أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عبد القادر احمد - النظام الطائفي الاسلامي السياسي موجود ويجب ان نخشاه, ردا على الاستاذ جواد البشيتي















المزيد.....

النظام الطائفي الاسلامي السياسي موجود ويجب ان نخشاه, ردا على الاستاذ جواد البشيتي


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3820 - 2012 / 8 / 15 - 14:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



[email protected]

الكاتب الاستاذ جواد البشيتي, الذي اجله واحترمه, واثمن عاليا اهتمامه, بالانجاز العلمي, ومحاولته قراءة اثر هذا الانجاز في الثقافة الانسانية فكرا وممارسة, دعانا في مقالة الامس, ( لا تخشوا ما لا وجود له ) الى اسقاط فوبيا الخوف من نظام طائفي اسلامي سياسي, الذي يرى ان لا وجود له في الواقع, ووظف رؤياه الخاصة هذه, لدعوتنا الى الالتفاف حول الرئيس المصري محمد مرسي, وهي بالطبع دعوة تتسلل بنا عبر ممر هذه الرؤية النظرية الى الالتفاف حول حزب الحرية والعدالة ومن خلفه جماعة الاخوان المسلمين,
بالطبع انا اعتقد ان كاتبنا لم يكن ليوجه لنا مثل هذه الدعوة, للالتفاف حول واجهة محمد مرسي المتصدرة للمعرض السياسي لحزب الحرية والعدالة وجماعة الاخوان المسلمين, لولا ان الاستاذ جواد البشيتي, لم يكن على قناعة تامة ان هذه القوة هي قوة ثورية ( بالمعنى التقدمي للكلمة ) وان السماء تاريخيا لم تمطر نظما سياسية دينية,
ان الاستاذ البشيتي, في تبريره لهذه الدعوة لجأ الى توظيف حقيقة من حقائق الديالكتيك المادي, وهي مقولة ان النظم السياسية هي بجدلية مادية معينة نتاج خاص اجتماعي سياسي من اشكال نتاجات عملية الانتاج الاقتصادي الاجتماعي, وتناقضات علاقاتها, وهذا صحيح نظريا, في محاولة لطمأنة القاريء ان الواقع الحضاري الراهن للمجتمعات سيلفظ محاولات استعادة نظم اسقط التاريخ ضرورتها للواقع الانساني, وطرح فيه بدائلها من النظم السياسية الحضارية, التي تتجه في سماتها الديموقراطية الى العلمانية كمرحلة في مسار الوصول الى المجتمع العلمي, وهذا ايضا صحيح نظريا,
ان الخطير في مقالة الاستاذ جواد البشيتي, هو محاولتها توظيف الفكر والرؤية العلمية, في خدمة الاتجاه والقوى الرجعية, التي تعيق حركة الانسانية على مسار التقدم الحضاري الانساني, ولا تعني هذه الملاحظة اتهاما للاستاذ البشيتي بالتحول الى الرجعية, بمقدار ما تشير الى كبوة جواد علمي, ربما عانى من خلل رؤية مؤقت,
ولنبدأ حوار الاستاذ جواد البشيتي, من محاولة استيضاح المعنى التقدمي لمقولة الثورة, في خضم هذا الصراع الايديولوجي السياسي المضطرم في المنطقة, والذي يلعب به المصطلح اللغوي العام دور السلاح الخادش لدقة التعبير العلمي, لصالح تغييب الرؤى المنتج لها, والتي تعيد نظم الالتفافات الانسانية كقوى فاعلة منتصرة للافكار,
فالثورة التقدمية هي في المنظور العلمي, هي الثورة التي تستجيب للضرورة التاريخية في تغيير نظم البنى الاقتصادية الاجتماعية وتعبيراتها العامة سياسيا, وهي ذات مقدمات تراكمية, تنتهي الى قفزة نوعية هي الانتفاضة ومن ثم تعود الى منهجية المراكمة والتي قد تضطر المجتمع الى حلقات ثورية اخرى, كما يحدث في مصر الان,
مثال ما سبق, ثورة 32/ يوليو/ 1952م المصرية, والتي جاءت استجابة للتحولات الاقتصادية الاجتماعية المصرية, حيث طرح الواقع تناقضا كانت واجهته حالة الصراع بين نظام الراسمالي التقدمي ونظامه السياسي المطلوب, مع نظام الانتاج الاقطاعي المتخلف ونظامه السياسي المتهالك, اما بعده الاعمق فكان ضرورة نقل مصر من الصورة القومية ما قبل الراسمالية, اي العرقية الطائفية المضمون, الى صورة مصر القومية الحديثة, فاستحضر الصراع حركة الضباط الاحرار ( البرجوازية الصغيرة ) لتنجز مهمة البرجوازية القومية ( البرجوازية الكبيرة ) في الانتفاض والاستيلاء على السلطة, وبدء مسار رسم مصر القومية,
اننا لسنا هنا بصدد نقد ثورة يوليو المصرية, وفي ذلك الكثير مما يمكن قوله, لكنه يمكن تاطيره في مقولة ان البنية الفكرية, للقوة السياسية للثورة لم تكن في رؤيتها الايديولوجية على مستوى ادراك مهمة نقل مصر من الصورة القومية العرقية الطائفية الى مصر القومية الحديثة, مما جعل من بنيتها الايديولوجية معيقا لتحقيق التناغم والانسجام المطلوب بين مسار تطور بنية المجتمع المصري التحتية في حركتها الموضوعية, والبنية الفوقية الايديولوجية الطائفية الطبقية للمجتمع, والتي اعادت اجهاض ما تحقق من مكتسبات ديموقراطية من المفترض ان ينطوي عليها النظام القومي الجمهوري, وما نشير اليه هنا يذكرنا بسلامة النقد الذي وجهه الاستاذ غسان بن جدو حول افتقاد انتفاضات الريع العربي للرؤية الثورية, كما ان ما نقوله هنا يسلط اضاءة على حقيقة سبب عداء جماعة الاخوان المسلمين لثورة يوليو المصرية,
نعم انا اقر مع الاستاذ البشيتي ان تيارات الاسلام السياسي هم ثوار, ولكن ثوار من اجل ماذا؟ هل لدفع التحرر الحضاري المصري نحو مستويات تقدمية اعلى وارقى, ام من اجل اجهاض ما تحقق من تححر حضاري في مصر, واعادة اغراقها في بحر الطائفية الذي هو تاريخيا وايديولوجيا حافظة بقاء الاثنية الطبقية؟
ننتقل الان الى مسالة ان لا نظام سياسي ديني, امطرته السماء على الانسانية, التي يطرحها الاستاذ جواد البشيتي, ونقر معه بصحة المقولة, فصورة السماء وكما تعكسها الاديان هي صورة اخلاقية, غير ان ذلك لا يلغي ان هذه الصورة الاخلاقية نزلت على نظم مجتمعية اقتصادية سياسية, عرقية طائفية اصلا, فحورت صورتها الاخلاقية الى صورة نظامها العرقي الطائفي السياسي السابق التحقق, وكل ما فعلته ان ادعت انه ارادة السماء غير القابلة للنقاش,
نعم ان الضرورة التاريخية بتحققاتها تجاوزت بمستويات كبيرة الصورة التقليدية القديمة للنظام العرقي الطائفي الطبقي, ووجهت له ضربة قاسمة باستحداثها الظاهرة القومية الحديثة, وهو ما يرفض ان يقرأه في ومن الواقع الحضاري الراهن الطائفيون والقوميون العرب, ولكن هل يعني ذلك غياب الفكر العرقي الطائفي من الواقع, بالطبع لا, فمن المعروف بطؤ غياب البناء الفكري الروحي الراسم للايديولوجيا الاجتماعية, خاصة مع وجود استمرارية لبقايا من النظام البائد تشوه بنية المجتمع الحضاري الحديث وتعيق تحققه بان تعيد ايديولوجيا ذلك النظام انتاج قوى مجتمعية تخدمه وإن بمضامين طبقية حديثة, وغير القبلية التاريخية التي تلقفت ما امطرته السماء سابقا, فالمكون الاجتماعي للمركز الديني السياسي الطائفي لجماعة الاخوان المسلمين وتيارات الاسلام السياسي الاخرى, هو مكون طبقي راسمالي متشابك الذات والحركة مع قوة الراسمال النفطي الخليجي الاقليمي وقوة الراسمال العالمي العام بما فيها قوة الراسمال العالمي الصهيوني,
لقد كان اجدى بالاستاذ جواد البشيتي ان يقرأ اثر المتغير الطبقي المجتمعي البرجوازي الراسمالي في البناء الايديولوجي للطائفية المنوي بناءها في مصر ( الثورة ), وكيف تعمل قوى تيارات الاسلام السياسي على تجسيده في الواقع في صورة نظام من مهمات بنيته معاداة الاستقلال والسيادة الوطنية في حال عملت على او استلزمت قطع تشابك راسمال هذه القوى الخاص مع كتلة الراسمال العالمي, وتبعا للاوطنية الاساس القبلي العرقي المؤسس لهذه الايديولجيا,
ان قرارات الرئيس المصري محمد مرسي, والتي تقصي دور التعددية من العملية الديموقراطية, وتستحضر عوضا عنها الاستفراد والاستحواذ والاسئثار, بما تبقى من المرحلة الانتقالية فترسم ( بمسئولية التاسيس الدستوري, ومسئولية التشريع, ومسئولية التنفيذ, وبتهميش دور باقي القوى السياسية والمؤسسات المدنية, وتغيب الرقابة الاعلامية), فترسم الواقع المصري على صورة منظورها الطائفي الطبقي السلطوي الخاص له, متظللة بمقولة تطهير المجتمع من رموز النظام السابق, والتي في الحقيقة هي بذاتها اسوأ ما كان فيه واسوأ ما تبقى منه,
ان ما سبق عرضه لا يوضح فقط سبب عداء طائفية الاسلام السياسي المزمنة لثورة يوليو, ولا يوضح ايضا الاتجاه الخطر الذي تجر مصر اليه قوى الاسلام السياسي المصرية, بل ومخاطر التي ستجلبها ايضا على القضايا الوطنية العادلة لشعوب ومجتمعات منطقة الشرق الاوسط وفي مقدمتها القضية الفلسطينية, من خلال بناء حلف اسود طرفيه الرجعيات السياسية التقليدية في المنطقة وكتلة الانظمة الاخوانية الجديدة, والتي تتموضع جميعا الان وفعليا وبصورة خاصة في حاضنة اجندة النفوذ السياسي الامريكي
لقد كانت عملية سيناء الارهابية وما سفكت من دم مصري بريء دليل على بدء التحرك الجماعي لهذا التحالف السياسي الاسود, ضد مصالح شعوب مجتمعات المنطقة, وتحديدا ما يتعلق بمكتسباتها الديموقراطية السابقة التحقق, ورغم ادراكي انها مرحليا ستصب في المحاولة الامريكية للجم التوسعية الصهيونية, ومحاولتها التحول لمركز قوة عالمي, ورغم ادراكي ان هذه المحاولة ستقتضي انهاء حالة الانقسام الفلسطينية, واطلاق التسوية, الا انه من حقي كفلسطيني ان اتحسس ان ثمن كل هذا الذي يبدو لصالح قضيتي سيدفع ثمنه من الحقوق الفلسطينية وعلى حساب مصيرنا القومي,
لكل ذلك اقول للاستاذ جواد البشيتي ومن على ارض احترام رؤيته الفكرية السياسية, لا يا استاذ جواد النظام الطائفي الطبقي السياسي حقيقة موضوعية موجودة في الواقع, فكيف لا يجب علينا ان نخشاه؟




#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اخونة مصر في اطار الحاضنة الامريكية:
- عملية ( نسر ) المصرية تكمل ما بدأته عملية سيناء الارهابية:
- اضاءات على ظلال مشهد عملية سيناء ( السياسية):
- هل جدعت حركة حماس انف مقولة المقاومة في عملية سيناء
- قناة ماريا للمنتقبات, بين المقولة الشرعية والمقولة الوضعية ف ...
- انكار وهضم الحقوق الكردية سقف المطلب الديموقراطي في سوريا:
- القضية الفلسطينية بين اقدام متغيرات النفوذ السياسي في المنطق ...
- ثورة 23/ يوليو/ 1952م ... شهادة للتاريخ
- هل موت عمر سليمان طبيعي؟
- الطفلة دنيا ضحية السياحة في الاردن:
- مطلوب لجنة وطنية فلسطينية عامة للتحقيق في الاغتيالات الفلسطي ...
- الاخوان في مصر: اخطاء ترتكب ام منهاجية منتظمة؟
- دعوة للتبرؤ اجتماعيا وسياسيا من ابناء دايتون:
- انتظروا,,, الفلسطينيون قادمون
- فلسطين بين حسني مبارك وعمرو بن العاص: متى يعود الوعي؟
- لنحاكم انفسنا فبل ان نحاكم القضاء المصري
- مدلولات نتيجة انتخابات الرئاسة المصرية؟؟؟؟
- لا لمحاولة الانحدار الى مستوى انهزامي جديد
- الصورة الاقليمية وخلفيتها العالمية ومعضلة ابقاء الكيان الصهي ...
- مصر بين دولة الفلول ودولة المليشيات,


المزيد.....




- رئيس وزراء فرنسا: حكومتي قاضت طالبة اتهمت مديرها بإجبارها عل ...
- انتخاب جراح فلسطيني كرئيس لجامعة غلاسكو الا?سكتلندية
- بوتين يحذر حلفاء أوكرانيا الغربيين من توفير قواعد جوية في بل ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 13 ...
- رئيس جنوب إفريقيا يعزي بوتين في ضحايا اعتداء -كروكوس- الإرها ...
- مصر تعلن عن خطة جديدة في سيناء.. وإسرائيل تترقب
- رئيس الحكومة الفلسطينية المكلف محمد مصطفى يقدم تشكيلته الوزا ...
- عمّان.. تظاهرات حاشدة قرب سفارة إسرائيل
- شويغو يقلّد قائد قوات -المركز- أرفع وسام في روسيا (فيديو)
- بيل كلينتون وأوباما يشاركان في جمع التبرعات لحملة بايدن الان ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عبد القادر احمد - النظام الطائفي الاسلامي السياسي موجود ويجب ان نخشاه, ردا على الاستاذ جواد البشيتي