أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - حذار من الوقوع في هذا الشَّرك!














المزيد.....

حذار من الوقوع في هذا الشَّرك!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3918 - 2012 / 11 / 21 - 16:45
المحور: القضية الفلسطينية
    



لا جدال، ولا شَكَّ، في أنَّ للفلسطينيين مصلحة حيوية في أنْ تُوْقِف إسرائيل، وسريعاً، حربها على قطاع غزة، والتي هي، حتى الآن، حرب جوية، في المقام الأوَّل، توشِك أنْ تتوسَّع وتَعْنُف وتشتد بحرب برية؛ لكن "كيفية تَوقُّف هذه الحرب" هي ما ينبغي للفلسطينيين التفكير فيه مليِّاً، والانتباه إليه، والحذر منه.
إسرائيل تريدها هدنة (أو ما يشبه "الهدنة" في معناها) طويلة الأجل (10 سنوات، أو 15 سنة). وتريدها مُثْقَلة بشروطها "الأمنية" في المقام الأوَّل، وتحظى بـ "ضمانات قوية"، فلا تستطيع منظمات المقاومة الفلسطينية في القطاع، وفي مقدَّمها حركة "حماس"، الإفلات والتحرُّر من قيودها الثقيلة زمناً طويلاً.
أمَّا "الجَزَرَة" فلن تكون أكثر من قبول إسرائيل الرَّفْع أو الإنهاء التدريجي للحصار "المدني (لا العسكري)" المضروب على قطاع غزة؛ فالأسلحة والذخائر لا تَدْخُل إلى القطاع، وتظل مشمولةً بالحصار، الذي بمعناه (العسكري والأمني) هذا يُدْرَج في "الضمانات (المصرية في المقام الأوَّل)".
ما معنى أنْ تنجح إسرائيل في مسعاها هذا؟ وما هي النتائج والعواقب المترتبة (أو التي يمكن أنْ تترَّتب) على نجاحها؟
"المقاوَمة"، بمعناها العسكري، تنتهي تماماً، أيْ أنَّ منظمات المقاومة الفلسطينية، وفي مقدَّمها حركة "حماس"، لن تشن أي هجوم عسكري على إسرائيل انطلاقاً من قطاع غزة قبل نفاد زمن الهدنة الطويل، فتَحْصَل إسرائيل على هذا "الأمن الوطيد طويل الأجل"، والذي تُفضِّله على سلامٍ لا تستطيع دَفْع ثمنه.
و"الحصار (المدني)" لن يُرْفَع إلاَّ بما يسمح بالتأسيس لصلة إستراتيجية (اقتصادية في المقام الأوَّل) بين مصر والقطاع (الذي يظل من وجهة نظر قانونية دولية أرضاً تحتلها إسرائيل).
قد تَفْتَح إسرائيل معابرها البرية مع قطاع غزة؛ لكنَّها لن تفتحها بما يتعارَض مع سعيها إلى إنشاء وتطوير تلك الصِّلة الإستراتيجية (بين مصر والقطاع). ولسوف تظلُّ إسرائيل مستمسكة بكل ما من شأنه الإبقاء على الانفصال بين الضفة الغربية وقطاع غزة؛ فالممر بينهما يظل مغلقاً إسرائيلياً؛ وكأنَّ الغاية (الإسرائيلية النهائية) هي حَمْل الضفة والقطاع على الاتِّصال من خارج الأراضي (والأجواء) الإسرائيلية.
وإلى أنْ ينفد زمن الهدنة الطويل، لن يكون في قطاع غزة مطار دولي؛ فصِلَة القطاع بالعالم تكون برية في المقام الأوَّل (معبر رفح على وجه الخصوص). أمَّا صِلَته البحرية بالعالم فلن تكون بمنأى عن الرقابة الإسرائيلية المشدَّدة.
وبعد (أو بالتزامن مع) حل مشكلة "صواريخ القسَّام" على هذا النحو، تشرع إسرائيل تحل مشكلة "صواريخ عباس" التي ستُطْلَق عليها، عمَّا قريب، من نيويورك؛ فحكومة نتنياهو تعتزم معالجة "أزمتها المقبلة"، أيْ اعتراف الجمعية العمومية بـ "فلسطين" عضواً مراقِباً في الأمم المتحدة، بطرائق و"اتفاقيات" مشابهة؛ وهذا إنَّما يستلزم تغيير الواقع بما يشدِّد الحاجة (حاجة الفلسطينيين في الضفة الغربية) إلى اتفاقيات (انتقالية) طويلة الأجل.
ليس بالأمر الشَّاق أنْ تَحْصَل "فلسطين" الآن على عضوية المراقِب في الأمم المتحدة؛ لكن هل بالأمر الشَّاق أنْ "تُعاقِب" إسرائيل الفلسطينيين من طريق "انفصالها الثاني" عنهم؟!
إسرائيل، وعلى ما أحسب، لن تتأخَّر كثيراً في "معاقبة" السلطة الفلسطينية، ورئيسها محمود عباس؛ وفي "عقابها"، ستأخذ كل ما تريد أخذه من أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية، مُنْهيةً، في الوقت نفسه، كل صلة لها بهؤلاء الفلسطينيين، وبما بقي لديهم من أرض، وكأنَّ لعبة "إغلاق المعابر البرية لإسرائيل مع الفلسطينيين" والتي بدأت في قطاع غزة تَكْتَمِل، أو تُسْتَكْمَل، في الضفة الغربية.
وهذا "الواقع الجديد" سيُشدِّد حاجة الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى "اتفاقية جديدة" مع إسرائيل، هي أقل من "اتفاقية سلام"، وأكثر من "اتفاقية أمنية"، فيُنظَّم عمل "المعابر البرية" بين الضفة والأردن بما يجعله شبيهاً لعمل "معبر رفح" بين القطاع ومصر؛ كما تُنظَّم أمور أخرى (لا بدَّ من تنظيمها لجعل حياة الفلسطينيين في الضفة عادية وطبيعية).
بـ "اتفاقية الهدنة طويلة الأجل (وبما تشتمل عليه من ضمانات، وتلبيةٍ لشروط إسرائيلية)" بين إسرائيل والقطاع، ينتهي، عملياً، خيار "الحل (النهائي) من طريق المقاوَمة (العسكرية)"؛ وبـ "الاتفاقية الانتقالية طويلة الأجل" بين إسرائيل والضفة، ينتهي، عملياً، خيار "الحل (النهائي) من طريق التفاوض".
وأحسب أنَّ شعور كل طرف من الأطراف الثلاثة ("حماس"، و"السلطة"، وإسرائيل) بأنَّه قد حَصَلَ على "شيء جيِّد" بثمن رخيص هو ما سيُساهِم مساهمة كبيرة في التأسيس لهذا "الواقع الجديد"؛ فكل طرف من هؤلاء يستطيع الادِّعاء، عندئذٍ، بأنَّه لم يتنازل عن حقوقه ومطالبه، ولم يُفرِّط فيها، وبأنَّه لن يتخلَّى عن سعيه إلى تحقيق ما يريد، ولو بعد 10 سنوات، أو 15 سنة!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من -مخيَّم اليرموك- إلى -قطاع غزة-!
- معنى -النَّصر- و-الهزيمة- في -عمود السحاب-!
- هذا ما ينبغي للعرب فعله الآن!
- غزَّة بمعانيها الجديدة!
- 29 تشرين الثاني 2012!
- ذَهَبَ الذَّهبي وبقيت -الدَّجاجة التي تبيض ذهباً-!
- اغتيال عرفات لم يَنْتَهِ بَعْد!
- المرأة في ثقافتنا الشعبية!
- أوباما الثاني والأخير!
- حلُّ مشكلة -حق العودة- بعدم حلها!
- هكذا أَفْهَم تصريحات عباس!
- بلفور بأُصوله وفروعه!
- المكيافلية والصراع في سورية!
- إسرائيل تَضْرِب في السودان ردَّاً على -طائرة إيران-!
- الدولار الأردني!
- وللكويت نصيبها من -الربيع العربي-!
- إشكالية -الدِّين- و-السياسة- في -الربيع العربي-!
- الضفة الغربية.. قصة -التِّرْكة والوَرَثَة-!
- معنى -فيليكس-!
- الأُسطورة الجريمة!


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - حذار من الوقوع في هذا الشَّرك!