أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - كبف يمكن استعادة الدور التاريخي لفتح:














المزيد.....

كبف يمكن استعادة الدور التاريخي لفتح:


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3874 - 2012 / 10 / 8 - 13:38
المحور: القضية الفلسطينية
    


لم يكن مقالنا السابق, حول انفلاش الانضباط الحركي في فتح, تجريحا للشفافية الوطنية منها, فقد زاوج اسم فتح زواجا تاريخيا مرحلة النضال الفلسطينية التي بدأت عام 1965 ولا تزال تمتد, لكن الهدف العميق لذلك المقال كان يستهدف نقد استنكاف حركة فتح الام اوانشقاقاتها عن استكشاف دورها التاريخي لا الوطني المباشر فقط, في المسار الحضاري الفلسطيني المتواصل, والذي يهدد تواصله حلقة الاحتلال الراهنة في صورة الاحتلال الصهيوني الاحلالي, فحركة فتح كما باقي الفصائل الفلسطينية, لا ترى وجود مسار تاريخي حضاري موضوعي مستقل, بل تنخرط في مهمتها الوطنية باعتبارها طليعة امة, ذات مهمة خاصة على موقعها الجغرافي الخاص, وهنا في قراءة الوظيفة التاريخية تتماهى فتح واقوى منافسيها المحليين حركة حماس, ليتاسس بذلك عندها الاساس التكنوقراطي للرؤية الفكرية السياسية لدورها التاريخي,
ان فتح في مراة ذاتها الايديولوجية هي الطليعة الفلسطينية للنطاق الجيوسياسي العربي, في حين ان حماس في مراة ذاتها هي الطليعة الفلسطينية للنطاق الجيوسياسي الاسلامي, لكن كلاهما لا يرى لنفسه في المراة الايديولوجية للذات الفلسطينية دورا حضاريا تاريخيا, فهما قوى ذات مهام مرحلية فحسب, طبيعة مهمة فتح وطنية وطبيعة مهمة حماس طائفية,
اننا نخصص ذكر فتح في هذه المقالات, لخواص في الحركة لا يملكها غيرها, في مقدمتها عامل ليبرالية فتح التي تاسست لحالة ائتلاف واجتماع فلسطيني عام في صيغة بنائها التنظيمي السياسي, اللا طبقي اللاطائفي, والتي عمل الجانب الايجابي منها على توسيع قاعدتها الاجتماعية, بينما عمل عامل افتقاد وحدة المرشد الايديولوجي على تصدير الجانب السلبي ( لسعة الحجم ) والتي كان منها الشللية وسيطرة النهج القيادي التكنوقراطي اللاابداعي, وسمح بتسلط العنصر اليميني الانهزامي على هذا النهج القيادي والذي يمثل النهج القيادي للرئيس محمود عباس ومقولاته عن الصراع مع الصهيونية ( منهج الغاندية ) اخر تجلياته الخطرة, فهو يستورد هذا المنهج دون ان يستورد واقعه وظروفه, علما ان اليمين الانهزامي الفتحاوي كان يستهزيء ( والمضحك انه لا يزال ) من استيراد اليسار الفلسطيني للمقولة الطبقية الماركسية اللينينية في الصراع
اننا لا نزال نراهن ان حركة فتح قادرة على ان تدرك ان مهمتها الوطنية يجب ان تكون ضمن دور حضاري تاريخي, وان مدخل هذا الادراك هو في اعادة قراءة المسالة القومية قراءة علمية تحدد خلالها تخوم مسار التطور الحضاري الفلسطيني في لوحة التحقق القومي الناطقة باللغة العربية في المنطقة, وحينها , حينها فقط يمكن ان تتكشف لفتح ( وكذلك الوطنيين في مختلف الفصائل ) استقلالية المصير والمصالح والشروط الفلسطينية والدور الحاسم الرئيسي ( للمجتمع الفلسطيني )في انجاز مهمات استقلاليتها وحريتها وسيادتها
ان اتفاقيات اوسلو وملحقاتها ليست منفردة ومطلقة, فهي محمية باتفاقيات منظمة التحرير والسلطة مع باقي الانظمة في المنطقة, وان كانت اوسلو تقيد اليد اليمنى لمهمة التحرر الفلسطينية فان الاتفاقيات مع الانظمة تقيد يدها اليسرى, واذا كانت هذه الاتفاقيات تصيغ الشرط الفلسطيني المحلي فان الاتفاقيات مع الانظمة تصيغ الشرط البيئي الاقليمي والعالمي, فكيف يطالب البعض بالغاء اتفاقيات اوسلو دون ان يصبح هذا الالغاء مغامرة غير محسوبة العواقب؟ طالما لا يوجد البديل الوطني الفكري السياسي التنظيمي؟
لقد قرات نقاش كاتبنا نقولا ناصر للوضع الاقتصادي الفلسطيني وخطر التوجه الاستهلاكي فيه, وقرارات الانتحار الاقتصادية التي يتخذها التكنوقراط الاقتصادي الفلسطيني, والحقيقة انني اثني على الاخ نقولا ناصر قدرته على البرهنة, غير ان موافقة الخضوع لبعض المطالب الاجتماعية المغامرة امر لا يمكن الاتفاق معه طالما ان خطورته تمس المصير الفلسطيني واستمرار استقلال شرعيته, الامر الذي يفرض ان استبدال منهج وطني بنهج وطني اكثر جذرية استبدالا مرحليا يستنبت الاسس والبنية والعناصر الوطنية العلمية السليمة, ولا يعيق الاستاذ نقولا ناصر عن قراءة ذلك كما يبدو الا اصراره على انه كاتب ( عربي ) من فلسطين, وهي صيغة تعريف تستخلص كل الخلل الايديولوجي المعيق ان تقوم النخبة الفلسطينية بمهمتها التاريخية
انني اطالب ان تكشف منظمة التحرير الفلسطينية عن اتفاقياتها التي تنظم علاقات فلسطيني مع الانظمة المحيطة بها, خاصة مصر والاردن ولبنان وسوريا, وقيودها التي تشل مهمة النضال الفلسطيني ليس في المجال العسكري فقط بل في كامل مجالات السيادة, حتى على صعيد صلة القيادة والفصائل الفلسطينية بالشتات, وكيف ان التزام هذه الانظمة باتفاقياتها مع الكيان الصهيوني تفاقم ضغط هذه القيود, فكيف نطالب بالغاء فوري للاتفاقيات الفلسطينية الصهيونية دون وجود نطاقات نضالية بديلة؟
ان رفضي ( لالغاء مباشر ) لاتفاقياتنا مع الكيان الصهيوني, لا يعني موافقتي على هذه الاتفاقيات لا من حيث المبدأ ولا من حيث الاجحاف, لكن هذا الرفض لا يجعلني اؤيد هدم البناء الفلسطيني خيره وشره, فقد ان الاوان الفلسطيني لان نتعلم تجاوز السلبي مع الحفاظ على الايجابي, والايجابي هنا بقاء الشرعية الفلسطينية ومؤسساتها المرهون مصيره للخضوع للاتفاقيات التي سبق عقدها الى ان يتها بديلها والذي يتمحور حول اعادة احياء الدور الشعبي الفلسطيني ومدخله اقرار وجود ذات قومية فلسطينية مستقلة مهمتها في التحرر الحضاري والوطني مستقلة ايضا
نعم ان هناك رموز فلسطينية يمينية انهزامية تؤمن ان السياسة فن الممكن, لكن هناك ايضا رموزا فلسطينية تؤمن ان السياسة هي فن ادارة الشأن القومي الفلسطيني, ومن الواضح ان نقلة نوعية في الالتفاف الجماهيري, وفي الكادر التنظيمي من الانهزامي الى التحرري هي المفتاح الفني لهذا التغيير
اعتذر للكرام اللذين تفاعلوا مع مقالي السابق حول انفلاش الانضباط الحركي في فتح, ولم تتح لي فرصة التفاعل المباشر معهم على ذلك المتصفح, وتقديرا مني لتفاعلهم مع المقال اقول ان المقال الراهن يحمل مهمة هذا التفاعل مع كل الحب والاحترام للجميع



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسباب انفلاش الانضباط الحركي في فتح :
- لا تزال اوسلو من وراء القصد:
- ادارة الشأن القومي سياسيا بين الرؤية الايديولوجية و الفنية ا ...
- الشرعية الفلسطينية بين الذات المؤسسية والبرنامج السياسي:
- الثقافة الطائفية ودورها في تعزيز التخلف والتبعية:
- دفاعا عن العقلانية الفلسطينية
- السياسة علم ادارة الشأن القومي لا فن الممكن؟
- الى اين؟ ايها الفلسطينيون؟
- ملفات امريكية في الحقيبة الدبلوماسية المصرية:
- الخيار العسكري الصهيوني ودوره في صراع النفوذ مع الولايات الم ...
- النظام الطائفي الاسلامي السياسي موجود ويجب ان نخشاه, ردا على ...
- اخونة مصر في اطار الحاضنة الامريكية:
- عملية ( نسر ) المصرية تكمل ما بدأته عملية سيناء الارهابية:
- اضاءات على ظلال مشهد عملية سيناء ( السياسية):
- هل جدعت حركة حماس انف مقولة المقاومة في عملية سيناء
- قناة ماريا للمنتقبات, بين المقولة الشرعية والمقولة الوضعية ف ...
- انكار وهضم الحقوق الكردية سقف المطلب الديموقراطي في سوريا:
- القضية الفلسطينية بين اقدام متغيرات النفوذ السياسي في المنطق ...
- ثورة 23/ يوليو/ 1952م ... شهادة للتاريخ
- هل موت عمر سليمان طبيعي؟


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - كبف يمكن استعادة الدور التاريخي لفتح: