أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الزبيدي - الفشل النبيل














المزيد.....

الفشل النبيل


حامد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3767 - 2012 / 6 / 23 - 22:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لو إنني استعرضت سيرة حياتي والنتائج بعد بلوغي الستين...لأدركت باني خرجت من الحياة خالي الوفاض ...لا ...ولا ........ولا صحة تتحمل ولا أحلام تدغدغ عقلي وتبعث فيه الأمل بالغد ...فاني أعيش الغد بكل مرارته وفراغه ونكرانه وابتعاده .... وتخليه عني .
لم أفرط بأشياء أعطيت لي... ولم يمنحني الآخرين أي شيء يعينني بل كنت أقاتل لأحصل على ما احتاج للبقاء عزيزا كريما ...لم يساعدني احد في حين كنت اهرع لمساعدة الآخرين .... بذلت كل ما في من إيمان باني افعل الصواب ... ولقد كانت تمر السنوات من بين ضلوعي ويتسرب من بينها عنفوان الشباب والتحدي والإصرار ...لم أمارس الكذب أو التملق للآخرين.... بل طوال عمري كنت المحارب صاحب الموقف والقول الفصل بين الحق والباطل ....ولا أبالي بردود أفعال إنصاف الرجال أو تربصهم للنيل مني ....لم أتحايل لأصل إلى ما أريد بل أعلن عما أريد بكلام فصيح وأدب لا يتحلى به أعدائي ...ولم اطلب لنفسي ما اعتقدت انه ابسط الحقوق التي يجب أن تعطى لي ..... إمام ما قدمته لبلدي وأهلي وناسي .....في حين حصل السراق على كل شيء دون أن يقدموا أي شيء .... هل كان المفروض ان أتحول إلى مجرم وسارق وخسيس كي احصل على حقوقي ....أقول .... قد أكون فاشلا في أعين الآخرين ولكني حتى وان عادت بي الأيام إلى فترة الشباب والصبا ....فاني سأسلك نفس السلوك وارتمي في أحضان نفس الطاس.....ببساطة لا اعرف غير هذا ولا اقبل بغيره .....
فليعذرني أبنائي ...لان طريقهم سيكون صعبا وعسيرا ولكنه غير مستحيل ......
وارجوا أن يتذكروا إني لم ابخل عليهم بأي شيء واني حاولت واجتهدت .... ولكننا في بلد لا يعبأ بالشريف والفاضل والقديس ....ولا يهتم لأمره احد ... نعم يتذكرونهم بصيغة الجمع الحامي والشجاع والمدافع عن الوطن بعزم وحزم وكأنهم اختصوا بهذا الواجب.. ولغيرهم من المفسدين والمارقين والسراق كل خير البلاد .... ويبدو إننا في العراق ندمن عن التخلي عمن يدافع عن الديار ويضحي في سبيل البلاد ويذود عن العرض والأرض .... ليقتلوا أو يستشهدوا .... ثم نبكي عليهم ونفخر بهم ونجعلهم شجعان وبواسل في أدبياتنا في حين كانوا بيننا بالأمس أشخاص عاديين لا يلتفت إليهم عمر ..... ولم يهتم لأمرهم زيد ....
فمنذ القدم ينال أشباه الرجال والمرابين كل متع الحياة ويتقلبوا على أجساد الجواري الحسان ... في حين كان المقاتلين الأشداء يرمون بأجسادهم المتعبة على الأرض الموحلة لينالوا قسطا من الراحة.
لأبنائي الأعزاء ....قد وضعني قدري في زمن يتظاهر فيه المزورون للمطالبة بحقوق ليست لهم.... أسوة بغيرهم الذين تصدروا الصفوف ....و يتفاخر فيه ألحرامي والقاتل والمرتشي والمزور ويلوذ بالصمت الشريف .....هذا زمن يرتفع فيه صوت الباطل ويخنق فيه صوت الحق ...وكما قال الإمام علي ...الهدى خامل والعمى شامل. هذا زمن لا ينتمي للمعقول أبدا .. فمنذ أن تسلم السلطة ابن الشارع عام 1979 والعراق يشهد تغيرا في المنظومة القيمية والأخلاق والأعراف التي حافظت على السلم الاجتماعي بين العراقيين رغم تنوعهم العرقي والديني إلى أن وصلنا لما هو عليه ألان من انحطاط .
ليس الموت ما يخيفني ..... ولكنها غصة في قلبي كالجمرة تشتعل في داخلي حنقا على ما يجري .... يبدو أننا لم نكن موفقين كفاية ....إنها مواسم القحط التي تأتي بأرباع الرجال وأجزائهم ...ليتحكموا بمقاديرنا ....
يا أبنائي .... وصيتي لكم .... ارفضوا الخنوع والقهر وكونوا رجالا لا يهابون الموت ولا يرضخون لطاغية ولا يستسلموا لقدر مهين .... وكما قال جيفارا...لا يهمني أين ومتى سأموت بقدر ما يهمني ان يبقى الثوار يملئون العالم ضجيجا كي لا ينام العالم بثقله على أجساد الفقراء والمظلومين .... وتكملة لهذا القول..... ولكي لا ينعم الطغاة بالراحة أبدا .......


حامد الزبيدي .............
18/6/2012
أنها رسالة لكل الأبناء الذين ينكرون على أبائهم تضحياتهم .....



#حامد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى اين يتجه ...تكتك الديمقراطية في العراق
- الوعد
- وطن يعيش فينا
- اسد بابل
- دروس من التأريخ
- رائحة البرتقال
- روسيا- الصين . كوم
- بلاد الفرص الضائعة
- على باب الله .....!!!!!
- هل تكره امريكا .....؟
- الدولة السنية
- بأي حال عدت يا عيد
- خليجي....21
- رجال السيليكون.....العربي
- هل الوحدة العراقية السورية...حاجة ام ضرورة
- الدولة الكردية
- لنتذكر معا ....حاكما اسمه القذافي
- حرب الدجاج
- بغداد...عاشقة حتى اخر رمق
- الف.. باء...ميناء


المزيد.....




- وزير الدفاع الإسرائيلي يأمر بإعداد -خطة- ضد إيران ووكلائها و ...
- ماجد الأنصاري يتحدث لـCNN حول توسط قطر بين إيران والولايات ا ...
- كيف تحوّلت مراكز توزيع المساعدات الإنسانية في غزة إلى -ساحات ...
- حفل زفاف بيزوس: من هو العريس؟ ومن هي العروس؟
- الحياة تعود إلى طهران، لكن سكانها يشعرون بصدمة عميقة
- حركة حماس بين فكي العشائر الفلسطينية وتراجع الدعم الإيراني.. ...
- كيف تحمي طفلك من ضربة الشمس والإجهاد الحراري؟
- موجة عداء للمسلمين بعد فوز ممداني في انتخابات نيويورك التمهي ...
- محكمة إسرائيلية ترفض للمرة الثانية طلب نتنياهو تأجيل محاكمته ...
- غزة توثق العثور على أقراص مخدرة داخل أكياس الطحين


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الزبيدي - الفشل النبيل