الاساس اصبح بين ايدينا نموذج عصري علمي Model Scientific مبني وفق منهج المادية التاريخية ( كنظرية معرفة عامة وليس كنظرية اقتصاد أو علم محدد ) في متابعة مسار تحول وتنامي هيكل التبادل الاقتصادي العالمي ضمن باراديم يمكننا من مشاهدة الحقيقة الخفية التي تبوح بسر من يتحكم باقتصاد العالم ...
فالهيكل الذي شاهدنا صوره في الروابط السابقة بهذا المقال يوضح لنا بأن اسطوانة الاقتصاد الورقي ودعامتها الدولارية والاسطوانة الرقمية من الاقتصاد العالمي الشاملة لأسواق المضاربات ومركزها الدولي " وول ستريت W.St " انما تشكلان آخر معادلات " التناقض " بين حلقات الهيكل التبادلي ، هذا المشهد يرتسم بتجرد ٍ علمي عالٍ بعيداً عن التناقض الجوهري بين طبقات المجتمع السفلى الممثلة بالبروليتاريا من كادحين لا يقدرون على امتلاك وسائل انتاجهم او تحويل جهدهم إلى قيمة قابلة للتبادل دون مساعدة راس المال ، وتمثل هذه الطبقة بمولدات اسطوانة الانتاج الحقيقي الفيزيقي في الموديل ، والعليا " الخفية " التي تمثل ما فوق الطبقة الرأسمالية ، طبقة الالومناتي المستنيرة التي تتحكم بالنظام النقدي العالمي واسواق البورصات الرقمية ...!!
وهذا خلاف ما ترسمه الماركسية الكلاسيكية بأن التناقض واقع بين البروليتاريا والطبقة الرأسمالية ..!
التناقض الجوهري ، استناداً لهذا الهيكل يقع بين الكادحين في الاسفل ومن يحول كدهم إلى اوراق نقدية في الاعلى من الطبقة النقدية ، الرأسماليين يسحبون هذه الاوراق منهم ليس إلا ..
كانت الراسمالية فعلا هي اعلى الهرم حتى نهاية الحرب العالمية الثانية ، لكن ما بعد الحرب العالمية ظهر النظام النقدي العالمي الجديد بعد بريتون وودز وقد حجم من امكانياتها ..
الرأسمالية العالمية مجرد " كلاب " توجهها وتطعمها هذه الطبقة " السرية " التي تمكنت من تحويل قيمة الورقة النقدية العالمية التي تطبعها إلى مكافئ بترولي بدلاً من الذهب بما يعرف بالبترودولار الذي تسيطر عليه عبر هيمنة جيش الولايات المتحدة الامريكية ..
فالجيش الامريكي المنتشر عبر قارات العالم ومنذ الحرب الفييتنامية مروراً بحرب الخليج الثانية وانتهاء باحتلال العراق حوّل الاسطوانة الذهبية في هيكل الاقتصاد العالمي ، التي كانت تمثل تشفيراً لقيمة الانتاج العالمي ، إلى اسطوانة بترولية سوداء بربط الدولار الاخضر بقيمة برميل النفط فيما وراء البحار ..!
فعندما تم تسعير الذهب بنهاية الحرب العالمية الثانية بخمسة وثلاثين دولارا للأونصة ، بما عرف بمعاهدة بريتون وودز ، كان الدولار يستمد قوته الطبيعية من هيكل الاقتصاد الطبيعي بصورة انسيابية ، كان اعتماد الدولار كعملة احتياط دولية مكافئة من قبل الاوربيين للأمريكان ودورهم في المحافظة على النظام الرأسمالي العالمي الذي شارف على الانهيار بعد تلك الحرب ولكي يقطعوا الطريق على السوفييت بنفس الوقت بالسيطرة على الاقتصاد العالمي بطريقة او اخرى ( مع ان السوفييت لم يكونوا بمثل اتساع الافق هذا لخلق نظام نقدي مبتكر يخدم مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية ، على غرار محاولات بوتن – مدفيدف الساذجة ما بعد الازمة المالية العالمية في 2008 بطرح " الروبل " كعملة احتياط عالمي بدل الدولار .! ) ..
إلى هنا يمكن القول إن الراسمالية لا تزال على قمة الهرم ..
لكن ، بروز دور النفط في الاقتصاد العالمي دفع الولايات المتحدة كحكومة يتخذ فيها القرار مراعاة للمصالح الرأسمالية – النقدية إلى اخراج الذهب من التعامل النقدي العالمي واعتماد تسعيرة برميل النفط كمستند قانوني طبيعي لقيمة الدولار بصورة خفية توحي وكأن الدولار مجرد اوراق يطبع بلا تغطية ..!
وهنا برزت قمة النظام النقدي العالمي ما بعد الراسمالي ..!

(5)

من يتابع مسار تطور هيكل الاقتصاد العالمي يستبعد ان يكون قرار انهاء معاهدة بريتون وودز هو قرار نابع من المصلحة القومية الامريكية العليا ، الغطاء الإعلامي لسياسة الحكومات الامريكية ، هذا القرار كان من الجرأة ما يضع عشرات علامات الاستفهام ومنها :
من يمكن ان تكون لديه القابلية في ذلك العهد من القرن الماضي بملاحظة أن البترول هو ذهب القرن العشرين ويمكنه ان يكون غطاءً حقيقياً للعملة النقدية ، الدولار ، سوى المشتغلين بالنقد وصناعة البترول على مدى عقود في الولايات المتحدة وبريطانيا ..؟
من سوى المصرفيين القدامى منذ القرن الثامن عشر والتاسع عشر من آل روتشيلد اليهود في بريطانيا ( اسست اسرائيل بطلب من عندهم لدى الحكومة البريطانية ) وآل روكفلر محتكري صناعة البترول في اميركا لهم الدراية والخبرة الكافية في قوانين المصارف والسوق التي تمكنهم من رؤية الورقة النقدية كتمثيل " قانوني " طبيعي لمنتجات فيزيقية على ارض الواقع ويمكن اعتبار اكثر هذه المنتجات طلباً عالمياً هي القيمة والمعيار لتغطية امبراطورية الدولار العالمية .. ألا وهي البترول ؟؟
بؤس الماركسيين اليوم يتمثل في زعيقهم العالي بهمجية واستهتار الولايات المتحدة بنقض معاهدة بريتون وودز وطبع الدولار بدون غطاء ذهبي ..
بؤسهم هذا يتكرس يوماً بعد يوم حين يرينا الهيكل الاقتصادي التبادلي ان الدولار هو اكثر العملات الدولية قوة وتغطية بأكثر المنتجات طلباً من السوق عبر العالم ، وهو البترول ..
طالما يباع النفط بالدولار ، فإن الولايات المتحدة الامريكية وشعبها على خير ..!
العالم كله يمضي للحصول على الدولار حتى يشتري اهم سلعة في السوق الدولية , برميل الخام النفطي ..
مهما طبعت الولايات المتحدة من عملات الدولار بما يزيد على ما تحتاجه الاسواق بسبب حروبها المستمرة ، فلن يتأثر بذلك سوى سعر برميل النفط الذي يأخذ بالارتفاع .. بمقابل زيادة معاناة الفقراء الكادحين عبر العالم بسبب موجات الغلاء المصاحبة !
الاحتياطي الفيدرالي الامريكي هو الذي ينظم طباعة الدولار بإشراف الحكومة الامريكية ، لكنه مجرد اشراف ، الاحتياطي الفيدرالي الامريكي هيئة مستقلة عن الحكومة الامريكية تمول نفسها بنفسها يتشارك بها اهم المصارف الامريكية واكثر العقول كفاءة وخبرة في ادارة الاقتصاد العالمي ..
تأسس هذا النظام البنكي مطلع القرن العشرين عن طريق تحالف اربع عوائل هي آل روتشيلد في بريطانيا وآل مورجان شركاؤهم في اميركا بمشاركة رجال البترول القدامى والمصرفيين الجدد من آل روكفلر في اميركا ، حيث قرروا ما يعرف بقانون الاحتياطي الفيدرالي عام 1910 بعد اجتماعهم في احد عقارات مورجان في جزيرة الجيكل مقابل ولاية جورجيا الامريكية ، وبممارسة الضغط الخفي على حكومة الدمى الامريكية التي كان يقودها و درو ولسون حيث دعمه هؤلاء الحلفاء في حملته الانتخابية ليوافق على تشريع قانون الاحتياطي الفيدرالي خلافاً لدستور الولايات المتحدة في 1913..

(6)

مائير روتشيلد ( عاش بحدود 1780 م ) ، مؤسس سلالة روتشيلد في بريطانيا احدى اعرق السلالات المسيطرة على البنوك المركزية في العالم الصناعي ، وصاحب المقولة الشهيرة :
(( دعوني أصدر وأتحكم في عملة بلد ولن يهمني بعد ذلك أمر من يضع القوانين في ذلك البلد))
يمكن عده الاب المؤسس لنظام النقد الدولي الحالي ، واحد احفاده هو الذي خصه الوزير البريطاني بلفور بما عرف بوعد بلفور بتأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين ..
وتحالف ال روتشيلد ( المتحكمين بالجنيه الاسترليني ) وآل مورجان وآل روكفلر بتأسيس الاحتياطي الفيدرالي الامريكي و الانطلاق نحو تدويل التعامل بالدولار بعد الحرب العالمية الثانية بمساعدة بنك التسويات الدولية في بازل السويسرية ، هذا البنك السري الذي تشرف عليه هذه العوائل مباشرة الذي يضم اهم المصارف المركزية في العالم ، قد مهد الطريق لنظام النقد العالمي المعروف اليوم والذي تطوف حوله " مسبحة بحمده " كافة الهيئات والمؤسسات العالمية الاخرى بدءاً من الامم المتحدة مروراً بصندوق النقد الدولي انتهاءاً بمنظمة التجارة العالمية ومجموعة العشرين ..
فالاحتياطي الفيدرالي الامريكي حالياً يتابع وينظم بمساعدة " جيش الولايات المتحدة الامريكية " ربط الدولار بالبترول ، والتحرك عسكرياً تجاه اي منطقة في العالم تسول لها نفسها بيع البترول بغير الدولار ..
اما بنك التسويات الدولية فيقوم بربط الدولار وموازنته مع العملات الدولية الاخرى للمحافظة على تنظيم انسيابية المال عبر العالم وضمان بقاء اقتصاد كل دولة في العالم تحت السيطرة حتى ولو بطريقة غير مباشرة عبر ارتباطها و تأثرها بالدولار والعملات الدولية المؤثرة الاخرى مثل الجنيه الاسترليني والمارك الالماني والين الياباني ..
راسماليي العالم مجرد " خيوط " في هذه اللعبة الدولية ، الماركسية الكلاسيكية ابعد عن ادراك هذه اللعبة ولا ترعوي عن وصف من يصدر مثل هذه الاحداث بالموهوم بنظرية المؤامرة ..
الماركسية الكلاسيكية لا ترى في العالم من عدو إلا الطبقة الوسطى .. و الرأسمالية ..
اما نخبة المال والنقد الدولي ... فهي مختفية امام ناظريها بإعجوبة !
بالتالي ، ليس الحل وفق منهج الماركسية المحدث في باراديم الهيكل التبادلي في الاستيلاء على ثروات الرأسماليين وتأميمها بالثورة الاقتصادية الشاملة واستيلاء طبقة البروليتاريا على السلطة السياسية ..
الحل يبدأ اولاً من تأميم البنوك العالمية المركزية ومنها الاحتياطي الفيدرالي الامريكي عبر ثورة " عالمية " ، ( الاصح حرب عالمية ) تسير جنباً إلى جنب مع اخراج الدولار واليورو من التعاملات التجارية فيما بين دول العالم النامية المختلفة ..
فاليورو والدولار والاسترليني والفرنك والمارك والين هي العماد النقدي الدولي للنخبة المستنيرة ، الابتعاد عن أو تقليل التعامل بهذه العملات يخدم البروليتاريا بشكل مباشر دون استيلائها على اي سلطة في اي بلد ...
اي حكومة في العالم يمكنها ان تخدم البروليتاريا حين تدخل في نظام نقدي عالمي جديد تتفق عليه مجموعة من الدول يقوم بطبع ورقة نقدية دولية بموجب تسعيرة ثابتة لبرميل النفط ...
وهذا يعني إن تحقيق مذهب الماركسية اللينينية في التغيير الثوري يكون عديم القيمة مالم يؤدي إلى ثورة عالمية وحرب كبرى تضع اليد على نفط الخليج ..
اما مذهب من يرى بان الراسمالية انتهت للإنحلال وليس للثورة كما تنبأ ماركس ..
فالهيكل الواقعي للتبادل الاقتصادي الموضح في الرابط اعلاه يقول بان الراسمالية لم تنته ولكن ظهرت سلطة كونية اعلى منها لم تتنبأ بها ماركسيات القرن الماضي البئيسة ، فاضحت الراسمالية اسيرة لها تتصرف بها الاولى كيف تشاء ...!!
وهي سلطة النقد العالمية ( النورانيين أو الالومناتي ) التي يمكنها تحريك الاموال عبر العالم عبر سيطرتها على نوادي راسمالية سرية ماسونية ينتمي لها اغلب نخب العالم الراسمالية ( تحت النقدية ) يقوم هؤلاء بتنفيذ الاوامر بتحريك الاموال عبر التحويلات المالية المصرفية الكبرى اللتي تبدو وكانها طبيعية ناتجة عن حركة السوق الحرة , مثل ازمة 2008 ... ، أما كيفية بناء هذا النظام ما بعد الراسمالي وما هي ديناميكياته ؟
فهذا حديث يطول ربما نتناوله في مواضيع قادمة ..
واذكِّر فقط , نحن في عصر المعلوماتية ، ومن اراد البحث عن مراجع ومصادر للمعلومات حول النظم النقدية العالمية والبنوك المركزية الكبرى ما عليه سوى ان ينسخ المصطلحات الاجنبية ويقوم باجراء بحث سريع عابر عنها في الشبكة ليتعرف على تناول الباحثين الغربيين لقانونية وجود هذه البنوك ..



#وليد_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امير الغندور و الجدل مع الماركسيين
- الماسونية ومفهوم الإله (4)
- الماسونية و الثيوصوفيا (3)
- الماسونية والشيعة والسلفية (2)
- الماسونية والهرم الاجتماعي - الاقتصادي (1)
- اقتصادٌ وديمقراطية ..وثورةٌ عربية !
- دولة الاساس القويم .. وهذا الجيل
- فؤآد النمري والمعضلة الماركسية (3)
- جمهورية بابل الاتحادية و عاصمتها بغداد !
- الاحلام في الثقافة الإسلامية : الرموز والدلالة
- فؤآد النمري يبحث عن سوبرمان (2)
- فؤآد النمري يبحث عن سوبرمان (1)
- نوسترداموس برؤية تفكيكية (2)
- وفاء سلطان ودروسٌ في الحرية !
- نوسترداموس برؤية تفكيكية (1)
- الإنسان و الروبوت (2)
- الإنسان و الروبوت (1)
- ولادةُ عالمٍ جديد : تعقيباً على قراءة الرفيق عذري مازغ (2)
- ولادةُ عالمٍ جديد : تعقيباً على قراءة الرفيق عذري مازغ (1)
- التجسس السايكوترونكي وتقنياته الخفية


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - وليد مهدي - الماسونية و الدولار و الماركسيات البئيسة (5)