أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف غنيم - لنوقف إستباحة الوعي














المزيد.....

لنوقف إستباحة الوعي


يوسف غنيم
(Abo Ghneim)


الحوار المتمدن-العدد: 3895 - 2012 / 10 / 29 - 16:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما يقايَض الوطن بالمال، يسلّع الإنسان الذي يشكل الفضاء الإجتماعي لهذا الوطن، وتصبح المضاربات آلية للمتاجرة بهدف إحتكار السلعة الرائجة، تمهيداً لتحقيق أعلى عائد ممكن بأقصر فترة ممكنة.
يشارك في الترويج للتجارة بالبشر، نخاسي القرن الواحد والعشرين الذين إمتطوا الدين وحولوه لأداة تبيح كل شيء من أجل تركيم المزيد والمزيد من رأس المال.
وطن يباع من أجل غازه الطبيعي والمياه التي إستقرت في جوف الصحراء، ويتم رهن وطن لسلطة دينية هاجمت كامب ديفيد وهي ملاحقة من سلطات القمع، وقمعت بدورها من يطالب بإلغائه وهي تحكم البلاد بإسم رب العباد، قبلنا بكل ذلك على قاعدة أن التاريخ في سياق تطوره يمر بإنتكاسات هي من ضروراته، لكنه يعاود الإنطلاق إلى الأمام بفعل ما يحمله من عناصر تغيير تتشكل من الأجيال التي تنمو في أحشاء المرحلة، وتعمل على الفكاك منها رفضاً للإستغلال الذي يسم تلك المرحلة.
الخطورة الكامنة في المرحلة المعاشة تتمثل في العمل الممنهج على تخريب الوعي العام، من خلال تسييد الفردانية في التعاطي "لا شيء من دون مقابل"، تم تسليع القيم حيث أصبحت تباع لمن يدفع أكثر، و يساهم في هذه التجارة "المثقفين العضويين" لأنظمة البترو دولار، حيث الشراء للإسم المسجل لدى الدوائر والمؤسسات المتورطة حد العمالة مع المشاريع الإمبريالية في الوطن العربي، ما الذي يفسر الفتاوي الدينية التي أطلقها شيخ الأفاكين القرضاوي، بضرورة الإمتناع عن التظاهر نصرة للرسول بعد الفيلم المسيء الذي دافعت عنه الإمبريالية تحت يافطة حرية التعبير؟، و ما الذي يدفع إلى تحويل عضو كنيست عربي -أقسم الولاء لدولة الإحتلال- إلى منظّر عربي لثورات "الخريف الإخواني"؟ غير عملية تخريب ممنهجة تتقاطع بها ثلاثة أطراف تتشارك في العداء للأمة العربية وهي:-
1. الإمبريالية العالمية: التي تعمل على إستمرار إحتجاز تطور دول المحيط بشكل عام، والوطن العربي بشكل خاص، في مسعى للحفاظ على تحقيق أعلى عائد من التبادل الغير متكافىء، نتاج علاقة التبعية الإقتصادية التي ترسخت بفعل إمتلاك الإمبريالية للتقنيات العلمية والترسانة العسكرية، التي تستبيح من خلالها أسواق العالم تحت شعار حرية التجارة وحماية مصالحها الإستراتيجية.
2. الكيان الصهيوني: الذي يسعى إلى إختراق الوطن العربي من خلال إجبار النظام القطري العربي للإعتراف علانية بشرعيته، تمهيداً لإختراق الوعي الشعبي في مسعى حثيث للتطبيع الإقتصادي ليتحول الكيان إلى قوة مهيمنة في الوطن العربي لتحقيق الحلم الصهيوني، "إسرائيل من النيل للفرات". لم يعد إحتلال الأسواق بحاجة إلى إحتلال القطر بشكل كامل -لما لذلك من تبعيات- يكفي إحتلال الوعي والإقتصاد للتحكم بوجهة أي دولة.
3. القطريات العربية: يعتبرالنظام القطري العربي المرض المزمن الذي يعاني منه الوطن العربي، فهو الأداة الوحيدة القادرة على تحقيق هدف الإمبريالية والكيان، وهذا ما يمكن تلمسه اليوم بشكل فاضح من خلال إمتهان النظام العربي لحالة الخضوع والطأطأة للإمبريالية و الصهيونية بكل ما يتعلق بقضايا الأمة، ولعلّ الرسائل التي وجهها النظام الإخواني في مصر وتونس وقطر في هذه المرحلة، ومبادرة السلام العربية الداعية إلى إعتراف وتطبيع عربي مع الكيان، في إطار شرعنة إحتلال فلسطين التاريخية مع تسويات مع فلسطينين، لخلق كيان سياسي ينضم للنظام القطري في محاولة لإنهاء الصراع الذي ما زال يشكل المحرك العام للتناقضات في الشرق الأوسط بشكل عام، والعالم بشكل خاص، كون الإحتلال الصهيوني لفلسطين آخر إحتلال بالقرن الواحد والعشرين، وإستمراره يشكل خطراً وجودياً على النظام العربي الرسمي، أداة الإمبريالية في أكثر الدول غنى بالبترول، عماد الإقتصاد الإنتاجي بالغرب والإقتصاد الريعي الإستهلاكي في الوطن العربي.
لحماية الوعي، علينا العودة إلى مناقشة المفاهيم التالية: القومية، العدالة الإجتماعية، الحرية، الديمقراطية الإشتراكية، المقاومة، الممانعة، التحالف. علينا مناقشة هذه المفاهيم بشكل نقدي بهدف تخليصها من الأدران التي لحقت بها جرّاء حالة الركود الفكري التي أعقبت إنهيار النموذج الإشتراكي المحقق والذي أدى إلى إرتداد البعض، وإغتراب البعض الآخر، وتمسك فئة قليلة بمنطق التاريخ ومنهجه إلى راهن اللحظة.



#يوسف_غنيم (هاشتاغ)       Abo_Ghneim#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسئلة برسم الإجابة
- مشعل قائد للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين
- من أنت
- هل احبك
- لا لكتم الصوت
- الديمقراطية بين الواقع والطموح
- بيت لحم ولجنة التراث العالمي
- قراءة في نتائج الإنتخابات المصرية
- قراءة في تصريحات الرئيس المصري حول سوريا
- الأهرامات ملك للإنسانية
- الوطن دائما الوطن أبدا
- مصر من جديد
- لا صلح مع الدين السياسي
- قطر تشتري القمر
- صفقة أمريكية إخونجية محتملة في الضفة تحفظ مصالح الكيان
- الهوية الدينية والهوية القومية
- من النهاية نبدأ دوما
- على الشعب العربي إستعادة ثرواته
- البحرين
- نحو تحديد مفاهيم الواقع


المزيد.....




- داخل أطول الأودية الضيقة في العالم على شكل أفعى في أمريكا
- السعودية الثانية.. أعلى 10 دول في احتياطيات النفط عالميا بعا ...
- الملل: ما الأسباب التي تجعل البعض أكثر عرضة للشعور به؟
- مؤكدة وفاته انتحارًا.. وزارة العدل الامريكية: لا يوجد قائمة ...
- روسيا تزيد من وجودها العسكري في أرمينيا.. ما الهدف؟
- مدريد تستضيف القمة الثالثة مع أفريقيا لتعميق الاستثمار والتج ...
- رائد الصالح من قيادة -الخوذ البيضاء- إلى وزارة لإدارة الطوار ...
- -إسرائيل تقوم بالعمل القذر من أجل الغرب-.. ما معنى ذلك وما ت ...
- محكمة بريطانية تنظر في اعتداء مزعوم على ضباط شرطة بمطار مانش ...
- -يا إلهي!-.. فتيات تم إجلاؤهن من فيضانات تكساس يُصعقن بالدما ...


المزيد.....

- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي
- صندوق الأبنوس / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف غنيم - لنوقف إستباحة الوعي