أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد مهدي - مع الله في ملكوته (5)















المزيد.....

مع الله في ملكوته (5)


وليد مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 3767 - 2012 / 6 / 23 - 09:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إهداء لصديقي الغالي مثنى الخفاجي ، مع وردةٍ وامنية له بالشفاء


(1)

الإنسان اعظمُ من في التاريخ ، او هكذا نشعر ..

واعظم " هاجس " في هذا التاريخ هو " الخالق " مع انه لا محسوس ولا مرئي ..

لكم كان الله لصيقاً بكل منتوج فكري في الثقافة البشرية حتى لو كان الحاديا منكراً لهذا الموجود الرمزي ذو الدلالة العظمى ؟

اليوم ، واذ اكون قد شارفت على السادسة والثلاثين ، اكون قد قطعت احدى وعشرين سنة منذ بداية هذه الرحلة ..

فما اتحدث عنه واضعاً اياه بين ايديكم كتفسير شخصي للمظاهر الروحية ، مبني على معطيات العلوم الصرفة وفلسفة العلم المعاصر ..

حين يجد الفكر والمفكر نفسه مضطراً للتعاطي مع الاديان وموضوعة الايمان ومناقشة مسائل من قبيل من اين جئنا والى اين نحن سائرون ، ما عليه حينها إلا ان يعترف بان الله كان وسيبقى ازلياً في تاريخ بني الانسان .. كان او لم يكن !

كان علي ان اتخذ موقفاً حاسماً تجاه هذه المسالة في فترة مبكرة من حياتي , بسبب ما عشته من تجربة روحانية ذكرتها في المواضيع السابقة ، كي لا يبقى في طريق رحلتي المعرفية هذه اي شكٍ او اي ريبة ..

الموقف الذي كان من الصعب جداً اتخاذه لو لم تتوافر لذهني خلفية روحية وتربوية استثنائية ساعدتني كثيراً في السنوات التي تلت الخامسة عشرة من عمري لإعادة تعريف " الدين " والخروج به من ربقة الاستعباد المفاهيمي المقدس الذي هيمن على الوعي الجمعي الموروث ..

كنت وقتها اتصور بانني سارسم بهذا الموقف خريطة لحياتي الشخصية ، لم يدر في خلدي وقتها قط باني اطرق على بابٍ نادراً ما فكر بها احدٌ قبلي وبهذه الكيفية :

تفسير العالم الروحاني بالفيزياء ، و إعادة رسم الدين في ضوء الثقافة والوعي الجمعي ..

لم اكن ادرك حينها اني اكمل طريق المعرفة الروحانية في صحراء لم تطاها معرفة الانسان من قبل ..

فعلى الرغم من ان اغلب المثقفين و حين يدرسون مثل هكذا موضوع يلجاؤون للقراءة لتكوين افكار واستنتاجات منعكسة لنتاجات ثقافية موجودة اصلاً ، إلا اني ، وبسبب الظواهر الروحية المبكرة التي صادفتني ، كانت قراءاتي موجهة وموظفة لتفسير هذه الظواهر والبحث فيها ..

(2)

وبعد كل الذي ذكرته لكم اخواتي واخوتي في متسلسلات مواضيع :

البحث عن ملكوت الله ، ملكوت الله القادم ، مع الله في ملكوته

اكون قد وصلت لما يسمى اصطلاحاً " الذات الإلهية " ، الخط الناري الذي وضعه المتكلمون المسلمون والذي لا يجب الخوض فيه البتة ..

فالفلسفة والفكر ربما لا تصلان لنهاية واضحة في هذا الموضوع ، بل تبقى مفتوحة على اسئلة بلا نهاية واجوبة بلا نهاية ربما يكون من الاجدى منطقياً عدم الخوض فيها حتى قيل ان الخوض في الذات الإلهية كفر ..

( التفكر في ذات الله كفر كما ينسب لعلي بن ابي طالب )

لكن ، حين اعيد مع نفسي استذكار موقفي البدئي من الموضوع في السنين الخاليات ابتسم ، بل احياناً اضحكُ ساخراً محدثاً نفسي :

كيف آل لي ان اكون كافراً بهذه الطريقة حتى بات التفكر في الذات الإلهية محور تاملاتي وتفكيري لسنواتٍ عديدة ؟

لا ادري من اين جائتني كل هذه الجرأة ، او على الاصح ، متى تحديداً وجدتُ نفسي جريئاً للخوض في هذه الرحلة ؟

كل ما اتذكره باني وفي يومٍ ما ادركت " الحقيقة " :

الدين ليس طريقاً الى الله كما يشاع في الفكر الديني ، الدين اطروحة للتنظيم الاجتماعي تكتسب طابعاً مقدساً يدعي بانها طريقٌ تؤدي الى الله ..

لا يختلف اي دين عن القوانين الوضعية سوى ان الدين يدعي نسبتها الى الله والقانون الوضعي يصرح بانها بشرية ..!!

كلاهما يقوم بنفس الوظيفة ويؤدي ذات الغرض الاجتماعي الصرف ..

فالدين حينما يضع حاجزاً بين الله والانسان ويعتبر بان ذات الله شيء لا يمكن ادراكه بل ولا يمكن التفكر فيه ، إنما يكون قد افقد الإنسان الفرد اهم حقٍ موضوعي له في التعرف على " الخالق " معرفة شخصية ..

الموضوع باختصار ، ولاجل مزيد من التبسيط ، يشبه العلاقة بين الحاكم والشعب حين يكون هناك حاكم متواضع يقبل من الناس ان يقابلوه شخصياً بان يوفر الطرق والوسائل الاجرائية المناسبة لذلك ، وبين الحاكم المتكبر الذي لا وقت له لمقابلة رعيته فيضرب بينهم وبينه سور عتيد من العتمة ..

اغلب البشر ، وفيما لو كان الله موجوداً بالفعل ( حسب الفرضية التي فرضناها ابتداءاً ) ، فهم لم يحضوا بمقابلة الله شخصياً ، التعرف عليه كموجود واعٍ وذكي له شخصية وذات يمكن الشعور والاحساس بها والتعامل معها ، بل وصل الحد لدرجة ان هناك اجماع بان الله محتجب وسيبقى حتى يوم القيامة ، هناك يأس جمعي من هذا الموضوع حسب رايي ، مع انه لا يبدو ياس في ثقافة المتدينين بل بديهة لا يجوز المساس بها اصلاً ..!!

لا انكر بان المسيحية ربما " حاولت " توفير هذه الفرصة بان جعلت ذات الرب قريبة من الانسان بتجسيد الرب في شخص المسيح البشري ، مع هذا ، يبقى المسيح البشري شخصية تاريخية ..

اغلب افراد الجنس البشري اليوم وفي كل زمان ( مع استثناءات طبعاً ) بحاجة الى تصور ذات واقعية آنية للرب تكون معايشة محايثة للذات الإنساني الجمعي والفردي على حدٍ سواء من خلال تفسيري المعرفي لتجربتي الشخصية ..!!

(3)

منذُ البداية ، كنت ابحث عن الله في ذاتي ، ان ينعكس كموجودٍ واعٍ يمكنه التحدث معي وتكليمي ، خصوصاً وقد اشهر عن ذلك بوضوحٍ في القرآن بانه كان قد كلم موسى تكليماً ..!!

منذ بدايات المراهقة ، وكانت آيات التكليم والحوارات بين الله وموسى في القرآن هي الاحبُ لقلبي ، هي الاكثر اقترابا و وغولاً لأعماق مشاعري كلما قرأتها ..

حتى إن الآية التي تقول :

" وإني انا اخترتك فاستمع لما يوحى "

كانت تذوب في سمعي وبصري وكأنه يخاطبني ويخاطب بها كل البشر ..

لهذا السبب ، وحين مرت الاعوام حتى الخامسة والعشرين تقريباً ، كانت شخصية " الخالق " مكرسة في وجداني كموجود له شخصية ووعي يمكن التعاطي معه مع انه غامض وغير طبيعي او مالوف ..
قد يبدو هذا الكلام غير طبيعي وربما غير معقول ، لكن بوجود ساي ( Ψ ) او الظواهر الروحية ، يمكن ان تتخلق على مر الاعوام شخصية باطنية للخالق مفسرة لهذه الظواهر كردود فعل له في وجدان اي فرد فيما لو واتته الظروف وكيفته في سبيل ذلك ، واعتقد بانه ما حصل معي ..

في كل الاحوال ، لم اعش تلك الحقبة من حياتي في ظلال القرآن فقط كما كانت لسيد قطب ، بل عشتُ في ظل الله بسبب هذه النزعة والرغبة العميقة في التعامل مع الله ككائن حي يمكن ادراكه بالاحساس وليس ككيان ميت لا يمكن بلوغه الا بالقوانين والتشريعات و " الطقوس " كما هو معروف لدى اغلب المتدينين ..

كانت سنيناً طويلة تلك التي قضيتها في هذا الاحساس وهذا الشعور بالاتصال به لدرجة انه كان شيئاً محبباً في الوجدان ..

وربما بسبب الطبيعة السيكولوجية المركبة للنفس البشرية عموماً ، وتكويني خصوصاً ، كان هناك املٌ كبير عندي منذ البداية بان التواصل مع الخالق العظيم ممكن وما ينقص البشر لاجل ذلك فقط الاهتداء لوسيلة ..!!

عبر التجربة الطويلة هذه ، اكتشفت بان الإنسان بحاجة ملحة الى الرب كموجود حي يتعامل معه على مدار الساعة مثلما هو بحاجة اليه كتفسير اولي لاصل الاشياء والوجود ..

ذات الرب الحية الفاعلة ، اهم مرتكز يمكنه تقويم الذات والشخصية البشرية ويفتح آفاق امنياتها وتطلعاتها بالمطلق ( دون ان انكر ان لهذا سلبيات ) ولعل اهم ما بالمسالة هو :

الله الفرد الحي ، الذات المرافقة لذات الفرد الحي ، افضل بكثير للفرد الانساني من رب العالمين الخاص كايقونة جمعية موروثة مكتسبة في الوعي الجمعي كما هو الرب في اليهودية والمسيحية والاسلام ... !!

فالأول يبني الفرد , والثاني يؤسس للنظام الاجتماعي ..

كيف ذلك ؟ وما هي الوسائل ؟ الموضوع قد يطول توصيفه ، وسنتطرق لهذه المفترقات وتفصيلاتها ضمناً..

الاهم الآن هو ما كانت النتائج والى اين وصلت ؟ فهذا ما نحن بصدد مناقشته وبحثه في هذه السلاسل من المواضيع .

(4)

رغم انها كانت سنواتٍ عجاف ، كوني وعيتُ المحيط حولي في ظل حرب الثمان سنوات مع ايران ، ثم تلتها سنين " يوسف " الثلاث عشرة القاحلة بسبب الحصار الاقتصادي ، لكنها لم تكن كذلك في قلبي ابداً ..

كان الله ينعكس في اعماقي ، كان يكلمني واكلمه ، يرافقني وارافقه مثل الجسم والظل ..

لم اكن بحاجة الى وحيٍ روحاني يتجلى في احلام اليقظة كاصوات او هلاوس سمعية بصرية ذكرتها في اكثر من موضع في هذه المواضيع المتنوعة ، ما اتحدث عنه الآن شيء مختلف لا ينعكس عبر الحواس او حتى الوعي الظاهري .. او الوعي المتجلي في احلام اليقظة والمنام ..

انه شعور عميق , غامض ، يلح وبقوة بان الله معك وانت معه ..

كم يمنح هذا للشخصية ان تكون واثقة ؟؟ كيف يبني مثل هذا الشعور انساناً ؟؟

والى اي مدى رحب يجعل نفس الفرد الانسان محلقة في فضاءات الحرية ؟؟

حين تكون ذات الرب منعكسة في ذات الفرد بهذه الطريقة ، تتهاوى كل الحجب وتتحطم اكبر القيود الفكرية والتشريعية الموروثة ، وهذا ما حصل معي تحديداً لدرجة انني لم اترك جحراً من جحور المعرفة إلا وانسللت فيه انسلال الواثق المؤمن بانه لن يعود إلا بالحقيقة ..!!

كان الله معي في كل خطوة وكل نفس ، لكنه ليس اله الاديان المعروف ..

كان الهاً لا يفرض القيود ، بل العكس ، كان يحررني من جلها ، لكن في نفس الوقت ، وربما هذا بسبب طبيعة التنشئة الاجتماعية التي تربيت عليها ، كان علي احترام كل التقاليد الدينية ولاي دين كانت حتى لو اختلفت معها او لم اقتنع فيها .. ففي النهاية .. هذه التقاليد الموروثة هي الرحم الحاضن الذي انبثق منه ايماني المتجدد المتنامي ، والذي كان يكبرُ مع الايام ولا يضعف !!

لهذا السبب ، لا تزال كربلاء في وجداني كما هي بابل ، ولا تزال تربتها ومعاني التضحية المنقوشة على سطحها كما هي رقم سومر الطينية الاولى التي نقشت عليها ابجدية انسانيتنا المعاصرة.

فبين بابل الوثنية وكربلاء الثورة الحسينية وجدتُ القاسم المشترك ، الموروث الذي حافظ عليه اهل العراق بانهم امةٌ كتبت على الطين !

هناك الكثير الكثير من المشتركات بين ثقافة الشيعة المعاصرين و ثقافة قدماء العراقيين ، ليست هي محل بحثي اليوم ، لكن ، الله الذي عرفته ، هو الذي فتح بصيرتي لارى التاريخ بشكلٍ مختلف دون ان انكر باني بعد الخامسة والعشرين مررت بفترة الحادية ، اعتبرتها حقاً طبيعياً لي وحاجة ملحة لعقلي كي يولد في ذاته الحقيقية ..

لكن موضوع اليوم ينحصر فيما قبل تلك الفترة الذاتية عالية التجرد الفكري ..

فان تعبد الله شيء يختلف عن ان تعيش معه ، عبادة الله تعني التسليم لقوة عمياء قاسية ومخيفة في الكون ، لكن مجرد التفكير بالتعايش مع هذه القوة الخفية يجعلك تزيل بالتدريج حواجز الخوف والرهبة واحداً تلو آخر حتى وصل بي الحال الى ما كنت اخشاه منذ صغري وهو ما حذرني منه الكثير من الاهل والاصدقاء ان اصحو ذات صباح لاجد نفسي امرءٍ لا يخشى الله !

مع اني لا ارتكب العديد من المعاصي التي نهى عنها الاسلام ، لكني لم اكن افعل ذلك لقناعة بانها اعمال يحاسب عليها الله ، بل لانها افعال تعيد صناعة " الروح " فينا ..

فمن يتبع هواه انغلق الى نفسه ليحبسها في ذاته فتكون روحه ، المرحلة التالية في عالم ما بعد الجسد هزيلة ضعيفة بسبب انانيتها وفرديتها فتورث صاحبها عذاباً بسبب ضعفها لا لكون الله سيحاسبها ..!!

ولعلها كانت اهم ما استنتجته من تلاقح " الدين " مع " العلوم الصرفة " ..

الروح وما بعد الموت استكمال للمراحل الجنينية لنشوء وارتقاء وتطور الانسان ، الى درجة اني بت اؤمن بالتطور البيولوجي كوسيلة وطريقة " الهية " في الخلق ..!!

كان ذلك في منتصف العقد الثالث من عمري ، والى حدٍ ما ، وجدت نفسي منحازاً لفكرة وجود الاله في نفس الوقت الذي كنت احترم فيه العلم واقر بصدقية وحتمية نظرية التطور خصوصاً بعد حصولي على البكالوريوس في البيولوجيا .

ويبقى السؤال الاهم :

كيف آمنتُ بالتطور ؟

(5)

اهم ما لفت انتباهي في القرآن كانت قصة سجود الملائكة لآدم ..

بعد سنوات طويلة من معايشة " ذات " الخالق مع ذاتي ، كانت صورة جديدة تترسخ في لاشعوري عن الانسان وعلاقته بالخالق ..

حين يبلغ الروح بالمرء ارحب فضاءات التأمل العميق ، وحين يصبح الخالق كرفيق حي لوجدانك وليس مجرد حاكمٍ متعالٍ توعد بالوعيد والثبور والجزاء الاوفى ..حينها فقط تدرك ما اعنيه ..

ومن ناحية ثقافية نفسية صرفة ، كل تفسيرات رجال الدين المسلمين انما تنبع من إطارهم الثقافي الذي تربوا عليه ، لهذا السبب ، لا يمكنهم تفسير سجود الملائكة لآدم إلا على انه " مجرد " تحية ..!!!

هم يعتقدون ان الفاتحة روح القران ، لكن الحقيقة كل الحقيقة ، كانت قصة سجود ملكوت الله باسره للإنسان ..!!

الإطار الثقافي الاسلامي الضيق هو الذي هون كثيراً من قصة السجود ..

مهما حاولوا وتحذلقوا في التفسيرات ، ومهما نسبوها للنبي محمد او لاحد ائمة المسلمين المعروفين ..

سجود الملائكة لادم كان يحمل طابعاً رمزياً يمثل جواباً من الوعي الجمعي الإنساني ضمن رسالات التوحيد وهو يقول :

الله الذي خلق كل شيء ، كان بإمكانه ايضاً ان يخلق نظيراً .. أو إلهاً مثله..!!

الله الذي منع البشر من السجود للشمس او للقمر على الارض ، كيف ارتضى لملائكة الملكوت الاعلى ان يسجدوا لمخلوقٍ من الطين وفي حضور الرب العظيم نفسه ؟؟

كان بلا شك ، لمن يستطيع التخلص من حجب القيود الثقافية الموروثة ، ان يدرك بان الإنسان في نظر الرب وقتها كانت يستحق السجود مثلما يستحقه الله نفسه ..!!

هنا ، استكمل موضوع " الكتابة التلقائية " الذي ذكرته في المقال السابق من هذه السلسلة ، حيث تمثل الكتابة التلقائية بالنسبة لي ، وفي تلك الفترة تحديداً ، نافذة للوعي الكوني تتفتح بشدة ووضوح حين تنهار الحجب الثقافية الموروثة ..

وكتابات اللاشعور خاصتي تلك , كانت تحكي برمزية بالغة التعقيد بان الانسان معشوق الرب وذروة هيامه ..!!

واليكم هذا النموذج مما كتبته لا شعورياً في العام 1999 :

هيء المفتاح واستقبل القبلة ..
استرجع الصفحات الوضاءة في سبيل الصبر عن ما تكره ..

افتح كتاب الغرام السماوي و اقرأ سنين الحب الإلهي لبني آدم ..

اي زمانٍ وأي مكانٍ تريد ؟

إن هذه الازمنة معلقةٌ في خيوطٍ من فضةٍ دقيقة ..!!

امثال هذه الكلمات ، وفي الوقت الذي تبدو فيه عادية لمن يقرأها الآن ، لكنها مجرد ترميزات تعزف لحناً فكرياً وفلسفياً غريباً لم اعهد من قبل في تلك الفترة ..

فالله لم يخلق الإنسان كعبدٍ يأمره فيطيع ، وإنما كمعشوقٍ هام به الرب وملكوته باسره ..!!

كوني اتعايش مع ذات الرب في تلك الفترة ( او هكذا كنت اظن ) ، كنت افهم التفاصيل والخريطة الفكرية الكاملة لعلاقة الرب بالإنسان عبر هذه المفاتيح من الرموز التي اوحى بها لي الوعي الباطني ما اوحى ..

عبودية " الله " للإنسان كان من المفترض ان تقابلها عبودية الانسان للرب ...!!!

عبودية عشق الله للإنسان ، من المفروض ان تقابلها عبودية " عشق " الانسان للرب ..

لم تكن اديان التوحيد اذن ترى من الصورة إلا نصف المشهد ..!!

كانوا يرون ان واجب الانسان ان يعبد الله ... ( ما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون )

لكن الحقيقة ، ان الكون يبدأ بعبودية الملكوت وخالقه العظيم للإنسان ، وهي عبودية القوي للضعيف !

( واذ قال ربك للملائكة اسجدوا لآدم )

كهيام الام برضيعها ، وعشق بن الملوح لليلى ، غرام الاقوياء الكبار بالصغار الضعفاء ..!!!

بالتالي تتكامل الصورة عن علاقة الإنسان بالكون والخالق العظيم .. محبة متبادلة ، هيام عنيف وعاصف عبر التاريخ ..

الانسان الهٌ في طور الاختبار ، الهٌ يحتاج ان يخلق نفسه بنفسه ..

ان يترك حراً في هذا العالم .. وكـأنه لا يوجد إله ..!!!

كما لو أن " الله " انساناً تركه خالقه حراً في هذا العالم وابتدأ من الضعف والبساطة وطور نفسه بنفسه عبر مليارات السنين ..

من خلية نشأت في جيوب رملية " دقيقة " الى كيان اعظم يزلزل التاريخ يدعى الجنس البشري ..!!

رمزية خلق الانسان من طين في الوعي الجمعي البشري انما تعني ان الله ترك الانسان ليخلق نفسه بنفسه ..

الانسان هنا ممثل في البكتريا الاولى والهائمات والنباتات والكائنات البحرية الاولى نهاية بالطيور ..

كل هذا الكيان الحيوي النامي المتطور عبر التاريخ لا يمكنه ان يستحق رتبة " اله " تسجد له الارض والسماوات لو لم يكن قد خلق نفسه بنفسه ..

لان الاله لا يخلقه احد ..!

هكذا , وبعد الخامسة والعشرين تقريباً آمنت بان التطور والنشوء والارتقاء حقيقة تاريخية يفرضها موقع الجنس البشري في الملكوت الإلهي ..!!


وللحديث بقية



#وليد_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع الله في ملكوته (4)
- مع الله في ملكوته (3)
- مع الله في ملكوته (2)
- مع الله في ملكوته (1)
- رؤية في استراتيجية الهيمنة الاميركية و دراسة علاقتها بازمة 2 ...
- افول الامبراطورية الاميركية ، هل من بديل ؟
- ملكوت الله القادم(3)
- البدء كانت الكلمة ..على شفتيك
- الماركسية الانثروبولوجية
- ملكوت الله القادم(2)
- ملكوت الله القادم (1)
- إمرأةٌ .. أمام مرآة !
- الطريق إلى بابل
- السيناريو الروسي لحرب الشرق الاوسط
- سوريا قاعدة للجهاد الاميركي الجديد !
- بابل و واشنطن و حربٌ على ضفة التاريخ
- البحث عن ملكوت الله (3)
- الإلحاد المزيف و المعرفة
- البحث عن ملكوت الله (2)
- البحث عن ملكوت الله (1)


المزيد.....




- بالأرقام.. حصة كل دولة بحزمة المساعدات الأمريكية لإسرائيل وأ ...
- مصر تستعيد رأس تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني
- شابة تصادف -وحيد قرن البحر- شديد الندرة في المالديف
- -عقبة أمام حل الدولتين-.. بيلوسي تدعو نتنياهو للاستقالة
- من يقف وراء الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأمريك ...
- فلسطينيون يستهدفون قوات إسرائيلية في نابلس وقلقيلية ومستوطنو ...
- نتيجة صواريخ -حزب الله-.. انقطاع التيار الكهربائي عن مستوطنت ...
- ماهي منظومة -إس – 500- التي أعلن وزير الدفاع الروسي عن دخوله ...
- مستشار أمريكي سابق: المساعدة الجديدة من واشنطن ستطيل أمد إرا ...
- حزب الله: -استهدفنا مستوطنة -شوميرا- بعشرات صواريخ ‌‏الكاتيو ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد مهدي - مع الله في ملكوته (5)