أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العاطي حميل - سرقتني ...














المزيد.....

سرقتني ...


عبد العاطي حميل

الحوار المتمدن-العدد: 3887 - 2012 / 10 / 21 - 20:59
المحور: الادب والفن
    


استهلال :

" أريد الرجوع فقط
إلى لغتي في أقاصي الهديل .. "

محمود درويش


سرقتني رغبة
أن أقدم يدي قربانا
لضحكتها الأنيقة
لم أك أعي
أن قدمي فارقت أرضها
لم أك أعي
أن يدي صافحت منيتها
أن قلبي قابل قبلتها
فأنساني جحيمي ..

سرقتني اللغة
و أنا أودع قوافل النخيل
كطفل
أغراه البحر بأسماكه الملونة
فبكاه الموج
أغراه الصخر
فشكاه الرمل لشطح الماء ..

سرقتني نظرة
كانت ترافق خجلي
قبل أول اللقاء
بأريجها الوردي
ساقتني
إلى حانة ذكرى
لم أك أشرب وقتها
غير عصير بلح النخيل
و أكواب شاي أخضر
كجسدي النحيل ..
تسلقت حكمتها الأنثى
و جرت حبائل خجلي
و مسدت خوفي
فأوقدت رحيق اللغة
في جسدي
فمشت خلفها خطاي
تطرز خطاياها
لم أك أعي
أن النهر الذي قادنا الوجد إليه
هو النهر الرقراق الذي
أعادني إلي
بعيدا عنها
والرفيق شاهد
علي ...

سرقتني عيني
و أنا أراها تقدم عنوانها
تراني يوسفها الأخضر
تحرض أعضائي علي
أطلقتها
و أهدتها تذاكر سفر
إليها ..
كلما المواسم تباهت
أرخت سفني
علي
كأنها أحرقت كتبي القديمة
و بين يدي
فرخت أوراقا عذراء
كبرجها المياد
دحرجت أسوار الكلمات
رمت بحيرتي
على سرير الظنون ..
تسرقني
خارج مدارات زمن
ابتلاني عماه .
خاطت لي خريطة وجد
و أغرقت جبتي في براريها .
و أهدتني بوصلة غواية
في جسدي تجري
تستدرك مسافات مضت
و أخرى تجيء .
تظللني بظلال غنجها
فيضل رشدي الطافح
على أديم الصمت
و دوام انتظار ..
لم أك أعي أنها
وقعت في شرك عفويتي
وأنها
بكت بين يدي مسودات
فكنت نهرها تسبح
في أغانيه
و نارها أوقدني كلما
ليل اشتاق جمراتي
و كنت نهارها أضيء خوفها
علي .
و ربما كنت شاعرها
أسير عشقها لوطن
يقوده الطغاة بلا تيجان .
و جناحها كنت أداري غباري
لحظات العناق ..
كأنها أنثى لم تكتمل
بها خطاي
و لم تكتحل
بها رؤاي ،
و أنا أبحر في دواة مسودات
معا ملأنا حبرها
في معبد العشق ..
كيف تتزوجني
و تربيني على الخيانة الجميلة
و ركوب القطار السريع
إليها ،
وهي في المحطة الأخيرة
توزع تذاكر
لعشاق آخرين غيري ؟ ..

لو كنت عرافا
أستبصر الذي يجيء ،
ما رفعت لساني عليها
سهوا
و قد كانت عزفي المنفرد
اليحملني خارج طقوس الأعراس .
و قد كنت فارسها الأخضر
تخبئني
في سطور أسطورتها
في قافلة واحدة نسير
على قافية واحدة ننام
كروي و مجراه
نتبادل المواقع سويا ..
أ غناء هذا أم رثاء ينزف
من جبروت زمن لولبي
يفرق اللحظات السمان ،
أم تأريخ صيني
يعيد للموت أغانيه
و أحلامه الحسان
لنجوم في سماء القصيد ؟ ..

سرقتني مواويلها ،
فأفرغتني
من شهوة انتظار
و داهمني سؤالها
فأفزعني
حد الدوار
و كل المرائي لا تشبهني
براء من صورتي
حين تسعى إليها نهرا غريبا
يتسلل
على مسامع خطبة جمعة
أو يتلصص
على خطبة رئيس يفتري ...

سرقتني أبجديتها
تطهرني من دنس حياة
لست أفقهها
لكني أشتهيها
في كتاب الظنون .
فكيف لا تكون
في البداية لغة هديل
تؤجج كينونة الوجود
و مسكن الجنون ،
و هي قرة نبيذي ...

أ كتوبر 2012






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدر عفوي
- تأملات في ديوان - ندم أسفل اللوحة -
- غيمة انتظار تكتبني
- خلفها
- تيشكا
- خارج يدنا
- اشتياق حبر
- ندوة الديمقراطية وحرية التعبير
- اليوم الدولي للديمقراطية بيان منظمة حريات الإعلام والتعبير ...
- حيرونة
- آزمور
- أمومة
- خطاطة خيبة
- سقف الرجاء
- شاهد من جسدها
- مثل آدم أو أقل كثيرا
- وطن يخان
- إشراقات على جسد المحيط
- آدم
- حواء


المزيد.....




- حين أكل الهولنديون -رئيس وزرائهم-.. القصة المروّعة ليوهان دي ...
- تكريم الإبداع والنهضة الثقافية بإطلاق جائزة الشيخ يوسف بن عي ...
- أهمية الروايات والوثائق التاريخية في حفظ الموروث المقدسي
- -خطر على الفن المصري-.. أشرف زكي يجدد رفضه مشاركة المؤثرين ف ...
- هل يحب أطفالك الحيوانات؟ أفلام عائلية أبطالها الرئيسيين ليسو ...
- أحمد عايد: الشللية المخيفة باتت تحكم الوسط الثقافي المصري
- مهرجان -شدوا الرحال- رحلة معرفية للناشئة من الأردن إلى القدس ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...
- وصمة الدم... لا الطُهر قصة قصيرة من الأدب النسوي


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العاطي حميل - سرقتني ...