أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف غنيم - أسئلة برسم الإجابة














المزيد.....

أسئلة برسم الإجابة


يوسف غنيم
(Abo Ghneim)


الحوار المتمدن-العدد: 3891 - 2012 / 10 / 25 - 14:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أسئلة برسم الإجابة، لماذا؟ ماذا؟ إلى أين؟
منح الرئيس المصري محمد مرسي الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات قلادة النيل ووسام نجمة الشرف "لدوره في حرب أكتوبر". بسياق آخر هاجم الرئيس المصري العهد الناصري في أول خطاب له، وها هو يكرِّم السادات الذي خاض حرباً تحريكية بالإمكانيات والتجهيزات التي عمل على إيجادها ناصر. فهل للتكريم والتنكر مقاصد وغايات محددة؟ أم أنها تعثُّرات في السياسة الإخوانية التي لم ترقَ بعد إلى تحديد موقف واضح وصريح من قضايا الأمة.
للوقوف أمام دلالات التكريم، علينا العودة إلى مرحلة السادات و الإنفتاح الإقتصادي الذي إنتهجه على قاعدة ضرب القطاع العام الذي عمل ناصر على إنشائه ضمن مشروعه العروبي الإشتراكي.
لقد خاض السادات حرب 73 بهدف دفع عجلة المفاوضات مع "إسرائيل"، وصولاً إلى إخراج مصر من الصراع العربي الصهيوني بعقد إتفاقية منفردة مع الكيان، و لتحقيق ذلك عمل على أكثر من مستوى:-
أولاً: ضرب ما سمي مراكز القوى في مصر بهدف التخلُّص من التيار الناصري وما يشكله من شبكة أمان للقضايا الوطنية والقومية.
ثانياً: ضرب البنية الإنتاجية في مصر من خلال فتح باب الإستثمار للقطاع الخاص ليزاحم القطاع العام تمهيدا لتفكيك الإقتصاد الموجه من قبل الدولة وترك البلاد تحت رحمة الإقتصاد الحر بكل ما يحمله من عناصر الإستغلال والإضطهاد الطبقي.
ثالثاً: عقد تحالفات سياسية مع قوى طبقية تنسجم مع مشروع السادات الإقتصادي السياسي، لضرب المشروع القومي من خلال قوى الدين السياسي حيث أُطلق العنان لعمل الإخوان المسلمين في المجالات الدعوية والخدماتية.*
كانت الحرب الأداة الرئيسية لتحويل الإعتراف بالكيان الصهيوني إلى إنجاز وطني والتفريط بفلسطين التاريخية مقدمة لإعطاء شرعية لكيان يتخذ من الدين غطاءً لمشروع كولونيالي يشكل رأس حربة للغرب في قلب الوطن العربي، لم يكن إختيار السادات للحرب عبثياً، بل نتاج وعي كامل لما بعد هذه الحرب، والتي فهمهاا بسياق المعارك الفريق سعد الدين الشاذلي، الذي أدرك بحسه القومي أن البلاد تساق إلى الذبح السياسي ولا تتجه إلى التحرير الذي كان يعد له ناصر.
لعل الإخوان من القوى التي تنبهت أو شاركت السادات مشروعه السياسي بشكل مباشر أو غير مباشر، فالأمر سيان، نظراً للنتائج التي ترتبت على الحرب والمتمثلة بالتالي:-
1. إخراج الإتحاد السوفياتي من مصر إيذاناً بفتح علاقات جديدة مع الغرب الرأسمالي.
2. الإنسحاب إلى المشروع القطري ( مصر أولاً ).
3. إعطاء مبرر لحالة التراجع عن خيار المقاومة والإنعطاف إلى خيار التسوية بمسوغات مثل ( إحنا بنحارب أمريكا ) في مسعى واضح لإضعاف روح المقاومة وكأن الفيتناميين كانوا يحاربون الهواء.
4. فتح ممر آمن لتيارات التسوية في العالم العربي والمتمثلة بالفئات الكمبرادورية والبرجوازية الصغيرة لإعادة صياغة برامجها وأدوات عملها بما يتناسب وإنحناء نظام السادات، ومن الأمثلة على ذلك البرنامج المرحلي ل. م ت ف والذي فتح المجال لإعتراف القيادة المتنفذة بالكيان الصهيوني عبر إتفاقيات أوسلوا.

على ضوء هذا العرض، ماذا أراد مرسي من تكريم السادات؟:-
يمكن قراءة رسالة مرسي تبعا للجهة التي تعمد إلى قراءتها على النحو التالي: أمريكا و" إسرائيل " ستجدا بالتكريم إلتزاماً إخوانياً بكامب ديفيد وتأكيداً على مواصلة نهج السادات وهذا ما أكّد عليه الرئيس مرسي برسالته إلى بيريس. الجماعات الجهادية ستجد بالتكريم إدانة لمقتل السادات وعزم الإخوان على مواصلة سياسة التصدي للمقاومة الجهادية التي ينتهجونها، والتي بدأت بالحملة العسكرية في سيناء وما تلى ذلك من عمل على إغلاق الأنفاق التي تربط مصر بقطاع غزة.
حمل التكريم تضليل للشعب المصري من خلال إلحاق الفريق سعد الدين الشاذلي بعملية التكريم والذي ينظر إليه قطاع واسع من الشعب العربي كبطل من الأبطال الحقيقين الذين خاضوا الحرب في مسعى حقيقي للتحرير.

لقد وصلت الرسائل التي عمد إليها الرئيس مرسي بشكل دقيق لكل جهة، وهذا ما يفسر حالة الطمأنينة التي تتزايد داخل الكيان الصهيوني من حيادية النظام المصري من عملية الصراع، على الرغم من التصريحات التي يطلقها أركان النظام حول الإعتداءات الإسرائيلية على القطاع، يستمر النظام في لعب دور الوسيط بين الكيان والمقاومة.

لماذا ينحني مرسي إلى السلطة أكثر من إنحنائه إلى الله؟
ماذا يريد من هذه التجارة بالأمة ومقدراتها؟
إلى أين المفر؟

لن ترضى عنك إسرائيل ولا أمريكا حتى لو إتبعت نظمهم، فهم بحاجة إلى أدوات ( ون يوز )، لا يحتاجون لحلفاء، التحالف يتطلب الندية والتبادلية، وهذا ما تبتعد عنه السياسة الإمبريالية فهي لا تؤمن بالصداقات بل بالمصالح " ليس هنالك صداقات دائمة هنالك مصالح دائمة ".
هناك مثل يقول: الذكي من يتعلم من تجاربه والحكيم من يتعلم من تجارب الأخرين، هلّا تعلمت من إخوانك مبارك وبن علي وعبدالله صالح؟.

هوامش:-
• عمر التلمساني- ذكريات لا مذكرات، دار الطباعة والنشر الإسلامية 1985 القاهرة، " وإنصافاً للسادات رحمه الله وغفر لي وله، أنه أتاح للإخوان جواً من الحرية لا بأس به، فأعدنا إصدار مجلة الوعي وكنا نقيم الإحتفالات الدينية في شتى أرجاء القطر".



#يوسف_غنيم (هاشتاغ)       Abo_Ghneim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشعل قائد للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين
- من أنت
- هل احبك
- لا لكتم الصوت
- الديمقراطية بين الواقع والطموح
- بيت لحم ولجنة التراث العالمي
- قراءة في نتائج الإنتخابات المصرية
- قراءة في تصريحات الرئيس المصري حول سوريا
- الأهرامات ملك للإنسانية
- الوطن دائما الوطن أبدا
- مصر من جديد
- لا صلح مع الدين السياسي
- قطر تشتري القمر
- صفقة أمريكية إخونجية محتملة في الضفة تحفظ مصالح الكيان
- الهوية الدينية والهوية القومية
- من النهاية نبدأ دوما
- على الشعب العربي إستعادة ثرواته
- البحرين
- نحو تحديد مفاهيم الواقع
- يا مصر قومي وشدي الحيل


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف غنيم - أسئلة برسم الإجابة