أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد مهدي - السيناريو الروسي لحرب الشرق الاوسط















المزيد.....

السيناريو الروسي لحرب الشرق الاوسط


وليد مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 3584 - 2011 / 12 / 22 - 14:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



(1)


لا اعتقد اليوم بأن هنالك مجالٌ للشك , بعد اسقاط نظام القذافي من قبل تحالف عربي – غربي ، بأن ما يسمى بحقبة الصراع العربي – الإسرائيلي قد زالت بشكلٍ نهائي ..

كان السلوك الخليجي هذه المرة من الوضوح ان كشف عن حقيقة التبعية المطلقة للمشروع الإنجلوسكسوني بما في ذلك تقديم امن " إسرائيل " فوق كل اعتبار وطني او قومي طالما تشدق به الاخوة عرب الصحراء ..!

فبعد سلسلة وقائع دراماتيكية شهدتها منطقة الشرق الاوسط منذ العام 2003 بدءاً من سقوط نظام صدام حسين وانتهاءاً بالدور المشبوه لدول الخليج في تحركها المتحالف مع الغرب واسرائيل ضد حزب الله و النظام السوري وإيران ، إضافة للدور الاستخباري السعودي الفاعل في مساندة التطرف السلفي في العراق ممثلاً بما يسمى بتنظيم " دولة العراق الإسلامية " ..

بعد كل هذا ، تحولت جبهة افغانستان القديمة ضد الشيوعية إلى جبهة افتراضية جديدة ترتسم اليوم ضد " الشيعة " في سوريا تتم إدارتها من " بيشاور " الجديدة ، انطاكيا التركية ..!

وهو ما فصلنا الحديث عنه في المقال السابق : سوريا قاعدة الجهاد الاميركي الجديد !

اذ ذكرنا بتوهم حكام الخليج واسرائيل بانهم قادرين على التاسيس لجبهة جهادية تجمع " المجاهدين " من كل حدبٍ وصوب في سوريا كما فعلوا بالسوفييت في القرن الماضي .. لكسر النفوذ الإسلامي المقاوم في الشرق الاوسط والمدعوم من نفس عدو الغرب القديم .. روسيا ..

لربما الحرب الباردة انتهت ، لكن بالتاكيد حلت محلها حرب السياسات الخارجية بين الروس والاميركان ..

لكن , هل في كل مرةٍ تسلم الجرة لحكام الخليج ؟

روسيا في القرن الماضي كانت هي المتورطة في افغانستان مع مقاومة محلية وطنية معززة بميليشيات وامكانات جهادية عابرة للقارات ..

هذه المرة ، روسيا ستدير المشهد عن بعد .. والولايات المتحدة هي المتورطة في هذا ، بدليل انها سارعت باخراج قواتها من مسرح العمليات ، الجبهة العراقية ، التي من المفترض ان يحتدم فيها الصراع لسنوات طويلة كعادة الازمات التي تشعلها اميركا كما ذكرنا في المقال السابق ..

الدور المشبوه لحكام قطر ، خصوصاً حمد بن جاسم ، يعيد رسم خريطة الصراع الحقيقي اليوم كصراع شيعي – عربي في مسماه الظاهري العام كما يروج له الإعلام العربي المملوك للامبريالية ..

مع انه في حقيقته ، صراع بين العمالقة ... روسيا والولايات المتحدة ..!


(2)


الصراع هذه المرة يختلف عن الجبهة الافغانية التي حاربت فيها اميركا الروس عبر " وسطاء " ممثلين بالمجاهدين الافغان والعرب الذين ادوا دور القتال بالنيابة عن اميركا بقصد او من غير قصد ..

وكذلك يختلف عن الجبهة العراقية اللبنانية ، حيث كانت اميركا هي المتورطة فيما قاتلت المقاومة العراقية وحزب الله عن " روسيا " بالنيابة عن قصدٍ و غير قصد ..!!

بعد تعادل الطرفين في تبادل الدور التاريخي الممتد على مسرح زمني يبدأ في العام 1979 باحتلال الروس لافغانستان مروراً بانسحابهم منها في 1989 ، وكذلك تورط اميركا فيها في 2002 وحتى انسحابهم في 2011 من العراق ..

تتغير اليوم قواعد اللعبة من الطرف الاميركي ، تعويضاً عن استمرار تورطها في افغانستان بانسحابها من العراق ..

إذ تحاول اميركا ان تكون اكثر ذكاء بجعلها حرباً مفتوحةً في الشرق الاوسط وبالنيابة عن كلا الطرفين ..

معسكر اعراب الخليج السلفي الجهادي النائب عن الولايات المتحدة بمقابل جبهة المقاومة الوطنية الإسلامية التي تقودها ايران نيابة عن روسيا ..

انسحاب الاميركان من العراق يعتبر بنظر الاستراتيجيين في البيت الابيض تكتيكياً ، لكنه في حقيقته سقوط حلزوني عميق في " الفخ " الروسي للتورط في لبنان او سوريا ..

ففي حين تجري التعبئة الذهنية على قدمٍ وساق من قبل الغرب وحكام الخليج للترويج لاسطورة التغول الايراني والخراب القادم من الهلال الشيعي في شمال جزيرة العرب قبل ما يعرف بالربيع العربي ..

نجد اليوم ، وبعد الربيع " السوري " وولادة ما يسمى بالجيش السوري الحر ، اصبح حلم هؤلاء الاعراب قريب من الحقيقة ..!

و يبدو الروس هذه المرة كمن استوعب دروس القرن الماضي بدقة ..

فمثلما حارب " المجاهدين " العرب والافغان بتمويل بترول الخليج ضد السوفييت الروس باشراف اميركا ..

المقاومة " الإسلامية " ، وبالبترول الايراني ، حققت نجاحات مبهرة في كسر اسطورة اقوى جيوش العالم بدءاً من هزيمة الجيش الاسرائيلي في 2006 وانتهاءاً بخروج المحتلين الاميركان اذلاء مهزومين من ارض النهرين .. باشراف روسيا !

الروس استوعبوا درس القرن الماضي جيداً ، وسبق وكتبت هنا في الحوار المتمدن قبل سنوات عن هذه الحقيقة لكن ميول العديد من الزملاء كانت ترى في تبني روسيا مساندة الجبهة الاسلامية التي تقودها ايران مبالغة حتى اثبتت وقائع الازمة السورية ذلك بشكل واضح عبر استخدامها للفيتو في مجلس الامن .

قصة الدور الروسي الخفي والماكر ينكشف بعد حرب تموز في 2006 , اذ وبغير العادة والعرف الشائع في السياسة الخارجية للدول ، قامت اسرائيل " الصغيرة " بدعم " نيكولاي ساكاشفيلي " علناً في جورجيا في حربه المكشوفة ضد الاوسيتيين الروس ، وضد روسيا الدولة العظمى في آب 2008 ..!

والغريب ان الروس اكتفوا بالاحتجاج فقط ولم يوتروا العلاقات طويلاً مع اسرائيل الدولة التي زودت ساكاشفيلي علنا بتقنيات عالية لتحصينه من اي حرب مستقبيلة مع روسيا ..

التصرف الاسرائيلي كان ردة فعل تجاه ما كشفته استخباراتها عن دور التقنية الروسية في هزيمتها ..

وبالمقابل , عبرت روسيا عن ادراك " كامل " لحقيقة دورها " غير المعلن " في صراع الشرق الاوسط عبر تغاضيها عن التخبطات الاسرائيلية واستمرارها في الدعم التقني والعسكري لايران وسوريا وحزب الله والمقاومة العراقية ..


(3)


لماذا تعاونت روسيا مع ايران في المجال النووي ؟

ولماذا تجنبت اتمام صفقة صواريخ S 300 المتطورة المضادة للطائرات الحديثة ..؟؟

هل حقاً إن روسيا بتكتيكها الممتد على مدى سنوات بتسليح ايران من جهة والاستجابة للضغوط الاميركية من جهة اخرى بما يتعلق بتقانة الصواريخ ارض – جو هو تكتيك يهدف إلى استدراج " الولايات المتحدة " للتورط بحربٍ طويلة الامد مع ايران تقضي على آخر ما تبقى من قدرتها العسكرية والاقتصادية المنهكة بفعل حربي العراق وافغانستان ..؟؟

فيما يبدو ، حرص روسيا على التظاهر دائماً بأنها لم تزود سوريا وايران بهذه التقنية هو الايحاء للبنتاغون بان الاجواء السورية الايرانية صالحة لتوجيه ضربات جوية آمنة بلا خسائر ..

ولعل الغارة الاسرائيلية على سوريا بمساندة تركية قبل سنوات ، كانت مجرد " جس نبض " حقيقة التسلح الروسي المضاد للطائرات لدى السوريين والايرانيين ..!

كذلك تقليل الاعلام الروسي والقنوات الدبلوماسية الروسية من اهمية " أسر " طائرة التجسس الاميركية في ايران وتاييد الراي الاميركي الاولي بانها مجرد طائرة ضلت الطريق ، إنما يؤكد طموح الروس في تورط الاميركان بحرب مع إيران ..

خصوصاً بعد إعلان الاستخبارات الاميركية بان الطائرة الشبحية المتسللة تم اصطيادها بفخ إلكتروني محكم !

هل حقاً إن روسيا نجحت في انهاك اميركا في العراق وافغانستان عبر دعمها التقني لايران وسوريا بموقف مشابه لما كانت تفعله اميركا بالاتحاد السوفييتي بسيناريو معكوس ..؟؟

ربما كانت العنجهية التي تميزت بها السياسة الاميركية في العالم وخططها البعيدة المدى الساعية لتحييد النفوذ الروسي والصيني دولياً هي السبب في تسليم الروس والصينيين اخيراً بقبول " ايران الاسلامية " كشريك قوي في الشرق الاوسط بدلاً من الولايات المتحدة وغطرستها التي لا يحدها حد ..

وهو سيناريو " روسيا " لادارة الشرق الاوسط والذي يمكن استشفافه من تتابع الاحداث ، فسياسة روسيا الخارجية هي سياسة " استخباراتية " خالصة بسبب الذهنية الحاكمة هناك ..

باعتقادي ، هو سيناريو قوي لكن الاعلام الغربي وتوابعه العرباوية تستبعده بغرور وخوف بنفس الوقت !

فقد تكون ايران مجرد " طُعم " روسي صيني يقدم لاميركا خفية لكسر ظهر قوتها العسكرية والاقتصادية باستغلال ميول الاخيرة وانحيازها تجاه اسرائيل لتوريطها في حرب طويلة شاملة مع ايران وسوريا والعراق ولبنان من شانها ان تفاقم الازمة الاقتصادية الاورو – اميركية من جهة ..

ومن جهة ثانية .. دخول الصين وروسيا كشريك قوي في نفط الخليج بدلاً من اميركا من جهة اخرى ..

فروسيا تتحكم بانسياب الغاز إلى اوربا ، والصين تبني اكبر ميناء في الشرق الاوسط في باكستان ، على ضفاف بحر العرب حيث يمكنها بناء قاعدة ترسو بها سفنها الحربية في بضع سنين تتيح لها التحكم في " فم " الخليج الإسلامي ومشاركة ايران في " بترول العرب " بعد ان تعلن اميركا تنحيها عن عرش قيادة العالم بشكل نهائي وصريح ..

وهو ما يفسر على الاقل سر الطلاق الغريب بين باكستان والولايات المتحدة هذه الايام ..!!


(4)


سيناريوهات الصراع في الشرق الاوسط و قطبيه الابرز ايران واسرائيل ، هي سيناريوهات متعددة ..

منها ما يخدم مصالح الروس ومن بعدهم حلفائهم الصينيين ومنها ما يخدم الاميركان وحلفائهم الغربيين ..

نحن هنا للاسف لا نقرأ ولا نسمع ولا نشاهد إلا السيناريو الامريكي المرسوم ، كما تحاول ترويجه دوماً قنوات البترودولار ومنها الجزيرة ..

السيناريو الذي يصور نهاية الصراع بين إيران وإسرائيل على انه سيصل إلى اسقاط النظام في سوريا ومن ثم القضاء على " حزب الله " ... لتنفرد اسرائيل واميركا من ثم بالاجهاز على النظام والقوة العسكرية في ايران ، لكي تعيش شعوب الشرق الاوسط بعدها الف سنةٍ في حريةٍ وديمقراطية وسلام !

( حسب ميثولوجيا عودة المخلص الصهيو – مسيحية )

بسبب السطوة الإعلامية الغربية وتوابعه العربية مثل " قناة الجزيرة " ، يعاد انتاج الوعي العربي وفق ما تطمح إليه المصلحة الغربية – الاسرائيلية – الخليجية المشتركة ..

لكن هذا الاعلام وما صوره من سيناريو محتمل لما بعد الغزو الاميركي للعراق اخفق في توقع مآل الامور والإنكسار الاميركي وتحول ايران إلى دولة اقليمية ذات نفوذ ...!

فما يحاول عدم الاقتراب منه هذا الإعلام المسيس هو :

لولا السلاح الروسي المتطور لما انتصر حزب الله في حرب تموز ، ولولا تكنولوجيا العبوات الخارقة للدروع ، هذه التكنولوجيا الصينية – الروسية ( التي وصلت سوريا وإيران لتصل من ثم للعراقيين ) لما تمكنت المقاومة العراقية من تدمير اسطورة القوة البرية الاميركية الغازية ولما شهدنا هروباً دراماتيكياً لها بهذه الطريقة من العراق ..

ربما لم يحالف الحظ معمر القذافي في ان يدرك الروس والصينيون ابعاد ومرامي تحرك حلف النيتو في ليبيا ضده ، لكنهم تداركوا الموقف ووقفوا بحزم لاستخدام الفيتو في مجلس الامن إلى جانب نظام بشار الاسد ...

مؤكدٌ بأن الثورة العربية هي ثورة شعبية خالصة ، ولهذا السبب تردد الروس في البداية في دعم نظام العقيد القذافي ..

لكن ، تغيير استراتيجية واشنطن لقبول " الإسلام السياسي " ومحاولة جرجرته لصدام مذهبي ضد ايران وسوريا وحزب الله والشيعة في العراق والبحرين والمنطقة الشرقية من السعودية جعل من روسيا تعيد ترتيب اولوياتها بتحديث السيناريو بإعادة التوازن لسوريا ودعمها الصريح سياسياً وعسكرياً ضد " الثورة " ..

السيناريو الروسي المضاد للسيناريو الاميركي يخدم مصلحة روسيا والصين كدولٍ عظمى تجمعهما مصالح مشتركة على المدى البعيد ..

فالشراكة الاقتصادية بين الاميركان والصينيين " غير موثوقة " وليست مامونة الجانب من قبل الصينيين وما يشعروه تجاه الاميركان ، رغم قوة هذه العلاقة وكون اميركا هي اكبر سوق للصين في العالم ..

ورغم ان الصين قدمت التنازلات اخيراً لاميركا بما يتعلق بشرائها النفط الايراني ، فهذا لا يعني تخليها عن ايران وإنما الاستمرار بإغراء الولايات المتحدة للتورط في حربٍ شاملة وجديدة في الخليج ..

(5)


يمكنني الجزم , وعبر متابعتي المستمرة للإعلام الغربي وتوابعه العربية ..

وكذلك قناة روسيا اليوم وقناة الصين الفضائية الدولية وقنوات دول " الممانعة " و " المقاومة " ، بان اليوم الذي اعلنت فيه الجامعة العربية تطبيق عقوبات وتعليق عضوية سوريا فيها كان يوماً فاصلاً في تحويل موقف الروس والصينيين إلى دعم سوريا بشكل كامل وعلني تجاه ازمتها بارسال السفن الحربية وتزويدها بمضادات السفن الحديثة من صواريخ ياخونت ومنظومات رادار ومراقبة ساحلية حديثة ..

جرى ذلك في تزامن مع تاكد الروس والصينيين بان الاميركان ربما باتوا عاجزين عن ارسال قوات برية لخوض حرب كبيرة في المنطقة بعد " هروبهم " من العراق ، على الاقل للفترة التي تسبق الانتخابات الاميركية القادمة ، وهو ما يستدعي تقديم دعمٍ اكبر لايران وإعادة تقييمها كلاعبٍ اكثر اهمية في المنطقة ..

باعتقادي ، العام 2012 سيكون عاماً حافلاً بالتغيرات في المواقف السياسية ..

وستكون الاعوام التي ستليه اعوام الحسم في تحديد اقطاب الهيمنة الدولية والاقليمية .. في سيناريوهات لا تتوقعها وتخشاها كثيراً قناة الجزيرة والسي ان ان ومن يقف خلفها من الشركات العابرة للقارات الممثلة لراس الامبريالية المتوحشة في العالم ، مثلما ان هذه الابواق عالية الصوت لم تتمكن من رؤية انهيار الشرق الاوسط الجديد ولا الشرق الاوسط الكبير ، مشاريع الامبريالية الفاشلة القديمة من ذلك العقد من القرن الحادي والعشرين ..

العقد الجديد قد يشهد اكبر انتكاسة للإمبريالية فيما لو اقدمت على حماقتها الكبرى بالاعتداء على سوريا او لبنان أو الورطة الكبرى في ايران ..

فخيارات مهندسي الحرب الامبريالية تنحصر إما في الهجوم على جنوب لبنان ومحاولة احتلاله بقوة عسكرية جبارة لتامين الجبهة الشمالية لإسرائيل بتزامن مع تحرك الجيش التركي عبر شمال سوريا ودعم ما يسمى بالجيش السوري الحر ..

أو القيام بضربة تدميرية شاملة باسلحة دمار شامل لم تعرفها البشرية من قبل امثال ام القنابل وسواها ضد ايران لتركيعها والتحرك بسهولة من ثم ضد سوريا عبر تركيا او اسرائيل ..


(6)


مثلما فاجأ حزب الله العالم في تموز 2006 ، بفضل السلاح الروسي ..

هل ستفاجئ ايران خصومها بامتلاكها تقنية مشابهة جداً في التدمير ان لم تكن هي نفسها .. حسب السيناريو الروسي المضاد الماكر ؟

ليست ايران بدولة يحكمها عباقرة لتفاجئ العالم بهذا ، إنما هو دورها كــدولةٍ " طعم " .. لا تبدو قوية بما يكفي ان تتردد اميركا بضربها حسب هذا السيناريو ..

لكن حين تضرب ، قد يكون العالم برمته قد اضطرب ولا ينجلي غبار هذه الحرب إلا عن جلاء كامل للجيش الاميركي عن جزيرة العرب .. مهما كانت التضحيات والدماء التي تسيل في المنطقة ..!

روسيا وحلفائها في الشرق سيكونون هم المنتصرين بلا حرب ..

والاميركان قد يتوقعون مثل هذا السيناريو ، ولهذا يبدو التردد واضحاً في حسمهم لموضوع الحرب مع إيران

إلا إن لعابهم يسيل تجاه ما تمر به سوريا ، قد تمتد ايديهم اخيراً بعد تردد طويل لاكبر وآخر ورطة في تاريخ السياسة الاميركية ..

آخر حروب الجيش الاميركي العابرة للقارات في التاريخ ، في سوريا او لبنان ..

والفضل طبعاً للمخرج " الروسي " الكبير وراء الكواليس ..

إنه رجل المخابرات واعظم شخصية سيذكرها التاريخ في القرن الحادي والعشرين ، الكاردينال الرمادي .. فلادمير بوتين ، فيما لو ، تجرأت اميركا وخاضت هذه الحرب ..

السؤال الاخير هو :

هل يدرك حقاً ، حمد بن جاسم ، أي مازق ستوضع به شعوب الخليج وأي حريقٍ جهنمي ينتظر رفاهيتها المزيفة لو نشبت الحرب ونجح السيناريو الروسي واثبت تفوقه ..؟؟

باعتقادي ..

السيد بن جاسم و كثير من حكام الخليج واقعين تحت سيطرة " التنويم " الاميركي بالكامل ..

ذلك التمويه بقوة اميركا ووضاعة وضعف خصومها ما يمنعهم من ان يتصوروا مثل هذا السناريو ، بدليل انهم دفعوا شرطتهم في مطار الدوحة إلى ضرب السفير الروسي" بالخطأ "

( على خلفية الخلاف حول الازمة في سوريا طبعاً .. )

ولم يستجب " بوتين " لهذا الاستفزاز إلا بكثير من البرود ، بالضبط كردة الفعل تجاه التصرف الاسرائيلي تجاه الحرب الجورجية ، فما يشغله حقاً هو اكتمال اخراج هذا السيناريو بتزايد عمق الاستغراق لدى حكام الخليج في حلم التفوق وقيادة العرب ..

ليتم استدراجهم والاسرائيليين والاميركان من ثم نحو الحرب الشاملة الفاصلة مع ايران وسوريا اللتين ستبذل روسيا كل جهدٍ من ان يظهرا من القوة ما يكفي لتحطيم ما تبقى من كبرياء اميركا ..

من سيدفع الثمن ؟

الجماهير العربية هي التي ستدفع كامل الفاتورة بترولاً ودماً .. ~



#وليد_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا قاعدة للجهاد الاميركي الجديد !
- بابل و واشنطن و حربٌ على ضفة التاريخ
- البحث عن ملكوت الله (3)
- الإلحاد المزيف و المعرفة
- البحث عن ملكوت الله (2)
- البحث عن ملكوت الله (1)
- من يقود الحرب الامبريالية ؟ آل الصباح وشل الانجلوسكسونية اُن ...
- الوعي الثقافي الإنساني من ديكارت إلى ما بعد الماركسية
- الروحانية و العقل Spirituality and Mind
- الانوثة والروحانية Femininity and spirituality
- النبوة و العقلانية Prophecies and Rationality
- ثوار النيتو .. غرهم في - اميركا - الغرور
- وحيٌ من جهة موسكو ! تجربتي مع الزمن
- التاسع من اكتوبر
- متى ستنتهي الرأسمالية ؟
- العلم ورؤية في مستقبل الحضارة ..
- القومية والنجم الثقافي الإسلامي الجامع
- اغتيلَ المهدي .. وصح النوم يا وطن !
- فيزياء العالم الآخر - ج 2
- فيزياء العالم الآخر - ج 1


المزيد.....




- في السعودية.. مصور يوثق طيران طيور الفلامنجو -بشكلٍ منظم- في ...
- عدد من غادر رفح بـ48 ساعة استجابة لأمر الإخلاء الإسرائيلي وأ ...
- كفى لا أريد سماع المزيد!. القاضي يمنع دانيالز من مواصلة سرد ...
- الرئيس الصيني يصل إلى بلغراد ثاني محطة له ضمن جولته الأوروبي ...
- طائرة شحن تهبط اضطرارياً بمطار إسطنبول بعد تعطل جهاز الهبوط ...
- المواصي..-مخيم دون خيام- يعيش فيه النازحون في ظروف قاسية
- -إجراء احترازي-.. الجمهوريون بمجلس النواب الأمريكي يحضرون عق ...
- بكين: الصين وروسيا تواصلان تعزيز التعددية القطبية
- إعلام عبري: اجتياح -فيلادلفيا- دمر مفاوضات تركيب أجهزة الاست ...
- مركبة -ستارلاينر- الفضائية تعكس مشاكل إدارية تعاني منها شركة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد مهدي - السيناريو الروسي لحرب الشرق الاوسط