اسد بابل

حامد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3686 - 2012 / 4 / 2 - 21:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أسد بابل
ان ما يحدث اليوم في الوطن العربي هو ثورة ضد الانظمة الاستبدادية التي توهمت انها ملكت الارض وما عليها وما فوقها وما تحتها نعم لقد توهموا انهم
قد اعطي لهم الملك الى ما لا نهاية ...ورث لهم ولابنائهم من بعدهم .....فسحقوا شعوبهم وعاملوها باحتقار واستصغار .....حتى فاق صبر العربي صبر الجمل .....
فتحمل الاخير الجوع والحرمان والظلم من حكام مردة.... ولبئس ما فعلوا بنا ....كمموا افواهنا ....جلدونا ...اجلسونا على الخازوق ليأخذوا منا البيعة لابنائهم المتخلفين الجهلة .دهرا من الزمن يجتمعون تحت مظلة الخيمة العربية ويظهرون امام وسائل الاعلام بملابسهم المزركشة يتبخترون كالطواويس .. مبهورين بتفاهتهم ....... ...حتى
تمزقت الخيمة الى خرق بالية وبانت سواتهم وعوراتهم فلم يعد يجدي معهم .
لا ورق التوت ولا خيط العنكبوت.... فرياح التغير القادمة عليهم اشد من ريح طاشقند فانها ستقتلعهم من جذورهم وترمي بهم بعيدا عن التاريخ ليكتب من جديد بايدي الشباب ..ان العالم اليوم تجاوز هذه الانظمة البلهاء المتخلفة العفنة ...ان الحريات العامة وكرامة الانسان وحقه في ممارسة حقوقه المشروعة دون تميز او اقصاء هو اليوم الرئه التي يتنفس بها العالم . ان فصل الدين عن الدولة اصبح مطلب اساسي لتطور الحياة السياسية في بلداننا ...نعم الدين محترم ومقدس بقدر ما يقدمه للانسان من رعاية وتوجيه نحو الالتزام بقيم الصدق والامانة والنزاهة والخلاص لا بقدر تدخله في السياسة ليحرم هذا ويكفر ذاك او ليختار لنا ما الذي نلبسه وما الذي ناكله ونشربه ....اننا ننزه الدين عن مساوىء السياسة والاعيبها وخدعها ونرغب في دين يوحدنا ولا يفرقنا...ولا يوجهنا صوب الفرقة والتشرذم .....يخطأ كثيرا من يظن ان وجود اضرحة الانبياء والاولياء على ارضنا مدعاة لمظاهر التشدد والانغلاق عن الاخر ...كلا....والف كلا... ان قراءة منصفة للتاريخ نجد ان النبي محمد (ص)
كان من اكثر الناس تراحما وتعاطفا ورحمة بالاخرين المختلفين عنه وكان اكثر الناس حبا بالفقراء والمساكين والمعدمين وكذالك اهل البيت جميعهم دون استثناء كانوا محاورين ذو بصر وبصيرة وحب للاخر والاقرار بحقه في العيش والاختيار ...ان فلسفة الاديان جميعها دون استثناء تقوم على طلب الخير للانسان واشاعة الحب والعدل والامن.....ان ما حدث في تونس وما حدث في مصر وما حدث في اليمن وما سيحدث في البحرين والسعودية وقطر وعمان والكويت والجزائر والمغرب وكل البلدن هو العودة لهذه الاسس والمفاهيم التي بشر بها الانبياء...طوبى لكم شبابنا ..... نضالكم الرائع...تمسكوا بثورتكم وقاتلوا من اجلها فالنصر دوما حليف الشعوب ....وان من يعتقد انه بمنأى عن التغير الان ....فلان الصراع مع ايران لم يحسم بعد .........




حامد الزبيدي
2/4/2012

#حامد_الزبيدي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات