أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الماوية وولاية الفقيهِ (2-2)














المزيد.....

الماوية وولاية الفقيهِ (2-2)


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3888 - 2012 / 10 / 22 - 09:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن تشابهَ الرأسمالياتِ الحكومية الشمولية في كل من الصين وروسيا وإيران أنتجَ لنا الظواهر الرهيبة الراهنة المخيمة على الشرق. إن هذه الدولَ العسكرية الاجتماعية الدكتاتورية تمثل مشكلةً خطرةً للبشرية.
وقد خففتْ الصينُ نزاعَها مع الغرب والحداثةِ بعد تكوّن رأسماليتها الداخلية الحكومية ولكن رفضها ظهور البرجوازية والعمال كطبقتين مختلفتين متنافستين في نظام ديمقراطي وإصرار البيروقراطية الرأسمالية على التحكم في فائض القيمة، هما ما شكّل الخداعَ الطبقي طوال عقود، تمثلُ المعضلة التاريخية لها.
ولهذا فإن إنتاجَ الماوية ونشرها في عالمنا لم يكن وراءهما دولة متواصلة السياق التاريخي، فقد توجهت الصين الى السياسة العملية المفيدة لها، ولكن الماوية في منطقتنا أنتجت ظاهرات مصابة بالعمى الاجتماعي السياسي السابق نفسه، بعدمِ قراءةِ الظروف الموضوعية وعدم تقديم خطط سياسية عقلانية بل كرست المغامرات العنيفة، فكان المآلُ مدمرا والعزلة، وفقدان الجمهور كبش الفداء.
ولهذا فإن صعودَ النمط الاجتماعي السياسي المريض نفسه في إيران مثّل فرصةً لماويات اضطربتْ في تفاعلها مع الحدث الإيراني، فقد أيدتْ سرقة الثورة الشعبية الإيرانية من قبل الإقطاع الديني، ثم كانت ضحيةً له، فعادتْ للعنف والإرهاب، في حين أن بعض القوى الماوية والمغامرة عامة في العالم العربي أيدت هذا الاختطاف من دون مراجعة عميقة بعد كل هذه الكوارث المتتالية.
إن التشابهات كثيرة بين إيران والصين، فإيران تعبرُ عن قومية الفرس التي لم تشهد تحولات ديمقراطية عميقة داخلها، وعجزتْ عن إنتاجِ حداثةٍ سياسية فحوّلتَ الهيمنةَ القوميةَ إلى عِصابٍ سياسي مناطقي، وفيما الصين وروسيا نجحتا في مزاوجةٍ معينةٍ بين الحداثةِ والمصلحة القومية، بين شيءٍ من الليبرالية وبين العالم الحديث، لم تستطع إيران- عبر الحكم الديني العسكري الشمولي- أن تفعل ذلك الى الآن، وهي تنتظرُ بطبيعة الحال (المصلحين) على غرار مصلحي الصين المتجاوزين للماوية، ونرى بعضَ ملامح ذلك الآن، في الثورة الخضراء، وفي نزاع القمة التي تضعُ قدمين في الماضي والحاضر. لكن هنا في إيران -بخلاف الصين- لم يصل الوعي إلى تجاوز ولاية الفقيه كشكلٍ دكتاتوري طائفي معرقلٍ لتطور القومية الفارسية والشعب الإيراني عامة ووحدة المسلمين بشكل اعم مثل تجاوز الصين للماوية المتطرفة القديمة.
ولكن الأعمال المشتركة بين بقايا الماويين وجماعات ولاية الفقيه وكذلك مع المتأثرين من الماركسية الروسية، توضحُ الطبيعةَ الطبقية المشتركة التي تلغي الأشكال الايديولوجية الزائفة.
فالرأسمالية الحكومية الشمولية الفارسية بقيتْ تردد الشعارات الثورية غير الجدية وبأشكالٍ شديدة المحافظة، كاضطهاد النساء ومنع أي مقاربة مع الليبرالية والديمقراطية ودحض العقلانية والأممية الديمقراطية، ولهذا فإن الحطامَ السياسي العربي الناتجَ عن تبدل الرأسماليتين الحكوميتين الصينية والروسية يتقاربُ مع تلك الشعارات النضالية غير الحقيقية، وفي السياسات الخارجية للدولتين الصينية والروسية، فانهما لا يصارعانها بشكلٍ عميق وواسع لأنهما لايزالان في ذاتِ البنية.
تمثلُ رأسماليةُ الدولة الفارسية فرصةً للهجوم على الدول العربية وسحق (الرجعيات) وتشكل تنظيماتها الطائفية المحافظة المنبثقة عن هذه الايديولوجيا، وهو ما يَلقى هوىً لدى الماويين صناع القفزات التاريخية الكبرى الوهمية، الذين لا يلتفتون لمخاطر هذه الشعارات في حماستهم الصاخبة التي تندمج في حماسة الريفيين ذوي الثقافة السياسية الهزيلة والمتعصبين.
وحين يندمج هؤلاء في نسيجٍ واحدٍ لا يدركون خطورةَ مغامرات النظام الإيراني على البشرية، وأن مآله إما التحول على الطريقتين الصينية والروسية وإما الانهيار الكلي.
وبالتالي فإن العودة لقراءةِ كلِ تواريخ هذه التجارب وفحصها أمرٌ مهم، لعدم التحولِ لحطام آخر، وتكمن هنا أهمية إنشاء عقلانية سياسية اجتماعية تكرسُ ما رفضته هذه التجارب بعنجهية وقبوله وهضمه محليا ومناطقيا، فالحداثة والديمقراطية والمساواة وإنتاج تجارب سياسية لأنظمة تحولية ديمقراطية وطنية تنبثق المطالب من ظروفها وليس من نسخ خارجية وتكريس ذلك عبر هذه العقلانية السياسية، التي سوف تعيدُ إنتاجَ هذه المبادئ بشكل ديمقراطي مفيد لكل التجارب الشرقية المأزومة في الانتقال للحداثة.
إن الماوية وولايةَ الفقيه هما شكلان لقوميتين رفضتا طريقَ الحداثة الديمقراطية، مثلهما مثل الماركسية اللينينية، وهذه الأممُ العسكريةُ لم تجد الوقتَ والظروفَ المناسبة لتعيدَ أبنيتَها الداخليةَ بشكلٍ قومي حر ديمقراطي وسط الصراع العالمي الضاري، وقامت النخبُ المهيمنة بطرح مشروعات التعجيل العنيفة عبر فقرها الفكري وغياب المرتكزات الموضوعية لتطورها القافز الحاد، وبالتالي فإنها راحت تجربُ بتجريبيةٍ عنيفة مؤذية شعبها والشعوب الأخرى الداخلة معها في النسيج الإنساني.
وإذا كان النموذجُ الإيراني يبقى هو الأكثر خطورة فالمسئوليةُ البشرية تتنوع في مكافحة هذا النموذج الأخطر، من قوى سياسية متأثرة بهذا (الموديل) الحارق بأن تنتبه لكون المخاطر القادمة أكبر كارثية بكثير مما وقع منه من كوارث في السنوات السابقة، وأن الجماهير في البلدان المعرقلة بهذا التأثير ستعاني مجددا وبأشكال مخيفة. لهذا لا بد من تحريك القوى السياسية والاجتماعية كافة للعمل المشترك ومساعدة هذا النموذج للخروج من الشمولية العسكرية وإنقاذ شعبه وبقية الشعوب.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماويةُ وولايةُ الفقيهِ (1-2)
- قوى توحيديةٌ بين المعسكرين
- تجاوزُ التطرفِ المحافظ
- الأزماتُ والتحولاتُ
- التوحيدُ والتطورُ السياسي (2- 2)
- التوحيدُ والتطورُ السياسي
- سذاجةٌ سياسيةٌ
- البيروقراطية والديمقراطية
- انتهى زمنُ العمالِ الآليين
- كيف تلاشتْ النصوصُ الحكيمة؟
- صراعٌ طائفيٌّ متخلفٌ
- الإخوانُ والرأسمالية الحرة
- الطائفية وتدهور الثقافة
- صراعٌ طائفي إقليمي
- التطورُ الاقتصادي السياسي في الخليج
- الأجهزة والتجارة
- العسكرُ والقومية
- ولايةُ الفقيهِ والقاعدة (٢-٢)
- ولاية الفقيهِ والقاعدة (١-٢)
- القيمة في التوحيد


المزيد.....




- حرب غزة: لماذا يتعرض الفلسطينيون من طالبي المساعدات الإنساني ...
- -ما قمنا به في إيران كان رائعًا-.. ترامب: إذا نجحت سوريا في ...
- الاتحاد الدولي للسلة: إعلان هزيمة منتخب الأردن تحت 19 سنة أم ...
- ألمانيا... داء البيروقراطية حاجز بوجه العمالة من أفريقيا
- طهران تبدي -شكوكا جدية- بشأن احترام إسرائيل لوقف إطلاق النار ...
- الحكومة الفرنسية أمام اختبار سحب الثقة
- الموفد الأمريكي إلى سوريا: اتفاقات سلام مع إسرائيل أصبحت ضرو ...
- خبير عسكري: فقدان جيش الاحتلال قوات اختصاصية خسارة لا تعوض
- 40 عاما من الحكم.. الرئيس الأوغندي يترشح مجدّدا للرئاسة
- 47 شهيدا بغزة وعمليات نزوح كبيرة شمال القطاع


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الماوية وولاية الفقيهِ (2-2)