أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - معنى -النَّصر- و-الهزيمة- في -عمود السحاب-!














المزيد.....

معنى -النَّصر- و-الهزيمة- في -عمود السحاب-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3916 - 2012 / 11 / 19 - 13:54
المحور: القضية الفلسطينية
    



"النَّصر" و"الهزيمة" هما من مفردات كل حرب، أيْ كل صراع بالحديد والنار؛ وإنَّ من الأهمية بمكان أنْ نتعرَّف معنى كليهما في حرب "عمود السحاب"، بتسميتها الإسرائيلية، والتي شنَّتها إسرائيل على قطاع غزة، مستخدِمة فيها، حتى الآن، سلاحها الجوِّي.
أوَّلاً، ليس من "إيجابية مُطْلَقَة" لمعنى "النَّصْر"؛ كما ليس من "سلبية مُطْلَقَة" لمعنى "الهزيمة"؛ فثمَّة "نَصْر حقير (دنيء، خسيس، تافه، أحمق، رذيل، ذميم)"، وثمَّة "هزيمة مُشَرِّفَة (مُشَرَّفَة، أَبيَّة، جليلة)"؛ فليس كل انتصارٍ انتصاراً، ولا كل هزيمةٍ هزيمةً. حتى انتهاء الحرب إلى "لا غالب، ولا مغلوب"، بالمعنى العسكري، يمكن، في ظَرْفٍ ما، أنْ نرى فيه، بـ "العَيْن السياسية"، "نصراً" لأحد الطرفين، و"هزيمةً" للآخر.
وحرب إسرائيل على قطاع غزة (الآن) إنَّما هي، في أحد معانيها، حرب "القوي (لا بَلْ الأقوى إقليمياً)" على "الضعيف"؛ ولقد أصاب كبد الحقيقة مَنْ اعتبر عجز "القوي" عن الانتصار هزيمةً له، وعدم انهزام "الضعيف" نصراً له.
وإنَّ أوَّل معنى لـ "الهزيمة" هو "الفشل"، أيْ فشل الذي شَنَّ الحرب وخاضها في الوصول إلى "هدفه"، أكان مُعْلَناً أم مستتراً؛ فَلْنَعُدْ الآن إلى حرب "الرصاص المصبوب" والتي هَدَفَت إلى إصابة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة بعجزٍ دائمٍ (بعضه سياسي السبب) عن ضرب جنوب إسرائيل بالصواريخ (صواريخ القسَّام وأشباهها).
لِنَعُدْ إليها، وإلى هذا الذي هَدَفَت إليه؛ فإنَّ حرب "عمود السحاب" جاءت بـ "الخبر اليقين"، وبما يقيم الدليل (العملي والواقعي) على أنَّ حرب "الرصاص المصبوب" قد انتهت إلى "هزيمة إسرائيلية"، بمعنى ما، وإلاَّ ما معنى أنْ تتمخَّض تلك الحرب عن ترسانة صاروخية فلسطينية أعظم حجماً، وأفضل نوعيةً، وأنْ يَصِل بعض صواريخ المقاوَمة، في حرب "عمود السحاب"، إلى تل أبيب والقدس وهرتسليا؟!
وفي هذه الحرب (حرب "عمود السحاب") ما معنى أنْ يَعْظُم شعور حكومة نتنياهو، كل يوم، لا بَلْ كل ساعة، بالعجز (الذي هو عسكري ـ سياسي في أسبابه) عن الدخول في حرب برية؟!
لكنَّ تعاظُم شعورها بهذا العجز لا يعني أنَّ حكومة نتنياهو لن تُقرِّر أبداً خوض الحرب البرية؛ فإنَّ اشتداد الشعور لديها بعجز الحرب الجوية عن أنْ تعطي من النتائج ما يعود على نتنياهو (وحليفه ليبرمان) بنصرٍ انتخابي مؤزَّر قد يَحْملها على "المجازفة (والمغامرة)"، فتأخذ عن اضطِّرار بـ "أحْلى المُرَّيْن"، ألا وهو الدخول في حرب برية.
حكومة نتنياهو يمكن ويجب أنْ تُهْزَم في حرب "عمود السحاب"؛ والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة يمكن ويجب أنْ تنتصر؛ لكن "كيف (وبأيِّ معنى)"؟
من طريق توصُّل الطرفين إلى "هدنة جديدة"، يلتزمان فيها وَقْفاً تامَّاً للأعمال العسكرية؛ فلا إسرائيل تعتدي عسكرياً على قطاع غزة (بكل ما فيه، وبكل من فيه) ولا المقاومة الفلسطينية تُطْلِق النار على إسرائيل من القطاع، أو عبر الحدود.
وينبغي لاتفاقية الهدنة الجديدة أنْ تأتي دليلاً قوياً على أنَّها نُتاج الجهود والمساعي المصرية في المقام الأوَّل؛ كما ينبغي لهذه "الوساطة المصرية" أنْ تأتي تأكيداً، لا نَفْياً، لانحياز مصر الجديدة إلى الطرف الفلسطيني؛ فلا تناقض بين "مصر الوسيط" و"مصر الحليف للفلسطينيين".
وينبغي لإسرائيل أنْ تنهي حصارها البحري لقطاع غزة؛ أمَّا معابرها البرية مع القطاع فهي حُرَّة في فتحها أو إغلاقها.
وينبغي لمصر أنْ تَفْتَح، وإلى الأبد، معبر رفح، وأنْ تقرِّر مع الطرف الفلسطيني فحسب كل ما يختص بهذا المعبر من أمور؛ فالحدود بين مصر وقطاع غزة هي أمرٌ يخص المصريين والفلسطينيين فحسب.
وفي أمر "الضمانات"، أقول إنَّ مصر مَدْعوَّة إلى أنْ تُفْهِم إسرائيل أنَّ شنها لحرب جديدة على قطاع غزة، أو خرقها لاتفاقية الهدنة، سيضطَّر الحكومة المصرية إلى الدعوة إلى استفتاء شعبي يدلي فيه الناخبون المصريون برأيهم في أمور تخص جوهر وأساس العلاقة بين مصر وإسرائيل؛ فإنَّ تلويح القاهرة بهذا الاستفتاء الشعبي هو خَيْر "الضمانات".
وينبغي لإسرائيل أنْ تَفْهَم اتفاقية الهدنة على أنَّها أمرٌ لا يتعارَض مع أيِّ حراك شعبي فلسطيني سلمي (في الضفة الغربية على وجه الخصوص) يستهدف إنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية، وأنْ تفهمها، أيضاً، على أنَّها اتفاقية تشمل جغرافياً قطاع غزة فحسب.
وأحسبُ أنَّ "النِّصْف الآخر" لمعنى "الانتصار الفلسطيني" هو أنْ تُنْجَز "المصالحة" بين "فتح" و"حماس" فوراً؛ وأعني بـ "فوراً" أنْ تُنْجَز هذه "المصالحة" الآن، أو بعد ساعات، أو أيام، من اعتراف الجمعية العمومية للأمم المتحدة بـ "فلسطين" على أنَّها دولة بصفة عضو مراقِب في الأمم المتحدة.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا ما ينبغي للعرب فعله الآن!
- غزَّة بمعانيها الجديدة!
- 29 تشرين الثاني 2012!
- ذَهَبَ الذَّهبي وبقيت -الدَّجاجة التي تبيض ذهباً-!
- اغتيال عرفات لم يَنْتَهِ بَعْد!
- المرأة في ثقافتنا الشعبية!
- أوباما الثاني والأخير!
- حلُّ مشكلة -حق العودة- بعدم حلها!
- هكذا أَفْهَم تصريحات عباس!
- بلفور بأُصوله وفروعه!
- المكيافلية والصراع في سورية!
- إسرائيل تَضْرِب في السودان ردَّاً على -طائرة إيران-!
- الدولار الأردني!
- وللكويت نصيبها من -الربيع العربي-!
- إشكالية -الدِّين- و-السياسة- في -الربيع العربي-!
- الضفة الغربية.. قصة -التِّرْكة والوَرَثَة-!
- معنى -فيليكس-!
- الأُسطورة الجريمة!
- الرَّقم 2.3 مليون!
- إمبريالية أفلاطونية!


المزيد.....




- أصبحت متاجر الكتب تلجأ إلى تقديم الجعة والنبيذ للحفاظ على رو ...
- -زيارة أخوية-.. محمد بن زايد يستقبل أمير قطر وهذا ما بحثاه
- صاروخ حوثي يصيب مطار بن غوريون وشركات أوروبية تعلق رحلاتها إ ...
- رغم استئناف حركة الملاحة.. شركات طيران عالمية تلغي رحلاتها إ ...
- رغم عدم تحقيق اللقب رسميا ـ بايرن يحتفل بلقب البوندسليغا
- بوتين: ليست هناك حاجة لاستخدام الأسلحة النووية بأوكرانيا بعد ...
- سفير باكستان في موسكو: روسيا قادرة على المساعدة في تخفيف الت ...
- زيلينسكي يلوح بفرض عقوبات ضد دول تدعم روسيا
- رئيس وزراء فرنسا يحذر من مخاطر تتعلق بالدين العام
- مباحثات مصرية عراقية مكثفة قبل القمة العربية


المزيد.....

- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - معنى -النَّصر- و-الهزيمة- في -عمود السحاب-!