أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - يوسف غنيم - من النهاية نبدأ دوما














المزيد.....

من النهاية نبدأ دوما


يوسف غنيم
(Abo Ghneim)


الحوار المتمدن-العدد: 3747 - 2012 / 6 / 3 - 17:56
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


من النهاية نبدأ دوما

عندما نبدأ من نقطة ما لا ندرك أننا بدأنا من نهاية غيرها، فبداية أي ظاهرة هي نهاية لظاهرة أخرى. ما من شيء في الطبيعة ينشأ من لا شيء، ولا يزول أبداً دون أثر، هذا ما يسمى جدل الحياة وديالكتيك الواقع المعاش.
للنهايات أثر على كل بداية ولكل بداية نهاية، فلا دوام لشيء على حاله لإنعدام الثبات، الثبات حالة من العدم الذي لا تتفق مع تدفق المادة بالحركة والمادة المتحركة لا تستطيع الحركة إلا في الزمان والمكان.
الزمان والمكان مقولتان فلسفيتان متلازمتان مع المادة، والمادة هي الواقع المادي المعطى لنا عبر الأحاسيس. الوجود المادي هو الأساس والأسبق وهو موضوعي بطبيعته ولذا يشكل وجوده تحدٍ للإنسان، وهو ما يفرز الصراع الأبدي، الصراع مع الطبيعة. والمادة في حركة وتحول دائم، ولعل أرقى انماط الحركة هي الحركة الاجتماعية والتي بدأت بتأثير الوجود المادي على الوجود البشري سواء في تطوره إلى كائن عبر دماغه أو في صراع الإنسان مع الطبيعة، مما حمل معه التطور البشري الهائل. في هذا المستوى، يكون الإنسان هو الزمان، هو التاريخ وتحديداً يؤثر هذا الزمان، أي الإنسان في الطبيعة عبر نمط الإنتاج.
تطور الظواهر الطبيعية يأتي في سياق الإختيار الطبيعي، وتطور الحياة الإجتماعية يكون نتاج ضرورات تاريخية يساهم الإنسان في بلورتها إذا توفرالعامل الذاتي القادرعلى إلتقاط العامل الموضوعي المواتي للحظة التغيير التاريخية وهذا يتم تجسيده عبر نمط الإنتاج.
من هنا يصبح الذاتي والموضوعي عاملان حاسمان في التقدم بالحياة وفي تحديد نهاية كل بداية وبداية كل نهاية ، بداية نهاية حياتنا تبدأ من لحظة التلقيح ونصل لنهاية الحياة عندما نفقد القدرة على إلتقاط بداية نهاية الأشياء التي تجعلنا نتحضّر للبداية القادمة، لا شيء ثابت الكل في حركة من البداية حتى النهاية، الحركة مستمرة وما يميزها تقدمها إلى الأمام في حركة صعود يتخللها بعض التراجعات نتاج الحركة اللولبية للتاريخ، لا يمكن التقدم للأمام دون التراجع خطوة وقد تكون خطوات للوراء في عملية لا متناهية من التقدم والتراجع، لكن حالة التراجع وإن شئت النكوص مؤقتة يتلوها حالة من التقدم المرتكز الى التراجع الذي واكب الحركة.
قد تنفلت حركة الواقع وتدخل في سياق من القفزات إلى الأمام أو تراجعات وإرتدادات حادة وفي كلتا الحالتين لن نتمكن من السيطرة على ايقاع الواقع في حالة عدم تبلور العامل الذاتي أو عدم نضجه في سياق تطور الظرف الموضوعي المواكب لحركة الواقع المادية وتطورها.
لقد إنفلت الواقع السياسي بالوطن العربي وأصبح الزمن مكثف مع تسارع الأحداث ولم يعد هنالك أي مؤشر على إمكانية مجاراة الأحداث اليومية التي يعيشها المجتمع العربي بأدوات العمل التي كانت سائدة في الماضي، لم يعد البيان الورقي وسيلة لنشر الموقف، أصبح بالإمكان التواصل مع الملايين بلحظة من الثانية، أصبحت الثانية معادل للنجاح أو الفشل في أي موقف نتخذه في لحظة التراكم أو القطع.
لذا لم يكن مفاجئا أن تتمكن الإمبريالية من إمتطاء اللحظة السياسية بالوطن العربي محولة الحراك الشعبي من بداية النهاية إلى نهاية البداية، لقد تمكنوا من رصد مكونات حراكنا من خلال دراستهم لما كان يتشكل في رحم المعاناة التي ساهموا بتشكلها عبر حالة الرضوخ التي قبلنا بها منذ سلمنا بأننا غير قادرين على مناطحة مخرز الجلاد بأكف أيدينا العارية، غير مدركين بأن إستمرار المنازلة يثلم المخرز ويقلل الضحايا وصولا لإقتلاع المخرز من يدي الجلاد للبدء من جديد بتشكيل بداية جديدة لنهاية جديدة



#يوسف_غنيم (هاشتاغ)       Abo_Ghneim#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على الشعب العربي إستعادة ثرواته
- البحرين
- نحو تحديد مفاهيم الواقع
- يا مصر قومي وشدي الحيل
- ما أجملك
- لا وطن ولا عقيدة ولا مبدأ للرأسمالية سوى جني الأرباح
- يا أحمد الجبهاوي
- رسالة إلى بلال وثائر
- كلمات الأسرى الأخيرة
- التفجيرات الأخيرة بسوريا _لعبة الموت
- ما بين الحب والعشق
- هل يكفي أني أحبك
- الأسلاميون وجماع الوداع
- سوريا الوطن النظام
- الواقع العربي و متطلبات التغيير
- أين يتجه العالم العربي في ظل قيادة قطر
- عندما تضحكين
- عندما يتحول الحب إلى كلمات


المزيد.....




- على وقع فضائح فساد... الحزب الاشتراكي الإسباني الحاكم يحظر ع ...
- آلاف المتظاهرين في باريس يطالبون بوقف الإبادة في غزة
- هل يبدأ حزب العمال الكردستاني بتسليم سلاحه؟
- كلمة الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية محمد نبيل بنعبد ال ...
- -حماس-: الفصائل الفلسطينية رحبت برد الحركة على مقترح وقف إطل ...
- حزب التقدم والاشتراكية يعزز التواصل والتنسيق مع المنتخبات وا ...
- أيام صعبة تنتظر حزب الشعب الجمهوري في تركيا
- الحزب الشيوعي ينتقد التعتيم الحكومي بشأن هجمات المسيّرات وال ...
- رشيد حموني، رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، يكشف ...
- تقرير: قريب لأحد الوزراء مرتبط باليمين المتطرف


المزيد.....

- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - يوسف غنيم - من النهاية نبدأ دوما