أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف غنيم - لا صلح مع الدين السياسي














المزيد.....

لا صلح مع الدين السياسي


يوسف غنيم
(Abo Ghneim)


الحوار المتمدن-العدد: 3759 - 2012 / 6 / 15 - 07:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا صلح مع الدين السياسي

صرح السيد فتحي حماد وزير داخلية حكومة حماس في غزة " لا صلح مع العلمانية ولن يسود إلا حكم الله " وكان السيد إسماعيل هنية قد صرح قبل ذلك بأن الأعداء هم الغرب والعلمانية . التصريحان يحددان موقف واحد من الشعب الفلسطيني يتمثل بالعداء لمعظم هذا الشعب تحت ذريعة حكم الله في إشارة واضحة إلى إحتكار حماس للقداسة الدينية التي تمنحها التحديد و الفصل فيما يسود وما لا يسود من أحكام ونظم تحدد علاقة الإنسان مع الأنسان وعلاقة الإنسان مع الله ، ولانني أعرف ذاتي قومي إشتراكي أجد ضرورة لمناقشة هذين التصريحين الخطرين اللذان يحرضان صراحة ضد ما أعتقد وأؤمن به . أتوجه بداية بالسؤال إلى الجماهير التي إنتخبت حماس هل تعتقدون بأن إختياركم لحماس كان لتطبيق منهجية تفكيرهم على الواقع الفلسطيني ؟ هل تعتقدون بأن الإقصاء والتفرد في الحكم هو عنوان يمكن أن يحقق الحلم الذي ضحى من أجله وفي سبيل تحقيقه الشعب العربي من المحيط إلى الخليج ؟
وهل الفكر الإخونجي المتصالح مع الإمبريالية والمشارك لها في ذبح ليبيا وسوريا يمكن أن يشكل القاعدة لبناء مجتمع حر في فلسطين ؟ وهل يحمل سلوك الإخوان المسلمين في تونس ومصر بعد وصولهم للبرلمان أي مؤشر على قبول الأخر ؟
لقد أشرت في أكثر من مقالة إلى خطورة الدين السياسي البرغماتي الشكل الدغمائي المضمون الذي يعمل للوصول إلى السلطة بشعارات ليبرالية تسعى لجذب الجماهير الشعبية التي عانت من الأنظمة البوليسية خلال العقود الماضية تمهيدا لإدخالها إلى ظلمات ممارسة تحاول إسقاط تجارب الماضي على حاضر تجاوزه بمئات السنين تحت ذريعة الحكم بما أنزل الله .سنقول لكل الإسلاميين لتتفق الفرق والحركات الإسلامية فيما بينها على حكم الله في الأرض حتى نعلم ما هو حكم الله الذي سيطبق علينا حتى يكون لنا خيار القبول بهذا الحكم أو الرفض . هل هو فهم الوهابية ؟أم فهم التحريريون ؟ طالبان ؟ الإخوان ؟ القاعدة السلفية....................
لا نعلم أي حكم الذي يطالبوننا بالخضوع له والإلتزام بقواعده فقد حرم حزب التحرير والقاعدة الإنتخابات التشريعية وإعتبروها كفرا ، الإنتخابات التي أوصلت الإخوان إلى الحكم في تونس وأعطتهم أغلبية في الضفة وغزة ويحاولون الوصول عبرها إلى الرئاسة في مصر ، وقاطعها الجهاد الإسلامي على قاعدة تناقضها مع موقفه المبدئي الرافض لأوسلوا ودخلها حزب الله الذي هزم الكيان وأجبره على الإنسحاب من لبنان دون شروط ، وأوصلت حزب العدالة والتنمية إلى سدة الحكم في تركيا ، ويمنعها الفكر الوهابي المتحالف مع أل سعود .
أنه الدين السياسي حمال الأوجه المتشكل والمتناغم مع المصالح الطبقية للبرجوازية الصغيرة الفاقدة لإمكانيات التطور السياسي نتاج إفتقادهالأمكانيات التطور بنمط إنتاج خاص بها، لهذا ما أن تصل إلى السلطة السياسية حتى تبدأ بإعادة صياغة تحالفتها الطبقية في مسعى للبقاء في الحكم بغطاء أيديولوجي تبرر به إنقضاضها على الإرث السياسي الإجتماعي المتشكل بفعل النضال المستمر للجماهير الشعبية .
لقد نسي أصحاب الدين السياسي بأن الديمقراطية التي أوصلتهم إلى السلطة هي من التعبيرات والأدوات العلمانية لتنظيم المشاركة الشعبية في الحكم والمحاسبة وأنها لا تتعدى على أي مبدأ ينادي بتحيق حلم البشرية في حكم الشعب للشعب وبالشعب (والذي لم يتحقق إلى راهن اللحظة ) ، بعيدا عن الإنابه والوصاية والقداسة المزعومة والمستنده إلى نصوص يتم إخراجها عن سياقها في توظيف واضح لخدمة مصالح تتعارض مع الواقع وإحتياجاته .
لقد تجاهل السيد فتحي حماد الجماهير الفلسطينية التي إنتخبت حماس والتي لم تكن كلها تعتنق الإسلام ، لقد إنتخبت حماس لدورها الكفاحي في الإنتفاضة الثانية وشعارها "أمريكا تقول لا لحماس لمن تقول أنت نعم " ، لم يتم إنتخابها لبرنامجها الإجتماعي الإقتصادي الذي لا يعبر بالضرورة عن تطلعات الفلسطينيون في الضفة والقطاع وهذا ما يمكن تلمسه من موقف الجماهير في غزة من سياسة القمع الممنهج لحرية الرأي والإعلام الذي تنتهجه حكومة حماس في القطاع ، هل يمكن تفسير حظر دخول الصحف الفلسطينية الصادرة في الضفة إلى القطاع ؟ هل يمكن قبول منع المهرجانات الفنية تحت ذريعة مخالفتها للعادات والتقاليد الفلسطينية ؟.
لم يبدأ التاريخ من تجربة الإخوان المسلمين ولن ينتهي عندها أبدا ، بدأ التاريخ مع أول تأثير قام به الإنسان في الطبيعة ولن ينتهي ما بقي الإنسان على هذه الأرض ، ولن تستطيع حركة خرجت من رحم التاريخ عاجزة عن فهم دينمياته من فرض عجزها الفكري على واقع سيعمل على رفضها في كل محاولة تعمل من خلالها على ترسيخ تجربتها الفاقدة لاي إمكانية للإجابة على إشكاليات الواقع التي باتت أكثر تعقيدا من تجارب الماضي الذي يحاولون إرجاع الحاضر اليه عنوة.
إذا كانت العلمانية هي العدو الأساسي للدين السياسي فهو إذا العدو الأساسي لها الذي لا يمكن التصالح معه أبدا .
لقد أخطأ اليسار العربي في الماضي عندما أعتقد يإمكانية التعايش مع قيادة البرجوازية الصغيرة للمشروع القومي على قاعدة ضرورة حل التناقض الإساسي ومن ثم العمل على حل التناقضات الإجتماعية والإقتصادية الداخلية ، الأمر الذي يحتم عليه اليوم تحديد موقف واضح من البرجوازية الصغيرة ذات التوجهات الدينية لأنها الأخطر على المشروع القومي الإشتراكي النقيض التاريخي لها ولتوجهاتها في الوطن العربي من أجل تجنيد طاقات الأمة في مواجهة الأعداء الطبقيين والتاريخيين الذين يحاولون إنهاء مشروع الأمة من خلال التحالف مع أعدائها على قاعدة عدو عدوي صديقي في فهم ميكافيلي للواقع وإحتياجاته.



#يوسف_غنيم (هاشتاغ)       Abo_Ghneim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قطر تشتري القمر
- صفقة أمريكية إخونجية محتملة في الضفة تحفظ مصالح الكيان
- الهوية الدينية والهوية القومية
- من النهاية نبدأ دوما
- على الشعب العربي إستعادة ثرواته
- البحرين
- نحو تحديد مفاهيم الواقع
- يا مصر قومي وشدي الحيل
- ما أجملك
- لا وطن ولا عقيدة ولا مبدأ للرأسمالية سوى جني الأرباح
- يا أحمد الجبهاوي
- رسالة إلى بلال وثائر
- كلمات الأسرى الأخيرة
- التفجيرات الأخيرة بسوريا _لعبة الموت
- ما بين الحب والعشق
- هل يكفي أني أحبك
- الأسلاميون وجماع الوداع
- سوريا الوطن النظام
- الواقع العربي و متطلبات التغيير
- أين يتجه العالم العربي في ظل قيادة قطر


المزيد.....




- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف غنيم - لا صلح مع الدين السياسي