أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حامد الزبيدي - حرب الدجاج














المزيد.....

حرب الدجاج


حامد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3514 - 2011 / 10 / 12 - 14:35
المحور: كتابات ساخرة
    


حرب الدجاج

قبل ان تذبح كتبت في وصيتها .....ان تذبح على الطريق الاسلامية وباشراف ممثل من مكتب احد المراجع العضام . وان يذهب جسدها الجميل الى احد المصانع الطائفية مثل
..دجاج البركة او الفقيه او النور او الكفيل ... لتباع لمن يستحقها ويقدر لحمها ...ويمصمص عظامها برقة والا ستصرخ
محتجة.....قاق....قاق....!!!!
انها حرب الدجاج الطائفية التي تسهم في توزيع الخارطة الغذائية لمكونات
الشعب العراقي وكذلك تسهم في توجيه حركة المواطنين للتبضع من اماكن محددة بعينها دون البحث او الذهاب الى اماكن ذات لون طائفي يختلف ......فهناك لا تجد دجاج الفقية او دجاج
النور.... وبالتالي فهو يبحث عن غذاء طائفته ويتمترس معها ويخلق بيئة افتراضية له ولطائفته....هكذا اصبح العراقي الجديد.... هو لا يجازف بالذهاب الى مناطق اخرى كما يوظف كل جهده وعلاقاته لخدمة منطقته على حساب المناطق الاخرى لا بل يوصي ابنائه بعدم الاقتراب او اللعب مع من يختلف معهم من اقرانه في المدرسة والابتعاد عن المختلف عنهم ...فهو يسعى لان تكون اماكن التعليم خاصة وكذلك الجامعات والدوائر...ويا ريت الحمامات العامة ... رغم قلتها ....!
لقد تم ضخ وتضخيم الاختلافات الفكرية والعقائدية الى جانب التغذية الطائفية والمظاهر
الاخرى لدرجة انك تستطيع ان تميز من بين الجمهور من هو من طائفتك ومن المختلف عنهم ....فالمحابس في الخنصر والبنصر وحتى الابهام لها دلالاتها وكذلك اللحية القصيرة وعدم ارتداء ربطة العنق والتسبيح بالسبحة وحركات التعفف المصطنعة .....
التي يلجأ الى استخدامها دعاة التدين ...كل هذه تشعرك بجو معين .اما بالجانب الاخر فهناك دجاج المصطفى ودجاج الغربية اضافة الى الدشداشة القصيرة واللحية المميزة الكثة الطويلة ......والنضرة العابسة الغاضبة التي تشعرك بان هذا الشخص قد فقد الكثير من امتيازاته وبشاشته ونسي حتى الابتسام بوجه الزبائن.......والذي يثير الدهشة ان هذه المظاهر تنتشر بسرعة بين الاوساط الشبابية والمؤكد ان هذه المظاهر تفرض علينا بمنهجية مدروسة ومبرمجة ومخطط لها من قبل الطائفيون الذين يرومون تحقيق برامجهم في انشاء دويلات طائفية على ارض العراق لا لخدمة هذه الطائفة او تلك كما يزعمون او رفع المعناة والظلم عنها بل لتكريس حكم فئة لها ولاءات لاجندات تصب في مصلحة اطراف اقليمية من هنا وهناك ....
وحرب الدجاج الطائفي هو احد هذه المظاهر التي تسوق وسياتي يوم نرى فيه معارض ازياء لهذه الطائفة او تلك كما سنشهد بروز تخصصات جديدة مفصلة لطائفة دون اخرى ....وهذه لن تباع ولا تجد لها زبائن في مناطق اخرى كما هو حاصل مع الدجاج وما ينطبق على الدجاج يسري على الفواكه والخضر والملابس والاحذية والسيارات.... والقائمة تطول ومبروك لنا هذه الديمقراطية الطائفية المبسترة على الطريقة السعودية والايرانية...
الجدران الكونكريتية التي تحيط بالاحياء السكنية خلقت كانتونات ساهمت بشكل كبير في خلق هذه الممارسات الغريبة عن المجتمع العراقي و فرضت ممارسات وعلاقات اجتماعية واقتصادية لم نالفها من قبل ...لقد بدانا بحرب الدجاج الطائفية وسننتهي الى حرب البيض وحرب الطماطة .....
ولا يلوح في الافق القريب ان هناك نية لرفع هذه الجدران العازلة......
انهم يجتهدون دون كلل في تمزيق النسيج الاجتماعي للشعب العراقي بغياب الممانعة المنظمة
لهكذا مشاريع طائفية من قبل الاحزاب الديمقراطية والليبرالية....فقط نلمس جهودا منفردة لبعض الشخصيات الوطنية المعروفة .....مما يؤشر على الازمة التي يعيشها هذا التيارفي العراق.....!





حامد الزبيدي
12-10-2011



#حامد_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بغداد...عاشقة حتى اخر رمق
- الف.. باء...ميناء
- وطن بلا جدران
- حكاية موظف .....(م)
- العواصف الترابية في العراق
- العراق بعد......9/4
- حسون الامريكي
- الديك الفصيح من البيضة يصيح-1
- احترامي للحرامي
- كومة احجار ولا هالجار
- الى من يهمه الامر....سرجون الاول
- اللهم عجرم سياسينا
- الحلم القديم الجديد
- الرقص على انغام موسيقى الراب ستان


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حامد الزبيدي - حرب الدجاج