وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى/ كيف فهمها صاحب الرساله وكيف أفهما لمن عاصرهُ

عبد الحكيم عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 3922 - 2012 / 11 / 25 - 14:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

السلام عليكم ورحمة الله/ألاية القرآنيه/وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى /يحاول الكثيرون ربما عن معرفه بما ترمي اليه الايه او عن عدم معرفه ان يدعم بها مصداقية مانسب الى النبي بمعنى ان كل ماتفوه به او مانقل عنه من قول او عمل او روي عنه منزل من الله حتى في مأكله وملبسه وحتى اسلوب تعامله واقواله مع زوجاته هو من الله تعالى لنرى كيف فهم هذه الايه صاحب الرساله والذي يوحى اليه والذي هو مكلف بتبليغها ولنرى كيف افهمها لمن عاصرهُ
بداية لنرى ماقاله المفسرون عن هذه الايه حتى تصبح لنا احاطة بمفهومها ومعانيها وماترمي اليه هذه الايه وما الغاية منها
سبب نزول الايه هوادعاء اهل مكه ان ما يقوله النبي ماهو الا شعر اوقول ساحر او قول مجنون وماهو الا قول البشر كما توضحه الايات التاليه بشكل جلي التي وردت في سورة المدثر/ثُمَّ نَظَر,َثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ, ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ,فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ,إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ
ونزلت هذه الايات في الوليد بن المغيره الذي بدل رأيه فيما سمعه من قرآن تلاه عليه الرسول محمد حيث قال الوليد بن المغيره بعد ماسمعه من قرآن في حواره مع اباجهل حيث كان الوليد بن المغيرة يغشى النبيّ صلى الله عليه وسلم وأبا بكر رضي الله عنه حتى حسبت قريش أنه يسلم، فقال له أبو جهل: إن قريشًا تزعم أنك إنما تأتي محمدًا وابن أبي قحافة تصيب من طعامهما، فقال الوليد لقريش: إنكم ذوو أحساب وذوو أحلام، وأنكم تزعمون أن محمدًا مجنون، وهل رأيتموه يجن قط؟ قالوا: اللهم لا قال: تزعمون أنه كاهن وهل رأيتموه يتكهن قط؟ قالوا: اللهم لا قال: تزعمون أنه شاعر هل رأيتموه ينطق بشعر قط؟ قالوا: لا قال: فتزعمون أنه كذّاب، فهل جربتم عليه شيئا من الكذب؟ فقال له ابوجهل لن يرضى قومك منك هذا القول فانظر ماتقول عنه لترضي قومك؟ فتفكر في نفسه ثم نظر وعبس فقال: ما هو إلا ساحر، وما يقوله سحر، فنزلت هذه الايه وما ينطق عن الهوي نفيا لمايدعيه الوليد بن المغيره معلةانمايقوله الرسول من قرآن هومن عند الله
فورد في تفسير ابن كثير ماتعنيه هذه الايه/ إنما يقول ما أمر به ، يبلغه إلى الناس كاملا موفرا من غير زيادة ولا نقصان ، كما رواه الإمام أحمد .
وكما فيقول الرسول عن تلك الايه/ ما أخبرتكم أنه الذي من عند الله ، فهو الذي لا شك فيه فمفهوم هذه الايه كما يتبين ان كل ما نطق به الرسول عن الله وماورد عنه من قرأنه ومن عند الله بمعنى مايتعلق بأمور الدين حصراوكثير من الاحاديث النبويه تؤكد هذا الفهم ومنها
إذا أمرتكم بشئ من دينكم فخذوا به ، وإذا أمرتكم بشئ من رأيي فإنما أنا بشر
أنتم أعلم بأمور دنياكم
هذا تصريح من صاحب الرساله والذي يوحى اليه واضح ليس فيه لبس ولايحتاج الى تأويل يبين فهمه للايه /ماينطق عن الهوى فهي تنحصر فما يقوله الرسول عن الله في امور الدين

ولنأتي الان كيف افهما النبي لمن عاصره وكيف فهموا ماترمي اليه هذه االايه وكيف تعاملوا مع النبي فما يردمنه من قول وهل كانوا يناقشونه فما يقول وهل كانوا يعترضون على بعض مايقول
كان الرسول يعقد جلسات مشاوره في كل مايلم بالامه من احداث وحوادث ليستطلع اراء اتباعه فكانوا يقولون له هل اتاك في ماتعرضه علينا من الله ام من رأيك فاذا قال لهم اتاني من الله فلا يناقشه احد ويمتلون لاامره اما اذا قال من رأي تبداء المناقشه وطرح الاراء فالنبي اخذ برأي اصحابه عندما اشاروا اليه في معركة احد
من المدينه بينما كان رأيه البقاء في المدينه ولكن اكثر الاراء كانت االخروج خارج المدينه واخذ براي من كان مع الخروج من المدينه وكذالك موضوع حفر الخندق في معركة الاحزاب فهذا هو فهم الرسول لتلك الايه وفهم من عاصره ولكن الكثير ممن يريد التدليس على الله وعلى الرسول ويريد اقناع المسلمون بالتوافق مع مايطرح يقول ليكمم الافواه وللتخلص من اي معارضه بعد ان يطرح كذبه وتدليسه على العامه يقرن قوله بالايه وما ينطق عن الهوى ويحاول تمرير مفهوم معاكس لفهم الايه وه بان المسلم عليه ان لايناقش ماورد عن الرسول من قول وعمل حتى في امور الدنيا ويدعم هذه الايه بالايه/ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} . [الحشر/7]
ليست مشكلتنا مع القرآن الكريم ولكن مشكلتنا مع الفهم لتلك الايات ومشكلتنا مع الاحاديث النبويه ونعلم ان الاحاديث النبويه كتبت بعدالمئة عام بعد الهجره ومنها ماهو موضوع ومنها ما هو ضعيف ومنها ماهو صحيح وفق قياس من صححها والتحقق من الاحاديث النبويه وصحتها يحتاج الى الالمام الكافي بالدين وبالسنة النبويه وبالتاريخ الاسلامي وخاصة تاريخ الرجال رواة الاحاديث النبويه وهذا من الصعوبة بمكان لتعدد كتب ومصادر الاحاديث النبويه وحتى نبعدانفسنا عن الاشكاليه علينا ان نقسم الاحاديث النبويه الى قسمين الاول مايتعلق بالدين والعبادات وهذا لانقاش فيه اما القسم الثاني فهو مايتعلق بالحياة المجتمعيه التي لاتتعلق بالعبادت ومنها العلاقات الزوجيه والزواج بانواعه فعلينا ان نعلم ان عصر النبوه هو نظام وثقافة مجتمعيه لعصر قبل اربعة عشر قرنا له نظامه المجتمعي واعرافه الخاصة به تختلف اختلافا كليا عن عصرنا اليوم وعن نظمنا المجتمعيه وعن تقافتنا فما كان مقبولا لديهم ليس بالضروره ان يكون مقبولا لدينا الملزم لنا كمسلمين اليوم هي العبادات فتعد الزوجات في عصر النبوه كان شائع لديهم ومقبول ومن الطبيعيات حتى انه كان متعارف عليه قبل الاسلام فحياتهم كانت تتمثل بالبساطه ليست كحياتنا اليوم وزواج القاصرات كان متعارف لديهم وامر طبيعي اما في حيتنا اليوم شاذ وغير مقبول وليس لان النبي تزوج قاصر اصبح لزاما على المسلم ان يتزوج قاصر حيتنا الاسريه اليوم حتى تكون مثمره بحاجه الى زوجه على مستوى من تحمل المسؤوليه ويجب ان تكون على مستوى تعليمي يؤهلها من تربية جيل فليست المشكله في انه الفتاة تتحمل وطئ الرجل في عصر النبويه لم يكن اقامة اسره بحاجه الى اي شيئ اما اليوم هناك طفوله بحاجه الى تعلم والى دفاتر وكتب وكراريس وحقائب وملابس ومصروف يومي ورعايه صحيه وكلف وسائط نقل الى غيره من مستلزمات الحياةواليوم الزوجه او المرأه ماعادت كما عصر النبويه اصبحت تمتلك ثقافه ومنها الثقافه الجنسيه فهي بحاجه الى الاشباع الجنسي والاشباع في الملبس والمأكل وفي الخدمات والى بيت الزوجيه لك تعد تقنع الزوجه بالخيمه كما في عصر النبوه ولم تعد تكتفي بالاسودين خبز الشعير والتمر كمصدر وحيد للغذاء اليوم تريد همبرجر وكنتاكي وشبس وملابس للنوم وملابس للبيت وملابس للخروج وكهرباء الى غيره من متطلبات العصر فلايمكن للزوج توفيرها للزوجة الواحده فكيف باكثر من زوجه ولايستطيع اليوم توفيرها للطفل الواحد فكيف لااكثر من طفل على فقهاء اليوم ان يخرجوا من قوقعة عصر النبوه فالنبي كان يكحل عينه فهل نرى رجل دين اليوم يكحل عينيه اليست هذه من سنة النبي فلماذا لايلتزم بها الفقهاء اليوم النبي كان يركب البغل فلماذا لايركبها اليوم علماء الدين النبي كان لايأكل الا الاسودين التمر وخبز الشعير رغم انه كان قائد وكان له فيئ فكيف بهم رجال الدين يأكلون مالذ وطاب صحابة الرسول الخلفاع ابو بكر وعمروعلي رغم انه قاده لااكبر دوله كانت ملابسهم مرقعه وكان اكلهم كفاف اين علماء الدين اليوم من كل هذا
هل يكفي اليوم فتاة قاصر لانها تطيق النكاح ان تتحمل مسؤولية اسره في عصرنا هذا على فقهاء الاسلام ان يعوا ثقافة عصرنا هذا ونمط عاداتنا وتقاليدنا المجتمعيه وما هومقبول وغير مقبول مجتمعيا وان يكونوا بجرأةعمر الذي ينسب اليه تحريم المتعه رغم ان فيها اية قرآنيه تشير الى تحليلها ولكنها عندما راى ان المتعه اسيئ استخامها وخرجت عن الضوابط الشرعيه وبدأت تشكل ضررا على المجتمع وعلى المرأه بالذات حرمها وعاقب على من يرتكبها لانها اساسا ليست من اركان الدين فعليكم وعلى قاعدة الحديث النبوي/ لاضرر ولاضرار ان توقفوا على اقل تقدير العمل بماحلل في عصر النبوه في مايتعلق با لنكاح لانه يضر بالاشخاص والمجتمع في عصرنا الحالي فاليوم لم يعد هناك ملكات يمين ولم يعد هناك جواري والرسول الكريم اعطاكم قاعدةتمكنكم من فعل ذالك ومنع وايقاف ماكان حلالا في عصر الرساله بقوله عليه الصلاة والسلام وعلى آله وعلى صحابته ومن تبعه بأحسان الى يوم الدين بقوله/إذا أمرتكم بشئ من دينكم فخذوا به ، وإذا أمرتكم بشئ من رأيي فإنما أنا بشر وقوله أنتم أعلم بأمور دنياكم
فالنكاح وانواعه فهي من أمور الدنيا وعصرنا اليوم يختلف بالكلية عن عصر الرساله فليس بالضرة ماكان يوافق عصر النبويه يوافق عصرنا اليوم وبما ان أمر النكاح وانواعه لايضر بالدين وليس من اركانه واتمنى ان تأخذوا بما لايقع بالضرر علينا ولاعلى ابنائنا ولاعلى بنتنا ولا على مجتمعنا في عصرنا اليوم

#عبد_الحكيم_عثمان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات