أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حامد الزبيدي - بأي حال عدت يا عيد














المزيد.....

بأي حال عدت يا عيد


حامد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3540 - 2011 / 11 / 8 - 22:45
المحور: حقوق الانسان
    



منذ ان شاع السحل والقتل في بلادي فارقت الفرحة قلوبنا وحياتنا ......منذ وجد الفقر طريقه في بلادي ازهقت الفرحة ...لقد مر وقت طويل ونحن لا نعرف غير الموت واقامة المأتم واستقبال المواسين والمعزين ...حتى لدرجة اننا بعد حين لا نسأل عمن مات او قتل او استشهد فالكل سواء هو موت وفراق للاحبة وشعورا بالوحدة والغربة امتد لعشرات السنين ....حتى لم نعد نعرف من طقوس العيد والفرح الا ما نشاهده يمارس من قبل الشعوب الاخرى(الفايخة) او ما نسمع عنه من عادات وتقاليد رحلت مع ابائنا واجدادنا ..... وددت لو نسعى جميعنا ان نفكر معا بطقس يتناسب مع الحزن الطويل لنجد في كم الاحزان الذي يملأ حياتنا بعض الرضا ....وليس الفرح ....الفرح صناعة ابتكرتها الشعوب لتعبر عن مناسبات.. تجمع حولها البشر ليتوحدوا ويشعر احدهم بالاخر ليتشاركوا الفرحة والمصير ويتبادلوا صدق المشاعر وليتوحد الفقير مع الغني وتتشابك الايادي تاركة ورائها البغض والكراهية.....وليجددوا العهد على العيش بسلام ووئام ......
بأي حال عدت ...كيف لنا ان نفرح واحزمة الفقر تطوق اعناقنا وملايين البشر يسكنون المزابل وملايين البشر مهجرين ...كيف نفرح وملايين البشر يعيشون تحت خط الفقر ونسبة كبيرة من شعبي لا يجد الماء الصالح للشرب وابنائنا يذهبون لمدارس من طين .....لا تحميهم من حرالصيف ولا تدفيهم من برد الشتاء....
نحن في العراق ..... نموت من اجل الوطن ولقد كنا منذ الازل مشاريع استشهاد وموت ..
فمنذ بدء الخليقة والسيد العظيم (مردوخ ) يقاتل متخذا من الرياح والعواصف المدمرة اسلحة له ضد التنانين والثعابين الضخمة ..... من اجل ان يعم الامن والاستقرار ارض النهرين .
ولم يزل في بلدي الذي يعتبر من اغنى بقاع الكون يجوع فيه الانسان ويعرى ....وهو يسمع
يوميا السياسين وهم يتحدثون عن انجازاتهم ومشاريعهم والخير الذي سيعم والماء الزلال الذي سيشرب والسقف الذي سيحميه والدواء الذي سيهدىء من الامه والبسمة التي سترتسم على شفاه اطفاله ....فيقول في سره .... يا رب .....!!!!!
يتذكر انه منذ ان كان صغيرا وهو يستمع الى هكذا خطب رنانة ... ومرت العشرات من مناسبات الاعياد التي كانت تخنقه لقلة ما في اليد ....لقد اعطى كل ما طلب منه لهذا الوطن
ولم يتردد لحظة واحدة عن تلبية النداء وقاتل بضراوة الاسود وتحمل المصاعب بجلد فخورا مستهزءا بالموت ...باحثا عن البطولة في القراع وكأنه تيس الفلاة ....هزم اعدائه واذلهم ....
تغنى بشجاعته السياسيون زمنا طويلا ...وحينما هدأت الحروب وعاد الى ممارسة حياته الطبيعية احس بانه خرج خالي الوفاض لا يملك شيئا ....يقدمه لاطفاله الا التواضع لهم ولعنة الساعة التي اتت به الى هذه الدنيا ....!!!
باي حال عدت .... من المؤكد ان العيد في المنطقة الخضراء له نكهة خاصة ...فالاطفال هناك يرتدون اجمل الملابس واغلاها بالوانها الجميلة الزاهية وهم يحظون بعيديات دسمة وبرنامجهم مزدحم فالالعاب الحديثة في متناولهم وتتزاحم في اياديهم النساتل والحلويات وكأنها عطايا بابانؤيل لا يشغلهم الا جدولة فسحهم ولعبهم وعيش طفولتهم الجميلة البريئة وتمضية الوقت الجميل بدفء وحنان الوالدين والاقرباء ....فهل يفكر السياسين كيف تمر الاعياد خارج جدران المنطقة الخضراء ..... ...وهنا لا تجد من يسأل بأي حال عدت يا عيد .....!!!!



حامد الزبيدي
8 /10/2011



#حامد_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خليجي....21
- رجال السيليكون.....العربي
- هل الوحدة العراقية السورية...حاجة ام ضرورة
- الدولة الكردية
- لنتذكر معا ....حاكما اسمه القذافي
- حرب الدجاج
- بغداد...عاشقة حتى اخر رمق
- الف.. باء...ميناء
- وطن بلا جدران
- حكاية موظف .....(م)
- العواصف الترابية في العراق
- العراق بعد......9/4
- حسون الامريكي
- الديك الفصيح من البيضة يصيح-1
- احترامي للحرامي
- كومة احجار ولا هالجار
- الى من يهمه الامر....سرجون الاول
- اللهم عجرم سياسينا
- الحلم القديم الجديد
- الرقص على انغام موسيقى الراب ستان


المزيد.....




- أبو الغيط يُرحب بنتائج التحقيق الأممي المستقل حول الأونروا
- الاتحاد الأوروبي يدعو المانحين لاستئناف تمويل الأونروا بعد إ ...
- مفوض حقوق الإنسان يشعر -بالذعر- من تقارير المقابر الجماعية ف ...
- مسؤول أميركي يحذر: خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر خارج منزل تشاك شومر في مدينة نيويو ...
- مسؤولان أمميان يدعوان بريطانيا لإعادة النظر في خطة نقل لاجئي ...
- مفوض أوروبي يطالب بدعم أونروا بسبب الأوضاع في غزة
- ضابط المخابرات الأوكراني السابق بروزوروف يتوقع اعتقالات جديد ...
- الأرجنتين تطلب من الإنتربول اعتقال وزير داخلية إيران
- -الأونروا- تدعو إلى تحقيق في الهجمات ضد موظفيها ومبانيها في ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حامد الزبيدي - بأي حال عدت يا عيد