أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الزبيدي - حكومة الاغلبية ...هل هي الحل ....ام بداية الحرب ..؟















المزيد.....

حكومة الاغلبية ...هل هي الحل ....ام بداية الحرب ..؟


حامد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3898 - 2012 / 11 / 1 - 00:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



منذ فترة ليست بالقليلة ....يظهر من يصرح بان التحالف الوطني سيلجأ إلى خيار حكومة الأغلبية البرلمانية .. كحل ناجح للخروج من حكومة المحاصصة التي كبلت الحكومة العراقية وسببت كل هذا الأداء المتعثر طيلة هذه الفترة من إقرار الدستور عام 2005 ....ثم تختفي هذه التصريحات وتغطس إلى أن تطفو ثانية على السطح وهكذا تكررت لعدة مرات ..... فكلما اختلفوا في البرلمان نسمع هذه التصريحات ....فإما سحب ثقة أو التهديد باللجوء الى تشكيل حكومة أغلبية .... ويبدو ان الإخوة المتحاصصين والحاكمين على اختلاف توجهاتهم لا يختلفون على تمضية الوقت المتبقي لهذه الدورة الانتخابية التي لم يبق لها أكثر من سنة ....ولكن أحيانا بعض الكتل ونتيجة ضغط الشارع وجماهيرهم عليهم يرفعون سقف مطالبهم أعلى من المسموح به ...فتبادر بقية الكتل باللجوء الى الخيارات المتاحة لها وتستمر لعبة جر الحبل ... بين المتصارعين على السلطة والامتيازات دون ان يسبب أي طرف منهم في قطع الحبل ...فالكل يحافظ على شعرة معاوية ....وللعجب حتى الشيعة الذين لا يعترفون بمعاوية الا خارجا عن الملة .... يلعبون نفس اللعبة ...ولكن يبدو ان دولة القانون قرر قطع كصيبة معاوية .....
إننا في العراق لا يعي البعض إما لجهل او الإمعان في الأذية ...ان تسع سنوات مضت من عمر العراق دون ان تبنى الدولة العراقية الحديثة التي فشل بناءها أول مرة عام 1921 حين تأسست المملكة العراقية الهاشمية .....
وسعى بكل جهد وإخلاص الملك فيصل الأول ومن معه من الوطنيين إلى بناء صرحها ولكن...المشروع تعثر برحيله المبكر عام 1933 .ودخل العراق الملكي عصر الانقلابات والصراعات السياسية....الا انها كانت بشكل محدود ومسيطر عليها من قبل القصر ....الى ان انتهى والى الأبد مشروع بناء الدولة الحديثة بمجيء حزب البعث الى السلطة .
ولقد بعثت أحلام العراقيين من جديد وعاد حلم بناء الدولة الحديثة بعد التغير الذي حصل عام 2003واستبشر الجميع خيرا ....الا انه وبعد تسع سنوات ...اخرج المواطن العراقي يديه من الرازونة ( كما يقول المثل البغدادي ) لم تبنى دولة وإنما اختزل الوطن بالأحزاب القابضة على السلطة .فهل يكون تشكيل حكومة غالبية سياسية هو بداية لتأسيس وبناء الدولة الحديثة ...هذا ما لم يصرح به احد ......؟
كما انه ليس خافيا على احد ان هناك أطراف لا تريد للدولة العراقية ان تبنى كما لا تريد إقامة الدولة العراقية الحديثة مهما كان الثمن وهي تخطط وتعمل بجد وتبذل جهودا جبارة في سبيل هذه الغاية ...... فهناك دول إقليمية لها أجنداتها ومستعدة للذهاب الى ابعد أفق للحيلولة دون نجاح العراقيين في بناء دولتهم الحديثة وهؤلاء لهم امتداداتهم من البعثيون والقاعدة .... وهناك من يعمل على عرقلة أي تطور او استقرار في الوضع الأمني فهو يعمل على إضعاف الحكومة والعمل على عرقلة بناء الدولة مهما كلفه الأمر لأنه على يقين انه سيدخل في مواجهة وحرب دامية مع حكومة بغداد عند شعور المركز بالقوة وذلك لان مشروعه لبناء دولته وتحقيق حلمه لا يتم الا في حالة ضعف وتشرذم الدولة العراقية وواحدة من أساليبه هي محاولة خلق ظروف استثنائية تساعد على تحقيق حلمه....وهو يؤجل المواجهة الحتمية عسى ان يتطور الوضع الدولي والإقليمي الذي يساند تأسيس الدولة الكردية في كردستان العراق حتى وان كانت على الرقعة الجغرافية التي تشكل محل نفوذه .... وهناك من يصب الزيت على النار ويشجع حركة الانفصال والتقسيم من الدول الإقليمية ...الأمر الذي يجبر بغداد على القفز إلى ما وراء الإقليم للبحث عن حلفاء وأصدقاء ..... بعد ان نجحت الدول الخليجية في تحيد أمريكا وإقناعها من ان العراق لن يكون أبدا صديقا لأمريكا او حليفا لها ....وان هوى الحاكمين في بغداد هوى إيراني .....
ان العودة الى ما بعد إنشاء الدولة العراقية عام 1921 مهم جدا لمعرفة الهواجس التي تتحكم في نظرة الدول الإقليمية للعراق كدولة تشكل مركز الصراع منذ بدء الخليقة ولحد ألان ....فهي جاورت أقواما من كل الجهات كانت ارض الرافدين محط أطماعهم وهدف غزواتهم وكانت السهل الذي يجاور الجبال والوديان الوعرة ...فكانت بالنسبة لهم ارض الأحلام والجنة الموعودة التي تجمع كل الثمار والطير وينساب ماء دجلة والفرات من أقصاها إلى أدناها . ...فلم تنعم بالأمن والطمأنينة الا حينما تحكم بيد من حديد ويؤسس لها جيش عظيم يحمي حدودها من العدوان .... فلقد ذكر المستشرق جان مورو ان الجيش الأشوري لم يكن ينقصه الا سلاح الطيران لتعدد تشكيلاته ودقة تنظيمه وكفاءة تسليحه .....
وفي كل الأحوال كانوا اذا لم يغزوا وادي الرافدين فأنهم يقتتلون على أرضه ويجعلونها ساحة معركة مفتوحة لصراعاتهم وحروبهم .....ويتمزق شعبها الى فريق يعمل مع هذا وأخر يتبع ذاك وانسحب إلى ألان هذا التشرذم بين شعب هذا البلد .....
فتجد من لا يستحي من الوقوف بجانب الغريب ضد خصمه من المختلف معه من أبناء وطنه ....هذه نزعة قد تشكل عارا لدى بعض الشعوب اذا لم تكن اغلبها .... ولكننا في العراق نجد لها ألف تبرير وتفسير .....بل ان البعض يفتخر ان أصوله فارسية او عثمانية ....
ومن هنا فاني أتوقع عند ذهاب البعض الى تشكيل حكومة الأغلبية البرلمانية ....ان يهرول الرافضين لهذه الخطوة الى حلفائهم لقلب الطاولة وإحراق البلد من أقصاه الى أقصاه ....ذلك ان هذا البعض قد أسس مع الآخرين عرفا مقيتا , اكسبه غطاء شرعيا وحماية منذ عام 2003 .
ومن هنا فحكومة الأغلبية ستغير الكثير من المعادلات والتحالفات التي ستخل بالمعادلات السياسية وستعرض رئيس الوزراء الى ضغوط داخلية وخارجية للتراجع ..... اذ ان الإطراف الكردية المتشددة والبعض المتبقي من الكتلة العراقية ستحشد كل أصدقائها لمنع رئيس الوزراء من تشكيل حكومة أغلبية ...... لأنها تدرك ان رئيس الوزراء يسعى الى تعويضهم بآخرين من الفر قاء المنافسين لهم وسيعمل على مبدأ ....اذا حضرت الملائكة ...خرج الشياطين من الشباك وبالتالي فان مثل هذا الأمر يخلق منافسين لمسعود البرزاني واياد علاوي ....ويضعف من تأثيرهم في مناطق كانت تعتبر من معاقلهم الحصينة ......وهذا ما لا يسمحون به ابدا... اما التيار الصدري الذي يذهب بعيدا يوما فيوما عن دولة القانون ....فأنه سيجد ان آخرين من نفس التحالف سيتحركون لسد الفراغ الذي سيحدثه انسحابهم من التحالف الوطني وربما نشهد عمليات انتقامية لتحجيم مناصريه وإحراجهم في الشارع الشيعي .
ان الإصرار على تشكيل حكومة أغلبية برلمانية ..... سيعلن عن بداية مرحلة جديدة مفتوحة على كل الاحتمالات ومحاولة جر ا لخصوم لمواجهة لا سقف ولا عمق لتوقعاتها ....... فكل الاحتمالات واردة ...... وان الآخرين الذين سيفقدون مراكزهم وتأثيرهم ... سيحاربون بكل أسلحتهم ليحافظوا على مواقعهم ...... فهل نشهد حكومة أغلبية تكلف العراق الكثير ام نشهد تفكك العراق ومزيدا من التشرذم .....كل التوقعات تقول الى ان بغداد تحاول ان تصدر مشاكل لا تملك القدرة على حلها في الوقت الراهن بعد ان تغول الخصوم عليها وأصبح التحدث عن الحلول ضربا من الخيال ....
ولإيجاد البدائل الذين يمكن التحاور معهم حول العديد من المشكلات والتوصل الى الحلول ....فلا مجال هنا للقبول بالاملاءات التي تخص المناطق المتنازع عليها او التي تسمى ألان المناطق المستقطعة .... ان الوضع الدولي والإقليمي يبدو ان قراءة الحكومة له باتجاه عدم تعريض العراق للتقسيم في الوقت الراهن .... لان جدولة الأولويات لدى صانعي القرار في أمريكا ليست متطابقة مع حسابات بعض السادة الساعين لمشاريع التقسيم ...... ورغم ذالك فان حكومة الأغلبية ستتوقع ان يحشد المعارضين قواهم وحلفائهم بالمنطقة وهم كثر ....لتوجيه ضربات تحت الحزام موجعة للعراق .......فهل تحسب التحالف الوطني للمواجهة التي ستكون مؤلمة وقاسية .... وهل استعد ليخوض نزاعا داخل الوطن وأخر على الحدود ........ حيث يكون للتدخل الإقليمي والدولي دورا مهما في النصر او الهزيمة ....أسئلة كثيرة يجب ان يجيب عنها التحالف ....
ومن هنا فحكومة الأغلبية اما ان تؤسس لعراق قوي موحد او سنشهد سيناريو ما يحصل في سوريا ألان يتكرر في العراق ...حرب استنزاف لكل الإطراف ...... وإعطاء الشرعية لأمريكا بالعودة لاحتلال العراق ثانية ................مع اقتراب موعد توجيه الضربة إلى إيران ........... والخاسر الأكبر هو الشعب العراقي بجميع أطيافه ومشروع بناء الدولة الحديثة .



#حامد_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيانيم
- عبد العظيم ....اشوكت اتحج.....؟
- عبد العظيم ... اشوكت ترتاح
- يحكم ...من داخل قبره
- بيدي ...لا بيد عمر ...؟
- بوتين ... وعودة التوازن
- طوب ابو خزامة
- الفرص الضائعة للعراق الجديد ...؟
- لماذا لا يتم تجاوز..... عقبة الاردن
- عودة السلطان ....رجب اردوغان
- رحلة الالف ميل .... تبدأ بتفجير
- الفشل النبيل
- الى اين يتجه ...تكتك الديمقراطية في العراق
- الوعد
- وطن يعيش فينا
- اسد بابل
- دروس من التأريخ
- رائحة البرتقال
- روسيا- الصين . كوم
- بلاد الفرص الضائعة


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الزبيدي - حكومة الاغلبية ...هل هي الحل ....ام بداية الحرب ..؟