أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف غنيم - مصر من جديد















المزيد.....

مصر من جديد


يوسف غنيم
(Abo Ghneim)


الحوار المتمدن-العدد: 3759 - 2012 / 6 / 15 - 12:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مصر من جديد
الإنتخابات الرئاسية في مصر قاب قوسين أو أدنى من الحسم، التكهنات عديدة لكن المؤشرات واضحة تحدد إتجاه الضربة لقوى الثورة المضادة، هل سيكون شفيق الرئيس المصري القادم؟ هل ستكون الإنتخابات الرئاسية المرحلة الأخيرة من ترويض إرهاصات الثورة والشعب الذي كسر حاجز الخوف وتحدى قوى الأمن الداخلي التي حكمت البلد طيلة العقود الماضية مطالباً بإسقاط النظام. لقد سقط وهم التغيير الثوري دون أدوات حزبية تعمل على إيصال الثورة إلى بر الأمان، حاول بعض مفكري الما بعدية وضع نظريات سياسية جديدة تقوم على الفوضى الخلاقة القادرة على تغيير الكون مستندين إلى فلسفة الجمهوريين الذين حاولوا نشر الفوضى بالوطن العربي تحت يافطة جلب الديمقراطية وتغير النظم الديكتاتورية بدءا من نظام طالبان في أفغانستان مرورا بنظام البعث بالعراق وصولا إلى نظام البعث بسوريا.
تولى الديمقراطيون إتمام المهمة بمساهمة النخب الليبرالية التي عملت على نشر مفاهيم المجتمع المدني وحقوق الإنسان والمشاركة السياسية على قاعدة إعادة إنتاج النظم السياسية التابعة لأمريكا من خلال مثقفين يخترقوا الوعي العام مشكلين فضاءا ثقافوياً متخارج ومتحالف مع العدو بما بات يعرف بأبناء هيلاري ولتحقيق هذه الغايات تم العمل على أكثر من محور لضمان النتائج فقد عمدت الإدارات الأمريكية على دعم المؤسسات المجتمعية وإغداق الملايين عليها من أجل نشر المفاهيم اليبرالية في المجتمع والعمل على تفتيت بقايا العمل الحزبي الذي عملت النظم السابقة على إفشال تجربته من خلال سياسة الحظر والملاحقة للقيادات والأعضاء الحزبين بإعلان قوانيين الطوارئ التي حظرت الحريات وعمقت دور المؤسسة الأمنية بالحياة العامة رافق ذلك آلاف المنح الدراسية بهدف إعداد دراسات حول المجتمع العربي لتحديد مواطن الضعف في النسيج العام تمهيدا لإختراق الحالة الجمعية وتذرير الدول القطرية بعد أن تم تقسيم الوطن العربي وما رافق ذلك من تعميق للمفاهيم القطرية، هل يمكننا فهم التوتر الذي نشأ بين مصر والجزائر بعد الخلاف على مباراة كرة قدم خارج هذا السياق؟ وهل يمكن فهم تنازل النظام في الخرطوم عن جنوب السودان دون التوقف طويلا أمام إستعدادية النخب الحاكمة بالتفريط في الوطن من أجل البقاء بالسلطة. المحور الأخير بلورة قيادات سياسية وإجتماعية في الخارج تعمل على تنفيذ الأجندة الأمريكية والتي يمكننا توصيفها بالخلايا الكامنة من أمثال غليون والبرادعي والغنوشي وعبد الحكيم بلحاج الذين أمتطوا الأحداث ونجح بعضهم في الوصول للسلطة بفعل الناتو كما هو الحال بليبيا أو من خلال أدوات العمل المجتمعي الهجينة كما هو الحال بتونس ومصر ومحاولات تكرار التجربة في سوريا بطرق تتقاطع بها التجربة الليبية والتونسية.
لقد نجح المشروع الإمبريالي إلى راهن اللحظة في إعادة صياغة التحالفات ضمن الرؤية الأمريكية للمنطقة وما يقف حائلا أمام تعميم التجربة عدم إمكانية الحسم في سوريا نتاج حالة الإصطفاف الدولي التي تلجم إمكانيات الناتو وتحييد قدراته التدميرية بفعل الموقف الروسي الصيني المعارض لأي تدخل عسكري في سوريا وفشل المرتزقة بتفتيت اللحمة الوطنية الداخلية والمعبر عنها إلى اللحظة بالتماسك ما بين السلطة السياسية والجيش والمواطنين الذين يؤمنون بأن الوطن أكبر من النظام الحاكم وبأن الإستقواء بالعدو الخارجي سيعيد الإحتلال المباشر إلى الوطن من خلال من يدعي الحرص على الديمقراطية وحقوق الإنسان من مثقفين يعملون في خدمة الأخر.
إعادة إنتاج الواقع السياسي في مصر نموذج سيتم تعميمه على العالم العربي نظراً للدور المحوري الذي تلعبه مصر، وقد بدأ بتحالف الإخوان المسلمين مع الجيش الذي عمل وفق منهجية متدحرجة تبدأ بإحتواء الحراك الشعبي تمهيداً لحصر المطالبة بديمقراطية سياسية محدودة بإجراء إنتخابات تشكل قاعدة لإقتسام السلطات بين الجيش والإخوان، بحيث يحافظ الجيش على إمتيازاته الإقتصادية ويهيمن الإخوان على الحياة الإجتماعية دون إجراء أية تغيرات على المستوى الإقتصادي نظرا للدور المحوري للإقتصاد في تحديد آفاق التغيرات الإجتماعية السياسية وما يوضح ذلك الرد العنيف للجيش على الإضرابات العمالية التي رافقت الإحتجاجات في مصر بدعوى المس بالإقتصاد القومي، هل تغيرت القوى الإجتماعية المهيمنه على الإقتصاد المصري حتى يكون التحرك العمالي مساً بالمصالح الوطنية؟ وهل إستمرار تجريف الثروة مؤشراً على نجاح أم فشل التحركات الشعبية في تحقيق الشق الإقتصادي في التغير؟
الكل يتحدث عن حل مجلس الشعب كإنقلاب على الثورة ولم يتحد ث أحد عن تماهي الدين السياسي مع الثورة المضادة من خلال عقد التحالفات مع الجيش بالوقت الذي كان شباب الثورة يقتلون في ميدان التحرير، لم يحدث إرتداد بل حسم من قبل قوى الثورة المضادة من خلال قدرتها على إحتواء الحراك الشعبي بفتح المجال أمام الجماهير الغاضبة بتفريغ غضبها عبر التظاهرات المليونية وفتح القنوات الإذاعية والفضائيات للتعبير عن قسوة المرحلة الماضية، تمهيداً لإعادة هيمنة القوى السياسية على المشهد العام بوجوه جديدة في عملية إنتاج للنظام القديم.
قد يطرح السؤال التالي، إذا كان هذا التحليل صحيح لماذا تم حل البرلمان؟
وهل تراجع الجيش عن التفاهمات مع الدين السياسي؟
الجيش لم يتراجع عن تفاهماته مع الإسلاميين لأن عرّاب هذه التفاهمات يعي تماما أن التراجع يعني إدخال البلاد في حالة صراع ستساهم بضرب مصالحه نظرا لحجم التأيد الشعبي لحمدين صباحي ذو التوجه القومي الناصري والمرشح مستقبلا للعب دور مركزي في الحياة العامة بمصر بحال عمل على تأطير الحالة القومية ودفعها للعب دور حقيقي في عملية التغير، ما تم هو تهذيب لطموحات الدين السياسي الذي حاول الخروج عن التفاهمات بفعل توهمه بأن رصيده بإنتخابات مجلس الشعب تؤهله لحسم الإنتخابات الرئاسية وبالتالي فرض نظام سياسي إسلامي بالكامل في مصر الأمر الذي قد يخرج عن السيطرة بالقادم من الأيام حيث تنقلب حركات الضد على منشئها بعد إستنفاذ دورها الإستخدامي وهذا ما حصل مع ما سمي بالمجاهدين العرب في أفغانستان بعد إنسحاب السوفييت إذ إنقلب هؤلاء على الأمريكان وحاولوا العمل بمعزل عن التوجهات الأمريكية الأمر الذي تطلب شن حرب أطلسية لإعادة ترتيب المنطقة تمشياً والمصالح الإمبريالية، لن تجازف أمريكا بتكرار التجربة وستعمل على خلق التوازنات التي تضمن لها الإستمرار بفرض علاقة التبعية من خلال مؤسسة رئاسية تابعة للعسكر وبقايا النظام القديم ومجلس شعب مرتهن للمؤسسة الرئاسية بذلك فقط تضمن الإدارة الأمريكية طاعة الدين السياسي المهيمن على الحياة الإجتماعية والمهيمن عليه من الجيش.
لم يحدث ثورة في مصر، التحرك الشعبي لم يرتق إلى ثورة كان إرهاصات أولية او بروفة لثورة قادمة ستحمل التغير لمصر وللوطن العربي إذا تحالفت قوى التغير الثوري في خلق حالة قطع مع الماضي وبناء مجتمع العدالة الإجتماعية



#يوسف_غنيم (هاشتاغ)       Abo_Ghneim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا صلح مع الدين السياسي
- قطر تشتري القمر
- صفقة أمريكية إخونجية محتملة في الضفة تحفظ مصالح الكيان
- الهوية الدينية والهوية القومية
- من النهاية نبدأ دوما
- على الشعب العربي إستعادة ثرواته
- البحرين
- نحو تحديد مفاهيم الواقع
- يا مصر قومي وشدي الحيل
- ما أجملك
- لا وطن ولا عقيدة ولا مبدأ للرأسمالية سوى جني الأرباح
- يا أحمد الجبهاوي
- رسالة إلى بلال وثائر
- كلمات الأسرى الأخيرة
- التفجيرات الأخيرة بسوريا _لعبة الموت
- ما بين الحب والعشق
- هل يكفي أني أحبك
- الأسلاميون وجماع الوداع
- سوريا الوطن النظام
- الواقع العربي و متطلبات التغيير


المزيد.....




- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف غنيم - مصر من جديد