هل الوحدة العراقية السورية...حاجة ام ضرورة

حامد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3532 - 2011 / 10 / 31 - 16:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

هل الوحدة العراقية السورية......حاجة ام ضرورة

ان واحدة من الاهداف السراتيجية لاسرائيل هي ان لا يكون هناك اي تقارب بين العراق وسوريا ...لهذا وعلى مر السنين ومنذ تقسيم الوطن العربي ,تسعى اسرائيل الى العمل بكل الوسائل لزرع الفتنة بين البلدين الجارين ذلك ان اسرائيل تدرك حجم التحديات التي ستواجهها في حالة نشوء دولة محاذية لاسرائيل وكبيرة بهذا الحجم والعمق السوقي الكبير .
وتعمل اسرائيل في الوقت الراهن وبمشاركة قوى عربية حليفة لها على زرع الفتنة الطائفية بين العراق وسوريا مستغلة الربيع العربي والاحداث الدائرة في سوريا الان والموقف العراقي الداعم للحكومة السورية وتصوير هذا الدعم العراقي وكأنه دعم للمكون العلوي على حساب الاغلبية السنية في سوريا ...انه مخطط يهدف الى اغراق البلدين بنزاعات طائفية وصولا الى تقسيم هذه المنطقة على اساس طائفي وهذا ان تحقق فسيعلن عن بدء مرحلة خطيرة في مستوى العلاقات التي ستقام على اسس طائفية .في الوقت نفسه يجري في كردستان العراق تضخيم الشعور القومي لدى الكرد....ويؤسس على ان اي تنازل للمركز هو عودة الكرد لجحيم الظلم والاضطهاد الذي تعرضوا له على ايدي الحكومات السابقة متناسين ان من يحكم الان في بغداد وكردستان هم الكرد فلينظروا الى توزيع المناصب من راس الهرم الى القاعدة .ناهيك عن الغزل العربي الواضح لكردستان العراق والزيارات التي يقوم بها سياسيو الخط الاول لهذه البلدان .......عود على بدء...
شهدت ارض العراق وبلاد الشام ظهور عدة حضارات "" السومرية "الاكدية "ا لبابلية "الاشورية "الكنعانية-الفينيقية :الارامية –الكلدانية " العربية –الاسلامية.......وقد اطلق عالم الاثار الامريكي- جيمي هنري اسم الهلال الخصيب على هذه المنطقة من العالم .وذلك لاسباب تأريخية حيث شهدت هذه الارض مهبط الرسالات السماوية وميلاد اولى الحضارات البشرية.
ولو احصينا الموارد الطبيعة لهذه الارض الممتدة من الفاو الى سواحل البحر الابيض المتوسط لادركنا اننا امام دولة تمتلك مقومات غاية في الاهمية فالتنوع في مصادر الموارد من مياه الى اراضي زراعية الى عدد لا يحصى من المعادن..الى ثروة النفط ؟؟...الى االتقارب في البناء المجتمعي والتشابه الكبير فسي العادات والتقاليد ..الى اهم عنصر وهو العنصر البشري الذي يشكل كتلة كبيرة ومهمة من الكفااءت العلمية والمهنية . اضافة الى
ان الاراضي التي تمتد من الفاو الى سواحل البحر الابيض المتوسط توفر للعراق فرصة ايجاد طرق وبدائل ومنفذ بحري مهم جدا للتخلص من الضغوط الخليجية والتركية كما ان السواحل السورية تعطي للعراق سواحل تمتد الى اكثر من 183 كم ...وهذه تتيح للعراق التوسع في تجارته مع العالم والتنوع المطلوب في منافذ التصدير والاستيراد....كما تؤسس للقناة الجافة التي ستغير الخارطة العالمية للتجارة الدولية ...وستحدث هذه القناة تغيرا في المفاهيم الاقتصادية والعسكرية ...هذا اضافة الى امكانية القدرة على بناء قوة بحرية عسكرية مهمة ليكون لها التأثير المهم على استقرار المنطقة وتحقيق التوازن السترتيجي في المنطقة .
وسعيا لبناء الوحدة بين سوريا والعراق لابد ان نذكر بعض الحقائق المهمة التي تثير الفزع لدى الدول الاقليمية وعلى رأسها اسرائيل ......حيث ان مساحة هذه الدولة ستبلغ 620000 كم مربع (مساحة سوريا 185000 كم مربع ومساحة العراق 435000 كم مربع ) وسيبلغ عدد نفوسها 51 مليون نسمة (سوريا 22مليون نسمة والعراق 29مليون نسمة). مما يؤسس لدولة اقليمية سيكون لها وزن مؤثر وفاعل في السياسة وفي الاقتصاد العالمي والاهم من هذا انها ستوفر للاانسان في هذه الدولة فرصة كبيرة للنهوض بالواقع العربي والاقليمي وتحقق التوازن المختل الان لصالح تركيا وايران واسرائيل .
من هنا لابد للسياسين في البلدين من ان يتجاوزا كل خلافاتهم وينتبهوا للمخاطر التي تحيط بهم
ويعملوا على بناء الوحدة الاقتصادية التكاملية بين البلدين كهدف ستراتيجي يجب تحقيقه وان هذا الامراصبح حاجة وضرورة ملحة للبلدين الجارين .

" اللهم فاشهد اني قد بلغت "


حامد الزبيدي
31/10/2011

#حامد_الزبيدي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل