أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - ملاحظات على دراسة / وعد بلفور : قراءة تاريخية سياسية راهنة / للاستاذ غازي الصوراني















المزيد.....

ملاحظات على دراسة / وعد بلفور : قراءة تاريخية سياسية راهنة / للاستاذ غازي الصوراني


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3883 - 2012 / 10 / 17 - 08:47
المحور: القضية الفلسطينية
    


لا بد من ابداء الشكر للاستاذ الصوراني, على الجهد الذي بذله في اعداد الدراسة السابق الاشارة اليها, والمعلومات القيمة التي تضمنتها, وكان هناك من شكر اولى نقدمه له, فهو على التفاتته الى الماضي ومحاولته استقراء تاريخ ترابط وقائعه خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية, فقد وفر كم طيب من المعلومات التاريخية والكارزمية التي اعترف انها اغنت موسوعتي الشخصية عت الموضوع, وعلى كل ذلك له موفور الشكر,
من الواضح ان الدراسة عكست شفافية بناء الاستاذ الصوراني الايديولوجي القومي العربي, وهي التكنوقراطية الايديولوجية المسيطرة في المنطقة, والتي وان لم تنتقص من طهورية نوايا ومشاعر الكاتب الوطنية, لكنها لم تخدم بالضرورة في ايصال الكاتب الى هدف, اضافة متميزة على مقروء الصراع الفلسطيني مع قوى وكيانية الفكرة الصهيونية, وان شغلت دور القانوني الحماسي الذي يكرر في ساحة القضاء المناداة بالعدل دون ان يقدم ادلة توصلها اليها, ودون ان يفسر بصورة صحيحة وقائع القضية.
ان مهمة المراجعات التاريخية, هي قراءة تواصل جدلية ترابط وقائع المسار الزمني وصولا الى تفسير سليم للواقع الراهن, اما الجمع الميكانيكي التصاعدي لهذه الوقائع, فهو لا يعدو عملية الارشفة, التي تصف المعلومات غير انها لا تدورها عقلانيا لتصنع منها مادة ايديولوجية, تبني رؤية فكرية حضارية, علما ان تملك الرؤية الحضارية هي بالضبط هدف المراجعات الفكرية ان للماضي في موضوعيته او للواقع في راهنه, لذلك نجد ان دراسة الاستاذ الصوراني لم تنتهي الى طرح والاجابة عن السؤال المفترض ان تجيب عليه مثل هذه الدراسة, وهو ( ما هو العائق الحضاري في المجتمع الفلسطيني ) وبصيغة اخرى ( ما هو العائق الحضاري في رؤية المجتمع الفلسطيني لذاته ) والذي كرر انهزامه ومنع تحرره, خلال قرن من الزمن؟
ان فشل كل المراجعات التاريخية للوضع الفلسطيني يقوم على تجاوز حقيقة موضوعية الوجود التاريخي الفلسطيني بمقومات الذات والجغرافيا وخصوصية مسار التطور الحضاري, فحين لا تقرأ المراجعة الجدلية التاريخية لهذه المقومات , يصبح من المستحيل لها ان تقدم حولها الاجابات العلمية السليمة, لذلك يصبح من المطلوب هنا وبصدد دراسة الاستاذ الصوراني نفسها, اعادة مراجعتها وضرورة تفسيرها, حيث لم تقدم من جديد للموضوع عن مقروء كتب التاريخ الرسمي, الا ما تخفيه كتب التاريخ الرسمية من معلومات فضائحية, كاتفاقية فيصل وايزمان على سبيل المثال, ودون ان تقدم تفسيرا لهذا السلوك ( العربي )
ان التماسك الشكلي في دراسة الاستاذ الصوراني, لا يحسن اخفاء ( المعلومات المحرجة ) عن منهجية التعامل ( العربي ) المتواصلة المعيقة المحبطة لحلم التحرر الوطني الفلسطيني, علما انه طرأ الكثير من الانقلابات الطبقية على المواقع الرئيسية في ( النظام العربي ) وتبعا لهذه الانقلابات تغيرت رؤى ومنهجيات, وصفناها بالوطنية والتقدمية...بل والطلائعية ايضا, فلماذا بقيت كل ( الانظمة ) معيقا محبطا لتوجهاتنا في التحرر الوطني الفلسطيني؟ بل انها على حساب فاتورة الحقوق الفلسطينية امنت مشترياتها الوطنية الخاصة,
ان جلد الذات الفلسطيني في الموقف من اتفاقيات اوسلو, لا يجب ان يغيب حقيقة ان قبول ( بعض الانظمة العربية ) بقيان الكيان الصهيوني ودولة اسرائيل, توازى مع اعلان وعد بلفور, وانه كان هناك حوار مساومة بين الحركة الصهيونية و ( حركات التحرر الوطني العربية ) قبل هزيمتنا عام 1948م, وانه بعد تلك الهزيمة انتظمت مواقف جميع الدول العربية في اطار جامعة الدول العربية على موقف منع قيام دولة فلسطين, فهل يستمر كتابنا القوميون العرب في جلد الذات الفلسطينية لحساب الذات العربية ؟ وما الفرق الفكري بين هذا الجلد النخبوي وجلد ابن الشارع العربي العفوي للذات الفلسطينية واتهامها ببيع ( ارض ؟ ) فلسطين,
ان الاستمرار في تقديم العداء للعرب والعروبة تفسيرا لوجود الظاهرة الاستعمارية في التاريخ, هو انزلاق الى عمق شوفينية العرقية, لا يعود من الممكن معها الاقرار بحقيقة ان العرب ذاتهم كانوا ظاهرة استعمارية تاريخية, وان ويلاتهم انصبت ايضا على المجتمع الفلسطيني كما انصبت على المجتمعات الاخرى في اسيا وافريقيا واوروبا, وان العهدة العمرية هي وثيقة لاسامية, احازت انحيازا استعماريا ضد اليهود كجزء من المواطنة الفلسطينية لصالح جزء اخر منها عملا بمنهجية ( فرق تسد ) وتكريسا لاستخدام سلاح الانقسام الطائفي اداة من ادوات السيطرة والهيمنة السلطوية على الشعوب, وه نفس السلاح الذي لجأت اليه الحملات الصليبية, وها هي تلجأ اليه الان قوى الصهيونية
ان دراسة الاستاذ الصوراني تفشل فشلا ذريعا في الاشارة الى القضية الفلسطينية ( كقضية تاريخية ) لان فيديو تاريخ فلسطين المنظور لها متقطع, حيث يظهر مرحلة من مراحل السيطرة الاجنبية على انها وضع استعماري ومن ثم يظهر مرحلة ( السيطرة الاسلامية والعروبية ) على انها وضع تحرر, وكان فلسطين كانت قد استلبها الرومان من ( الدولة العربية ) سابقة الوجود؟
ان تفسير الانجذاب الاستعماري, العالمي والتاريخي, للسيطرة على فلسطين يتحصل من قراءة الاهمية اللوجستية لموقع فلسطين الجغرافي في لوحة الاتصال العالمي, وللوجستيتها المهمة بالنسبة لمنطقة شرق المتوسط والشمال الاقريقي, لذلك غزا فلسطين واحتلها كل امبراطورية سادت وبادت تاريخيا في العالم, ومن ضمنها الامبراطورية العربية الاسلامية, وفي هذا الاطار نجد تفسير تكرار الدعوة الاوروبية لاقامة وطن قومي لليهود في فلسطين, لكن الشرط الاوروبي لهذا الوطن ان يكون على اعلى مستوى صراع مع مجتمعات باقي المنطقة, وليس مع ( العرب ) فقط فها هو الكيان الصهيوني على عداء مع ايران ومع تركيا ومع باكستان ايضا, فهل نفسر ذلك بعداء اليهود للاسلام؟؟؟ وان كان الجواب بنعم, فلماذ اذن عادت الاتحاد السوفييتي وكامل منظومة الاشتراكية؟
وما سبق يفسر فقط جانبا من جوانب الرؤية الاستعمارية البريطانية التي استدعت منها اصدار وعد بلفور والعمل على تنفيذه, ويناقض تماما التفسير القومي العربي للقضية الفلسطينية كملحق من ملاحق اتفاقيات سايكس بيكو, وينقض ذلك ان بريطانيا كررت في كردستان وفي بلوشستان ما فعلته في فلسطين, حيث قسمتها ايضا بين اطراف متعددة
ان اقامة منظومة موازين قوى اقليمية ذات بؤر قوة متميزة وقابلة للتحكم الاستعماري بها, يستحدث في مواقع اقليمية متعددة منظومة علاقات واصطفافات سياسية تراوح بين الصراع والتحالف كان الجانب الاخر للرؤية الاستعمارية البريطانية, ولو بحثنا الان عن العامل الذي يحبط التصعيد في الازمة السورية, لوجدنا تفسيره في توافق اطرافها الفاعلة جميعا على عدم السماح بتحرر القومية الكردية, لذلك نجدهم جميعا حريصين على وحدة سوريا كما سبق لهم وابدوا نفس الحرص على وحدة العراق, وهو ايضا احد العوامل التي تدفع تركيا والعراق الى معارضة العمل العسكري الامريكي ضد ايران, والذي يدعو الكيان الصهيوني الى تصعيد دعواته للعمل العسكري, في ابتزاز واضح منه للولايات المتحدة حول ملفات اخرى اهمها ملف تسوية الصراع الفلسطيني الصهيوني,
ان الضبابية التي تغشي بها المقولة القومية العربية العين النقدية , تقصر مراجعة النخبة للتاريخ على قراءة العدوان الاستعماري البريطاني على فلسطين بوعد بلفور, وتمنع قراءة اعتداء الاردن ومصر وسوريا عليها من خلال مشاركة عملية الاقتسام ومنع قيام دولة فلسطينية والاعتراف المبكر بشرعية وجود الكيان الصهيوني, وعملها جميعا على ان يكون القرار 242 هو الاساس الوحيد لتسوية ( صراع الشرق الاوسط ) والذي اعاقه ولا يزال يعيقه قفز الطرف الفلسطيني من خلال الثورة على طاولة الوجود السياسي الاقليمي, والاعتراف بمنظمة التحرير ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني, وقرار فك الارتباط الاردني,
ان مسار الصراع ( العربي ) الفلسطيني, ودون التطرق للعامل الفلسطيني الذاتي, هو الذي اودى بمنظمة التحرير الى مسار اوسو واتفاقياتها, بهدف احتواء حالة التدويل التي كانت منظمة التحرير قد وضعت على مسارها القضية الفلسطينية عالميا, وبهدف اعتقالها بين قبضة القمع الصهيوني وطوق السيادات العربية, وتاطير كل ذلك باتفاقيات المعروف منها اتفاقيات الطرف الفلسطيني مع الكيان الصهيوني, فما هي اتفاقيات الطرف الفلسطيني مع الاردن ومصر ولبنان....الخ
ولان ضبابية الرؤية القومية العربية لا تعيق فقط قراءة الواقع الفلسطيني بل تعيق قراءة كل الواقع الاقليمي, لا نجده غؤيبا من دراسة الاستاذ الصوراني ان لا تملك الجرأة على اعلان موقف حاسم ومحدد وصريح من مقولة الربيع العربي, بقيادة راس المال النفطي الخليجي, لذلك نجدها تتقدم بنقد مخملي لها مدعية ان مجرياتها وضعت المنطقة على مسار التغيير, وان نقدت القوى التي تصدرتها, فما هي الرابطة القومية التي تنتجها شراكة راس المال النفطي الخليجي والراسمال العالمي, واي ربيع هذا الذي سينتج عن مؤخرة امير قطر ووجه الشيخ يوسف القرضاوي
استاذنا الصوراني, ليست العملية الاقتصادية فقط من يبني قوى تنخرط في صؤاع الواقع, فالايديولوجيا ايضا تبني قوى تنخرط في هذا الصراع, ومن الواضح ان تخلف ايديولوجيا مقولة القومية العربية, سيبني قوى متخلفة حتى لو انشدت الاناشيد الطبقية والعلمانية, فليس المهم هو التغني بالتعاويذ الصنمية كما وصفها العفيف الاخضر, بل المهم ان يبنى في عقلانيتنا منهجية قراءة جدل الاشياء والوقائع والاطراف في لولبية الزمن وفسيفساء الراهن,



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هدف تقديم موعد الانتخابات الصهيونية
- ملاحظات حول تصريحات الامير حسن
- كبف يمكن استعادة الدور التاريخي لفتح:
- اسباب انفلاش الانضباط الحركي في فتح :
- لا تزال اوسلو من وراء القصد:
- ادارة الشأن القومي سياسيا بين الرؤية الايديولوجية و الفنية ا ...
- الشرعية الفلسطينية بين الذات المؤسسية والبرنامج السياسي:
- الثقافة الطائفية ودورها في تعزيز التخلف والتبعية:
- دفاعا عن العقلانية الفلسطينية
- السياسة علم ادارة الشأن القومي لا فن الممكن؟
- الى اين؟ ايها الفلسطينيون؟
- ملفات امريكية في الحقيبة الدبلوماسية المصرية:
- الخيار العسكري الصهيوني ودوره في صراع النفوذ مع الولايات الم ...
- النظام الطائفي الاسلامي السياسي موجود ويجب ان نخشاه, ردا على ...
- اخونة مصر في اطار الحاضنة الامريكية:
- عملية ( نسر ) المصرية تكمل ما بدأته عملية سيناء الارهابية:
- اضاءات على ظلال مشهد عملية سيناء ( السياسية):
- هل جدعت حركة حماس انف مقولة المقاومة في عملية سيناء
- قناة ماريا للمنتقبات, بين المقولة الشرعية والمقولة الوضعية ف ...
- انكار وهضم الحقوق الكردية سقف المطلب الديموقراطي في سوريا:


المزيد.....




- جريمة غامضة والشرطة تبحث عن الجناة.. العثور على سيارة محترقة ...
- صواريخ إيران تتحدى.. قوة جيش إسرائيل تهتز
- الدنمارك تعلن إغلاق سفارتها في العراق
- وكالة الطاقة الذرية تعرب عن قلقها من احتمال استهداف إسرائيل ...
- معلومات سرية وحساسة.. مواقع إسرائيلية رسمية تتعرض للقرصنة
- الفيضانات في تنزانيا تخلف 58 قتيلا وسط تحذيرات من استمرار هط ...
- بطائرة مسيرة.. الجيش الإسرائيلي يزعم اغتيال قيادي في حزب ال ...
- هجمات جديدة متبادلة بين إسرائيل وحزب الله ومقتل قيادي في الح ...
- مؤتمر باريس .. بصيص أمل في دوامة الأزمة السودانية؟
- إعلام: السعودية والإمارات رفضتا فتح مجالهما الجوي للطيران ال ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - ملاحظات على دراسة / وعد بلفور : قراءة تاريخية سياسية راهنة / للاستاذ غازي الصوراني